لبنان اليوم على مفترق طرق حاسم في خضم التحولات في المنطقة، وهو يواجه التحديات على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية. ومما لا شك فيه أن الحرب الاسرائيلية على لبنان التي انتهت إلى اتفاق وقف إطلاق النار، فرضت نفسها على كل المشهد السياسي ربطاً بالمعادلات التي كانت قائمة على مستوى المحاور . وما يسمى بمحور الممانعة والمقاومة تعرض لضربات مؤلمة وقاسية وغير مسبوقة،بعد اغتيال اسرائيل للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وما سبقه من سقوط لدمشق وحلب وحماة وحمص دون أي مقاومة من الجيش السوري، وقد أعلن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يوم السبت أن الحزب خسر طريق الإمداد العسكري عبر سوريا ولكن هذا تفصيل"ولا يمكننا الحكم على القوى الجديدة في سورية إلا عندما تستقر وتتخذ مواقف واضحة وينتظم وضعها ومن المهم أن نعمل قراءة بعد هذا التطور الكبير في المنطقة وإن شاء الله تكون النتائج إيجابية".



بالتوازي، فإن حزب الله أعلن ان برنامجه في المرحلة المقبلة هو تنفيذ وقف اطلاق النار جنوب نهر الليطاني وإعادة الإعمار وانتخاب رئيس. وكد الشيخ قاسم أنّ "اتفاق وقف إطلاق النار هو لوقف العدوان على لبنان وليس لإنهاء حزب الله ويرتبط بجنوب نهر الليطاني حصرا"، لكن هذا الأمر يلقى معارضة من قوى سياسية في البلد تختلف مع الحزب مع تنفيذ وتطبيق الاتفاق.
وفي هذا السياق، يرى حزب الكتائب أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي يبدو هشا، على الجميع الالتزام بمندرجاته كاملة منعا لإعادة توريط لبنان مرة جديدة في مأساة حرب جديدة، لا سيما أن هذه المرحلة مفصلية لتثبيت الأمن والاستقرار، تمهيدا للانطلاق نحو مشروع قيام الدولة.

عضو كتلة الكتائب النائب سليم الصايغ يؤكد لـ"لبنان 24" أن المطلوب من حزب الله أن يستعيد قراره اللبناني ويعلم انه لم يعد حزباً مسلحاً فلا يحاول مرة أخرى كما فعل بعد القرار 1701 الذي صدر في العام 2006، بالالتفاف عليه وتفريغه من مضمونه الفعلي، بحيث لم يعد نافذاً بالفعل وأصبح مجرد غطاء للاستمرار بخياره المسلح ولولا حرب الإسناد وما تبعها لما انكشف بهذا الشكل.

قبل الهرولة إلى الإصلاحات الموعودة وقبل إعادة النظر بما لا ينفع من النظام السياسي لا بد، بحسب الصايغ، من استكشاف مدى جدية حزب الله بإعادة التشكل كحزب سياسي كبقية الأحزاب. هو بالطبع لديه هواجس وأثبتت التجربة انه غير قادر على تبديدها بنفسه. إن قوته تحولت ضعفاً مدمراً له وللوطن. ونحن نعتبر أن عملية تبديد هواجس المكونات كلها لا تستقيم إلا بالعودة إلى دولة المواطنة الضامن الوحيد لحقوق الأفراد والجماعات كما جاء في الطائف والدستور، وإنجاز مشروع اللامركزية الإدارية الذي نص عليه اتفاق الطائف، في مجلس النواب ويتم تصحيحه إذا لزم الأمر على ضوء التجربة، لكن خوف الصايغ الوحيد هو أن يجر تشدد حزب الله إلى تصاعد التطرف في لبنان لا سيما أن المتغيرات الاقليمية أطاحت بالضوابط الماضية مما يشي بسهولة تفلت الأمور من عقالها.

ومع الإعلان عن وقف لإطلاق النار في لبنان، اعتبر كثيرون من خصوم حزب الله أن زمن انتخاب رئيس تكون مهمته الأساس حماية ظهر المقاومة أولا، انتهى ،كما انتهى معه أيضاً تشكيل حكومات تُكبل من قبل الحزب وحلفائه بالثلث الضامن أو المعطل، خاصة وأن اتفاق الدوحة أعطى حزب الله سلاحا سياسياً كان يستخدمه لمنع صدور القرارات التي لا يوافق عليها.

ويقول الصايغ في هذا السياق: إن اتفاق الدوحة لم يقل بالثلث المعطل أبداً إنما باعتماد الميثاقية كتثبيت للمبدأ الدستوري واعتماد التوافقية في اتخاذ القرارات كذلك كما جاء في الدستور. ولم يتكلم الاتفاق عن أغلبية أو أقلية وإلا لما تأخر تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري 6 أشهر. وعلى كل حال ولو سلمنا جدلاً أن الاتفاق أتى على غير ذلك، فنحن اليوم أمام تغيير عميق في لبنان يحتم الإنقاذ، بالعودة إلى الدستور من دون اجتهادات جديدة، متحدثاً عن الاستراتيجية الدفاعية التي هي بالواقع استراتيجية لحماية لبنان وهي متعددة الجوانب يكون الجانب العسكري والأمني فيها جانبا واحداً بالإضافة إلى الاقتصاد والحماية الاجتماعية وبيئة الأعمال وطريقة تشكيل السلطة لتأمين الاستقرار وتأمين القضاء المستقل واعتماد سياسة خارجية تغطي لبنان ولا تكشفه.

ويبقى أن حياد لبنان، كما يقول الصايغ، فيه اليوم طمأنة للجميع فلا يتغلب أحد على أحد في لبنان بتغير الموازين إقليميا أو دوليا. فنحن نريد أن يشعر كل مواطن أن لا أحد يستطيع أن يعتمد الاستقواء بالخارج وسيلة لصرف نفوذه في الداخل. وأهمية موقفنا أنه ثابت في عز قوة محور الممانعة كما اليوم في عز تقهقره واندثاره، مضيفاً أليس الحياد أفضل من كل الوصايات وتعطي حصانة وقوة لا تقهر؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

نعيم قاسم: اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل لا يعني نهاية المقاومة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير مع إسرائيل يهدف فقط إلى وقف العدوان الإسرائيلي، ولا يعني بأي شكل من الأشكال إنهاء المقاومة.

وقد أوضح قاسم، في تصريح متلفز، أن الاتفاق هو تنفيذ لقرار الأمم المتحدة 1701، ويقتصر على منطقة جنوب نهر الليطاني. وشدّد على أنّ حزب الله تحلّى بالصبر رغم مئات الخروقات الإسرائيلية، سعيًا لإنجاح الاتفاق وتفادي أي عقبات.

وقد أشار قاسم إلى أن حزب الله أحبط أهداف إسرائيل في القضاء على المقاومة وسحقها، مُؤكّداً أنّ إسرائيل لم تحقّق إنجازًا يُذكر سوى إحداث خسائر بقتل بعض القادة.

صورفض قاسم فكرة الاستسلام أو الخضوع، مشدداً على استمرار المقاومة، وقد أكد أن المشكلة تكمن في العدوان الإسرائيلي، وليس في المقاومة ذاتها.

وأثنى قاسم على صمود المقاومين، معتبراً أن المقاومة حقّقت انتصاراً بمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها الأساسية في القضاء على حزب الله واستعادة المستوطنين دون اتفاق. كما أشاد بمنع إسرائيل من الوصول إلى "الشرق الأوسط الجديد" من بوابة لبنان.

وفي ما يتعلق بالوضع في فلسطين، شدد قاسم على أهميّة فلسطين كنقطة ارتكاز لتحرير المنطقة، مُؤكّداً أنّ المقاومة لا تعتمد على الضربة القاضية، بل على النقاط المكتسبة والتقدم المُستمر، وقد أكد استمرار المقاومة مهما كانت إمكاناتها محدودة.

وفي الختام، أشار قاسم إلى دور المقاومة في منع إسرائيل من تحقيق أهدافها التوسّعية في لبنان، وإلى ضرورة استمرار المقاومة بإيمان وتضحيات، مشدداً على أن المقاومة هي الوسيلة الأكثر فعالية لكبح جماح العدوان الإسرائيلي.

كما انتقد قاسم التدخل الخارجي في سوريا، معتبراً أنه يهدد المنطقة بإعدام كامل.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • الاحتـلال يواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • الاحتلال يواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.. عمليات تفجير وغارات
  • 230 انتهاكا.. الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
  • ميقاتي يتحدث من روما عن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل والوضع في سوريا والشرق الأوسط
  • اتفاق وقف إطلاق النار: بين الخروقات الاسرائيلية والمساعي الدولية لتثبيته
  • نعيم قاسم: اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل لا يعني نهاية المقاومة
  • حزب الله: اتفاق وقف إطلاق النار هو لوقف العدوان وليس إنهاء المقاومة
  • غارة إسرائيلية تقتل لبنانياً في بلدة الخيام الحدودية