الجارديان: استقالة زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية تعكس انقساما داخل حركة المحافظين
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الأزمة السياسية الراهنة التي تشهدها كوريا الجنوبية في أعقاب موافقة البرلمان على عزل الرئيس يون سوك يول على خلفية قراره منذ عدة أيام بفرض الأحكام العرفية في البلاد ثم عدوله عنه بعد ساعات قليلة.
وأشارت الجارديان في مقال للكاتب رافائيل راشد، نشرته، اليوم الاثنين، إلى أن زعيم الحزب الحاكم هان دونج هون تقدم باستقالته من رئاسة الحزب في إشارة إلى موافقته على عزل الرئيس، موضحا أن استمراره في رئاسة الحزب أصبحت غير منطقية بعد موافقته على قرار العزل.
ولفتت الصحيفة إلى أن إعلان زعيم الحزب الحاكم الاستقالة يأتي في الوقت الذي بدأت فيه المحكمة الدستورية النظر في قرار العزل بينما يستعد محققون لاستجواب الرئيس خلال الأسبوع الجاري.
وأوضحت، أن القرار بفرض الأحكام العرفية لاقى اعتراضا شديدا من جانب الشعب وأعضاء البرلمان، لافتة إلى تصريحات هان دونج هون التي أكد فيه خشيته من مواجهات دموية عنيفة بين الجيش والشعب في حالة عدم رفع الأحكام العرفية.
وقالت، إن استقالة زعيم الحزب الحاكم، الذي يعد أحد أهم المقربين من الرئيس الكوري، لا تشكل فقط نهاية لعلاقة تحالف وطيدة جمعت بين الرجلين لسنوات طويلة حتى قبل تولي يون سوك يول منصبه كرئيس للبلاد، ولكنها تعكس كذلك انقسامات حادة داخل حركة المحافظين التي ينتمي إليها يول حيث يمثل هون الاتجاه الأحدث والأكثر تفتحا بينما يمثل الرئيس يول الاتجاه التقليدي.
وأشارت إلى أن المحكمة الدستورية اجتمعت بكامل هئيتها للنظر في قرار عزل الرئيس الذي اتخذه البرلمان يوم السبت الماضي، موضحة أن المحكمة لديها الصلاحية لمناقشة الأمر خلال ستة أشهر واتخاذ القرار بشأن عزل الرئيس من منصبه أو إعادة تنصيبه مرة أخرى.
وأوضحت أنه في حالة عزل الرئيس، طبقا للدستور، ستجري انتخابات عامة لاختيار رئيس جديد للبلاد خلال 60 يوما من قرار المحكمة وخلال تلك الفترة يتم تعطيل جميع صلاحيات الرئيس، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء هان دوك سو يتولى حاليا منصب الرئيس المؤقت للبلاد.
وقالت إن الرئيس وعددا من مساعديه قد يواجهون اتهامات بالعصيان المدني وإساءة استغلال السلطة ومنع الشعب من ممارسة حقوقه بسبب سعيه لفرض الأحكام العرفية في البلاد.
اقرأ أيضاً27 ديسمبر.. أولى الجلسات التحضيرية لعزل رئيس كوريا الجنوبية
الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية يرفض اقتراح المعارضة بتشكيل هيئة استشارية
كوريا الجنوبية.. حديقة «هدوء الصباح» تتزين بأكثر من 30 ألف مصباح
كوريا الجنوبية: نستعد للتعامل مع أي تغييرات محتملة في ظل إدارة ترامب
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: كوريا الجنوبية صحيفة الجارديان البريطانية الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية عزل رئيس كوريا الجنوبية الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية زعیم الحزب الحاکم الأحکام العرفیة کوریا الجنوبیة عزل الرئیس إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية.. احتجاجات في كوريا الجنوبية ومطالب بعزل الرئيس
شهدت كوريا الجنوبية موجة من الاحتجاجات السياسية العارمة إثر محاولة الرئيس يون سيوك-يول فرض الأحكام العرفية في الثالث من سبتمبر 2024، وهي محاولة وصفها معارضوه بأنها انتهاك صارخ للدستور والقوانين.
جاء هذا التطور ليشكل نقطة تصعيد في الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، حيث طالب زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية، لي جيه-ميونغ، نواب البرلمان بالتصويت لصالح عزل الرئيس بسبب تصرفاته التي وصفها بأنها تهديد مباشر للديمقراطية وحقوق الشعب، هذا التوتر المستمر يعكس استقطابًا حادًا في الساحة السياسية الكورية الجنوبية، ويجسد حالة من الفوضى السياسية التي تتطلب حلًا سريعًا وفقًا لزعماء المعارضة.
تفاصيل الواقعة
في يوم 13 ديسمبر 2024، دعا لي جيه-ميونغ، زعيم الحزب الديمقراطي المعارض، إلى إجراء تصويت عاجل على مشروع قانون لعزل الرئيس يون من منصبه، في ظل الاحتجاجات المستمرة ضد محاولته الفاشلة لإعلان الأحكام العرفية.
وقال لي في تصريحات له أمام الجمعية الوطنية إن "التاريخ سيتذكر قراراتهم"، مُؤكدًا أن عزل الرئيس هو الحل الأكثر أمانًا لإنهاء هذه الأزمة السياسية التي هزت البلاد.
وكان الرئيس يون قد حاول فرض الأحكام العرفية في سبتمبر الماضي في ظل أزمة أمنية كبيرة، لكن المعارضة والشعب اعتبروا ذلك تجاوزًا للدستور.
وأكد لي أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس في وقت سابق كان "إعلان حرب مجنون على الشعب"، متهمًا إياه بمحاولة التغطية على جريمة من خلال "أكاذيب قبيحة".
ردود الفعل السياسية
في خطوة مدعومة من أحزاب المعارضة الأخرى، قام الحزب الديمقراطي بتقديم اقتراح لعزل الرئيس، بعد أن فشل اقتراح مماثل في الأسبوع الماضي بسبب مقاطعة غالبية نواب الحزب الحاكم، مما حال دون اكتمال النصاب القانوني للتصويت.
وجاء هذا الاقتراح الجديد مدعومًا من خمسة أحزاب معارضة، مما يعكس اتساع دائرة المعارضة ضد الرئيس يون.
كما أكد الحزب الديمقراطي أنه سيواصل الضغط على البرلمان من أجل إقرار عزل الرئيس، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة لا تقتصر فقط على الجانب السياسي، بل هي تمثل "صوت الشعب الذي لا يمكن تجاهله".
في هذا السياق، شدد لي على أن النواب بغض النظر عن انتمائهم السياسي يجب أن يضعوا مصلحة الشعب أولًا، وأن "ما يجب أن يُحمى هو حياة المواطنين، وليس الرئيس أو حزبه".
المسار القانوني والسياسي
يتطلب طرح اقتراح العزل للموافقة عليه دعم ثلثي أعضاء الجمعية الوطنية، أي ما يعادل 200 عضو من أصل 300 عضو.
ومن المقرر أن يتم طرح الاقتراح للتصويت في يوم السبت المقبل بعد استكمال الإجراءات القانونية، وهو ما يزيد من حدة التوتر السياسي في البلاد.
وهذه الأزمة تأتي في وقت حساس جدًا بالنسبة لكوريا الجنوبية، التي تواجه تحديات اقتصادية وأمنية عدة، إضافة إلى الضغط السياسي الداخلي، مما يجعل تطبيع الوضع السياسي في البلاد هدفًا رئيسيًا لجميع الأطراف.