د.حماد عبدالله يكتب: لماذا سميت "مصر" بالمحروسة !!
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
هذا البلد الأمين ،الجميل، المتفرد فى مزاياه، وأيضًا المتفرد فى عيوبه، هذا البلد العظيم لا يمكن أن يختلف عليه أحد من المحللين بأنه قد رسخت فيه الأصول الطيبة وإلتصقت بأهله صفات الشعوب اللصيقة بأرضها، والمحبة والعاشقة لتراثها وترابها، هذا البلد (مصر) الإيمان فيه بالعقائد راسخ، ولم يتغير هذا البلد ولم يستطع غازِ أن يغزوه بثقافته أو بتقاليده، أو ينزع عن أهله خواصهم وتميزهم .
-هذا البلد حينما جائه "الإسكندر الأكبر" غازيًا، تَّدينَ بدين أهله، وذهب إلى معبد "أمون" فى واحة سيوة لكى يعلن نفسه خادمًا للإله "أمون" !!
و حينما جائه "داريوس" ومساعده "قمبيز" غُزَاهْ من بلاد "الفرس" قبل ألف عام قبل الميلاد، ذهبا إلى "الخارجة" عاصمة الوادى الجديد لكى ينشأ معبد (هيبس) ويتعبدوا فيه لألهة المصريين !!.
و حينما جائه "نابليون" غازيًا، ناداه المصريون بعد كفاحهم ضد الإحتلال الفرنسى بأنه مسلم، وحتى قائده (كليبر) والذى قتله "سليمان الحلبى" فى القاهرة كان يَّدعى تدينه بدين الإسلام !!.
و عندما إقترب "روميل" قائد قوات هتلر من صحراء العلمين بالقرب من مدينة الإسكندرية على شفا ثلاث ساعات من "القاهرة" إستعد المصريون بتسمية (هتلر) بالشيخ (محمد هتلر)، نكاية فى الإستعمار الإنجليزى!!.
و لعل المصريون الذين رزقوا بأطفال فى هذه الفترة قد أطلقوا عليهم إسم "هتلر"، وأشهر من سمى فى هذه الحقبة الزمنية هو المرحوم اللواء " هتلر طنطاوى" رئيس الرقابة الإدارية الأسبق !.
هكذا هذا البلد يذيب كل من يغزوه ويلبسه ثقافته وتقاليده.
و لعل مجئ "عمرو بن العاص" على رأس الحملة التى فتحت "مصر"، وإنقاذ المصريون من إضطهاد "الرومان"، وأعطى "أقباط مصر" حقوقهم وأعاد لهم حق الحياه فوق الأرض، بعد أن كانوا هاربين فى صحراوات مصر كلها حتى وصلوا إلى واحة (الخارجة) وأنشأوا مدينة (القبوات) وهى ما تعرف اليوم بأثار (البجوات) القبطية الشهيرة !!.
جاء "عمرو بن العاص" إلى مصر بتكليف واضح وشديد الصراحة من أمير المؤمـنين "عمر بن الخطاب"، "أهل مصر هم خير أجناد أهل الأرض "كما قال عنهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، "ومصر" هى البلد الوحيد المذكور فى القراّن الكريم أكثر من ثلاثة عشر مرة، "وأهل مصر"، أهدو رسول الله زوجته أم ولده الوحيد "إبراهيم" السيدة "ماريا القبطية"، "ومصر" هى بلد السيدة " هاجر" زوجة رسول الله "إبراهيم"، هكذا جاء "عمرو بن العاص" بتوصية "بأهل مصر" من خليفة رسول الله، ووصايا الرسول قبل رحيله إلى الرفيق الأعلى.
هذا البلد العظيم محروس بإرادة الله عز وجل !!
لذا سمى هذا الوطن الحبيب "مصر" من أهله ومعارفه ومحبيه "بالمحروسة مصر" وهى كذلك إلى ما شاء الله، فلا خوف أبدًا على هذا البلد، مهما كانت المصائب والمؤمرات والغباء المستحكم فى بعض "الأزمنة الذى يصيب أبنائه"!!
Hammad [email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
عدنان الروسان يكتب .. عناق يصل الى حد الفاحشة
#عناق يصل الى حد الفاحشة
كتب .. #عدنان_الروسان
الأمور في #الإقليم_العربي تتدحرج ككرة الثلج وتكبر بصورة كبيرة مأساوية و قد تطيح بنا جميعا ، #ترامب أكثر #شراسة من #نتنياهو ، و ترامب يريد ركوعا كاملا مذلا مهينا لكل العرب قلم قايم دون أي استثناء ، نتنياهو يقبل باتمام #صفقة_التبادل و ترامب يقول على لسان وزير خارجيته اليوم في اسرائيل بأن على #حماس ان تطلق سرح كل #الأسرى الإسرائيليين ، و على حماس ان تخرج مستسلمة من قطاع غزة ، و على حماس ان تلقي #السلاح ، و على الغزيين ان يخرجوا بالسلامة الى الأردن و مصر و السعودية ، و غزة لأمريكا و ستكون صالة قمار و دار بغاء.
المشهد لا يحتاج لا الى تفسير و لا تحليل سياسي …
و نحن ما نزال بانتظار #مؤتمر_قمة_عربي يعقد في السابع و العشرين من هذا الشهر و لا ندري لماذا كل هذا الإنتظار بينما اشعال النار في الإقليم على اشده ، و أمريكا توقد نيران الفوضى و تريد لإسرائيل اكثر مما تريده اسرائيل لنفسها ، و المقاومة تكاد تكون وحيدة في هذا المشهد السيريالي المحزن ، و كل العرب يكتفون بشجب على استحياء او معارضة و هي مختبئة وراء حجاب .
الأمريكون الذين هم غير متعودين على العناق في السلام باتت كل سلاماتهم مع الإسرائيليين عناقا و ضما و تطبيلا على الأقفية ، عناق يصل الى حد الفاحشة السياسية و الإبتذال المهين ، كنا نظن أن تبويس اللحى و الضم و العناق حالة عربية و اذا بها تصبح حالة صهيو أمريكية بامتياز ، انهم يقولون لنا في كل لمسة أنهم سيفرموننا ، سيذبحون غزة الثور الأبيض ثم سيأتي الدور على باقي الأمة و الذين يزعمون اننا من نتبنى هذه الرؤية اننا نبالغ في الأمر ، نسأل الله ان يكونوا على صواب و نكون نحن على خطأ.
يا جماعة المقاومة ، اعلموا أنه ليس معكم أحد من النظام الرسمي العربي باستثناء بعض القلة من المستضعفين في النظام ، فوجهوا وجوهكم شطر المسجد الحرام و ادعوا الله أن يقف معكم و سندعوا معكم نحن ايضا لأنه في هذه الساعات الحرجة لا ملجأ لكم مما انتم فيه الا الله لقد كفيتم و وفيتم و قاتلتم بشرف و شهامة عز مثيلها ، لقد صمدتم صمود الصحابة و صبرتم صبر ايوب على ابن العلقمي ، و كان قادتكم في مقدمة الركب و لم تهنوا و لم تحزنوا و بقيتم الأعلون بفضل الله…
نحن كالنساء لا نجرؤ حتى على البكاء على حالكم و حالنا الا بالسر ، فالفرح لإنتصاركم ممنوع في ارجاء مضارب العرب ، و الحزن على حالكم ممنوع ، و التعاطف معكم جريمة تعاقب عليها قوانين الجامعة العربية بأشد العقوبات …
و لكن…
لكن الله يسمع و يرى و هو اعلم بحالنا و حالكم و غني عن شكوانا و شكواكم ..
و لن نكون أرحم من الله بكم…
و ستنتصرون ، و الله انكم لمنصورون و لن يتركم الله أعمالكم
و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم