شبكة انباء العراق:
2025-02-21@01:05:54 GMT

افتقار النظام السياسي إلى رؤية المرجعية!!

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

بقلم : تيمور الشرهاني ..

في ظل التحولات السياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة، بات العراق في قلب الأحداث، حيث تزايدت التوترات الداخلية والخارجية التي تضغط على نظامه السياسي القائم. شهدت الأحداث لقاء حسن الممثل الأممي نجل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني مع شخصيات سياسية ودينية، أثار العديد من التساؤلات حول الرسائل والإشارات التي يحملها هذا الاجتماع، وما إذا كان يمثل تمهيداً لتغييرات جذرية قادمة في العراق.


منذ عام 2003، بُني النظام السياسي العراقي على مبدأ المحاصصة الطائفية، مما جعله عرضةً للعديد من الأزمات المتكررة. هذه المحاصصة أفرزت نظاماً سياسياً هشاً، يعتمد على توافقات بين الكتل الطائفية والعرقية دون أن يحقق تطلعات الشعب العراقي. على مدى العقدين الماضيين، تفاقمت مشكلات الفساد، وسوء الإدارة، وضعف الخدمات الأساسية، مما أدى إلى موجات متكررة من الاحتجاجات الشعبية، كان أبرزها احتجاجات تشرين عام 2019 التي طالبت بإصلاح شامل للنظام السياسي والقضاء على الفساد.
وفي هذا السياق، تأتي أهمية لقاء نجل السيستاني، كون المرجعية الدينية في النجف تتمتع بدور مركزي في الحياة السياسية والاجتماعية في العراق، على الرغم من حفاظها على مسافة واضحة من التدخل المباشر في الشؤون السياسية اليومية. ومع ذلك، فإن مواقف المرجعية غالباً ما تكون مؤثرة، خاصة عند الأزمات الكبرى.
لقاء المُمثل الأممي نجل المرجع السيستاني مع شخصيات سياسية ودينية يمكن تفسيره في سياقات عدة:
التأكيد على الإصلاحات التي دعت إليها المرجعية الدينية، طالما دعت إلى إصلاح النظام السياسي برمته، والابتعاد عن المحاصصة الطائفية، والعمل على تحسين أوضاع الشعب العراقي. هذا اللقاء قد يكون رسالة واضحة تؤكد على ضرورة تحقيق هذه الإصلاحات في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية.
في المحصلة، لابد من “سحق الرؤوس العفنة، وبالذات الفاسدين” – كما ورد في بعض التقارير التي اطلعت عليها المرجعية، يعكس لغة حادة تُشير إلى نفاد صبرها وكذلك أغلب الشعب تجاه رموز الفساد والجهات التي تعرقل أي تقدم سياسي أو اقتصادي. هذه الرسالة قد تكون تمهيداً لمحاسبة الشخصيات التي تسببت في تفاقم الأزمات في العراق.
بيد أن العراق جزء لا يتجزأ من منظومة إقليمية تتأثر بالصراعات بين إيران، والخليج، والولايات المتحدة، وتركيا. أي تغيير يحدث في النظام السياسي العراقي سيكون له انعكاسات مباشرة على هذه التوازنات. هذا اللقاء قد يحمل رسالة بأن العراق يتهيأ للتكيف مع هذه المتغيرات، أو أنه يسعى إلى تحصين نفسه من تداعياتها.
رغم الرسائل الإيجابية التي يمكن أن تحملها مثل هذه اللقاءات، إلا أن العراق يواجه تحديات كبيرة قد تعيق أي محاولات للإصلاح:
فضلاً عن أن الفساد يعتبر العقبة الأكبر أمام أي تحول سياسي أو اقتصادي في العراق، كما تشير التقارير الدولية إلى أن العراق من بين أكثر الدول فساداً في العالم، مما يضعف ثقة الشعب في أي جهود إصلاحية.
الجدير بالذكر أن التدخلات الخارجية، سواء من دول إقليمية أو قوى دولية، تزيد من تعقيد المشهد السياسي العراقي. هذه التدخلات غالباً ما تعرقل أي محاولات لتحقيق الاستقرار الداخلي، كما أن افتقار النظام إلى رؤية موحدة. من الواضح للمراقب أن الانقسامات بين الكتل السياسية والطائفية تجعل من الصعب تحقيق توافق حول الإصلاحات المطلوبة، كل كتلة تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب المصلحة الوطنية.
افتقار النظام السياسي إلى رؤية المرجعية!!
تيمور الشرهاني

في ظل التحولات السياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة، بات العراق في قلب الأحداث، حيث تزايدت التوترات الداخلية والخارجية التي تضغط على نظامه السياسي القائم. شهدت الأحداث لقاء حسن الممثل الأممي نجل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني مع شخصيات سياسية ودينية، أثار العديد من التساؤلات حول الرسائل والإشارات التي يحملها هذا الاجتماع، وما إذا كان يمثل تمهيداً لتغييرات جذرية قادمة في العراق.
منذ عام 2003، بُني النظام السياسي العراقي على مبدأ المحاصصة الطائفية، مما جعله عرضةً للعديد من الأزمات المتكررة. هذه المحاصصة أفرزت نظاماً سياسياً هشاً، يعتمد على توافقات بين الكتل الطائفية والعرقية دون أن يحقق تطلعات الشعب العراقي. على مدى العقدين الماضيين، تفاقمت مشكلات الفساد، وسوء الإدارة، وضعف الخدمات الأساسية، مما أدى إلى موجات متكررة من الاحتجاجات الشعبية، كان أبرزها احتجاجات تشرين عام 2019 التي طالبت بإصلاح شامل للنظام السياسي والقضاء على الفساد.
وفي هذا السياق، تأتي أهمية لقاء نجل السيستاني، كون المرجعية الدينية في النجف تتمتع بدور مركزي في الحياة السياسية والاجتماعية في العراق، على الرغم من حفاظها على مسافة واضحة من التدخل المباشر في الشؤون السياسية اليومية. ومع ذلك، فإن مواقف المرجعية غالباً ما تكون مؤثرة، خاصة عند الأزمات الكبرى.
لقاء المُمثل الأممي نجل المرجع السيستاني مع شخصيات سياسية ودينية يمكن تفسيره في سياقات عدة:
التأكيد على الإصلاحات التي دعت إليها المرجعية الدينية، طالما دعت إلى إصلاح النظام السياسي برمته، والابتعاد عن المحاصصة الطائفية، والعمل على تحسين أوضاع الشعب العراقي. هذا اللقاء قد يكون رسالة واضحة تؤكد على ضرورة تحقيق هذه الإصلاحات في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية.
في المحصلة، لابد من “سحق الرؤوس العفنة، وبالذات الفاسدين” – كما ورد في بعض التقارير التي اطلعت عليها المرجعية، يعكس لغة حادة تُشير إلى نفاد صبرها وكذلك أغلب الشعب تجاه رموز الفساد والجهات التي تعرقل أي تقدم سياسي أو اقتصادي. هذه الرسالة قد تكون تمهيداً لمحاسبة الشخصيات التي تسببت في تفاقم الأزمات في العراق.
بيد أن العراق جزء لا يتجزأ من منظومة إقليمية تتأثر بالصراعات بين إيران، والخليج، والولايات المتحدة، وتركيا. أي تغيير يحدث في النظام السياسي العراقي سيكون له انعكاسات مباشرة على هذه التوازنات. هذا اللقاء قد يحمل رسالة بأن العراق يتهيأ للتكيف مع هذه المتغيرات، أو أنه يسعى إلى تحصين نفسه من تداعياتها.
رغم الرسائل الإيجابية التي يمكن أن تحملها مثل هذه اللقاءات، إلا أن العراق يواجه تحديات كبيرة قد تعيق أي محاولات للإصلاح:
فضلاً عن أن الفساد يعتبر العقبة الأكبر أمام أي تحول سياسي أو اقتصادي في العراق، كما تشير التقارير الدولية إلى أن العراق من بين أكثر الدول فساداً في العالم، مما يضعف ثقة الشعب في أي جهود إصلاحية.
الجدير بالذكر أن التدخلات الخارجية، سواء من دول إقليمية أو قوى دولية، تزيد من تعقيد المشهد السياسي العراقي. هذه التدخلات غالباً ما تعرقل أي محاولات لتحقيق الاستقرار الداخلي، كما أن افتقار النظام إلى رؤية موحدة. من الواضح للمراقب أن الانقسامات بين الكتل السياسية والطائفية تجعل من الصعب تحقيق توافق حول الإصلاحات المطلوبة، كل كتلة تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب المصلحة الوطنية.

تيمور الشرهاني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات النظام السیاسی العراقی الداخلیة والخارجیة المرجعیة الدینیة الشعب العراقی أی محاولات العراق من أن العراق فی العراق بین الکتل تعرقل أی إلى رؤیة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء العراقي يؤكد استمرار بلاده في تقديم الدعم للشعب اللبناني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، في اتصال هاتفي بنظيره اللبناني نواف سلام، استمرار العراق في تقديم الدعم للشعب اللبناني، خاصة في مجال توفير الوقود.

وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، في بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع)، بأن الجانبين بحثا تعزيز العلاقات المشتركة ومتابعة آخر تطورات الأوضاع في المنطقة.

وأكد السوداني - بحسب البيان - استمرار العراق في تقديم الدعم للشعب اللبناني، خاصة في مجال توفير الوقود، تنفيذًا لقرارات مجلس الوزراء بدعم صمود لبنان وتعزيز قدراته في مواجهة مختلف التحديات.

من جانبه، أكد سلام حرص حكومته على تنمية العلاقات مع العراق في مختلف الصعد والمجالات، وتأكيد العمل المشترك من أجل توفير الأمن والاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • العراق أولاً لكن... الغلبة للحسابات السياسية والعلاقة مع سوريا مثالا
  • تويوتا تكشف عن الجيل الثالث لخلايا الوقود الهيدروجيني .. رؤية مستقبلية في هذا المجال
  • باحث سياسي: هناك فرصة تاريخية لتوحيد النظام السياسي في الضفة الغربية وغزة
  • بعد زيارته لكوردستان.. أسقف بريطاني ينتقد تجاهل النظام التعليمي العراقي للمسيحيين
  • الحكيم: فتوى المرجعية والحشد الشعبي كانا مفتاحًا لهزيمة داعش وحفظ العراق
  • رئيس الوزراء العراقي يؤكد استمرار بلاده في تقديم الدعم للشعب اللبناني
  • النظام الغذائي و«صحة الأمعاء».. ما «الأطعمة» التي يجب تناولها وتجنبها؟
  • الشباب في العراق.. دعوات لتطبيق النظام الأوروبي لتحقيق أحلامهم
  • مستشار نائب رئيس النواب العراقي: العلاقات مع مصر قوية وتاريخية ونتطلع دائما إلى مزيد من التعاون
  • تأجيل التوقيع على الميثاق السياسي للقوى السياسية السودانية المؤيدة لتشكيل” حكومة موازية”