موقع 24:
2025-05-01@14:31:13 GMT

نيويوركر: مستقبل سوريا التحدي الأكبر

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

نيويوركر: مستقبل سوريا التحدي الأكبر

اعتبرت الكاتبة السياسية روبين رايت أن سوريا التي تشكل محوراً جيواستراتيجياً في الشرق الأوسط، انقبلت فجأة رأساً على عقب بعد سقوط نظام الأسد. وكذلك فعلت المنطقة.

انتشر هذا الشعور بالشك في جميع أنحاء المنطقة

بدأ السباق لتحديد مستقبل سوريا، بسرعة، لمنع الخصومات العرقية والسياسية والطائفية من إشعال حرب أكثر إثارة للانقسامات من الصراع الذي مزقها مدة 13 عاماً كما كتبت رايت في مجلة "ذا نيويوركر".

لم ينتهِ النزاع

يضم سكان سوريا وعددم 23 مليون نسمة طوائف مسلمة متعددة، ومسيحيين، ودروزاً وأكراداً. يحتفل بشهر رمضان وعيد الفصح قانوناً. كان تاريخ سوريا بعد إعلان الاستقلال عن الانتداب الفرنسي في 1946 متقلباً، حيث شهدت 20 انقلاباً قبل 1970 عندما أطاح حافظ الأسد، وزير الدفاع حينها، بأعضاء حزبه البعث، وفي السنة التالية، أصبح رئيساً.
"لم ينته الصراع"، وفق ما حذر غير بيدرسون، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا. يريد اللاعبون الإقليميون والعالميون، أن يكونوا "إيجابيين وداعمين، لكن كثيرين يشعرون بالتوتر" من حكومة أنشأتها هيئة تحرير الشام، وهي ميليشيا سنية قادت التمرد، وكانت لزعمائها علاقات سابقة بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش. "إنهم يرون جماعة إسلامية تصل إلى السلطة ويتساءلون إذا كانوا سيفون حقاً بما وعدوا به".

Beautiful Sunday mass in Damascus a week after Assad was toppled.

It was an early test of assurances by Syria’s new Sunni Muslim rulers that the rights of minorities will be protected.

Some worshipers said they feared the unknown. Others express cautious optimism.

READ:… pic.twitter.com/g6bVn9wcST

— Timour Azhari (@timourazhari) December 15, 2024

لاحظ بيدرسن أن الخطر يكمن في سيناريو ليبيا. بعد الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، قاتلت حكومتان متنافستان في طرابلس وبنغازي. ولم تسر تحولات أخرى بعد الثورات العربية بشكل جيد.

عالم الجهادية دائم التبدل أضافت الكاتبة أن زعيم هيئة تحرير الشام الكاريزمي المعروف باسمه الحربي أبي محمد الجولاني تعهد بتجنب تكرار الأخطاء التي أدت إلى الحرب الأهلية في العراق، حيث فكك الاحتلال الأمريكي في 2003، الجيش وحظر حزب البعث. وقد أدت هذه الخطوات إلى ظهور ميليشيات معادية لأمريكا، بما فيها الجماعات التي انضم إليها الجولاني.
فقد قاتل مع تنظيم القاعدة في العراق، وفي 2005 احتجزته القوات الأمريكية في سجن بوكا سيئ السمعة، حيث التقى بأبي بكر البغدادي، مؤسس داعش، الذي أرسله لاحقاً لتأسيس فرع سوري لتنظيمه. في عالم الجهادية المتطور باستمرار، أبعد الجولاني منذ ذلك الحين هيئة تحرير الشام عن القاعدة وداعش.
وفي لفتة رمزية، عاد إلى اسمه الحقيقي، أحمد الشرع. مع ذلك، بشر بسقوط الأسد باعتباره "انتصاراً للأمة الإسلامية". ولا تزال الولايات المتحدة ترصد مكافأة بـ10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله، كما أن هيئة تحرير الشام مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. تطور خطير

في اجتماع الدوحة الذي عُقد قبل يوم من سقوط الأسد، وصف موفدو روسيا، وتركيا، والسعودية، والعراق، ومصر، والأردن، وقطر الأزمة السورية بـ "تطور خطير" على الأمن الدولي. وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن على الحكومة الجديدة أن تعامل جميع الأديان والأعراق على قدم المساواة، وأنه لا يجب أن تتسامح مع "الانتقام".

The scramble is on to define the future of Syria, quickly, to prevent ethnic, political, and sectarian rivalries from triggering a war even more divisive than the conflict that has riven the nation for 13 years, @wrightr writes. https://t.co/4VIayTFyAH

— The New Yorker (@NewYorker) December 15, 2024

وقالت إدارة بايدن إنها مستعدة للاعتراف بحكومة جديدة إذا كانت "موثوقة وشاملة وغير طائفية". ومع ذلك فإن قوات سورية هي التي أطاحت بالأسد، وبالتالي لم يتضح النفوذ الذي ستمارسه أي حكومة أجنبية في دمشق، باستثناء النفوذ الاقتصادي. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات قاسية على سوريا بسبب الإرهاب والقمع.

طغيان الشك في خطوة أولى، عينت هيئة تحرير الشام محمد البشير، المهندس الذي أدار حكومة الهيئة الإقليمية في شمال إدلب، رئيساً للوزراء لمدة ثلاثة أشهر تقريباً. بالنسبة إلى بقية العالم، يظل قرار الأمم المتحدة 2254 الأساس القانوني للفترة الانتقالية، وهو يدعو إلى دستور جديد وانتخابات حرة تمتد على مدى 18شهراً. لكن هذا كان مكتوباً منذ 9 أعوام.
الآن يتحرك الوقت بسرعة أكبر بكثير في بلد ينهار اقتصاده وتشر ملايين فيه أو أجبروا على المنفى. وتقول سوسن أبو زين الدين التي تقود منظمة "مدنية"، وهي مظلة لمئتي مجموعة من منظمات المجتمع المدني السوري: "يتعين علينا أن نقبل بالاضطراب لأنه جزء من العملية. نحن جميعاً نعتمد على حسن النية، لكننا لا نستطيع أن نعتمد على حسن النية لفترة طويلة".
انتشر هذا الشعور بالشك في جميع أنحاء المنطقة. فقد أصبح لتنظيم داعش وجود سري متزايد مرة أخرى في سوريا؛ وشنت الولايات المتحدة أكثر من 75 غارة جوية لمنعه من استغلال الاضطرابات. وتتصاعد التوترات بين تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والتي يدعمها تحالف تقوده الولايات المتحدة. تسيطر قوات سوريا الديمقراطية الآن على ثلث سوريا. تحول تكتوني

مع سقوط الأسد، عبرت دبابات وقوات إسرائيلية إلى سوريا، واستولت على 150 ميلاً مربعاً من مرتفعات الجولان، وهي منطقة منزوعة السلاح تراقبها الأمم المتحدة منذ 1974، في جزء من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بعد الحرب بين إسرائيل وسوريا. كما شنت إسرائيل ما يقرب من 500 غارة جوية على البحرية والجيش والقوات الجوية السورية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو: "ليس لدينا نية للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لكننا نعتزم بالتأكيد عمل كل ما هو مطلوب لضمان أمننا. وكما وعدت، إننا نغير وجه الشرق الأوسط".

كان التحول التكتوني في ميزان القوى واضحاً عندما سحبت إيران آخر دبلوماسييها من سوريا مع نهاية الاجتماع في الدوحة. وفي واحدة من أولى خطواتهم، اقتحم المتمردون ضريح حافظ الأسد، وأشعلوا النار فيه. 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الولایات المتحدة هیئة تحریر الشام

إقرأ أيضاً:

منتدى الأمن العالمي بالدوحة يبحث مستقبل سوريا والعدالة الانتقالية

الدوحة- أكد عدد من الخبراء والنشطاء الدوليين أنه مع اشتداد الجدل حول مستقبل سوريا بعد سنوات من الصراع، تبرز قضية العدالة الانتقالية كأحد المفاتيح الحاسمة في مسار إعادة بناء الدولة، إلى جانب تساؤلات متنامية حول شكل الحياة السياسية المقبلة، مؤكدين أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لمساعدة سوريا لأنها لن تستطيع الخروج من الوضع الحالي دون عون وسند.

وِشددوا، خلال جلسة بعنوان "مستقبل سوريا بعد سنوات من الصراع" بمنتدى الأمن العالمي الذي اختتم أعماله اليوم الأربعاء في الدوحة، على أنه مع التغيرات السياسية في سوريا، يبقى التحدي الأكبر هو إعادة بناء الثقة، وتحقيق عدالة حقيقية للضحايا، وتمهيد الطريق لحياة سياسية جديدة.

وضمت الجلسة عددا من الخبراء في الشأن السوري، من ضمنهم الصحفي والباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وسيم ناصر، والباحثة السورية سيلين قاسم، والدبلوماسية الأممية جينيفر فون، وأكاديميون بارزون، أكدوا أن العدالة الانتقالية ليست فقط محاسبة، بل أيضا مصالحة واعتراف وضمانات بعدم تكرار الانتهاكات والجرائم، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون توافق وطني وإرادة دولية جادة.

المناقشات ركزت على إنشاء آلية مستقلة بإشراف محلي ودولي لتحقيق عدالة حقيقية لضحايا الانتهاكات (الجزيرة) آلية مستقلة

وأكدت الناشطة سيلين قاسم أن العدالة الانتقالية في الحالة السورية لا يمكن أن تُدار كما في حالات أخرى نظرا لتفرّد الوضع السوري وتعقيداته، مشيرة إلى أنه لا يمكن محاكمة الجميع، وأن الحل يكمن في إنشاء آلية مستقلة تُمنح صلاحيات حقيقية بإشراف خبراء محليين ودوليين لتحديد ما يُعد عدالة حقيقية لضحايا الانتهاكات.

وأضافت أن هذه الآلية يجب أن تراعي تطلعات المجتمعات المحلية، خصوصا فئات النازحين والمعتقلين وذوي المختفين قسرا، لافتة إلى أن هذا الملف يجب أن يكون له التركيز الأكبر خلال الفترة المقبلة وتوقعت أن يستغرق حله وقتا طويلا.

ورغم إقرار الحكومة السورية الجديدة بوجود جهود نحو هذا الاتجاه، فإن العديد من النشطاء يعتبرون أن العدالة لم تأخذ موقعها الحقيقي بعدُ ضمن أولويات إعادة الإعمار، وفق قاسم.

إعلان

من جهته، أشار الصحفي وسيم ناصر إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع يقدم مقاربة غير تقليدية يمكن وصفها بـالطريق الثالث، تتجاوز ثنائية النظام والجماعات الجهادية.

وقال إن الشرع لم يغيّر خطابه ولا إستراتيجيته منذ لقائه الأول به في 2023 وحتى بعد توليه السلطة في 2024، مما يعكس التزاما بخطة سياسية طويلة الأمد، تقوم على دمج الخصوم السابقين، وحتى عناصر من النظام السابق، ضمن رؤية وطنية شاملة.

بنية تشاركية

أما أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون، بن كونابل، فشدد على أن استقرار سوريا لا يمكن أن يتم دون بنية سياسية جديدة تشاركية وشفافة، ودعا إلى إنشاء "هيئة دولية وسيطة" تجمع بين الحكومة السورية والدول المانحة لتكون آلية بناءِ ثقة تُعزز من فرص الاستقرار، وتدير القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية بشكل منسق، موضحا أن دمشق في حاجة إلى عون وسند دوليين للخروج من وضعها الحالي.

ووفقا له، لا تزال التهديدات الأمنية قائمة خاصة من تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأجانب المنتشرين في الشمال والشرق السوريين، محذرا من أن عدم وجود آلية فعالة للتعامل مع هذه الجماعات، ولا سيما في ظل العقوبات الدولية، قد يعيد المنطقة إلى دوامة العنف.

من ناحيتها، تطرقت كارولين روز، مديرة العلاقة بين الجريمة والصراع والانسحابات العسكرية في معهد نيولاينز، إلى صعوبة إزالة بعض الجماعات من قوائم الإرهاب، حتى بعد تغير سلوكها أو تحوّلها، وأن العقوبات تبقى أداة سياسية شائكة ما لم يتم التفكير في سبل قانونية مرنة ومبنية على وقائع جديدة.

كما أشارت إلى بعض الممارسات الاقتصادية غير الشرعية التي كانت تتم خلال حكم النظام السوري السابق ومنها إنتاج وتهريب مخدر الكبتاغون، موضحة أنه بعد سقوط النظام هناك مؤشر إيجابي على انخفاض إنتاج وتهريب هذا المخدر إلى الدول المجاورة.

إعلان

وقالت روز "كان النظام السابق وأجهزته الأمنية وأعوانه وأقارب الرئيس المخلوع بشار الأسد متورطين بشكل كبير في رعاية الإنتاج الصناعي للكبتاغون، بالإضافة إلى أنشطة اقتصادية غير مشروعة أخرى كالأسلحة الصغيرة والتبغ والسجائر والعملات المزيفة".

ووفقا لها، اختفى العديد من المسؤولين عن هذه التجارة وغادروا إلى العراق، وتوجه بعضهم إلى لبنان والبعض الآخر إلى تركيا وأوروبا.

احتياجات كثيرة

وحول دور الأمم المتحدة والتزاماتها السياسية تجاه دمشق، قالت جينيفر فون، المستشارة الإعلامية والمتحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا "مرت بضعة أشهر قليلة على سقوط النظام في سوريا وهناك إرث واضح لسوء الحكم والانتهاكات والفقر الذي تحاول دمشق الخروج منه في الوقت الحالي وهو الأصعب في التاريخ الحديث".

وفسرت ذلك بأن هناك احتياجات كثيرة للشعب السوري، حيث يوجد 16 مليونا، أي نحو 3 أرباع إجمالي السكان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، فضلا عن النازحين والمختفين قسرا وغيرها من القضايا المعقدة. موضحة أن الأمم المتحدة تأثرت ببعض مشاكل التمويل؛ ففي عام 2024، تم توفير 35% فقط من 4 مليارات دولار مطلوبة لتنفيذ خطة إغاثية عاجلة.

وتابعت فون أن هناك مخاوف متعلقة بحماية العائدين والنازحين السابقين الذين يحاولون الرجوع إلى ديارهم، و"هم من الواضح مجموعات ضعيفة، بالإضافة إلى خطر الإقصاء والاحتجاز والأشخاص المفقودين، كلها قضايا لا تزال تحتاج للعمل ووضع الحلول الناجعة لها".

مقالات مشابهة

  • الوزير الشيباني: نُثمّن كذلك جهود وزارة الخارجية السورية وفريقها، والدعم الذي قدمه السفراء العرب وممثلو الاتحاد الأوروبي. نقدر أيضاً دعم أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة وتفاعلهم الوطني الصادق
  • منتدى الأمن العالمي بالدوحة يبحث مستقبل سوريا والعدالة الانتقالية
  • هيئة الإمداد: العبء الأكبر علينا لاستعواض هذه الخسائر وتوفير الدعم اللوجستي ومعينات العمل
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • الولايات المتحدة: لا تطبيع للعلاقات مع سوريا في هذه المرحلة
  • سوريا.. مجهولون ينبشون قبر حافظ الأسد ويسرقون رفاته
  • ديسبروسيوم.. المعدن النادر الذي يهدد مستقبل السيارات الكهربائية
  • هيئة الإشراف على التأمين تعلن عن خطة شاملة لإعادة هيكلة قطاع ‏التأمين ‏الصحي في سوريا ‏
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • التحدي الأكبر تحدي النفس