على وقع التطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا، وسقوط الرئيس السابق بشار الأسد، بدأت مصر تعيد النظر في شروط تجديد إقامات السوريين الذي فروا سابقا إليها.
فقد أفادت مصادر العربية/الحدث بأن الأجهزة الأمنية بدأت تراجع إقامات السوريين المتواجدين في البلاد، ووقف تجديد الإقامات حتى إشعار آخر.
كما أوضحت أن الموافقة الأمنية على تجديد أي إقامة بات شرطاً أساسياً.

ولفتت إلى أن هذه الإجراءات تم تعميمها أمس الأحد علي الجهات الأمنية المختلفة في منشور رسمي.
إلى ذلك، أشارت إلى أن 3 جهات أمنية باتت تقوم حاليا بمراجعة كافة إقامات السوريين. وأكدت أنه يتم حالياً فحص كافة السوريين أمنياً، بالتزامن مع وقف تجديد إقاماتهم حتى إشعار آخر.
وشددت على أن أي استثناءات سابقة لدخول السوريين ألغيت بشكل كامل لاعتبارات أمنية

إبعاد عدد من السوريين
كما كشفت المصادر أن قائمة انتهت منها الأجهزة الأمنية حددت عدد السوريين الواجب إبعادهم لدواعٍ أمنية.
إلى ذلك، أفادت بأن قيودا ستفرض على التحويلات المالية الخاصة من أجل منع استخدامها في أمور مشبوهة تضر بالأمن القومي.

فتح المطاعم والشركات
كذلك أكدت أن فتح مطاعم أو شركات سورية في مصر أو أي بزنس خاص لرجال أعمال سوريين سيحتاج لموافقة أمنية مسبقة، في خطوة تنفذ لأول مرة.
إلا أن المصادر شددت على أن تلك الإجراءات لا تستهدف على الإطلاق السوريين، لكنها تأتي فقط ضمن مراجعة أمنية شاملة.
ومنذ الثامن من الشهر الحالي، إثر سقوط الأسد وتسلم الفصائل المسلحة إدارة البلاد، شددت القاهرة على موقفها الداعم لاستقرار سوريا، وضرورة دعم مؤسسات الدولة واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.
كما دعت إلى تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لاستعادة الاستقرار على كامل الأراضي السورية، وتدشين عملية سياسية شاملة تضم كل مكونات المجتمع السوري، من أجل ضمان نجاح المرحلة الانتقالية في البلاد.
يذكر أن ما يقارب مليونا ونصف سوري يقيمون في مصر منذ تفجر الحرب الأهلية، وفق تقرير سابق للمنظمة الدولية للهجرة.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

البرد عدو السوريين الخفيّ

في رده على سؤال عن سبب انتسابه وهو شاب للحزب القومي السوري الاجتماعي رغم أنه معروف بازدرائه للسياسة وأهلها في كتاباته وأدبه؛ قال الأديب السوري الراحل محمد الماغوط إنه لفقره كان خلال صباه يلجأ إلى مكاتب الأحزاب ليتدفأ، وكان في مقر الحزب القومي السوري بمسقط رأسه في مدينة السلمية، "صوبيا"، وهي المدفأة التي تقي من برد الشتاء، ولم تتوفر عند غيره من الأحزاب، فانتسب إليه بحثًا عن الدفء.

هذه الكوميديا الماغوطيّة السوداء تجسّد حال غالبيّة السوريين في بحثهم عن الدفء وقد فتك بهم البرد الشديد على مدى سنوات عديدة لا ترحم. ففي دمشق المنهكة التي تحاول أن تمسح عن وجهها قترة الظلم المتراكم، أعداء صامتون سوى ذلك النظام الذي ما تزال تركته الثقيلة تفتك بالسّوريين.

في تلك البيوت المتعبة التي لا تصدّ قرًا ولا تردّ حرًا ولا تملك أدنى مقومات عزل الحرارة، يعاني الناس من البرد الذي ينخر العظام، فيستقر فيها مورثا أهلها الأمراض والأسقام التي لا تخطر على بال.

في العادة، يعتمد السوريون على "الصوبيا"، وهي المدفأة التي تتغذى على المازوت (السولار)، لطرد البرد من البيوت في الشتاءات القارسة. وكانت المدفأة أنيس السوريين جميعا في عقود خلت، فلا تكاد تجد بيتًا يخلو منها في الشتاء، غير أن هذا السلوك قد تأثر بسوء الوضع المعيشي الذي فتك بهم في العقد الأخير.

إعلان

فالمحظوظ والثري وحده هو الذي يستطيع منذ قرابة 10 سنوات إلى اليوم تركيب مدفأة في إحدى غرف بيته، والجميع ينظر إليه نظرة غبطة لا تخلو من الحسد.

أما الغالبية العظمى من الناس، فإنها تقضي الشتاء دون مدافئ أبدًا ودون أية وسيلة تدفئة، وتعتمد في تدفئتها على تسميك الثياب ووضع قبعات الصوف في الرؤوس والتلفع بالأغطية، وكل هذا ما هو إلا وسيلة لتحصيل الدفء الذي يبقى بعيد المنال، لا تحظى به أطراف الأطفال المزرقة من شدة البرد، ولا يملك له الآباء والأمهات إلا نظرات الحسرة مع الحوقلة المنكسرة.

الدفء للمترفين

في بعض الأرياف، يعتمد الناس على مدافئ الحطب مما تسبب في عمليات قطع واسع وجائر للأشجار الحرجيّة، ومع ذلك فإن أسعار الخشب ليست في متناول غالبية الشعب المسحوق، إذ يصل سعر طن الخشب إلى 4.5 ملايين ليرة سورية، مما يجعل مدافئ الحطب هذه أيضًا حكرًا على ذوي الطَول، وغدا من يركّبها هم المترفون فقط، رغم أنها كانت -قبل أن يفتك النظام بما تبقى لهم من حول وقوة- مرفوضة لا يقبل بها عامة الناس.

ومن صور المأساة أن يعمد البعض من أجل تدفئة أطفاله الذين لا يحتملون البرد إلى تركيب مدفأة، لكنه يضع فيها بدل الوقود أكياس النايلون التي يجمعها من حاويات القمامة، وبإمكانك معرفة فداحة الأمر بمجرد السير في الشارع، لتخترق صدرك روائح النايلون المحروق والدخان الأسود الذي يؤذي الحيّ كلّه ولا يؤذي فاعله وحده.

قبل سقوط النظام، كانت المعضلة من شقين: الغلاء الفاحش للمازوت وعدم توفره، وبعد سقوط النظام مباشرة توفرت مادة المازوت بكميات كبيرة قادمة من لبنان ومن مناطق الجزيرة السوريّة، لكن هذا المازوت اتسم بسوء النوعيّة، فهو لم يخضع للمعالجة التكريرية المطلوبة، مما تسبب في سوء رائحته وتأثيراته الضارة على البيئة والمستخدمين.

هذا المازوت غالبا ما يباع على الأرصفة في مختلف شوارع وساحات دمشق، في عبوات سعتها 10 ليترات وسعرها 14 ألفا للعبوة الواحدة، وهو ما يقارب 14 دولارًا، وبالرغم من توافرها وسوئها، فإنّها أيضًا ليست في متناول كثير من السوريين لعدم توفر السيولة المالية في أيديهم.

إعلان

السوريون يتابعون أخبار النشرة الجوية، لكن لا تبهجهم أخبار المطر القادم ولا المنخفضات القطبية ولا الثلج ولا الجليد ولا صوت فيروز وهو يغني "تلج تلج عم تشتي الدنيا تلج"، وهي الأغنية التي كانوا يرددونها يوما ما بكل حبور وهم يتابعون صور الثلج أو المطر من جانب المدافئ التي كانت تشتعل قبل أن تغدو حلما ثقيلا.

مقالات مشابهة

  • «الغرف السياحية»: ثبات أسعار قوائم الطعام بالمطاعم خلال عام 2025
  • برشلونة يبدأ الخطوة الأولى لتجديد عقد جول كوندي
  • البرد عدو السوريين الخفيّ
  • الفرصة الأخيرة.. محمد صلاح يضع هذا الشرط لتجديد عقده مع ليفربول
  • الجديد: المطاعم من أصعب الأنشطة وعلى المستثمرين التفكير ألف مرة قبل الدخول في مجالها
  • لماذا تحظى إيطاليا بشعبية متزايدة بين المستثمرين العرب؟
  • «المنشآت السياحية»: ارتفاع نسب إشغال المطاعم بداية من غدا
  • مواعيد غلق وفتح المحال العامة والمقاهي في رمضان 2025‏
  • رئيس الوزراء : خطوط طيران مباشر وفتح باب العمل للمصريين في كروتيا
  • «زي المطاعم».. طريقة عمل حواوشي في المنزل