كيف يؤثّر مصير سوريا على مستقبل اوروبا؟
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
تناول المراسل الحربي السابق آريس روسينوس آثار سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد على مستقبل سوريا السياسي وتأثيرها الأوسع على أوروبا والشرق الأوسط.
الصراع السوري أدى إلى زعزعة استقرار السياسة الأوروبية من خلال موجات الهجرة والإرهاب
ورأى أن سقوط الأسد، وهي اللحظة التي بدت غير محتملة ذات يوم، كانت أمراً محسوماً بسبب التحولات الجيوسياسية.وزعم روسينوس في تقرير بموقع "أنهيرد" البريطاني أن إقدام نظام الأسد على تطبيع علاقاته مع العالم العربي على حساب محور المقاومة كان بمنزلة الخطوة الرئيسية التي أدت إلى انهياره. فقد نأى الأسد بنفسه عن محور المقاومة المتمركز حول إيران في إطار الجهود الرامية إلى إعادة اندماجه في الصف العربي. وأدت هذه الخطوة إلى قيام حلفاء رئيسيين مثل حزب الله وإيران بسحب دعمهم، مما ساهم في انهيار نظامه بسرعة وبأقل قدر من العنف.
وترك الفراغ في السلطة الناجم عن سقوط الأسد سوريا عند مفترق طرق. ويواجه النظام الجديد الذي يقوده المتمردون مهمة ضخمة تتمثل في حكم بلد ممزق على أسس دينية وإثنية وسياسية.
Worth reading:
How Syria will shape Europe's future - @unherd @arisroussinos https://t.co/QfTgYjFwBr
وأشار معد التقرير إلى أن انتصار المتمردين، الذي تحقق دون تدخل عسكري غربي، يضع عبء الحكم على أكتافهم. وعلى الدول الغربية التي تناصر حكومتهم الآن ضمان أن يقدموا ميزات أفضل من حكم الأسد القمعي.
نهج جديدوقدمت المجموعة المنتصرة، هيئة تحرير الشام، نفسها بديلاً عملياً لنظام الأسد. ويقارن روسينوس نموذج حكم هيئة تحرير الشام مع الزعماء التكنوقراط المعاصرين مثل نجيب بوكيلي من السلفادور، ما يشير إلى أن تركيزهم على قدرة الدولة والحكم الفعّال قد يجذب السوريين المحبطين منذ عقود من سوء الإدارة.
لكن يتوقف نجاح هيئة تحرير الشام على قدرتها على توسيع نطاق حكمها المنضبط خارج معقلها في إدلب. وتهدد التحديات الداخلية، خاصة التوترات مع الجماعات المتمردة الأكثر فوضوية المدعومة من تركيا، بتقويض سلطتها.
وسلط الكاتب الضوء على المفارقة المتمثلة في أن الجماعات الإسلامية مثل هيئة تحرير الشام، المعروفة بقواعدها الأخلاقية الصارمة، كانت في كثير من الأحيان أفضل في الحكم من الفصائل المتمردة العلمانية.
As Syria enters the post-Assad era, EU policymakers need to learn from their failed approach to the country’s civil war, Alexander Clarkson (@APHClarkson) writes.https://t.co/VzH7ywEtEi
— World Politics Review (@WPReview) December 11, 2024واكتسب هذا النهج المنضبط في البداية دعماً مدنياً لجماعات مثل تنظيم داعش، رغم أن وحشيته في نهاية المطاف أدت إلى إدانة واسعة النطاق. يتعين على هيئة تحرير الشام أن تبحر في هذا المسار الخطير، حسب الكاتب، وتجنب التجاوزات التي أدت إلى تآكل شرعية أسلافها.
ديناميكيات وأثار سقوط الأسد موجة من النشاط الجيوسياسي. واغتنمت تركيا وإسرائيل، وكلاهما حليفتان للولايات المتحدة، الفرصة لملاحقة مصالحهما في سوريا. فكثفت تركيا عملياتها العسكرية ضد الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، في حين شنت إسرائيل غزوها البري في جنوب سوريا.وتهدد هذه الإجراءات الانتقال الهش في سوريا وبإعادة إشعال الصراع. ويحذر روسينوس من أن الاضطراب قد يؤدي إلى إثارة أزمة لاجئين أخرى، مع عواقب وخيمة على أوروبا.
وقال الكاتب إن الولايات المتحدة، التي كانت ذات يوم فاعلاً مهيمناً في المنطقة، تبدو الآن بلا اتجاه. وانتقد عجز أمريكا عن كبح جماح حلفائها الإقليميين، واصفاً هذا الفشل بأنه رمز لنفوذها المتراجع.
ورأى الكاتب أن المخاطر في سوريا بالنسبة لأوروبا أعلى بكثير. وأدى الصراع السوري بالفعل إلى زعزعة استقرار السياسة الأوروبية من خلال موجات الهجرة والإرهاب. ويؤكد أن منع أزمة أخرى أمر ضروري لاستقرار أوروبا على المدى الطويل. أوروبا في سوريا ودعا الكاتب أوروبا إلى تبني موقف استباقي في إعادة إعمار سوريا، ورفع العقوبات ودعم التعافي الاقتصادي فيها، مؤكداً الحاجة إلى المشاركة العملية مع هيئة تحرير الشام.
ورغم الجدل الدائر، فإن رفع هيئة تحرير الشام من قائمات الإرهاب من شأنه أن يسهل هذه العملية. ويرسم الكاتب أوجه تشابه مع أفغانستان، مشيراً إلى أن نهج أوروبا مع هيئة تحرير الشام قد يشكل سابقة تمهد للتعامل مع حكومات إسلامية أخرى مثل طالبان.
ونوه الكاتب إلى أهمية منع المقاتلين الأجانب من العودة إلى أوروبا، مسلطاً الضوء على الحاجة إلى التعاون الفعال في مجال الأمن الحدودي والاستخبارات. ودعا الكاتب إلى تحول في السياسة الخارجية الأوروبية، واتباع نهج مستقل مدفوع بالمصالح بدل الاعتماد على الولايات المتحدة. التداعيات على مستقبل أوروبا
وخلص الكاتب إلى أن انتقال سوريا إلى حكم المتمردين يمثل تحولاً أوسع في السياسة العالمية. ولم يعد الغرب هو الحكم الوحيد للشؤون الدولية، حيث أصبحت التعددية القطبية هي القاعدة الجديدة. وفي حين يخلق هذا فرصاً للتعاون البراغماتي، فإنه يفرض أيضاً مخاطر، خاصة من داخل النظام الذي تقوده الولايات المتحدة. فالإجراءات أحادية الجانب التي اتخذتها تركيا وإسرائيل في سوريا تجسد مخاطر التنافس الإقليمي غير المنضبط.
How Syria will shape Europe's future @UnHerd https://t.co/bXSRnAdNNr
— Mehmet Ümit Necef (@NecefUmit) December 14, 2024بالنسبة لأوروبا، يشكل الصراع السوري تحدياً وفرصة في الوقت نفسه. فاستقرار سوريا بالغ الأهمية لمنع المزيد من الاضطرابات السياسية والاجتماعية داخل أوروبا.
ورأى الكاتب أنه في ظل هذه المخاوف الإنسانية، فإن من مصلحة أوروبا الاستراتيجية دعم تعافي سوريا ودمجها في نظام شرق أوسطي مستقر. وبذلك، تستطيع أوروبا حماية استقرارها وتأكيد نفسها لاعباً حاسماً في عالم مجزئ بشكل متزايد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد هیئة تحریر الشام فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
شروط مصر لتطبيع العلاقات مع سوريا الجديدة
القاهرة (زمان التركية)ــ قال تقرير إن القاهرة قررت اختيار النهج البراجماتي في الوقت الراهن على الأقل، فيما يتعلق الأمر بالعلاقات السياسية سوريا، بعد نظام بشار الأسد.
وقال تقرير لـ«الأهرام ويكلي» إن مصر كانت حذرة في التعامل مع النظام السياسي الجديد في سوريا، ومن المرجح أن تظل كذلك في المستقبل المنظور. لكن مصادر بلوماسية تقول إنه في حين تبنت القاهرة نهج الانتظار والترقب في التعامل مع حكم هيئة تحرير الشام في دمشق، فإن القاهرة “حددت معايير أي تعامل مستقبلي بشكل لا لبس فيه”.
ويضيفون أن القاهرة وجهت لدمشق مجموعة واضحة من المطالب قبل وأثناء مشاركة وزير الخارجية بدر عبد العاطي في القمة الوزارية العربية الغربية بشأن سوريا التي استضافتها الرياض الأحد.
وقال أحد المصادر إن المعايير الأولى هي أن تمتنع هيئة تحرير الشام بشكل نشط عن استضافة أي شخص قد يُنظر إليه في مصر على أنه معادٍ للنظام المصري.
وقال عبد العاطي خلال مشاركته في اجتماع الرياض الوزاري الذي حضره وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني ووزراء خارجية عدد من الدول العربية والغربية والأمناء العامين للمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية إن على سوريا أن تمتنع بشكل قاطع عن استضافة الإرهابيين، وأضاف أن على الدول الإقليمية والدولية المعنية مساعدة سوريا في جهود مكافحة الإرهاب.
وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت بعد تصريحات عبد العاطي في الرياض، فإن الإرهابي في القاموس المصري يشمل كل من ينضم إلى تنظيم مصنف إرهابياً في أي من الدول الحاضرة في اجتماع الرياض.
وتقول المصادر ذاتها إن تصريح عبد العاطي أرسل رسالة واضحة مفادها أن مصر لن تكتفي بأي تنصل من جانب هيئة تحرير الشام.
وفي الشهر الماضي، تلقت مصر تأكيدات من النظام الجديد في سوريا، بأنه على الرغم من ظهور أحد معارضي النظام المصري في صورة مع زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، فإن النظام السوري الجديد ليس لديه أي نية للانخراط في أنشطة معادية لمصر.
أما المعيار الثاني، كما تقول المصادر، فهو أن تمتنع الحكومة الجديدة في دمشق عن الترويج للجماعات الإسلامية بأي شكل من الأشكال. ويضيفون أن الجماعات الإسلامية، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، تشكل خطاً أحمر بالنسبة للقاهرة. ولن تقبل القاهرة ظهور شخصيات من جماعة الإخوان المسلمين على القنوات التلفزيونية السورية أو عقد اجتماعات في سوريا.
أما المعيار الثالث فهو أن تمتنع هيئة تحرير الشام عن دعم الجماعات المسلحة في المنطقة، بما في ذلك حماس في غزة. وعلى حد تعبير أحد المصادر: “لا ترى مصر أي سبب لمحاولة دفع الفصائل الفلسطينية إلى القيام بأي تحرك قد يعقد الوضع المدمر بالفعل في غزة تحت راية المقاومة”.
وقال المصدر ذاته إن التصريحات التي أدلى بها قيادات في هيئة تحرير الشام والتي تشير إلى أن النظام السوري الجديد ليس لديه أي خطط للدخول في مواجهة مع إسرائيل التي وسعت احتلالها العسكري للأراضي السورية منذ الإطاحة ببشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول، لا تعني الوعد بعدم تشجيع حماس “على القيام بتحركات غير محسوبة”.
وبحسب المصادر الدبلوماسية ذاتها، فإن هذه “إجراءات وقائية” تهدف إلى حماية المصالح الاستراتيجية الوطنية والإقليمية لمصر.
ورفضت المصادر الدبلوماسية، التي تحدثت بشكل مستقل، القول ما إذا كانت إشارة عبد العاطي إلى هيئة تحرير الشام في مقابلة تلفزيونية أجريت مؤخرا مع قناة العربية الفضائية المملوكة للسعودية، باعتبارها “النظام الفعلي في سوريا” تشير إلى تحفظات ملموسة بشأن النظام السياسي الجديد في سوريا من جانب القاهرة، على الرغم من أن أحد المصادر الثلاثة قال إن البيان كان يهدف إلى عكس “القلق المصري بشأن الطريقة التي حدث بها تغيير النظام في سوريا”، مضيفا أن الموقف يتفق مع رفض القاهرة منذ فترة طويلة لتغيير النظام على أيدي الجماعات المسلحة.
وإلى جانب هذه المعايير الأمنية، قالت المصادر إن مصر “ستتعامل بشكل متحفظ مع النظام الجديد في سوريا” استناداً إلى التقارير الأمنية حول المواقف التي تتخذها دمشق. وأضافت المصادر أن عوامل أخرى ستحدد وتيرة وتقدم التعامل المصري، تشمل موقف هيئة تحرير الشام من الجيش السوري والخيارات الدبلوماسية السورية.
كما ستراقب القاهرة عن كثب موقف النظام تجاه حقوق الأقليات الدينية والسياسية، وما إذا كان ينتهج نهجا سياسيا شاملا أم يتبنى خطا طائفيا.
وتشير المصادر ذاتها إلى أن مصر تعمل بنشاط مع فاعلين سياسيين سوريين مهمين، بما في ذلك بعض من كانوا أعضاء في المعارضة المدنية. كما تعمل مصر مع فاعلين إقليميين معنيين في تقييم التطورات في سوريا وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي، وخاصة في غزة حيث تعمل مصر بجد مع قطر والولايات المتحدة، وبدرجة أقل الاتحاد الأوروبي، لبدء وقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وتسببت في خسائر إنسانية هائلة.
ولكن المصادر اتفقت على أن العامل الأكثر حسماً في تحديد ما إذا كانت مصر ستمضي قدماً مع النظام السوري الجديد يتعلق بخياراتها عندما يتعلق الأمر بالإسلام السياسي. ويشيرون إلى أن مصر تتمتع بعلاقة وثيقة مع زعيم القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان وبعض كبار مساعديه العسكريين، على الرغم من خلفيتهم الإسلامية، وهو ما يشير إلى أن القاهرة تمارس التمييز الدقيق.
وبحسب مصدر أمني مصري سابق، فإن القاهرة لا تضع كل الإسلاميين في خانة واحدة، و”هناك فرق بين الإسلامي الذي يلتزم بمؤسسات الدولة، مثل القوات المسلحة الوطنية، والإسلامي الذي كان له ارتباط سابق بجماعات متطرفة مثل القاعدة”.
وقال المصدر الأمني إن “من الواضح” أن النظام الحالي في سوريا “ليس ما كانت مصر تأمله لسوريا، ولكن في نهاية المطاف نحن نحترم خيارات السوريين ــ بشرط أن نتحدث عن خيار يحظى بموافقة الغالبية العظمى من الشعب السوري”.
وقال المصدر نفسه إنه لا يكفي أن يرسل القادة الجدد لسوريا رسائل مطمئنة، بل المهم “هو كيف سيتصرف النظام الجديد اليوم وغدا”.
وفي الوقت الحالي، كما قال المصدر الأمني السابق، يبدو أن القادة الجدد في سوريا يريدون التركيز على الجبهة الداخلية والتعاون مع العواصم التي يمكن أن تقدم لهم يد المساعدة، وخاصة أنقرة والرياض.
وفي بيانها الختامي، تعهدت قمة الرياض بشأن سوريا بمساعدة سوريا على المضي قدماً في إعادة الإعمار وبناء القدرات والمؤسسات وبناء عملية سياسية شاملة.
المصدر: الأهرام ويكلي Tags: أسعد الشيبانيبدر عبد العاطيمصر وسوريا