دار الإفتاء تحذر من هذا الأمر حتى لا يبتليك الله
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
لا شك أن الحزن والبكاء على الميت مهما كان حاله لمن دواعي الرحمة والإنسانية، فلقد قام النبى - صلى الله عليه وسلم- لجنازة، ولما قيل له: إنها ليهودي قال « أليست نفسًا»، رواه البخاري ومسلم.
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الموت من أعظم ما يقع بالمؤمنين، حيث إنه ابتلاء لهم ولمن بعدهم، مبينًا: عند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ.
وأوضحت دار الإفتاء أن الشماتة في الموت ليست خلقًا إنسانيًا ولا دينيًا، فكما مات غيره سيموت هو، مسائلًا: وهل يسر الإنسان إذا قيل له: إن فلانا يسعده أن تموت؟!.
واستندت الإفتاء في توضيحها حكم الشماتة في الموت أن النبي- صلى الله عليه وسلم – قال: «لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك»، رواه الترمذى وحسَّنه.
الشماتة في الموتواستكملت أن الله – تعالى- قال عندما شمت الكافرون بالمسلمين فى غزوة أحد: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس}، [سورة آل عمران : الآية 140].
وأكدت دار الإفتاء أن الشماتة و التشفِّيَ في المُصاب الذي يصيب الإنسان أيا كان مخالف للأخلاق النبوية الشريفة والفطرة الإنسانية السليمة.
حكم سب الميتقال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن ينال الأحياء أحد من الأموات أو ان يسبهم فقال النبي: " لا تسبُّوا الأمواتَ؛ فإنهم قد أفضَوا إلى ما قدَّموا " الا ان من الاموات كانوا أشرارا ولهم خطورة فذكرهم لتحذير الناس ليس ممنوعا .
وأضاف هاشم قائلا: ذكرُ مساوئ الموتى - في غير ضرورة شرعيَّة - ليس من شِيَمِ الكرام، ولا هو من أخلاقِ المسلمين والحديث عن الميت لا أثر له عند الله سبحانه فهو العليم بما يستحقه من تكريم أو إهانة، وقد يكون حديث الناس عنه دليلًا ولو ظنيًّا على منزلته عند ربه، لكن ذلك لا يكون إلا من أناس على طراز معين .
ومع ذلك نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر الأموات بالسوء إذا كان ذلك للتشفِّي من أهله، فذلك يُغيظُهم ويُؤذِيهم، والإسلام يَنهَى عن الإيذاء لغير ذنْب جَنَاهُ الإنسان، ولا يؤثِّر على منزلته عند الله الذي يُحاسبه على عمله، وقد قال صلى الله عليه وسلم في قتلى بدر من المشركين:”لا تَسُبُّوا هؤلاء فإنه لا يَخلُص إليهم شيء مما تقولون، وتُؤذون الأحياء” ، وعندما سب رجل أبًا للعباس كان في الجاهلية كادت تَقوم فتنة، فنُهِيَ عن ذلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشماتة الشماتة في الموت المزيد صلى الله علیه وسلم دار الإفتاء الشماتة فی
إقرأ أيضاً:
الشهادة في فكر الإمام علي “عليه السلام”
العلامة / عبدالمجيد الحوثي
أطلقت الشهادة في اللغة على:-
1 – “الحضور على الواقع عند وقوعه”. ومن ثم يقال: يرى الشاهد ما لا يراه الغائب.
(ﻭﺷﻬﺪﻩ ﻛﺴﻤﻌﻪ ﺷﻬﻮﺩا ﺃﻱ ﺣﻀﺮﻩ، ﻓﻬﻮ ﺷﺎﻫﺪ، ﺟمعه ﺷﻬﻮﺩ، ﺃﻱ ﺣﻀﻮﺭ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻣﺼﺪﺭ)، وهذا كما قال تعالى: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) [سورة الكهف : 51] اي لم أحضِرهم عند خلقها حتى يكونوا شهودا عليها، وكما قال تعالى: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي) [سورة البقرة : 133] أي أم كنتم حاضرين حين حضر الموت يعقوب عليه السلام
2 – وتقال على معنى “أداء ونقل الواقع إلى الغير”:
(ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﺷﻬﺪ ﻟﺰﻳﺪ ﺑﻜﺬا ﺷﻬﺎﺩﺓ، ﺃﻱ ﺃﺩﻯ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺎﺩﺓ، ﻓﻬﻮ ﺷﺎﻫﺪ)، فإن كان أداء الشهادة بحق وعلى مقتضى الواقع سميت شهادة حق، كما قال تعالى : (َإِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة الزخرف : 86]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ) [سورة النساء],
وان كانت بخلاف الحق والواقع سميت شهادة الزور كما قال تعالى في وصف المؤمنين: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) [سورة الفرقان : 72].
والشهادة في القرآن الكريم اطلقت على المعاني المتقدمة، وأطلقت أيضا على معان أخر منها:
3 -“اقامة الحجة وتوضيح الحق للناس ودعوتهم إليه”
حتى لا يكون للناس على الله حجة بأن يقولوا لم يدعنا أحد إلى الحق ولو دعانا لأجبنا، كما قال تعالى:(رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) [سورة النساء : 165]، ثم بعد إقامة الحجة يقومون بأداء الشهادة أمام الله يوم القيامة بأنهم قد أقاموا الحجة على عباده.
وبهذا المعنى اطلق على الرسل صلوات الله عليهم بأنهم شهداء، كما قال تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا) [سورة النساء : 41]. وكما قال تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا).[سورة المزمل : 15].
وبهذا المعنى أيضا أطلق على الأئمة الهداة الدعاة إلى الحق من آل البيت عليهم السلام بأنهم شهداء على الناس، كما قال تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ).[سورة الحج : 78].
وبهذا المعنى أيضا سمى الله الأمة التي تقوم بدورها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ) [سورة آل عمران : 110]، واطلق عليها انهم شهداء على الناس ووسمهم بالوسطية فقال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) [سورة البقرة : 143].
معنى الشهادة في سبيل الله
بعد أن عرفنا معاني الشهادة في اللغة العربية والقرآن الكريم، ينبغي أن نعلم أن لفظ الشهادة في عرف الشرع قد غلب استعماله في من يُقتل في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه وإقامة الحق.
وهو أيضا في هذا الموضع مأخوذ من إقامة الحجة والشهادة لله يوم لقائه بالدعوة للناس إلى الحق “وقبولهم، أو رفضهم له”
فدم الشهيد الذي سُفك في سبيل الله وروحه الطاهرة التي أزهقت في سبيل الدعوة إلى الله ونصرة دينه هي أكبر شاهد على أولئك المجرمين الذين حاربوا الله ورسوله وخالفوا الحق وقتلوا الذين يأمرون بالقسط والحق من الناس، كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [سورة آل عمران : 21].
فالشهادة في سبيل الله هي بذل الروح والنفس في سبيل الدعوة إلى الحق وإقامة الحجة على الناس بما يقطع العذر لهم أمام الله.
ولكن من المهم جدا ان نعلم انه ليس كل من يقتل في المعركة يعتبر شهيدا ويكتب عند الله شهيدا مهما لم يكن قتاله لله في سبيل إقامة الحق والدين ملتزما بالشرع وبالتوجيهات الإلهية في أقواله وأفعاله وجميع سلوكياته؛ إذ كيف يكون شاهدا على من خالف الحق وهو لم يلتزم بالحق في أقواله وأفعاله، فلا يكفي ان يكون الإنسان تحت راية الحق أو مع قيادة محقة أو لأنه يقاتل أهل الباطل في ان يُكتب عند الله من الشهداء مهما كانت تصرفاته وأعماله مخالفة للحق ولتعاليم الله سبحانه؛ ولهذا ورد في كثير من الروايات أن أناسا كانوا يقاتلون تحت راية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم المشركين فيقتلون، فيقال: يا رسول الله، فلان شهيد، فيقول صلى الله عليه وآله وسلم: (لا؛ إنه في النار في عباءة غلها)، (لا؛ إنه لا يدخل الجنة عاص).
الشهادة في فكر ونهج الإمام علي
وأما إذا جئنا إلى الشهادة في فكر ونهج الإمام علي عليه السلام فإنا نرى الإمام علي عليه السلام مع ما كان عليه من صفات الفضل وخصال الخير التي تفرد بها؛ فهو: من تربى في حجر الرسول، ونما تحت إشرافه ورعايته، وهو السابق إلى الإسلام؛ وأول من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وهو من قام الإسلام بسيفه كما قال الشاعر:
وبسيفه قامت قناة الدين
لولا سيفه ما قام منه قناه
وهو عيبة علم المصطفى؛ وباب مدينة علمه؛ وهو أخوه، ووصيه، وخليفته من بعده إلى غيرها من الفضائل التي لا تحصى لا تحتويها المجلدات الكبار.
ولكن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان مع ذلك حريصاً أشد الحرص على أن لا يفوته مقام الشهادة ودرجتها العظيمة، فهو من كان يتمناها في كل معركة يخوضها دفاعا عن الإسلام. بل كان يدعو ويبتهل إلى ربه أن يوفقه للشهادة.
ولما مضت عدة غزوات ولم يحصل على الشهادة تقدم إلى أخيه وقدوته ومثله الأعلى بالطلب أن يتقدم بالدعاء إلى ربه أن يرزقه الشهادة في سبيله.
ولما مرت عدة معارك لم ينل فيها الإمام علي عليه السلام الشهادة أخذ يعاتب حبيبه ويشكو اليه: (يا رسول الله طلبت منك ان تدعو الله لي بالشهادة وأنا أرى إخواني يستشهدون دوني)، فيرد عليه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (انها من أمامك يا علي ولكن من يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، أما انها ستخضب هذه من هذه -وأشار إلى رأسه ولحيته- فكيف صبرك عندها يا علي)، فيجيب الإمام علي بتلك الروحية العظيمة التي باتت تعشق الشهادة في سبيل الله وتعرف قدرها ومنزلتها، فتعتبرها وسام شرف ودرجة رفيعة، يحمد الله الإنسان ان منحه إياها، فيقول الإمام علي عليه السلام مجيبا على حبيبه المصطفى: (ليس ذلك من مواطن الصبر يا رسول الله بل هو من مواطن الشكر).
هكذا عاش الإمام علي عليه السلام طيلة حياته وهو يحلم بالشهادة في سبيل الله ويبذل حياته للجهاد في سبيل الله، “لا يبالي أوقع على الموت أو وقع الموت عليه”، بل كان كما قال عليه السلام: “والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الرضيع بثدي أمه”، وهو القائل عند قتال الخوارج: “والله لأنا أشوق إلى لقائهم منهم إلى ديارهم”.
وقد كان من إتمام الفضل والشرف لأمير المؤمنين عليه السلام أن يرزقه الله الشهادة على يد شر الخلق والخليقة البذرة الشيطانية التي أنتجت منهج التكفير للمسلمين واستباحة دمائهم وأعراضهم، والذين أخبر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم انهم “شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة”، فكان أمير المؤمنين هو من نال شرف قتل هؤلاء الخوارج المارقين التكفيريين في وقعة النهروان.
وعندما سمعت أم المؤمنين عائشة بقتلهم قالت من قتلهم؟؟ فقيل: علي بن أبي طالب، فقالت: أما إنه لا يمنعني ما بيني وبين علي أن أقول فيه ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمعته يقول فيهم :(هم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة).
وهؤلاء الخوارج التكفيريون هم من حدثنا عنهم وعن صفاتهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قائلا: “يأتي أناس يحسنون القول ويسيئون الفعل”، “يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم”، “يحسبونه لهم وهو عليهم”، “تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وتلاوتكم عند تلاوتهم”، “يحفون شواربهم ويعفون لحاهم”، “أزرهم إلى أنصاف سوقهم”، “يحاربون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان”، “طوبى لمن قاتلهم وقتلوه”، “لئن أدركتهم لأقتلنهم قتلة عاد”، “هم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة”، “يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية”، “هم كلاب أهل النار”.
عندما نستمع إلى هذه الأوصاف التي وصف الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بها هذه الفرقة المارقة الضالة ندرك مدى ضرر وخطر هذا الفكر التكفيري على مستقبل الأمة.
ولهذا فلا يستغرب أن يقوم هؤلاء بالتقرب إلى الله -على زعمهم- بقتل أمير المؤمنين ويعسوب الدين، وسيد الوصيين، وقائد الغر المحجلين؛ أخي رسول رب العالمين؛ ووصيه، وخليفته من بعده، من يدور مع الحق والحق يدور معه، من هو مع القرآن والقرآن معه، من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل الرسول على تنزيله، من يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.
لا غرابة ان يقوم أشقى الخلق بالتربص لاغتيال هذه الشخصية التي انهد بمقتلها عمود الدين وتهدمت أركان اليقين وأظلمت الأرجاء واسود الفضاء.
فتربص اللعين لأمير المؤمنين سلام الله عليه وهو خارج لأداء صلاة الفجر في المسجد فضربه بسيف كان قد صقله بألف دينار وسمّه بألف دينار فشق به هامته المنيفة حتى سال الدم على لحيته الشريفة كما أخبر حبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
وهنا وفي هذه اللحظة نال أمير المؤمنين ما كان ينتظره بلهفة وشوق منذ أيام شبابه ولم ينله إلا وقد بلغ الثالثة والستين من عمره وعند ذلك يطلق أمير المؤمنين صرخته التي تدل على مدى ترسخ وتجذر حب الشهادة في قلبه وكيانه قائلا:(فزت ورب الكعبة).
فاز لأنه نال شرف الشهادة في سبيل الله، فاز لأنه سار على النهج القويم الذي يؤهله لأن يكون من الشهداء مع كل ما ناله من الفضل والشرف في مسيرة البذل والعطاء اللامحدود التي قضى عمره بأكمله في سبيلها، فصلوات الله عليك يا أمير المؤمنين يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث إلى ربك مرضي القول مشكور السعي تحمل لواء الحمد وتقف تسقي المؤمنين على حوض الرسول الأمين، وجعلنا الله ممن سار على دربك واهتدى بهداك ورزقنا الشهادة في سبيله بحق محمد وآله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا.