هيومن رايتس ووتش: مقاتلون من الدعم السريع قاموا باغتصاب عشرات النساء والفتيات واستعبادهن جنسيا
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الاثنين، في تقرير إن مقاتلين من "قوات الدعم السريع" والميليشيات المتحالفة معها اغتصبوا عشرات النساء والفتيات في حالات شملت "الاستعباد الجنسي"، في ولاية جنوب كردفان السودانية منذ سبتمبر/أيلول 2023.
وأضافت المنظمة في تقريرها أن "أعمال العنف الجنسي هذه، التي تشكل جرائم حرب وقد تشكل جرائم ضد الإنسانية، تؤكد على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة".
ونقل التقرير عن امرأة من جبال النوبة يبلغ عمرها 35 عاما قولها إن "ستة مقاتلين من قوات الدعم السريع يرتدون زيا باللون الكاكي اقتحموا مسكن عائلتها، وقال أحد الرجال: (يا نوبية، اليوم يومك). ثم اغتصبها الرجال جماعيا". وأضافت: "حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي الدعم السريع النار عليهما وقتلهما. ثم استمروا في اغتصابي، الستة جميعهم".
ومن جانبها، قالت بلقيس والي، المديرة المشاركة لقسم الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش: "وصفت الضحايا تعرضهن للاغتصاب الجماعي أمام عائلاتهن أو لفترات طويلة، في حالات شملت احتجازهن بالاستعباد الجنسي من قِبل مقاتلي قوات الدعم السريع".
وأكدت بلقيس أنه "على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي التحرك فورا لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة"، بحسب قولها.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع 93 شخصا حضوريا وعن بُعد، 70 منهم كانوا في مخيمات غير رسمية للنازحين في منطقة جبال النوبة بولاية جنوب كردفان، وأجرى الباحثون مقابلات مع سبع ضحايا اغتصاب، قالت إحداهن إنها "احتُجزت مع 50 امرأة أخرى واغتُصبت مرارا على مدى ثلاثة أشهر".
كما أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع 12 شخصا قالوا إن "قريباتهم أو صديقاتهم تعرضن للاغتصاب، وفي كثير من الحالات في حوادث شهدوها بأنفسهم".
وبحسب تقرير المنظمة، "قدم الضحايا وشهود آخرون معلومات عن 79 فتاة وامرأة، تتراوح أعمارهن بين 7 و50 عاما، أبلغن عن تعرضهن للاغتصاب". وكانت معظم الحوادث الموثقة اغتصابات جماعية وقعت منذ 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، في بلدة حبيلة وحولها، وفي قاعدة لقوات الدعم السريع، وشملت أيضا ضحايا من بلدة فايو، على بعد حوالي 17 كيلومترا جنوب حبيلة، بجنوب كردفان.
ونقلت هيومن رايتس ووتش في تقريرها عن الضحايا والشهود قولهم إن "المهاجمين كانوا جميعا أعضاء في قوات الدعم السريع يرتدون الزي الرسمي، أو أعضاء في ميليشيات حليفة".
وقالت بعض الضحايا إنهن يعرفن بعض الرجال بالاسم من مجتمعهن. وفي الحالات التي وثقتها هيومن رايتس ووتش، "اغتصب مقاتلو قوات الدعم السريع 14 امرأة وفتاة في منازلهن أو منازل جيرانهن، غالبا أمام أفراد الأسرة. وفي خمس حالات، اغتصب المهاجمون النساء والفتيات بعد قتل أفراد الأسرة أو تهديدهم"، طبقا لما أورد التقرير.
وفي تقرير منفصل نُشر في 10 ديسمبر/كانون الأول، ذكرت هيومن رايتس ووتش أنها "وثقت عمليات قتل واختطاف وإصابات واسعة النطاق بين المدنيين، بالإضافة إلى أعمال نهب وحرق واسعة، في حبيلة وفايو وحولهما"، موضحة: "تشكل هذه الانتهاكات والعنف الجنسي دليلا على الهجمات الواسعة التي تشنها قوات الدعم السريع على المدنيين في جنوب كردفان".
وبحسب التقرير، قالت امرأة عمرها 18 عاما إن "مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها في فبراير/شباط مع 17 امرأة وفتاة أخريات من فايو إلى قاعدة عسكرية، حيث احتُجزن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة كن هناك. وتحت السيطرة الكاملة لخاطفيهن من قوات الدعم السريع، احتُجزت النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان رُبطن بالسلاسل. كل يوم لمدة ثلاثة أشهر، اغتصب المقاتلون النساء والفتيات وضربوهن، ومن بينهن الضحية البالغة من العمر 18 عاما، وهي جرائم تشكل أيضا استعبادا جنسيا".
وأردفت المنظمة قائلة: "لم ترَ أي من النساء اللواتي قابلتهن هيومن رايتس ووتش أي وسيلة لمحاسبة المهاجمين". وقالت إحداهن: "لا يوجد شيء يمكن لأي شخص أن يفعله من أجل العدالة. فقط أشكو إلى الله".
وذكرت هيومن رايتس ووتش في 25 نوفمبر/تشرين الثاني، أنها "أرسلت ملخصا لنتائجها والأسئلة ذات الصلة إلى الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، لكنها لم تتلقَّ أي رد".
وقالت هيومن رايتس ووتش إن "العنف الجنسي قد يشكل جرائم ضد الإنسانية عندما يُرتكب ضمن هجوم واسع النطاق أو منهجي على سكان مدنيين. وعندما يُحتجز الناس في ظروف الاستعباد، وعندما يمارس آسروهم سيطرة تشبه حق الملكية عليهم، ويخضعون للعنف الجنسي، فإن ذلك يشكّل استعبادا جنسيا".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: اعتداءات جنسية اغتصاب الحكومة السودانية العنف بالسودان هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السریع هیومن رایتس ووتش النساء والفتیات جنوب کردفان
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع تنتقد سياسات التعليم وتتعهد بحماية حقوق الطلاب
نددت قوات الدعم السريع بسياسات تمييزية في التعليم، متهمة “شُلة بورتسودان” بتقسيم السودان واستهداف مستقبل الطلاب، مع تعهد بحماية حقوق التعليم..
التغيير: الخرطوم
اتهمت قوات الدعم السريع ما وصفته بـ”عصابة الانقلابيين” في بورتسودان باستخدام التعليم كأداة سياسية لتعميق الانقسام المجتمعي، وذلك من خلال إعلان انطلاق امتحانات الشهادة الثانوية في مناطق محددة دون سائر ولايات السودان.
وشبهت القوات هذه السياسات بممارسات المستعمر التي انتهجت سياسات المناطق المقفولة، معتبرة أن ذلك يمثل تآمرًا ضد مستقبل الطلاب السودانيين في أنحاء البلاد وفقا لقولها.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان الخميس، إن هذه الخطوة تعكس “اللا مسؤولية” من قبل السلطة القائمة في بورتسودان، والتي وصفتها بأنها “غير شرعية وغير مؤهلة لإدارة شؤون البلاد”.
وأكد البيان أن القرار جاء رغم تحذيرات وانتقادات من الجهات التربوية وعلى رأسها لجنة المعلمين السودانيين، مشيرة إلى أن هذه القرارات تخدم “توهمات الجنرال الهارب الباحث عن شرعية مفقودة منذ تخليه عن عهده مع ثوار ديسمبر”.
وأوضحت قوات الدعم السريع أن الوضع الحالي في البلاد يتطلب مسؤولية أكبر في مواجهة التحديات. وأكدت تطميناتها لأبناء السودان في كافة المستويات التعليمية بأن حقوقهم محفوظة بموجب القوانين الدولية والمحلية.
وأعلنت القوات عن شروعها في اتخاذ تدابير تكفل حقوق الطلاب وتضمن عودتهم إلى صروح التعليم، مع تأكيدها على عدالة الفرص بين جميع الطلاب السودانيين في مختلف المناطق.
واختتم البيان بالتشديد على التزام قوات الدعم السريع بجعل التعليم وسيلة لتعزيز التعايش السلمي بين جميع مكونات الشعب السوداني. وتعهدت بالعمل على إنهاء السياسات القديمة التي عرقلت تطور التعليم في السودان لعقود، وإعادة بناء النظام التعليمي على أسس ترفع الظلم والتهميش وتضمن العدالة لجميع السودانيين.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 حربًا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في تعطيل العملية التعليمية بشكل غير مسبوق، حيث أغلقت آلاف المدارس أبوابها، وحرمت الملايين من الطلاب من الوصول إلى مقاعد الدراسة، ما أدى إلى تفاقم أزمة التعليم التي كانت تعاني منها البلاد أصلاً بسبب التدهور الاقتصادي والبنية التحتية الهشة.
وفي 14 نوفمبر الماضي علنت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، قرارها بالتدرج في استئناف الدراسة بجميع المراحل التعليمية، ضمن سياسة حكومة الولاية.
ويشمل القرار استئناف الدراسة للصف السادس الابتدائي، والصف الثالث للمرحلتين المتوسطة والثانوية، اعتبارًا من الاثنين 19 نوفمبر 2024.
وأكدت الوزارة على ضرورة تعاون لجان الخدمات والمجالس التربوية مع مشرفي الوزارة لمعالجة العقبات التي تواجه تنفيذ القرار. وفيما يتعلق ببقية الصفوف الدراسية، أوضحت الوزارة أنها ستعلن موعد استئناف الدراسة لاحقًا، بعد معالجة أوضاع المدارس التي تستخدم حاليًا كمراكز إيواء للنازحين.
وتأتي هذه التطورات في ظل أزمة تعليمية غير مسبوقة بالسودان، إذ تشير تقديرات منظمة اليونيسيف إلى أن 19 مليون طفل باتوا خارج التعليم، منهم 7 ملايين كانوا محرومين قبل اندلاع الحرب بسبب النزاعات المسلحة والفقر.
وألحقت الحرب أضرارًا جسيمة بأكثر من 10 آلاف مدرسة، معظمها في الخرطوم وودمدني ونيالا وزالنجي، مع تحول بعضها إلى مقابر بسبب غياب الممرات الآمنة.
وتقول لجنة المعلمين السودانيين إن قرار وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم باستئناف الدراسة يثير الشكوك حول حصر التعليم على مناطق سيطرة الجيش فقط، وترك بقية الأطفال في مناطق سيطرة الدعم السريع يواجهون مصيرًا معتمًا.
وتتهم قوات الدعم السريع في السودان بتوسيع نطاق العنف خلال النزاع مع الجيش، حيث اتُهمت باستخدام تكتيكات قاسية تشمل هجمات على المدنيين والمرافق الحيوية.
كما تتهمها منظمات حقوق الإنسان بتجنيد الأطفال واستخدامهم في القتال، إضافة إلى ارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، مثل عمليات القتل والاختطاف والتشريد القسري للمواطنين. هذه الاتهامات أثارت قلقاً دولياً حيال الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان.
الوسومالتعليم في السودان حرب الجيش والدعم السريع لجنة المعلمين السودانيين