مبادرة الرافدين: هل يسعى العبادي لفرض دور جديد للعراق في الملف السوري؟
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
ديسمبر 16, 2024آخر تحديث: ديسمبر 16, 2024
المستقلة/- في خطوة مفاجئة على الساحة الإقليمية، أعلن ائتلاف “النصر”، بزعامة رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، عن إطلاق “مبادرة الرافدين” لدعم سوريا في مجالات إنسانية وسياسية، مما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذه الخطوة وتأثيرها على المشهد السياسي العراقي والسوري.
تفاصيل المبادرة: بين الإغاثة والسياسة
تشمل المبادرة شقين رئيسيين:
كما أشار البيان إلى أن العراق يجب أن يتخذ دورًا إيجابيًا في التفاعل مع الأحداث الإقليمية، مبررًا المبادرة بأنها ضرورة إنسانية واستراتيجية تضمن التوازن في المنطقة.
تحركات مثيرة للجدل: خطوة إنسانية أم مناورة سياسية؟
يثير إعلان العبادي تساؤلات واسعة حول توقيت هذه المبادرة وأهدافها الحقيقية. فهل يسعى العبادي من خلال “مبادرة الرافدين” إلى العودة إلى دائرة الضوء السياسي عبر لعب دور إقليمي، أم أن هذه الخطوة تحمل نوايا إنسانية صادقة تجاه الشعب السوري؟
انتقادات داخلية وخارجية
لم تمر هذه الخطوة دون انتقادات. في الداخل العراقي، شككت أطراف سياسية في دوافع العبادي، معتبرة أن المبادرة تأتي في سياق تعزيز مكانته السياسية وسط انقسامات داخلية، خصوصًا مع غياب توافق حكومي حول تبني سياسات خارجية بهذا الحجم.
أما على الصعيد الإقليمي، قد تثير المبادرة حساسية لدى بعض الدول التي ترى أن العراق قد يتدخل في ملفات معقدة دون امتلاك الأدوات الكافية لإحداث تغيير حقيقي، مما قد يُعرّض البلاد لضغوط دولية.
رسائل سياسية واضحة
من الواضح أن العبادي يسعى من خلال هذه المبادرة إلى إيصال رسائل متعددة:
مخاطر المبادرة: هل العراق مستعد لهذا الدور؟
بينما يتحدث العبادي عن تعزيز الاستقرار الإقليمي، يتساءل مراقبون عن قدرة العراق على تحمل تبعات مثل هذه المبادرات، في ظل أزماته الداخلية الاقتصادية والسياسية، فضلاً عن التحديات الأمنية التي يواجهها.
هل تكون مبادرة الرافدين نقطة تحول أم مجرد دعاية سياسية؟
يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه المبادرة ستحقق أهدافها المعلنة، أم أنها ستظل مجرد ورقة سياسية يستخدمها العبادي لتعزيز مكانته في المشهد العراقي، مع احتمال أن تواجه تحديات في التنفيذ على أرض الواقع.
الأيام المقبلة كفيلة بالكشف عن جدوى هذه المبادرة وما إذا كانت ستحدث تغييرًا حقيقيًا أم أنها مجرد خطوة أخرى في لعبة السياسة الإقليمية.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: مبادرة الرافدین هذه المبادرة
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يسعى لتحويل إسرائيل لقوة عسكرية مُهيمنة بالمنطقة
قال الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإظهار أن تركيزه الحالي منصب على الملف النووي الإيراني وعلى ما يجري في سوريا، مُشيرًا إلى أن ما حدث في غزة ولبنان يُعد كافيًا ليُبرر للمجتمع الإسرائيلي أن ما يجري في سوريا والتوجه نحو الشرق قد يعوّض ذلك.
وأضاف "دياب"، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسنت أكرم عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن نتنياهو لن يتمكن من إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرورة إرسال قوات أو التورط في مواجهة إقليمية، موضحًا، أنه في أسوأ الحالات، يمكن لنتنياهو إقناع ترامب بفرض ضغوط اقتصادية على إيران لتقويضها من الداخل، لافتًا إلى أن "أفضل السيناريوهات" بالنسبة له هو منع ترامب من التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني.
وتابع: "نتنياهو يسعى أيضًا لمنع أي إمكانية لتحقيق كيان فلسطيني مستقل بأي ثمن، ويرى أن تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط تقتضي أن تظل إسرائيل القوة العسكرية والأمنية الوحيدة التي تهيمن على المنطقة، ومع ذلك، أعتقد أنه لن يتمكن من تحقيق ذلك".