تحشيد حول الفاشر ومدني.. والبرهان يجدد رفض التفاوض
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
مع دخول الحرب في السودان عامها الثاني، يزداد التصعيد العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق حيوية من البلاد، حيث تركزت الأنظار في الأيام الأخيرة على مدينتي الفاشر في دارفور و”مدني” في ولاية الجزيرة، في وقت تزايدت فيه الاشتباكات والضربات الجوية بشكل مكثف.
في تطور ميداني، رفع طرفا النزاع في السودان من وتيرة التحشيد العسكري حول مدينتي الفاشر ومدني، فيما تواصل القوات التابعة للجيش والقوات الموالية للدعم السريع تعزيز مواقعها في تلك المناطق الاستراتيجية.
وتأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث مر عام كامل منذ أن سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة مدني، التي تعد مركزاً اقتصادياً مهماً في البلاد.
وفي الفاشر، آخر معاقل الجيش بإقليم دارفور، أفادت مصادر ميدانية بتقدم جديد لقوات الدعم السريع داخل المدينة، مما يعزز من وضعها في الإقليم الحيوي الذي يشكل نقطة وصل بين السودان وكل من تشاد، أفريقيا الوسطى، وليبيا.
ويثير هذا التطور مخاوف من تزايد النفوذ العسكري لقوات الدعم السريع في المنطقة.
قتلى ودمار جراء الضربات الجوية
في الأثناء، واصلت الغارات الجوية التي ينفذها طيران الجيش السوداني قصف مناطق متعددة في دارفور، ما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص خلال الأيام الأربعة الماضية، وفقاً لتقارير من منظمات حقوقية.
ومن أبرز الهجمات، الهجوم الجوي على سوق مزدحم في بلدة “كبكابية” شمال دارفور، والذي أوقع عدداً كبيراً من القتلى في صفوف المدنيين.
ووصفت منظمة العفو الدولية هذا الهجوم بـ “جريمة حرب”، مؤكدة أن قصف السوق المزدحم بالمدنيين لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، حتى في حال وجود جنود من الطرفين المتنازعين في المنطقة. وصرح تيغيري تشاغوتا، المدير الإقليمي للمنظمة، قائلاً: “استخدام المدنيين كدروع بشرية أو استهدافهم بشكل متعمد يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني”.
الوضع الإنساني المأساوي
تفاقم الوضع الإنساني في السودان، حيث قدرت بيانات كلية لندن للصحة العامة أن أكثر من 60 ألف شخص قد لقوا مصرعهم منذ بداية الحرب في أبريل 2023، كما أُجبر نحو 14 مليون شخص على النزوح من ديارهم.
وتعاني البلاد من أزمة غذائية حادة، حيث يواجه أكثر من نصف السكان، الذين يقدر عددهم بحوالي 48 مليون نسمة، تهديدات جسيمة تتعلق بالجوع.
مواقف دولية ودعوات للتفاوض
في هذا السياق الميداني والإنساني المأساوي، كررت الولايات المتحدة وبريطانيا دعوتهما إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. لكن موقف قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ظل ثابتاً في رفض أي تسوية سياسية أو وقف لإطلاق النار.
وخلال تفقده لقوات “درع البطانة” في ولاية الجزيرة، التي يقودها أبوعاقلة كيكل المنشق عن الدعم السريع، أكد البرهان أن الجيش ماضٍ في القتال حتى النهاية، رافضاً أي دعوات للتفاوض أو الهدنة.
وأضاف: “لا تفاوض ولا هدنة، والمجتمع الدولي لا يهتم بما يجري في السودان”.
ومع استمرار التصعيد العسكري وغياب أي حل سياسي يلوح في الأفق، تزداد المخاوف من أن يؤدي هذا الصراع المستمر إلى المزيد من التدهور في الوضع الأمني والإنساني في السودان.
في وقت يواجه فيه الشعب السوداني معاناة شديدة من القصف والدمار والتهجير، ويبدو أن فرص الوصول إلى اتفاق سلام أو هدنة تتضاءل بشكل كبير.
سكاي نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الجیش السودانی الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
الجيش يتقدم بالخرطوم وقوات الدعم السريع تهاجم أهالي النيل الأبيض
أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على مناطق عدة في العاصمة الخرطوم، في حين أكدت مصادر محلية للجزيرة مقتل 27 شخصا وإصابة العشرات في هجوم لقوات الدعم السريع على بلدات بولاية النيل الأبيض.
وقال الجيش السوداني إن قواته تمكنت من السيطرة على مستشفى يونيفرسال بضاحية كوبر بالخرطوم بحري، وإنها تقدمت في محور كوبر صباح اليوم الاثنين.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصدر ميداني قوله إن "الجيش السوداني قصف مواقع الدعم السريع بالقرب من محيط القصر الرئاسي وسط الخرطوم".
وتظهر مقاطع فيديو حصلت عليها الجزيرة أعمدة الدخان وهي تتصاعد من محيط القصر.
كما أعلن الجيش السوداني أنه استعاد السيطرة على أبراج النفط وشارع السَجْانة الرئيسي وسط الخرطوم.
وكشف مصدر ميداني عن استلام الجيش منظومة الصناعات الدفاعية التابعة للجيش السوداني، والتي كانت قوات الدعم السريع تسيطر عليها في ضاحية كافوري شمال مدينة الخرطوم.
وأضاف المصدر للجزيرة أن الجيش سيطر على مقر أبراج الشرطة في ضاحية كوبر وشرق سلاح الإشارة بالخرطوم بحري بعد أن كان تستخدمها قوات الدعم السريع مقرا لقناصتها.
هجمات "الدعم السريع"وفي سياق متصل، أكدت مصادر محلية للجزيرة مقتل 27 شخصا وإصابة العشرات في هجوم لقوات الدعم السريع على بلدات بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد.
إعلانوأعلنت منصة "نداء الوسط- ولاية النيل الأبيض" وقوع حالات قتل جماعي للمواطنين في قرى الكداريس- الخلوات وعمليات خطف وإخفاء قسري واسعة تقوم بها قوات الدعم السريع في مدينة القطينة وأريافها.
وأضافت المنصة أن قرى الكداريس- الخلوات شهدت مساء أمس الأحد أبشع الجرائم بحق المواطنين الأبرياء العزّل.
وذكرت أن قوات الدعم السريع تعمدت استهدافهم بنيرانها، مما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا بين قتيل ومصاب، في حين أجبرت باقي الأهالي على النزوح عقب نهب جل ما يملكون من أموال ومقتنيات خاصة ونكلت بهم أشد تنكيل.
وتعيش مدينة القطينة ظروفا أمنية وإنسانية قاسية بعد أن فرضت عليها قوات الدعم السريع حصارا محكما وسيطرت على تفاصيل الحياة فيها منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، حيث باتت تعاني غياب الأمن وشح الخدمات.
معبر أدريفي الأثناء، أعلنت الحكومة السودانية اليوم الاثنين تمديد فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد لمدة 3 أشهر أخرى، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى دارفور اعتبارا من 16 فبراير/شباط الجاري.
وأفادت وزارة الخارجية السودانية في بيان بأن فتح المعبر يأتي التزاما منها بتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من الحرب، خاصة ولايات دارفور، واستخدام كل المعابر الحدودية المتاحة لهذا الغرض.
ولفت إلى أن حكومة السودان تذكّر بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد مليشيا الدعم السريع وراعيتها الإقليمية (لم يحددها) للالتزام بقرارات مجلس الأمن برفع الحصار عن مدينة الفاشر ومعسكرات النازحين، والتوقف عن مهاجمتها.
وطالبت الخارجية السودانية بألا يستخدم المعبر لإدخال السلاح والعتاد لاستخدامهما لقتل المدنيين العزل، وكذلك ضمان ألا تعيق المليشيا مرور المساعدات الإنسانية أو تتحكم فيها، وفق البيان.
وتسيطر قوات الدعم السريع على 4 ولايات في إقليم دارفور (غرب) من أصل 5 ولايات، في حين تخوض اشتباكات ضارية مع الجيش في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات الإقليم.
إعلانوتحذر الأمم المتحدة من تفاقم المجاعة في إقليم دارفور، حيث توجد أعداد كبيرة من النازحين، خاصة في مدينة الفاشر.
ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.