في هدوء الطريق الساحلي
بينما كان سامح، ابن محافظة مطروح، يقود سيارته الأجرة على الطريق الساحلي في وقت مبكر من الصباح، لفت نظره شوال كبير ملقى على جانب الطريق بالقرب من منطقة رأس الحكمة. الفضول دفعه للتوقف، وعندما فتح الشوال كانت المفاجأة: مبلغ هائل من المال يقدّر بـ8 ملايين جنيه.

سامح، الذي يعيش حياة بسيطة في منزل سقفه خشبي مع زوجته وأطفاله الأربعة، لم يتردد في العودة بالمال إلى منزله ليُشرك زوجته في القرار.

وبعد تفكير قصير، قالت زوجته بحزم: “هذا المال له صاحبه، وربنا يبارك في رزقنا البسيط.”
في خطوة جريئة تعبر عن صفاء قلبه، نشر سامح على صفحته الشخصية على فيسبوك: "وجدت مبلغاً كبيراً من المال، من يعرف تفاصيله بدقة يتواصل معي."


انهالت عليه الاتصالات من كل حدب وصوب، غالبيتها من أشخاص يحاولون خداعه وادعاء ملكية المال. لكن سامح، الذي نشأ على قيم الشرف والأمانة، ظل متمسكاً بموقفه: لن يُعيد المال إلا لصاحبه الحقيقي.

منتصف الليل يكشف الحقيقة...
استمرت المكالمات إلى أن جاء اتصال من مجموعة وصفوا المبلغ والتفاصيل بدقة شديدة. سامح، الذي كان يبحث عن صاحب الحق، التقى بهم فوراً. وتبين أنهم تجار موبيليا من دمياط كانوا متجهين للاستثمار في منطقة رأس الحكمة، وفقدوا المبلغ أثناء الرحلة.

رفض المكافأة... وأبقى الكنز الأخلاقي
لم تكن دهشة التجار أقل من امتنانهم، فقد عرضوا على سامح مكافأة كبيرة قدرها مليون جنيه تقديراً لأمانته، لكنه رفض بشدة قائلاً: “المال ليس مالي، وأطفالي أهم عندي من كنوز الدنيا.”


سامح، الذي يعمل سائقاً بسيطاً ويعاني من متطلبات الحياة، أثبت أن القيم الإنسانية لا تُشترى بالمال، وأن الأمانة ليست خياراً بل واجباً.

قصة سامح ليست مجرد حكاية عن إعادة مال ضائع، بل رسالة ملهمة لكل من يعتقد أن الأخلاق تتلاشى في وجه الظروف الصعبة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مطروح اخبار المحافظات محافظة مطروح امانة المزيد

إقرأ أيضاً:

افتتاحية: الكنز المخبأ في خلاياك

يستخدم الإنسان مئات الأدوات والتقنيات لسبر أغوار الكون، من استكشاف الفضاء الشاسع إلى البحث في أعماق ذاته. إلا أنه لم يدرك حتى سنوات قليلة مضت أن جيناته، تلك التراكيب المجهرية المكونة من سلاسل بروتينية داخل خلاياه، تحمل في طياتها تاريخ البشرية الممتد عبر العصور. هذه الجينات، التي يتراوح حجمها بين مئات إلى ملايين الأزواج القاعدية، تشكل شيفرة رقمية تحفظ أسرار تطورنا، وتحكي قصة أسلافنا منذ آلاف السنين.

وتشير الأبحاث الجينومية الحديثة إلى أن الحمض النووي لا يقتصر دوره على تحديد الصفات الجسدية، بل يمثل أرشيفًا حيًا للتاريخ التطوري للإنسان. إذ يحمل كل فرد داخله بصمات جينية تعكس الطفرات الوراثية التي مرّ بها أجداده.

فتح تطور علم الجينات آفاقًا جديدة لفهم طبيعة الإنسان، ليس فقط من حيث كيفية عمل الجسد، ولكن أيضًا في القدرة على التنبؤ بالمشكلات الصحية قبل حدوثها. مع التقدم في تقنيات تحليل الجينوم، أصبح بإمكان العلماء توقع احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة والمستعصية، مما يمنح الطب الحديث فرصة للتدخل المبكر والعلاج الموجه، وهذا ما يناقشه العدد الحادي والعشرون من ملحق جريدة عمان العلمي، والذي يسلط الضوء على دور الجينوم البشري في علاج الأمراض المستعصية، وإمكانية تعديل الجينات لدى الأجنّة، والتحديات الأخلاقية التي قد تنجم عن هذه التدخلات الجينية.

ويستعرض هذا العدد أيضًا كيف تلعب التكنولوجيا دورًا متزايدًا في تعزيز الطمأنينة النفسية عبر أدوات وتقنيات جديدة في الطب النفسي والعلاج السلوكي. كما يتجه بنا نحو المستقبل لاستكشاف دور الأقمار الصناعية في إحداث ثورة في عالم الاتصالات، حيث يناقش كيف يمكن لهذه الأقمار، التي تدور على ارتفاع يصل إلى 550 ألف كيلومتر، أن توفر بيانات شاملة، وتدعم شبكات إنترنت قادرة على تجاوز التحديات الجغرافية، لتغطي العالم بأسره. قراءة ماتعة.

مقالات مشابهة

  • منال عوض: 169 مليون جنيه تكلفة استثمارات مشروعات البنية التحتية بمطروح
  • 169 مليون جنيه.. حجم الإستثمارات لتطوير منظومة إدارة المخلفات بمطروح
  • «التنمية المحلية»: 60 مليون جنيه تكلفة المدفن الصحي بمركز الضبعة
  • البنك التجاري الدولي يقرر زيادة رأس المال المصدر والمدفوع إلى 30.7 مليار جنيه
  • ضبط مخدرات بـ55 مليون جنيه بحوزة عناصر إجرامية في مطروح والإسماعيلية
  • مطروح: إنشاء موزع كهرباء جديد ببراني بتكلفة 34 مليون جنيه
  • افتتاحية: الكنز المخبأ في خلاياك
  • «الفتوى والتشريع» تؤيد تحميل شركة 200 مليون جنيه رخصة خط أسمنت
  • الفتوى والتشريع بمجلس الدولة تؤيد تحميل شركة 200 مليون جنيه رخصة خط أسمنت
  • 30 مليون جنيه لحصاد مياه الأمطار في خمس قطاعات بمطروح