شتاء العراق يزداد برودة.. تحذيرات من انجماد أرضي
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
شتاء العراق يزداد برودة.. تحذيرات من انجماد أرضي.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي
إقرأ أيضاً:
شتاء الأستاذ.. فهمي عمر فى صورة مُغايرة
لا ينقضي شهر نوفمبر قبل أن يحضر الأستاذ إلى مسقط رأسه؛ ليقيم شهور الشتاء في فيلته الأنيقة ويعقد مجلسه العالي والكريم فى الساحة الهمامية؛ كما اعتاد كل سنة، ويُحدث وجود فهمي عمر فى «الرئيسية» حراك ثقافي واجتماعي وسياسي فى شمال إقليم قنا الراكد فى باقي فصول السنة.
في الرئيسية يظهر الأستاذ بشكل مُغاير عما اعتدنا أن نراه عليه في الفضائيات وشاشات التلفزيون والمحافل الرسمية، لصالح الزّي التراثي وهو الجلباب البلدي وفوق العباءة والكوفية الأنيقة، للاحتماء من قسوة الجو الشتوي، يُولد حضور الأستاذ في شهور الشتاء حالة من الدفء عند معيته فى الأجواء الباردة وكأن وجوده يدثرهم.
في الشتاء الماضي 2023 لاحظ العلاّمة الدكتور أبوالفضل بدران عضو المجمع العلمي المصري وأستاذ النقد الأدبي، خلال زيارته للقرية؛ الحالة التي يُوجدها الأستاذ بحضوره السنوي، فكتب بدران فى يومياته فى صحيفة الأخبار يقول: توجهنا جميعا لصلاة الجمعة في مسجده الملاصق لديوان الهمامية، أشفقتُ على خطيب المسجد المفوّه وهو يلقي الخطبة وبين الحضور فصيح بليغ وهو فهمي عمر.
عُدنا للديوان أجلسنا بجانبه على الدكك التي تحمل تاريخا مشرّفا بينما يجلس أبناء القبيلة في نظام متوارث؛ كِبار السن أولًا ثم الأصغر فالأصغر ومهما كانت وظيفتك ومركزك المهني فالسنُّ له الأولوية، ولديهم مَن وصل أعلى الرُّتب إذا وقفَ الكبير وقفوا وإذا جلسَ ظلوا واقفين حتى يأذن لهم بالجلوس، يشكو لي من هذه العادة، لكني أقول له: توقير الكبير من الإيمان، لكنه لا يريد أن يتعبهم.
ويضيف «بدران»:كم أعجبني توقير الصعيد له وهو حقيق بكل تقدير واحترام، فديوانه يجمع ممثلي كل قبائل أهل الصعيد دون تمييز فقد التف الجميع حوله؛ كما يلجأ إليه ذوو الحاجات فلا يرد طالبا؛ ورأيتُ كيف يسأل عن الشباب والصغار الذين التفوا حوله قياما وهو يعلمهم ويثقفهم في حب ومودة، كان ديوان الهمامية عامرا والوقت يمر بسرعة استأذنّا في الانصراف فأقسمَ -فى تواضع الكبار- أن يسير معنا حتى سيارتنا، قِيمٌ وعادات حسنة أتمنى أن يعيها شبابنا وأن يتخذه قدوة في عمله وخلقه.
ارتباط بالجذور:
يرتبط شيخ الإذاعيين بقريته المميزة ومحل ميلاده المُطلة على النيل، الرئيسية ـــ تقع جنوب القاهرة بنحو 600 كيلومتر وتتبع مركز نجع حمادي الواقع شمال محافظة قنا، تتخد القرية طابعًا عمرانيًا مختلفًا إذ تتراص على الشريط النيلي فيلات صغيرة وأنيقة لا تزيد عن طابقين، هذا التميز إضافة إلى توافر الخدمات بالقرية أدي إلي شيوع تسمية شعبية عنها إنها باريس الصعيد!
يمكن الإلمام بمدي إرتباط «الأستاذ» بمسقط رأسه من خلال مذكراته «نصف قرن مع الميكروفون» التي نشرتها دار الهلال، يقول: على مدى أربع سنوات هي سنوات المرحلة الابتدائية مارست حياة شاقة حتى إنني كنت أتوق إلى ترك الدراسة والبقاء في قريتي مع أترابي، ولكن والدى - يرحمه الله - كان شديد الرغبة في أن يعلمني مهما كانت المشقات فكان يعنفنى بشدة عندما كنت أبدى رغبتي في أن أساعده في زراعته، بل إن الأمر بلغ حداً جعلني أوقن أنه لا فكاك لى من مواصلة التعليم وكم أنا شاكر الآن لوالدي الذي أدعو له ليل نهار بالرحمة والمثوبة، كانت فرحة غامرة لى ولأسرتي وأبناء عمومتي عندما حصلت على الشهادة الابتدائية سنة 1940 ، وأذكر كيف انطلقت الزغاريد في المنزل عندما جاء الخبر بنجاحي، خاصة أنه كانت هناك مشقة عاتية في وصول خبر حصولى على الشهادة الابتدائية.
فى مجلس الأستاذ وعندما يروي تغريبته وهو طفل ليدرس فى المرحلة بالمدرسة الابتدائية فى مدينة دشنا بعيدًا عن أسرته فإنه يُوسس لدي حضور مجلسه الذي يجمع كل الأطياف؛ أهمية التعليم ويوضح ضرورة المثابرة والاجتهاد فى تحقيق الأهداف! يُعيد الأستاذ التنبيه على إعمال الثوابت والقيم فى مجلسه بشكل غير مباشر عبر روايات بسيطة فى ظاهرها ولكن باطنها أعمق ما يكون وهذه هي العبقرية بعينها.