رئيس الدولة يهنئ الملك حمد بن عيسى وشعب مملكة البحرين بمناسبة العيد الوطني
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، الملك حمد بن عيسى وشعب مملكة البحرين الشقيق بمناسبة العيد الوطني داعياً الله تعالى أن يديم على المملكة الأمان والعز والتقدم.
أخبار ذات صلةوقال سموه عبر منصة "إكس":"خالص التهنئة وصادق الأمنيات لأخي الملك حمد بن عيسى وشعب مملكة البحرين الشقيق بمناسبة العيد الوطني داعياً الله تعالى أن يديم على المملكة الأمان والعز والتقدم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رئيس الدولة البحرين العيد الوطني الإمارات
إقرأ أيضاً:
لا تخلف عهدًا قطعته مع من أعطيته الأمان بالحديث معك
محفوظ بن راشد الشبلي
mahfood97739677@gmail.com
يمر بنا عبر الزمن مواقف يصعب تبريرها ليس لأنَّ الحديث عنها صعب بقدر ما هي فشل في تجاربنا مع البشر، تستأذن شخصاً بالحديث معه بموضوع به إطراء لشخصه أو بالتلميح له بمزاياه التي يحملها كطيب قلبه أو حسن خُلقَه أو صفاء معدنه أو نقاء سريرته أو خصاله الحميدة أو جمال خِلقته التي وهبها الله إياها وجمّله بها عن غيره من سائر البشر، فتشدك تلك الصفات فيه إن اجتمعت أو تفرّدت وأثارت اهتمامك فيه، فتُحدثه وجهًا لوجه إن سمح الأمر بذلك أو عبر التواصل معه باحترام شديد لشخصه الكريم، وتبدأ بالاستئذان منه ومن ثم تطلب الوعد والعهد والميثاق والأمان والاطمئنان بالحديث معه، وتشترط عليه أن يبقى أمر المُحادثة بينك وبينه سرًا دون إفشائه للغير وأن لا يعلم به سوى اللّه سبحانه وتعالى الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وإلّا ستنسحب عنه وعن مُحادثته بالاعتذار له إن لم يُعاهدك ويعدك بالسّرية التامة لحديثك معه لإيصال المُبتغى من غرض التواصل معه.
فيُعاهدك ويَعدك ويُقسم بالله لك بالسّرية التامة في الأمر ويُعطيك الأمان بالحديث معه، وهُنا ستُفضي حديثك بأمان واطمئنان معه على ضوء ذلك العَهد الذي أقسمه مع الله ومعك بالسّرية التامة في الأمر، وهُنا تأتي الكارثة وكأنه أوقعك في فخّه الذي نصبه لك واستدرجك إليه بالحديث معه بعدما أعطاك الأمان ثم ينقضُ عهده ووعده ويفشي سِرّك لغيرك وكأنَّ عهده مع الله ومعك أصبح من قِبله هباءً منثورا والعياذ بالله.
إنَّ صفة نقض الوعود والعهود والمواثيق هي صفة من صفات اليهود والمنافقين وهي ليست صفة من صفات المسلم ولا يتصف بها المسلمون الأحرار، وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة؛ حيث قال "أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ" (100)، وكذلك تحريف الكلام عن مواضعه؛ سواء كان مكتوبًا أو مسموعًا أو مقروءًا هي أيضًا صفة من صفاتهم وقد ذكرها الله كذلك في كتابه في سورة النساء "مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ" (46)، إذن فكلام الله واضح في أن صفة نقض العهود هي لليهود ولا يتصف بها غيرهم فلِما نقضت عهدك يا مُسلم؟
إنَّ كَنَّ الضغينة لمن تعرفه ويعرفك عِز المعرفة هي ليست من شِيم الشُرفاء الأنقياء، هذا إن كان أصلًا بينك وبينه ضغينة أو خِصام أو ثأر في أمر ما، فما بالك إن لم يكن بينك وبينه سوى الود والاحترام والتقدير، فلِما تُخالفون الله ورسوله في مَن أتاكم مُحبًا طائعًا مُخلصًا لكم يا مؤمنين؟ ألم يقل الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء "وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا" (34).
إذن فالأمر يحمل في طيّاته وابلًا من علامات الاستفهام، هل هي دسائس وخُبث من البعض أم هو سعي لتشويه سُمعة الناس وزعزعة ثقتهم به أم إن هُناك من يقف وراء تلكم الفئة لتوزّهم على ارتكاب حماقاتهم ضد الغير بدون مُبررات ولا تُهم ولزرع الفتنة والإهانة لهم، أمّا صاحب الشأن ألا تخاف الله ولا تستحي من نفسك كيف ستُقابل من تبلّيت عليه، وكيف سوّلت لك نفسك بأن تُهدّد أخاك بالقانون، فالقانون وُضع للاقتصاص من السارق والقاتل والمجرم والجاني وأخاك ليس سارقًا ولا قاتلًا ولا مُجرمًا ولا جاني، أفلا تحترم عِشرته الجميلة معك؟ أفلا تحترم أكلكما معًا على طاولة واحدة؟ أفلا تحترم حديثكما وضحكاتكما معًا وصوركما الجميلة التي التقطتماها معًا في مشاركاتكما وجلساتكما والتي لا زال يحتفظ بها في عقله قبل ذاكرة هاتفه، وماذا ستستفيد إن شوّهت سُمعة من أتاك يحمل لك وده وتقديره واحترامه لك؟ عذرًا يا أخي ويا أُختي فما هكذا تُدار الأمور وما هكذا تورد الإبل.
نستخلص من مقالنا هذا أن الدنيا قصيرة وهي يوم لك ويوم عليك فلا تُغرّر بك نفسك بالتبلّي على من فتح لك قلبه وفِكره وعقله وأعطاك الأمان وأعطيته الوعد والعهد والميثاق كي يُصافيك وتُصافيه ومن ثم تقلب الطاولة عليه لتنسف كل ثقته بك، فلا تدري لعل الله يبتليك مثلما تبلّيت عليه، ولو سامحك من تَبلّيك فكيف سيُسامحك الله وأنت الذي نقضت عهدك ووعدك معه؟ وكما ورد في أبيات الشِعر في القصيدة التي تُسند للإمام سعيد بن أحمد البوسعيدي الذي قال فيها:
أنت الذي حلّفتني وحلفت لِي
أغلظت بالأقسام حين عرفتني
أخلفتَ عهدك والعهود غليظة
وحلفت أنك لا تخون وخنتني
وحلفت أنك لا تميل مع الهوى
أين اليمين وأين ما عاهدتني