مؤمن الجندي يكتب: قائد على حافة الانفجار
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
وسط المشهد المشحون، وقف القائد محاطًا بالعيون، يترقب الجميع كلمته أو حتى نظرة.. في داخله عاصفة تغلي، لكن الصمت كان خياره الوحيد، فالقيادة ليست في اتخاذ القرارات وقت السكون، بل في ترويض النفس وقت الغضب، وكظم الغيظ حين يكون الانفجار أسهل الطرق.
مؤمن الجندي يكتب: بلا وداع مؤمن الجندي يكتب: حين تتلاشى الألوانليس القائد من يُعرَّف بموقعه، بل بمواقفه، تلك اللحظات التي تتسلل فيها الأزمات فجأة، وتتعرى النفوس أمامها دون درع أو قناع؛ القائد الحقيقي يُقاس في لحظات الانفعال، حيث يُختبر صبره وحكمته! لكن، ماذا لو تحدث الغضب قبل الحكمة؟ وماذا لو صرخ الانفعال في وقتٍ كان الصمت فيه أبلغ رد؟
هي لحظة واحدة تكفي لتقلب الموازين! لحظة يسقط فيها القائد في فخ انفعاله، فينسى أن العيون لا تتركه، وأن كلماته تصبح سهامًا تُحدّد المسار.
محمد الشناوي، قائد الأهلي، وعملاق حراسة مرماه، حمل أمانة القيادة على كتفيه لسنوات، لكنه في لحظة غضب بعد خسارة كأس التحدي أمام باتشوكا المكسيكي، خرج عن الإطار الذي ما دام احتضنه.. جاء الرد على أحد الجماهير من المدرجات، كأنه صرخة من قلبٍ مثقل بالإحباط، لكنه لم يكن مجرد رد، بل كان رسالة غير مقصودة بأن حتى الجبال قد تهتز عندما تضغط عليها الرياح.
فن التحكم في الذاتالقائد يواجه ليس فقط خصومه، بل نفسه أولًا! فالغضب حين يخرج عن السيطرة لا يكشف عن الضعف فقط، بل قد يجرّ معه صورة رسمها الزمن بصبرٍ وجهد، والشناوي لم يكن يومًا مجرد لاعب؛ هو قائد، وشخصية لا تقف عند حدود الميدان، لكن تلك اللحظة كانت شاهدة على صراع داخلي بين إنسانية القائد ومثالية الصورة التي يريد الجميع أن يراها.
من وجهة نظري أن الحياة دائمًا تمنح فرصة للتصحيح، والقائد الحقيقي هو من يعيد الإمساك بزمام الأمور.. محمد الشناوي سيبقى قائدًا، لكنه اليوم أمام فرصة ليُعيد تعريف قيادته، ويثبت أن لحظات الانفعال ليست النهاية، بل بداية لرحلة أعمق في فن التحكم بالذات.
في النهاية، أرى أن القائد قد يغضب، لكن قوته الحقيقية تكمن في قدرته على تحويل ذلك الغضب إلى وقودٍ للمضي قدمًا، دون أن يُحرق من حوله.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محمد الشناوي الأهلي ازمة الشناوي كأس التحدي الأهلي وباتشوكا مؤمن الجندی قائد ا
إقرأ أيضاً:
من اللحظة الأولى.. خالد الجندي يحسم الجدل حول عذاب القبر ونعيمه
رد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على منكري وجود عذاب القبر ونعيمه، مستشهدا بسورة ياسين في القرآن الكريم.
وأكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن القرآن الكريم يقدم أدلة واضحة على وجود عذاب القبر ونعيمه، مشيرًا إلى أن بعض الأشخاص ينكرون هذه الحقيقة بسبب قلة دراستهم للقرآن والسنة والعقل السليم.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن قصة الرجل الذي ورد ذكره في سورة ياسين، تكشف عن الفجوة الزمنية التي يشتهر بها القرآن، حيث يقول الله تعالى: "قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ"، موضحًا أن هذه الآية تؤكد أن الرجل كان في عالم البرزخ، وهو أول منازل الآخرة، حيث يدرك الإنسان مصيره من اللحظة الأولى لدخوله القبر.
خالد الجندي: القرآن بشارة للمؤمنين وحِجر على المجرمين
خالد الجندي: كل إنسان عنده بيتان في الآخرة
خالد الجندي: صفات المؤمنين ليست محصورة في6 فقط
اقرأوها بصدق وإخلاص.. خالد الجندي: سورة قرآنية تحقق سرعة الاستجابة للدعاء
وأشار إلى أن القبر هو محطة انتقالية بين الدنيا والآخرة، حيث يكون للميت وعي كامل بما ينتظره، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "القبر أول منازل الآخرة"، موضحا أن أهل العلم اعتبروا أن البرزخ يعد بداية للآخرة بالنسبة للميت، لكنه بالنسبة للأحياء لا يزال جزءًا من الدنيا.
وأكد الجندي أن من ينكر عذاب القبر يرتكب خطأ كبيرًا، متسائلًا: "ماذا لو كان هناك عذاب قبر وأنت أنكرته؟ كيف سيكون موقفك عند الموت؟"، لافتًا إلى أن النبي ﷺ أشار إلى أن بعض الصحابة، مثل عروة بن مسعود الثقفي، يشبهون صاحب ياسين في دعوتهم إلى الله حتى بعد وفاتهم.
وشدد على أن القرآن يستخدم اللغة العربية بدقة وإعجاز، مستشهدًا بقوله تعالى: "مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ"، موضحًا أن التحولات اللغوية في كلمة "يَخِصِّمُونَ" بدلًا من "يختصمون" تدل على شدة الخصام، مما يعكس بلاغة القرآن وإعجازه اللغوي.