لبنان ٢٤:
2025-02-19@20:34:29 GMT
أيّ دور للبنان في التحوّلات السورية؟
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
كتبت روزانا بو منصف في" النهار": قبل مرور اسبوع كامل على فرار بشار الاسد من سوريا ، اجتمعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا ودول عربية مختلفة في الأردن في 14 كانون الأول من اجل دعم العملية السياسية في سوريا.واتفق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع وزراء على "مبادئ مشتركة" غير محددة للاعتراف بالحكومة السورية المستقبلية.
والموقف اللافت الذي واكب مجموعة هذه المواقف كان خطاب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي اطل من دون الاعلان عن ذلك مسبقا وجه فيه رسائل على خلفية التحولات في سوريا . فاعترف بفقدان خطوط الامداد من ايران عبر سوريا وبدا ساعيا الى انفتاح على علاقة مع الحكومة المؤقتة عل في ذلك " عودة المعبر " . وكلام قاسم لافت في نقاط عدة في ضوء كلامه عن قطع طريق امداد الحزب في سوريا واستبعاده على نحو مستغرب أن " يؤثر ما حصل في سوريا على لبنان " على نحو يدعو للتساؤل اذا كان قاسم مقتنعا حقيقة بما يقول في هذا الصدد او بقوله ان الحزب منع اسرائيل من " تحقيق الشرق الاوسط الجديد انطلاقا من لبنان ". وهي قراءة خاطئة ولا تعكس الواقع . وقال إن حزبه " قوي ويتعافى " مشدداً على استمرار عمله المسلح، معلناً أنه سيتعاون في إخلاء جنوب الليطاني من السلاح والمسلحين ". فبين تعاون الحزب في جنوب الليطاني حيث لا تزال اسرائيل تحتل قرى لبنانية واضطرار الحزب الى الانسحاب قسرا من سوريا، تبدو رسالة الحزب اقرب الى الجزم بتحوله او بقائه تنظيما مسلحا ما بين هذين الخطين اي في الداخل اللبناني بمعنى اشتراطه ذلك على تشكيلة الحكم المقبلة . لكن هذا موضوع اخر ، ولو انه مؤثر بقوة في لبنان الذي يعيش التاريخ وفصول جديدة تاريخية بكل معنى الكلمة توالت خلال اقل من ثلاثة اشهر فقلبت الامور رأسا على عقب وغيرت المشهد الاقليمي برمته. وليس مستغربا ان يعيش الحزب ارتباكا ويتخبط في مواقفه فيما ان ايران نفسها تواجه ذلك ويستبعد جدا ان يستطيع الحزب لا سيما في هذه المرحلة ان يستقل بتقويم منفصل عن تقويم ايران ووضعها في المنطقة فيما ان القلق لا يساورها وحدها ، بل يساور دول المنطقة وحتى الدول الغربية ايضا. وفي الوقت الذي يعيش الجميع هاجس التحولات التي حصلت في بعض دول المنطقة في ضوء ما سمي "الربيع العربي"او حتى المخاوف من تجربة طالبان في افغانستان والحكم الاصولي ويسعى الى تجنبه ب "الشروط " المسبقة على حكام سوريا الجدد ، بدا لافتا جدا كلام قائد الحرس الثوري الايراني اللواء حسين سلامي في تقويمه ما حصل في سوريا . قال "ان الغرب لم يتمكن من القضاء على النفوذ الإيراني باستخدام الوسائل التقليدية، ولذلك لجأ إلى طريقة أخرى تمثلت في إنشاء بديل يشبه الجمهورية الإسلامية والثورة " في إشارة إلى الجماعات المتطرفة في سوريا معتبرا أن تلك الجماعات "كانت في الحقيقة نموذج الردع الغربي ضد النفوذ الإيراني" . تنظر ايران في المرآة وترى انعكاسها اذا في شكل ما انما مع التحدي المتمثل بخسارة استراتيجية لاستثمار يعود الى ٤٠ عاما ليس في سوريا فحسب.
تبحث كل الدول التي اجتمعت في العقبة وسواها عن الدور الذي سيكون لكل منها في سوريا الجديدة حتى لو من باب منع الانعكاسات السلبية التي لا بد ان تحصل لاعتبارات متعددة ابرزها ان مسار الخروج من 54 عاما من سلطة آل الاسد ليس كشوكة يمكن اقتلاعها فحسب ولو بدا انها حصلت تماما كذلك . ثمة سؤال كبير لا يبدو ان اهل السياسة المعنيين في لبنان بدأوا بطرحه او الاقل التفكير به وهو اي دور للبنان في ظل التحولات السورية لا سيما ان الحكم الجديد اظهر انه معني بما يحصل في البلد الصغير الجار وادلى بدلوه في رئاسته المحتملة وسوى ذلك . وهل ستقارب القوى السياسية هذه التحولات كل من جانبها وعلى حسابها بمعزل عن الدولة او قبيل اعادة تكوينها؟
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
إسرائيل بَقِيَت في 5 نقاط.. كيف سيكون ردّ حزب الله؟
بعد انتهاء مهلة 18 شباط المُحدّدة لانسحاب قوّات العدوّ الإسرائيليّ من الأراضي الجنوبيّة، قرّرت إسرائيل البقاء في خمس نقاط استراتيجيّة في جنوب لبنان، بحجة تأمين سلامة أراضيها عبر مُراقبة كلّ حركة في البلدات اللبنانيّة لمنع "حزب الله" من شنّ هجمات جديدة على مستوطناتها.وكما هو واضحٌ، فإنّ الحكومة الإسرائيليّة تكون قد خرقت إتّفاق وقف إطلاق النار بإبقاء جنودها في تلال الحمامص والعزية وجبل بلاط والعويضة واللبونة، من دون أنّ تدفع اللجنة المكلفة مُراقبة إتّفاق وقف إطلاق النار تل أبيب إلى الإنسحاب الكامل من داخل الأراضي اللبنانيّة.
أمّا عن موقف "حزب الله"، فقد انكشف بعد اتّفاق وقف إطلاق النار، بحيث أسند إلى الحكومة اللبنانيّة ورئيس الجمهوريّة التعامل مع موضوعيّ إنسحاب العدوّ الإسرائيليّ وإعادة الإعمار، مُحمّلاً مسؤوليّة بقاء القوّات الإسرائيليّة إلى الدولة، التي شدّدت من خلال بيانها الوزاريّ الذي أتى ليُترجم خطاب قسم الرئيس جوزاف عون، على تحرير الأراضي الجنوبيّة وتطبيق القرار 1701.
ومن خلال إسناد مهمّة العمل الديبلوماسيّ لحكومة نواف سلام وللرئيس عون، يتريث "حزب الله" في اتّخاذ أيّ قرار يُؤدّي إلى توتير الأوضاع الأمنيّة من جديد في جنوب لبنان. فـ"الحزب" يُريد تمرير يوم 23 شباط بسلام، للإشارة إلى إسرائيل وللدول الغربيّة أنّ جمهور "المُقاومة" لا يزال كبيراً، وهو يُؤمن بقضيّة إخراج العدوّ وبحرب الإسناد التي شنّها في 8 تشرين الأوّل 2023، وحتّى لو كلفته كثيراً وخصوصاً بعد استشهاد السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.
كذلك، فإنّ "حزب الله" سيُعطي الحكومة الوقت للتعامل مع مُشكلة إحتلال التلال الخمس في الجنوب، وإذا ما كانت قادرة على التفاوض على استرجاعها مع النقاط السابقة التي كان لبنان يُطالب بها آموس هوكشتاين، لترسيم الحدود البريّة تماماً كما حدث في موضوع الحدود البحريّة.
ويبدو بحسب المعطيات الميدانيّة، أنّ "الحزب" غير قادر حاليّاً على شنّ حربٍ جديدة، وهو مُلزمٌ باحترام ما سيقوم به لبنان الرسميّ لعدّة أسباب. فأوّلاً، لا يستطيع "حزب الله" إسترجاع النقاط الخمس بالقوّة العسكريّة، لأنّ السكان عادوا إلى بلداتهم الجنوبيّة ومنازلهم مُدمّرة، وبدأ بصرف التعويضات لهم وينتظر وصول المُساعدات من الخارج لإطلاق عجلة الإعمار، ولا يستطيع المُخاطرة بتهجير الأهالي من جديد، وزيادة نسبة الدمار جراء أيّ عملٍ عسكريّ.
ثانيّاً، يجد "حزب الله" نفسه مُحاصراً، ففي الداخل نجحت المُعارضة وحكومة نواف سلام ورئيس الجمهوريّة في إعطاء الشرعيّة للجيش للإنتشار في الجنوب وحماية الحدود والسيطرة على أيّ مستودع أسلحة أو نفق يجده، أيّ أنّ هناك صعوبة لدى "الحزب" في إعادة الإنتشار في جنوب الليطاني، لعدم المُخاطرة باستئناف العدوّ الإسرائيليّ الحرب على لبنان، في حين لا يقدر هذه المرّة على عدم إحترام بنود القرار 1701، مع مُطالبة أغلبيّة الكتل النيابيّة والأحزاب بتطبيقه حرفيّاً، وتعزيز الجيش لتأمين وحماية الحدود الجنوبيّة.
أما ثالثاً، فيجد "الحزب" نفسه مُحاصراً عبر تعليق الرحلات الجويّة من إيران وإليها، ما يُوقف تدفق الأموال الإيرانيّة إليه، بعدما سيطرت "هيئة تحرير الشام" على سوريا وأسقطت نظام بشار الأسد، وأحكمت سيطرتها على الحدود مع لبنان، واستولت على مخازن ومستودعات الأسلحة التي كانت لـ"حزب الله" في المدن السوريّة، إضافة إلى قطعها طريق إمداد "المُقاومة" بالسلاح والعتاد العسكريّ والمحروقات والمال والمواد الغذائيّة، الآتية من طهران إلى المرافئ في سوريا.
وأمام ما تقدّم، يجد "حزب الله" نفسه في وضعٍ صعبٍ لا يسمح له بالتصرّف عسكريّاً لاسترجاع التلال الخمس اللبنانيّة، ولا يسعه سوى الصبر وإعطاء الحكومة الوقت للتصرّف مع العدوّ الإسرائيليّ ديبلوماسيّاً، ودفعه إلى الإنسحاب الكامل من جنوب لبنان. أمّا إذا فشلت الديبلوماسيّة في تحقيق الهدف المنشود، فسيستغلّ "الحزب" هذا العامل سياسيّاً للترويج إلى أهميّة "المُقاومة" في حماية السيادة، كما يحصل حاليّاً عبر تحرّكات طريق المطار "الرافضة للإملاءات الخارجيّة" على حدّ قول حارة حريك.
المصدر: خاص لبنان24