عربي21:
2025-04-13@06:51:36 GMT

سؤال عبثي: ربيع عربي أم مؤامرة كونية؟

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

بسقوط نظام الأسد في سوريا، طفا مجدّدا سجال النخب العربية، ومعها جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، حول حقيقة ما تشهده المنطقة منذ نهاية عام 2010، ولا تزال فئات واسعة تبذل جهدها في تثبيت سيناريو المؤامرة الكونية للإطاحة بأنظمة حكم وظيفية في عمومها، ظلّت طيلة عقود منذ سبعينيات القرن العشرين في خدمة المصالح الأجنبية.



يحاول عرّابو المؤامرة تناسي حجم المعاناة التي كابدها التونسيون والمصريون واليمنيون والليبيون والسوريون في ظل حكم بن علي ومبارك وصالح والقذافي وعائلة الأسد، لاستبعاد فرضيّة إرادة الشعوب المطحونة في الانعتاق من قبضة أنظمة حكم فاشية شمولية، كانت تنتمي إلى عصر بائد خارج إحداثيات التاريخ والجغرافيا.

ينبغي الاتفاق على أن الأمريكيين والأوروبيين لا يرغبون في صناعة تحوّل ديمقراطي حقيقي في الإقليم العربي، بل ما يهمّهم فقط هو ضمان حد أدنى من الاستقرار يضمن خدمة مصالحهم وعدم تشكيل أي تهديد فعلي على ربيبتهم الكيان الصهيوني، لذلك من غير المنطقي الادّعاء أنهم كانوا وراء انتفاضة شعوب المنطقة قبل 14 عاما للتخلّص من أنظمة بالية لم تكن في غالبها سوى حليف وظيفي مهم.

إن ما حصل في واقع الحال كان نتيجة طبيعية لعقود من التسلّط والاستبداد والفساد والفشل الذريع، ليس في تحقيق التنمية الاقتصادية ومستوى الرفاهية الاجتماعية المطلوبة، بل الإخفاق في مأسسة الدولة الوطنية وبنائها على أسس القانون والعدالة والمواطنة وتنظيم آليات التداول على السلطة بطرق سلمية حضارية تحتكم لإرادة الشعب السيدة.

عكس ذلك، فإنّ تلك الأنظمة الفاشلة لم تكتف بخيانة الأمانة الوطنية التي آلت إليها في ظروف تاريخية مختلفة، فتقاعست عن خدمة شعوبها وفق الإمكانات المتاحة وتطلّعات العصر، بل راحت تكرّس حكم الفساد والريع واحتكار السلطة والثروة بالتخطيط للتوريث الفردي والانتقال من نموذج حكم الأقلية التسلطية إلى حكم العائلة المستبدّة (بشار الأسد وجمال مبارك وسيف الإسلام القذافي وعلي عبد الله صالح..)، وهي قطرة السمّ التي أفاضت كأس الشعوب الممتلئ غضبا بشعور المهانة والتهميش، لتندلع شرارة الثورات من سيدي بوزيد في جنوب تونس في ديسمبر 2010 ولا تزال شظاياها ملتهبة إلى يوم الناس هذا.

تلك هي الحقيقة الأولى والمفتاحية في فهم ما جرى، أما ما وقع من تفاعلات في غضون الأحداث وبعدها، وما عاشته من تطوّرات غير مرغوب فيها، فلم تكن في الواقع سوى ممارسات ثورات مضادة أو انحرافات بفعل تطرّف أنظمة القمع أو ركوب موجات أو استغلال من أطراف خارجية وإقليميّة تشتغل ضد حرية الشعوب العربية وبحثا عن تأمين أجنداتها الخاصة.
المسؤولية التاريخية والأخلاقية ستبقى عبئا على كاهل أنظمة الفساد والاستبداد
هذا يعني أن المسؤولية التاريخية والأخلاقية ستبقى عبئا على كاهل أنظمة الفساد والاستبداد، لأنّها المتسبّب الرئيس في صناعة الأحداث ابتداء ثم تداعياتها لاحقا، بالفشل في تحقيق تطلُّعات الشعوب في الحرية والكرامة وعدم التناغم مع أشواق الأجيال الجديدة التي لم تعد تنطلي عليها شعارات كاذبة باسم الوطنية أو القومية ونصرة فلسطين.

لم يكن قدر الشعوب العربية في تلك البؤر الثورية العيش تحت ظلم أنظمة فاشية فاشلة مدى الحياة، مستسلمة أمام مصيرها المحتوم، أو الدخول في حرب أهلية تنسف كيان الدولة من البنيان والسقوط في مخططات الآخرين، بل كل ما تطلعت إليه هو صناعة التغيير والإصلاح السياسي والاقتصادي، لتعيش مثل كل الأمم المتمدّنة، واثقة من حاضرها وآملة في مستقبل أفضل، غير أن مكر أجهزة الدولة العميقة، بدعم من أنظمة إقليمية أخرى، لحسابات ضيقة، انقلب على رغبة الشعوب السلميّة وصادر حقها في الحرية الآمنة، قبل إدخالها في دوامة الفوضى الدستورية والأمنيّة.

هل يعفي كل ذلك الشعوب العربية المنتفضة منذ 2010 ونخبها الفاعلة من المسؤولية الوطنية؟ قطعا الجواب: لا، لكن محاولة تجريم ثورات الكرامة، بذريعة تحوّلها إلى العسكرة المشبوهة أو الاضطراريّة وتعرّضها للاختراق الخارجي، ليس سوى تبرير مكشوف، للدفاع عن استمرار أنظمة بائدة هي التي شكّلت أكبر خطر ضدّ الدولة والمجتمع، ولم ينفع تأخير سقوطها في حماية الوطن، بل زاد من تكلفة التغيير المشروع، بفعل تراكم الأخطاء وعامل الزمن.

عود على بدء، فإنّ تلك الأنظمة العربية لم يكن أمام شعوبها من خيار آخر سوى الإطاحة بها، بغضّ النظر عن الطريقة والتداعيات التي ورّطها فيها الآخرون أحيانا، ولاشكّ أن الشعوب الحرّة ستتعلم من تجاربها المريرة، إذ أن عمر الانتقال الحضاري في سيّاقات تاريخية معقدة لا يقاس بالسّنوات ولا حتى بالعقود، بل هو مسار متشابك من الوعي والتراكم النضالي سيفضي إلى إرساء الإصلاح على قاعدة صلبة ولو بعد حين من الدهر، عندما تتوفر كل شروط الاجتماع السياسي وسننه الكونيّة.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا المؤامرة سوريا الربيع العربي المؤامرة سقوط الاسد مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

“جريمة كونية” على مرأى درب التبانة .. مجرة صغيرة قريبة تتمزق بفعل جارتها الأكبر

يمن مونيتور/قسم الأخبار

تشير أبحاث جديدة إلى أن سحابة مجلان الصغرى (SMC) المجاورة لمجرتنا يبدو أنها تتمزق بسبب قوة الجاذبية لمجرة مجاورة.

وقال كينغو تاتشيهارا من جامعة ناغويا في اليابان: “عندما حصلنا على هذه النتيجة لأول مرة، اشتبهنا في وجود خطأ في طريقة تحليلنا. لكن بعد فحص دقيق، كانت النتائج لا جدال فيها، وقد فوجئنا”.

وتعد سحابة ماجلان الصغرى واحدة من أقرب جيراننا، ما يسمح للعلماء بمراقبة نحو 7000 نجم ضخم يشكلون هذه المجرة.

وتبلغ كتلة هذه النجوم أكثر من ثمانية أضعاف كتلة شمسنا، وعادة ما تعيش لبضعة ملايين من السنين فقط قبل أن تنفجر في شكل مستعرات عظمى.

وأثناء مراقبة هذه النجوم، لاحظ العلماء أنها تبدو وكأنها تتعرض للتمزق بواسطة سحابة ماجلان الكبرى (LMC)، وهي مجرة مجاورة أخرى.

وأضاف تاتشيهارا: “كانت النجوم في سحابة ماجلان الصغرى تتحرك في اتجاهين متعاكسين على جانبي المجرة، كما لو كانت تتعرض للتمزق. وبعض هذه النجوم تقترب من سحابة ماجلان الكبرى، بينما يتحرك البعض الآخر بعيدا عنها، ما يشير إلى تأثير الجاذبية للمجرة الأكبر. وهذه الحركة غير المتوقعة تدعم الفرضية القائلة بأن سحابة ماجلان الصغرى تتعرض للتفكك بسبب سحابة ماجلان الكبرى، ما يؤدي إلى تدميرها التدريجي”.

كما لاحظ العلماء أن سحابة ماجلان الصغرى لا تبدو وكأنها تدور. فعادة ما تتحرك النجوم الضخمة الشابة مع الغاز الذي نشأت منه، لكن النجوم في سحابة ماجلان الصغرى لا تتحرك بهذه الطريقة، ما يشير إلى أن الغاز نفسه لا يدور كما هو متوقع.

وقد يؤدي هذا الاكتشاف إلى فهم جديد، ليس فقط لسحابة ماجلان الصغرى، ولكن أيضا لطريقة تفاعلها مع المجرات الأخرى بما في ذلك مجرتنا. وعلاوة على ذلك، قد يساعد هذا البحث في فهم أفضل لظروف الكون المبكر وتاريخه.

وتعد سحابة ماجلان الصغرى مفيدة لفهم الكون عندما كان أصغر مما هو عليه اليوم، لأنها تشترك في بعض الخصائص مع المجرات المبكرة.

ونشرت نتائج الدراسة في مجلة The Astrophysical Journal Supplement Series.

المصدر: إندبندنت

 

 

 

 

 

 

مونيتور12 أبريل، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام خدعة بسيطة تهدئ دماغك وتسرّع النوم مقالات ذات صلة خدعة بسيطة تهدئ دماغك وتسرّع النوم 12 أبريل، 2025 الأرصاد اليمنية تتوقع أمطار رعدية وتحذر من السيول والأجواء الحارة 12 أبريل، 2025 عراقجي يسلم مواقف إيران لنظيره العُماني لنقلها إلى فريق المفاوضات الأمريكي في مسقط 12 أبريل، 2025 توافد الآلاف إلى هضبة حضرموت للمشاركة في اللقاء العام 12 أبريل، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق ميديا اكتشاف نادر…نظام نجمي ثنائي قد يتسبب بانفجار مستعر أعظم قرب الأرض 10 أبريل، 2025 الأخبار الرئيسية “جريمة كونية” على مرأى درب التبانة .. مجرة صغيرة قريبة تتمزق بفعل جارتها الأكبر 12 أبريل، 2025 خدعة بسيطة تهدئ دماغك وتسرّع النوم 12 أبريل، 2025 الأرصاد اليمنية تتوقع أمطار رعدية وتحذر من السيول والأجواء الحارة 12 أبريل، 2025 عراقجي يسلم مواقف إيران لنظيره العُماني لنقلها إلى فريق المفاوضات الأمريكي في مسقط 12 أبريل، 2025 توافد الآلاف إلى هضبة حضرموت للمشاركة في اللقاء العام 12 أبريل، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك اكتشاف نادر…نظام نجمي ثنائي قد يتسبب بانفجار مستعر أعظم قرب الأرض 10 أبريل، 2025 OpenAI ترفع دعوى قضائية ضد إيلون ماسك 10 أبريل، 2025 اكتشاف أربعة كواكب مخفية بالقرب من الأرض 9 أبريل، 2025 وسط تصاعد التوترات التجارية… تراجع أسعار النفط بأكثر من 3% 7 أبريل، 2025 مفاجأة علمية.. كائنات أرضية صغيرة تثبت قدرتها على الصمود في ظروف المريخ القاسية! 5 أبريل، 2025 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 25 ℃ 25º - 19º 22% 4.46 كيلومتر/ساعة 25℃ السبت 24℃ الأحد 24℃ الأثنين 26℃ الثلاثاء 26℃ الأربعاء تصفح إيضاً “جريمة كونية” على مرأى درب التبانة .. مجرة صغيرة قريبة تتمزق بفعل جارتها الأكبر 12 أبريل، 2025 خدعة بسيطة تهدئ دماغك وتسرّع النوم 12 أبريل، 2025 الأقسام أخبار محلية 29٬766 غير مصنف 24٬208 الأخبار الرئيسية 16٬080 عربي ودولي 7٬627 غزة 10 اخترنا لكم 7٬301 رياضة 2٬533 كأس العالم 2022 88 اقتصاد 2٬352 كتابات خاصة 2٬153 منوعات 2٬096 مجتمع 1٬913 تراجم وتحليلات 1٬924 ترجمة خاصة 165 تحليل 22 تقارير 1٬676 آراء ومواقف 1٬592 ميديا 1٬508 صحافة 1٬498 حقوق وحريات 1٬393 فكر وثقافة 940 تفاعل 841 فنون 497 الأرصاد 438 بورتريه 68 صورة وخبر 39 كاريكاتير 33 حصري 29 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 6 يناير، 2022 وفاة الممثلة المصرية مها أبو عوف عن 65 عاما أخر التعليقات عبد الوهاب المهري

طيب ايها المتصهين العفن اتحداك كمواطن يمني ان تقول لسيدك ترا...

سلطان زمانه

رعى الله أيام الرواتب حين كانت تصرف من الشركة. أما اليوم فهي...

قاسم بهلول

اتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...

مواطن

هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...

antartide010

ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...

مقالات مشابهة

  • العراقيون بالمرتبة الثالثة بين الشعوب العربية الأكثر استخداماً لليوتيوب
  • محمود مسلم معلقًا على مشاجرة قيادات سوهاج: مشهد عبثي
  • راشد بن حميد: الإمارات جعلت من الهوية الوطنية عنواناً للفخر
  • تحذير من حركة أخطبوطية.. الإخوان «تهديد للوحدة الوطنية» فى فرنسا وأوروبا
  • “جريمة كونية” على مرأى درب التبانة .. مجرة صغيرة قريبة تتمزق بفعل جارتها الأكبر
  • وزير خارجية السودان: الانتصارات الأخيرة أفشلت مؤامرة القضاء على البلاد
  • وزير الخارجية السوداني: الانتصارات الأخيرة أفشلت مؤامرة القضاء على البلاد
  • معركتنا الوطنية في خطر
  • ابو رغيف:  العراق لا يسمح بتمرير الاتصالات عبر أي أنظمة أو دول تتعارض مع سيادته الوطنية
  • مؤامرة المدرسين