“ذا إنترسبت”: إسلام آباد تؤكد دور واشنطن في الإطاحة بعمران خان
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
الجديد برس:
اعتبر مسؤولون باكستانيون أن البرقية التي نشرها موقع “ذا إنترسبت” الأمريكي، الأسبوع الماضي، والتي كشفت أن دبلوماسيين أمريكيين يضغطون من أجل إقالة رئيس الوزراء السابق، عمران خان، بسبب موقفه المحايد من الصراع في أوكرانيا، “لا تكشف عن مؤامرة”.
وكان الموقع الأمريكي قد نشر البرقية الدبلوماسية، وفيها يظهر مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية وهم يشجعون على الإطاحة بخان.
وأشار الموقع إلى أن المسؤولين في باكستان قالوا في البداية إن الوثيقة “غير حقيقية”، مضيفاً أن رد إسلام آباد وواشنطن على القصة كان “دفاعياً ومتناقضاً”.
وأضاف “ذا إنترسبت” أن القيادة الباكستانية الحالية سرعان ما بدأت بالتشكيك في صحة الوثيقة، حيث أعلن وزير الخارجية السابق المعارض لخان، بيلاوال بوتو زرداري، أن البرقية المنشورة “غير حقيقية”، بذريعة أنه “يمكن كتابة أي شيء على قطعة من الورق”.
ومع ذلك، ألقى الوزير باللوم على خان، مؤكداً وجوب محاكمته، بموجب قانون الأسرار الرسمية الباكستاني، لاحتمال تسريبه وثائق سرية!
بدوره، قال شهباز شريف، رئيس الوزراء الباكستاني، الذي سلم الحكومة إلى رئيس وزراء مؤقت، في تصريحات إلى وسائل إعلام محلية، في الأيام التي تلت نشر البرقية، إن “التسريب يمثل جريمةً كبيرةً”، مع تفاديه إعطاء جواب مباشر، بشأن ما إذا كانت محتوياته صحيحة، بحسب الموقع الأمريكي.
لكن بعد أيام فقط، أكد شريف الوثيقة في مقابلة مع صحيفة “الغارديان” البريطانية، كما ذكر “ذا إنترسبت”. وأضاف الموقع، الذي نشر البرقية، إن شريف أفاد بأن “خان قال إنّه كان يمتلك البرقية، لكنه فقدها.. الآن تم نشرها في موقع على شبكة الإنترنت”.
وعلى الرغم من تأكيد صحة الوثيقة التي نقلت أقوال دبلوماسيين أمريكيين غاضبين من خان بسبب “حياده العدواني المزعوم” تجاه روسيا، مهدّدين باكستان بـ “العزلة” إذا بقي في السلطة، قال شريف إن البرقية، لا تمثل مؤامرةً ضد رئيس الوزراء السابق.
وبحسب الموقع، لم يقدم أي من شريف أو بوتو زرداري أدلةً على تورّط خان في تسريب الوثيقة، التي قدّمها مصدر داخل الجيش الباكستاني إلى “ذا إنترسبت”.
وفوق ذلك، أعلنت الحكومة الباكستانية إجرائها تحقيق، ووجّهت اتهامات ضد خان، الأربعاء، بـ”سوء التعامل مع وثائق سرية وإساءة استخدامه”.
“ذا إنترسبت”، وصف هذه الخطوة بـ”المتناقضة ذاتياً”، معتبراً أنها مكونة بدورها من ثلاث خطوات: التشكيك في صحة الوثيقة في وقت واحد، وإلقاء اللوم على خان لتسريبها في ما يرقى إلى عمل خيانة، ثم إضافة أن مضمون البرقية “غير جدير بالأهمية”.
أمريكياً، رفضت وزارة الخارجية في وقت سابق تصريح خان، بأن واشنطن ضغطت عليه لعزله من السلطة. لكن بعد الكشف عن البرقية المسربة، أخبر مسؤولو وزارة الخارجية “ذا إنترسبت” أنهم “لا يستطيعون التعليق على دقة وثيقة حكومية أجنبية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للموقع، إن “لا شيء في التعليقات يظهر أن بلاده تتخذ موقفاً بشأن من يجب أن يكون زعيم باكستان”.
وعند الضغط أكثر عليه بشأن الوثيقة في مؤتمر صحافي، وسؤاله عما إذا كان مضمون المحادثة المبلغ عنها في البرقية دقيقاً، قال ميلر لأحد المراسلين، إن التقرير كان “قريباً نوعاً ما”.
وأورد “ذا إنترسبت”، أن رئيس الوزراء الباكستاني السابق تعرض لضغوط متصاعدة، خلال وجوده في السجن، وهو حالياً، يقضي حكماً بالسجن لمدة ثلاث سنوات، بتهم فساد.
وفي غضون ذلك، لا تزال حملة القمع واسعة النطاق ضد أنصاره مستمرة، حيث لا يزال الآلاف قابعين رهن الاحتجاز، بسبب مزاعم انضمامهم إلى حزبه السياسي من جهة، وتورطهم في سلسلة من المظاهرات المناهضة للجيش التي وقعت في البلاد، في مايو الماضي.
وفي الوقت نفسه، اعتبرت الحكومة الأمريكية حملة القمع “مسألة داخلية” للحكومة الباكستانية، مع الاستمرار في إشراك الجيش الباكستاني الذي يعتقد أنّه دبر الإطاحة بخان.
بحسب “ذا إنترسبت”، إن الكشف عن البرقية، والكشف عن أن خان كان صادقاً إلى حدٍّ كبير في تصويره محتوياتها، والذي تضمن اقتباس دقيق لمسؤول في وزارة الخارجية يقول إن “الجميع سيغفرون” إذا تمت الإطاحة بخان من السلطة، يمكن أن يعيد تشكيل مسار الأزمة السياسية في باكستان.
ويعتمد مصير خان السياسي الآن إلى حدٍّ كبير على المدى الذي تقرّر فيه الحكومة الحالية، التي يقودها الجيش، “مواصلة ثأرها منه ومن أنصاره”.
ويضيف الموقع أن الكشف عن محتويات البرقية، والانقسامات التي أحدثها القمع العنيف لحزب خان داخل المؤسسة العسكرية، لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة التي اجتاحت باكستان منذ الإطاحة بخان من السلطة العام الماضي.
وكان خان، قد اتهم رئيس جيش بلاده بتعميق الأزمة السياسية التي تشهدها باكستان، وذلك خلال مقابلة مع موقع “ذا إنترسبت”، قبل شهرين.
وأشار خان إلى أن اجتماعاً عُقد في 6 مارس 2022، بين السفير الباكستاني ووكيل وزارة الخارجية الأمريكية دونالد لو. ووفقاً له، تم تسجيل ما قيل خلال الاجتماع، وأُرسلت شيفرة التسجيل إليه وإلى وزارة الخارجية، ورد فيها أن “باكستان ستشهد عواقب”، في حال عدم الإطاحة بخان.
وقال خان حينها إن قائد الجيش السابق، قمر جاويد باجوا، “عبّأ واشنطن ضده” بالتعاون مع السفير الباكستاني السابق لدى الولايات المتحدة حسين حقاني.
وبحسب ما قال، فإنّ حقاني أخبر الأمريكيين أن “رئيس الوزراء ضدهم”، في حين أن “قائد الجيش داعم لهم”. وأضاف أن قائد الجيش هو الذي “هندس” هذا الشعور في واشنطن، والذي يفيد “بأن خان معادٍ للولايات المتحدة”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: وزارة الخارجیة رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
اكتشاف حطام المدمرة “يو إس إس إدسال” التي غرقت بالحرب العالمية الثانية
آخر تحديث: 14 نونبر 2024 - 11:05 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- بعد أكثر من 80 عامًا من إغراقها من قبل القوات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، أعلنت البحرية الأميركية يوم الاثنين الماضي العثور على حطام المدمرة “يو إس إس إدسال” في قاع المحيط الهندي.واكتشفت سفينة تابعة للبحرية الملكية الأسترالية حطام المدمرة “يو إس إس إدسال”، التي عرفت باسم “الفأر الراقص”، جنوب جزيرة الكريسماس، في المنطقة التي غرقت فيها المدمرة في الأول من مارس عام 1942 وعلى متنها أكثر من 200 عنصر، منهم 185 بحارًا و31 طيارًا من سلاح الجو الأميركي، في ذلك الوقت.تم الإعلان عن اكتشافها في الحادي عشر من نوفمبر، وهو اليوم الذي يتم الاحتفال به باعتباره يوم المحاربين القدامى في الولايات المتحدة ويوم الذكرى في أستراليا.وقالت السفيرة الأميركية لدى أستراليا، كارولين كينيدي، في بيان مصور إلى جانب نائب الأدميرال مارك هاموند، قائد البحرية الملكية الأسترالية، أن “الكابتن جوشوا نيكس وطاقمه قاتلوا ببسالة، وتجنبوا 1400 قذيفة من السفن الحربية والطرادات اليابانية، قبل أن يتعرضوا لهجوم من 26 قاذفة، حيث تلقوا ضربة واحدة قاتلة.. ولم يكن هناك ناجون”. “الفأر الراقص” تميزت المدمرة “إدسال” بقدرتها على تجنب العديد من قذائف السفن الحربية اليابانية، ففي الأول من مارس عام 1942، كانت المدمرة تبحر بمفردها جنوب جاوة، بعد أن قضت الأشهر القليلة الماضية في مرافقة القوافل بين أستراليا وإندونيسيا.وعلى الرغم من أن قوة من السفن الحربية والطرادات اليابانية الأسرع والأكثر تسليحًا قد تجاوزتها، إلا أن المدمرة إدسال قضت ما يقرب من ساعتين في القيام بمناورات مراوغة، وإقامة ستائر دخان، وتجنب أكثر من 1000 قذيفة معادية.وفي النهاية، تم إطلاق أكثر من عشرين طائرة يابانية لقصف المدمرة، مما أدى في النهاية إلى إغراقها في الماء.وفقًا لأميرال البحري المتقاعد صامويل جيه كوكس، رئيس قيادة التاريخ والتراث البحري، فقد وصف المراقبون اليابانيون المدمرة بأنها كانت تتصرف مثل “الفأر الراقص”، في إشارة إلى حيوان أليف ياباني شهير في ذلك الوقت معروف بحركته غير المنتظمة. العثور على حطام المدمرة عثرت البحرية الأسترالية على الحطام لأول مرة في عام 2023، وعمل الباحثون منذ ذلك الحين على تأكيد أنه كان في الواقع السفينة إدسال.وكان اكتشاف المدمرة، التي يبلغ طولها 314 قدما، مفاجأة للبحرية الأسترالية، التي استخدمت “أنظمة روبوتية وذاتية متقدمة تُستخدم عادة في مسح الأعماق” لتحديد موقع إدسال في قاع البحر.وأشار نائب الأدميرال مارك هاموند، قائد البحرية الملكية الأسترالية، إلى أن المدمرة إدسال حازت مكانتها في تاريخ البحرية الأميركية والأسترالية على حد سواء.وقال: “خدمت يو إس إس إدسال بشجاعة خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصة في الحملة المبكرة في المحيط الهادئ. لقد عملت جنبا إلى جنب مع السفن الحربية الأسترالية لحماية سواحلنا، ولعبت دورا في إغراق الغواصة اليابانية I-124 قبالة داروين”.