بوابة الفجر:
2025-01-02@22:01:09 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT



مطلوب من المصريين أن ينظروا قليلًا إلى داخلهم، إلى ضمائرهم، إلى ما تكنه أنفسهم من مزايا، خلقها الله لهم.
فنحن لم نستبق شيئًا لم نهدره، الوقت والجهد، والبنية الأساسية، فى الشوارع، وفى الميادين، وفى الملكية العامة، التى نمتلكها نحن،كل شعب مصر !!
ليس من المعقول أن تصبح شوارع القاهرة ممتلئة بالقاذورات، الملقاة من البيوت، ومن المحلات التجارية، ومن نوافذ السيارات أثناء السير !!
ليس من المعقول أن نخالف المرور ونسير عكس الاتجاه، ولا نعترف بإشارات أو حتى عسكري المرور الغلبان، الواقف لا حول له ولا قوة، وسط السيارات، التى تفعل ما يشاء قائدها دون مراعاة لأية قواعد أو أداب للمرور !!
ليس من المعقول أن تتحول أرصفة الشوارع إما بسياج لمنع المشاة من إستخدامها، تعللًا بأنها حديقة خاصة ( فى المناطق السكنية )، أو لأنها جزء خاص بالمبنى المشيد على حافة رصيف الشارع.

أصبح الرصيف ملكية خاصة، وليست ملكية عامة، ولا إحترام للمشاه !!

فالكل يجرى وسط الشارع، مُشَاةْ ومركبات من كل الأنواع، ومن كل الأزمنة !!

أصبح إفتراش الرصيف والشارع جزء من ثقافة المواطن المصري !

أصبحت الميكروباصات، "غول"، مخيف مدمر للصحة ( البيئة )،لسوء الحالة الميكانيكية لتلك السيارات، وسوء حالة سائقيها شكلاَ، ومضموناَ !!

أصبح الشارع المصرى، "شارع عبثى"، شارع لامعقول، شارع يجب القبض عليه ووضعة فى زنزانة منفردًا، عقاباَ على تخلفه وسوء أخلاقه (الشارع!!)

أصبحنا محتاجين للنظر إلى أنفسنا كشعب، هل نحن نستحق هذا الوطن ؟

هل نحن قادرون على ضبط إيقاع الحياة فى هذا البلد ؟

ولعل القارىء يجدنى مبتعداَ فى حديثى،عن مراكز المسئولية الإدارية فى البلد، فأنا قد " سلمت النمر " من زمان بخصوص المسئولين، الذين، لايروا، ولايسمعوا،ولايتكلموا !

الكلام لنا، لأنفسنا، لأهل الشارع المصرى، هل من مجيب ؟
فالمسئول لن يجيب، ولكن نحن كشعب ألا يوجد من يجعلنا ننظر إلى أنفسنا، إلى داخلنا، إلى ضمائرنا ! 
هل هذه هى المدينة المصرية المحترمة؟، أشك كثيراَ !!، وأعتقد بأن ماكتبته غير قابل للنشر، لأنه حديث مع النفس، لن يسمعه أحد، ومع ذلك سأنشره، لعل وعسى !!

[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

“نافذة على التاريخ” مقدمة: الأستاذ حامد الناظر

ضمن سعيه الدؤوب لنقل الجانب المتعلق بالسودان في الذاكرة الغربية، والبريطانية خاصة، ووضعه في متناول وعينا، وترجمة الوثائق والكتب والمذكرات التي كتبت باللغة الإنجليزية عن السودان، سواءً من قبل الإداريين البريطانيين الذي عملوا في السودان في الفترة بين 1898- 1956 وما قبل ذلك خلال فترة الحكم التركي-المصري، أو أولئك الذين اهتموا بشأنه التاريخي والسياسي والاجتماعي والثقافي عمومًا، ووضعها بين أيدي قراء العربية والسودانيين منهم خاصة، يقدم لنا بدر الدين حامد الهاشمي المترجم والأكاديمي السوداني المرموق في هذا الكتاب ترجمة لما يربو عن عشرين مقالة ودراسة منتقاة بعناية، وتتنوع بين التاريخي والرياضي والأنثروبولوجي والثقافي، وترتيب هذا الكتاب هو الخامس عشر في سلسلة ترجماته القيمة التي حملت عنوان "السودان بعيون غربية" التي بدأها منذ أكثر من عقد.


تضمنت السلسلة بالأساس مجموعة مقالات استكشافية عن السودان، كجزء من جهود الإدارات الاستعمارية في معرفة البلد الذي يحتلونه لكي يفهموا طبيعته وموارده وطبيعة تركيبة سكانه وجغرافيته وتاريخه، ويتسنى لهم من بعد ذلك تحقيق أكبر فائدة من حكمه وبأقل كلفة ممكنة، فضلًا عن إشباع تصوراتهم المسبقة بشأنه، ضمن دراسات ووجهات نظر لا تخرج في الغالب من السياق الاستشرافي الذي ظل مهيمنًا على هذا النوع من الاهتمام إلا فيما ندر، كما ترجم الهاشمي ضمن هذه السلسة ثمانية كتب تناولت تاريخ السودان في الفترة الممتدة بين 1821 و 1964، وأربع روايات للروائية السودانية البريطانية الكبيرة ليلى أبو العلا، ورواية للإداري والأديب اللبناني وقلم المخابرات البريطانية في السودان إدوارد عطية، ولعلها كانت إرهاصًا للرواية السودانية الشهيرة "موسم الهجرة إلى الشمال" وكاتبها الأشهر الراحل الطيب صالح، لكن تلك قصة أخرى.
ويقول بدر الدين الهاشمي عن هذه التجربة، وعن شغفه بالترجمة، في مقدمة النسخة الأولى من هذه السلسلة والتي صدرت في العام 2012 "كان لتعلقي الشخصي وشغفي بتاريخ السودان (خاصة في عهود الحكم التركي والمهدوي والثنائي) أثر كبير في انتقائي لهذه المقالات المترجمة. ورغم أن هذه المقالات لا تهدف لأن تكون كتاباً في التاريخ (بالمعنى الأكاديمي)، وأنى لها؟، فأنا للأسف لست من الدارسين أو الباحثين في مجال التاريخ، فهذا باب له نسائه ورجاله، وإنما أنا - منذ سنوات خلت أهوى التنقيب فيما كتبه الغربيون عن السودان في مختلف المجالات، خاصةً التاريخية منها.
ولهذه الهواية علاقة بالغرب أيضا، وقصة أرويها هنا بإيجاز. لقد كنت ومنذ أن اجتزت عتبة المدرسة الوسطى أغشى مكتبة المجلس البريطاني بالخرطوم شرق (وكانت حينها في شارع البرلمان) وأقلب بكثير من الدهشة والإعجاب في صفحات كتب قديمة قيمة يعود بعضها إلى بدايات القرن العشرين، وأتأمل في صورها المؤثرة، ولعلها كانت المرة الأولى التي أرى فيها صوراً لمحمود ود أحمد في أتبرا، والخليفة عبد الله مقتولا في "أم دبيكرات"، وأسرى الخليفة الغربيين مقيدين بالسلاسل الطوال. لم نكن قد وجدنا من ذلك شيئاً في كتب التاريخ المدرسية التي درسنا فيها تاريخا (جامدا) لا أذكر منه أن محمد علي باشا "فتح" السودان من أجل المال والرجال (هكذا)، وغير رسالة مؤتمر الخريجين التي سطرها إبراهيم أحمد نيابة عن شباب مؤتمر الخريجين للحاكم العام، والتي ختمها بـ "خادمكم المطيع".. كانت تلك الكتب التاريخية القديمة في تلك المكتبة الغنية (التي كنا نحج إليها عصر كل خميس مشياً على الأقدام من حي السكة حديد) هي مصدر شغفي الأول بما كتبه ويكتبه الغربيون عن بلادنا"
ولعمري هذا جهد وافر ومُضنٍ تعجز مؤسسات ممولة عن النهوض به، وهو ما ظل يقوم به بدر الدين الهاشمي وحده، بجد وصبر يحسد عليهما رغم مشاغله الأكاديمية والحياتية الأخرى، وها هو الآن يستكمل هذا الجهد المبارك بعد أن تقاعد عن العمل الأكاديمي في مجال الأدوية والسموم منذ العام 2021 وتفرغ تماماً لهذه الترجمات القيمة لما لها من أثر كبير في الاستدراك والتدبر.
وكما يقال "إن من لا يقرأ التاريخ يكرر أخطاءه" نستعرض في هذه المقدمة القصيرة بعض تراجمه في هذا الأثر الذي بين أيديكم، ونبدأ ببعض ما ورد في مقال نشره جورج نيفل ساندرسون (1919 – 2001م) في المجلد الخمسين من مجلة "السودان في رسائل ومدونات SNR" الصادرة عام 1969م ويتناول الصراع والتعاون بين إثيوبيا والدولة المهدية وهو مقال يستعرض المراسلات التي جرت بين الخليفة عبد الله وحمدان أبو عنجة من جهة، وإمبراطور أثيوبيا منيليك الثاني والراس يوحنا من جهة أخرى.
وهذه الرسائل من الأهمية بمكان إذ كشفت لنا جانبًا من استراتيجية كلا الجانبين حول مواجهة الاستعمارين البريطاني والإيطالي اللذين اقتسما جزءًا كبيرًا من جغرافيا المنطقة وكانت لديهما أطماع توسعية واضحة، كما تكشف أيضاً من جهة أخرى الصراع بين منيليك ويوحنا والظروف التي واجهتها الدول المهدية تحت حكم الخليفة عبدالله وحدت من طموحاته لنشر الدعوة المهدية، التي هي أساس فكرة الدولة وغايتها "ومنذ حوالي عام 1889م – حين حدثت مجاعة عظيمة، وفشلت محاولة كارثية لغزو مصر - صارت تلك السنة نقطة تحول بالنسبة للخليفة عبد الله، الذي صار مبلغ همه هو الحفاظ على دولته المهدوية (الوحيدة) والدفاع عنها، وعدم الخوض في حروب خارجية هدفها نشر دعوة المهدية حول العالم".
من جهة أخرى سنكتشف من خلال هذه المقالة أيضًا الأسلوب البراغماتي الذي اتبعه الإمبراطور منيليك لتهدئة جانب الخليفة حتى يتفرغ لمواجهة الإيطاليين وكذلك الراس يوحنا في تيغراي وكيف أنه غير مواقفه بين وقت وآخر تبعًا لحالة الصراع مع الإيطاليين والبريطانيين والراس يوحنا على السواء.
كذلك، يقدم لنا هذا الكتاب ترجمة بديعة لمقال حول علاقة السودان بالتجارة العربية في مجال الرقيق، طبقا لما ورد في مقال طويل للأستاذ الدكتور يوسف فضل حسن (1931- )، نُشِرَ عام 1977م في العدد الثامن والخمسين من مجلة "السودان في رسائل ومدونات SNR".
يتناول المقال تاريخ هذه التجارة منذ دخول الرحالة والمستكشفين الأوربيين إلى إفريقيا، وما ورد في مذكراتهم وكتبهم حول هذه التجارة التي كانت رائجة خلال القرون الأولى للدولة الإسلامية ولاحقاً في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في منطقة واسعة ممتدة بين الحبشة وإقليمي دارفور وكردفان، وكيف أنها توسعت مع غزو محمد علي باشا في 1821 للسودان وحاجته إلى تجنيد الآلاف من السود في جيوشه والاستفادة منهم كخدم وجنود وعمال سواء كانوا سودانيين أو حبشانا. وبنظرة سريعة على بعض الأرقام التي وردت في كتب الرحالة يمكننا أن نخمن الحجم الذي وصلت إليه هذه التجارة مع نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر "ومن الصعوبة تحديد أعداد الذين استرقوا في دارفور، سواءً أكان ذلك عن طريق التجارة أو الغزوات. غير أن أعداد الذين صدروا لمصر قد تعطينا فكرةً عن حجم تلك التجارة وعن أعداد المسترقين. وكان الرحالة البريطاني براون يرى أن أي قافلة تحمل ألف مسترق ومسترقة تعتبر قافلة كبيرة. وكان بالقافلة التي عاد بها براون إلى مصر عام 1796م نحو 5,000 مسترق ومسترقة.
كما يقدم لنا الهاشمي ترجمة لخاتمة كتاب عنوانه "مصر والصراع على السلطة منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الناصرية" من تأليف رامي قينت، الذي يعمل أستاذاً في قسم الدراسات السياسية في جامعة بار إيلان Bar- Ilan . والمؤلف متخصص في التاريخ المصري وسياسات الحرب الباردة في الشرق الأوسط. ويطرح المقال تساؤلًا حول ما يقوله المصريون يقولون منذ عصر سحيق بأن السودان جزء لا يتجزأ من مصر، وما إذا كان ذلك صحيح تاريخياً؟ مثل تلك الادعاءات هي موضع جدال بلا شك يقول المقال، وهنالك فجوات تاريخية ممتدة وعميقة في مسألة وجود مصر على الأراضي السودانية
"لماذا قررت الحكومة المصرية الثورية التخلي عن شعار "وحدة وادي النيل"، والابتعاد عن ترديده فور إسقاط الملكية؟ ينبغي أن نتذكر حدوث عدد من الاختلافات والتصدعات في الإجماع المصري على "وحدة وادي النيل، وذلك قبل إسقاط حكم الملك فاروق بعدد من الأسابيع. وقد حدث ذلك بعد أن اعترضت الأحزاب السودانية على الغاء مصر – من جانب واحد – اتفاقية 1936م، ورفضهم أيضاً للاعتراف بسلطة بريطانيا تحت تلك الظروف. وكانوا يرون أن إلغاء مصر لـ "الحكم الثنائي" سيخلق فراغاً في السلطة بالسودان".
وما تقدم، هو مجرد أمثلة على بعض المقالات المترجمة التي تضمنها هذا الكتاب، وهو من شموله لم يقتصر على ترجمة المقالات أو البحوث التي تتعلق بالتاريخ وحسب وإنما شمل كذلك أمورًا أخرى تتعلق بالحركة الوطنية في السودان والحركة التجارية ومسارات القوافل ونشوء المدن ومعاجم الأعلام والحركة الرياضية وغيرها خلال فترة الحكم البريطاني-المصري للسودان والعقود القليلة التي تلت جلاءهم من السودان وهو بذلك يقدم في هذه النسخة من سلسلته المهمة "السودان في عيون غربية" بانوراما واسعة لحركة المجتمع السوداني عبر قرون ممتدة كما رآها الغربيون الذي كتبوا عن السودان في صورته التاريخية والحديثة أيضاً.
إنني ومن خلال هذه المقدمة القصيرة التي شرفني بكتابتها بدر الدين الهاشمي، رغبت في أن ألفت الانتباه إلى مثل هذه الجهود التي أحسب أننا لا نعيرها الانتباه والاهتمام اللازمين لصعوبات جمة تتعلق بفعل التعريب في حد ذاته ومن ثم صعوبة النشر والوصول، وفوق ذلك عدم أو ضعف مردوده على المترجم والباحث مقارنة بالجهد الهائل الذي يبذل فيه ويستغرق سنوات طويلة في أكثر الأحيان. إنني أشعر بسعادة غامرة أن أكون الآن جزءًا من هذه التجربة في نسختها الخامسة عشرة وشاهدًا على ما تضمنته من معلومات ثرة وفتحًا لنافذة جديدة على التاريخ القريب والبعيد، وأطمع أن يُقبل عليه المهتمون والباحثون وينهلوا من فيوضه على النحو الذي يدفع بحركة البحث والتأليف ويشجع على الاهتمام بها لأنها ضرورة وليست فعلًا فائضًا عن الحاجة بأي حال. لن أحول دونكم ودون الاستمتاع بتجربة قراءة هذا الأثر المهم مثلما خضتها من خلال قراءتي لمخطوط العمل. والله نسأله التوفيق والسداد.

حامد الناظر
كاتب وإعلامي

 

alibadreldin@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال : 38 حالة انتحار خلال الحرب على غزة
  • حرق نحو ألف سيارة في ليلة رأس السنة بفرنسا
  • د.حماد عبدالله يكتب: الاستثمار هو الحل !!!
  • د.حماد عبدالله يكتب: أهلًا.. وسهلًا.. عام 2025!!
  • محور الإمتحانات
  • تركي يحرق زوجته السابقة وسط الشارع في أنطاليا
  • “نافذة على التاريخ” مقدمة: الأستاذ حامد الناظر
  • تظهير اعلامي للمعارضين الشيعة
  • نافذة على الموروث
  • د.حماد عبدالله يكتب: قراءة فى دفتر احوال "مصر"