واشنطن بوست: إدارة بايدن تستغل سقوط الأسد للدفاع عن فشل سياستها في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن استغلت سقوط الرئيس السوري بشارالأسد للدفاع عن سياسة واشنطن في الشرق الأوسط والتي تعرضت للكثير من الانتقادات مؤخرا، لاسيما في تعاملها مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقالت الصحيفة في مقال تحليلي بعنوان "إدارة بايدن تستغل سقوط الأسد لدفاع عن سجلها في الشرق الأوسط" إن البيت الأبيض يسعى إلى إعادة صياغة سياسته في الشرق الأوسط والتي أثارت الكثير من الانتقادات باعتبارها سياسة ناجحة، مع تسليط الضوء على أن دعم بايدن القوي لإسرائيل ونهجه في المنطقة مهد الطريق للأحداث التي أدت في النهاية إلى "الإطاحة" بالأسد، وأنها يمكن أن تجلب حقبة جديدة من التعاون بين واشنطن والسلطة الجديدة في سوريا.
ووفقا للتقرير، يقول المنتقدون إنه لا ينبغي أبدا التقليل من أهمية المأساة التي شهدتها غزة جراء مواصلة إدارة بايدن لدعمها غير المشروط لإسرائيل.
ويرى التقدميون وعدد متزايد من الديمقراطيين أن تعامل بايدن مع حرب إسرائيل في غزة يمثل فشلًا كبيرًا في السياسة الخارجية، حيث يقول البعض في الحزب إن عدم رغبته في كبح جماح إسرائيل وتجنب كارثة إنسانية في غزة من شأنه أن يشوه إرثه الطويل الأمد.
ويعمل بايدن ومساعدوه الآن على إعادة صياغة دعمه غير المشروط إلى لإسرائيل باعتباره نجاحا كبيرا، قائلين إنه أدى إلى إضعاف كل من حركة حماس و"حزب الله"، الأمر الذي مهد الطريق وجعل سقوط الأسد ممكنًا.
ويتفق العديد من الخبراء والمحللون في شؤون الشرق الأوسط على أن إدارة بايدن تستحق الثناء على منعها اندلاع حرب إقليمية شاملة كان من الممكن أن تجر الولايات المتحدة مباشرة إلى المنطقة، وعلى تزويد إسرائيل بالمساعدات العسكرية التي ساعدتها في إضعاف حزب الله وحماس، بيد أنهم يقولون أيضًا إن رواية إدارة بايدن تنسب قدرا كبيرا من الفضل إلى الولايات المتحدة في الأحداث التي كانت مدفوعة إلى حد كبير من قبل جهات فاعلة في المنطقة.
وتقول جماعات حقوقية دولية إن سقوط الأسد، على الرغم من فائدته، لا يخفي كم الضحايا المدنيين لاسيما الدمار الذي الحقته الحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة.
وخلال الحرب، قالت إدارة بايدن مرارا إن إسرائيل لم تبذل ما يكفي من الجهد للحد من الخسائر بين المدنيين، لكنها لم تفعل الكثير للضغط على إسرائيل لتغيير مسارها ووقف الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وقال دبلوماسيون غربيون، إن إسرائيل أغلقت الآن شمال قطاع غزة وربما تستعد لاحتلال غير محدد هناك، بينما يتكدس نحو مليوني فلسطيني في النصف الجنوبي من القطاع الضئيل وسط ظروف مذرية في ظل النقص الحاد في وصول المساعدات الإنسانية.
ونقلت الصحيفة عن بروس ريدل، باحث بارز في مؤسسة بروكينجز عمل على قضايا الشرق الأوسط في إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون: "إن أجزاء من الحجة صحيحة ــ نعم، لقد وقفنا إلى جانب إسرائيل، ولكن في رأيي، فإن هذا مبالغ فيه إلى حد ما في عدة قضايا تعاملت معها الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط، أبرزها الكارثة الإنسانية المروعة في غزة".
وأشار الباحث الأمريكي إلى أن ما يقرب من 45 ألف فلسطيني قُتلوا وأصيب أكثر من 100 ألف في قطاع غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.
وقال ريدل: "هذه كارثة إنسانية ذات أبعاد واسعة، ولم تفعل إدارة بايدن شيئًا حقًا لوقفها عندما كانت لديها كل الوسائل في العالم للقيام بذلك".
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان زعم بايدن بأن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها - بما في ذلك بذل كل ما في وسعها لتدمير حماس بعد هجمات 7 أكتوبر 2023 التي هاجم فيها مسلحون إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة.
وفي أعقاب ذلك انخرطت إيران، من خلال وكلائها حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، في حربا متعددة الجبهات غير مسبوقة ضد إسرائيل في الساعات والأيام التي أعقبت الهجوم، والتي يقول مساعدو بايدن إنها لم تترك للولايات المتحدة خيارًا سوى تقديم الدعم المستمر لإسرائيل، وفقا للتقرير.
ومنذ ذلك الحين، قضت إسرائيل على حزب الله، وقتلت بشكل منهجي كبار قادته، بمن فيهم زعيمه حسن نصر الله، كما قتلت زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار.
ويقول مسؤولون في إدارة بايدن إن هذه النكسات جعلت إيران عاجزة عن الدفاع عن الأسد في الوقت الذي سيطرت فيه فصائل مسلحة على مدن سورية رئيسية في هجوم خاطف هذا الشهر.
كما اعتبروا أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا ضد العمليات العسكرية الروسية،جعل موسكو عاجزة، مثل إيران، عن الدفاع عن الأسد، حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط.
وقالوا إنه "بدون هؤلاء الرعاة الأقوياء (موسكو وطهران) انهار نظام الأسد بسرعة مذهلة، وفقا للتقرير.
وقدم بايدن نفسه نسخة من هذه الحجة في تصريحات من البيت الأبيض يوم الأحد، حيث أعرب عن تفاؤل حذر بالنسبة للوضع في سوريا، ولكنه أعرب أيضا عن حذره بشأن ما قد يحدث بعد ذلك.
وقال بايدن "لسنوات عديدة، كانت إيران وحزب الله وروسيا الداعمين الرئيسيين للأسد، ولكن خلال الأسبوع الماضي، انهار دعمهم جميعًا - الثلاثة - لأن الثلاثة أصبحوا أضعف بكثير اليوم مما كانوا عليه عندما توليت منصبي"، وللمرة الأولى على الإطلاق، لم تتمكن روسيا ولا إيران ولا حزب الله من الدفاع عن النظام في سوريا، وهذه نتيجة مباشرة للضربات التي وجهتها أوكرانيا وإسرائيل للدفاع عن أنفسهما، بدعم ثابت من الولايات المتحدة.
ووفقا لـ"واشنطن بوست" اقر مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة التفاصيل الخاصة، بوجود "طرق أفضل" لإسرائيل لخوض حروبها، وخاصة في غزة.
أما بالنسبة للمعاناة في غزة، بما في ذلك انتشار الجوع ونزوح الآلاف من منازلهم وانتشار الأمراض وانهيار المنظومة الصحية في القطاع، فإن مساعدي بايدن يزعمون أن الأخير ضغط على إسرائيل كثيرا للسماح بدخول المزيد من المساعدات وانتزع من حكومة بنيامين نتنياهو بعض التنازلات المتواضعة بهذا الصدد.
ووفقا للتقرير، حذر العديد من الخبراء من أنه على الرغم من الدراما التي أحدثها سقوط الأسد، فمن السابق لأوانه للغاية الإعلان عن يوم جديد في الشرق الأوسط، وأن أي ادعاءات بالفضل من جانب الإدارة قد تكون سابقة لأوانها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي جو بايدن واشنطن بوست إدارة بايدن سقوط بشار الأسد الشرق الأوسط فی الشرق الأوسط إدارة بایدن سقوط الأسد الدفاع عن قطاع غزة حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تستغل إطلاق الصواريخ لتوسيع عدوانها و حزب الله يقف خلف الدولة
قبل أيام من زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون باريس حيث سيحضر ملف الجنوب على طاولة البحث من بابه العريض، استغلت اسرائيل اطلاق صواريخ من جنوب لبنان على المطلة ولا يزال مصدر مطلقها مجهول المصدر لتنفذ سلسلة غارات عنيفة على مناطق عدة جنوباً وبقاعاً في محاولة منها لتوسيع عدوانها على لبنان ومتذرعة بالخرق لتبرير تصعيد عسكري، علما أنها لم توقف خروقاتها للبنان منذ توقيع اتفاق وقف اطلاق النار. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء امس انتهاء الموجة الثانية من الغارات على لبنان والتي أدت بحسب وزارة الصحة إلى سقوط 6 شهداء و31 مصابا، ويأتي ذلك بعدما أصدر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس تعليماتهما للجيش الإسرائيلي بشن موجة من الهجمات ضد "أهداف" لحزب الله. وحملّت وزارة الأمن الإسرائيلية الحكومة اللبنانية المسؤولية، مشيرة إلى أنّ "الحكومة مسؤولة عن كل ما يحدث انطلاقاً من أراضيها"، مضيفة أنّ "إسرائيل لن تسمح بأي ضرر لمواطنيها وسيادتها، وستعمل بكل الطرق لضمان أمن المواطنين الإسرائيليين والمجتمعات الشمالية". وفي تصريح له، قال كاتس: "قانون المطلة هو نفسه قانون بيروت. الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية عن أي إطلاق نار من أراضيها". وبالتوازي أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي ان "علينا أن نهاجم بقوة في عمق لبنان وفي بيروت نفسها". ونفى حزب الله أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً أنّ "ادعاءات العدو الإسرائيلي تأتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان والتي لم تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار". وفي بيان، جدد حزب الله "التأكيد على التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وأنّه يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان".وبنتيجة التصعيد، كلف الرئيس جوزاف عون وزير الخارجية يوسف رجّي بإجراء اتصالات عربية ودولية لشرح موقف لبنان من تطورات جنوب لبنان،و أكد رجّي "نبذل كل الجهود الدبلوماسية مع أصدقاء لبنان العرب والأجانب لوقف تصعيد إسرائيل". وفي حديث إعلامي أضاف "لا نسعى إلى التصعيد ونعمل لدفع إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان". وشدد وزير الدفاع ميشال منسى على "رفض لبنان العودة إلى ما قبل وقف اطلاق النار في تشرين الثاني 2024، والتصدي بقوة لمحاولات ضرب جهود الدولة في ترسيخ الأمن والاستقرار على كل الأراضي اللبنانية ولا سيما على الحدود الجنوبية والشرقية، لافتا إلى أنّ الجيش باشر التحقيق في ملابسات إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة". وطالب منسى "الدول الراعية لاتفاق وقف النار بردع العدو الاسرائيلي عن انتهاكاته واعتداءاته المتمادية تحت حجج واهية وذرائع كاذبة مؤكداً على أهمية تفعيل عمل لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق وقف النار بالتنسيق مع الجيش الذي يؤدي مهامه بجدية ومسؤولية على كل الأراضي اللبنانية"، داعياً اللبنانيين إلى التحلي بالوعي والتنبًه لمحاولات الايقاع بين الجيش والأهالي الصامدين في قراهم وبلداتهم وزعزعة الثقة بينهما، وزرع الشقاق بين الدولة والشعب عبر التهويل والتضليل الذي يمارسه العدو الاسرائيلي". وفيما الغى رئيس الحكومة نواف سلام زيارته إلى صيدا امس واستأنف اتصالاته لمتابعة الأوضاع في الجنوب"، أجرى اتصالاً بالممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، مطالباً الأمم المتحدة بمضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل، لما يشكله هذا الاحتلال خرق للقرار الدولي 1701، وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية الذي أقرته الحكومة السابقة في تشرين الماضي، ويلتزم به لبنان
ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الجيش والسلطات القضائية والأمنية وكذلك لجنة مراقبة وقف اطلاق النار الى المسارعة لكشف ملابسات ما حصل في الجنوب. بري أكدّ "أنّ المستفيد الأول والأخير من جر لبنان والمنطقة إلى دائرة الإنفجار الكبير هي إسرائيل ومستوياتها الأمنية والعسكرية التي خرقت القرار 1701 وبنود وقف اطلاق النار بأكثر من 1500 خرق حتى الأن، في وقت التزم لبنان ومقاومته بشكل كلي بكل مندرجات هذا الإتفاق". وجدد بري "دعوة جميع اللبنانيين وخاصة القوى السياسية الى وجوب تنقية الخطاب السياسي والإلتفاف حول الدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية والعسكرية والأمنية ووعي المخاطر الناجمة عن خلق الذرائع أمام العدو من خلال اثارة النعرات التي تشرع أبواب الوطن للنفاذ من خلالها لضرب لبنان واستقراره وتقويضه كنموذج يمثل نقيضاً لعنصرية اسرائيل". وحضت اليونيفيل جميع الأطراف بشدة على الامتناع عن اتخاذ أي خطوات قد تعرض التقدم المحرز للخطر، خصوصًا في ظلّ تهديد أرواح المدنيين والاستقرار الهش الذي شهدته المنطقة في الأشهر الأخيرة". وتابع بيان اليونيفيل: "أن أي تصعيد إضافي في هذا السياق المتقلب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة. لا يزال الوضع هشًا للغاية، ونشجع الطرفين على الوفاء بالتزاماتهما. ويواصل جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل أداء مهامهم في كل مواقعهم". وأبدى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي قلقه إزاء التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وحث الأطراف بشدة على ضبط النفس"، لافتاً الى أنه "يجب أن نضمن أن يفتح اتفاق وقف إطلاق النار الطريق نحو سلام دائم. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة لبنان تحت النار بعد إطلاق "صواريخ مجهولة".. و "حزب الله" يقف "خلف الدولة" Lebanon 24 لبنان تحت النار بعد إطلاق "صواريخ مجهولة".. و "حزب الله" يقف "خلف الدولة"