مع دخول الحرب في السودان عامها الثاني، يزداد التصعيد العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق حيوية من البلاد، حيث تركزت الأنظار في الأيام الأخيرة على مدينتي الفاشر في دارفور و"مدني" في ولاية الجزيرة، في وقت تزايدت فيه الاشتباكات والضربات الجوية بشكل مكثف.

في تطور ميداني، رفع طرفا النزاع في السودان من وتيرة التحشيد العسكري حول مدينتي الفاشر ومدني، فيما تواصل القوات التابعة للجيش والقوات الموالية للدعم السريع تعزيز مواقعها في تلك المناطق الاستراتيجية.

وتأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث مر عام كامل منذ أن سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة مدني، التي تعد مركزاً اقتصادياً مهماً في البلاد.

وفي الفاشر، آخر معاقل الجيش بإقليم دارفور، أفادت مصادر ميدانية بتقدم جديد لقوات الدعم السريع داخل المدينة، مما يعزز من وضعها في الإقليم الحيوي الذي يشكل نقطة وصل بين السودان وكل من تشاد، أفريقيا الوسطى، وليبيا.

ويثير هذا التطور مخاوف من تزايد النفوذ العسكري لقوات الدعم السريع في المنطقة.

قتلى ودمار جراء الضربات الجوية

في الأثناء، واصلت الغارات الجوية التي ينفذها طيران الجيش السوداني قصف مناطق متعددة في دارفور، ما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص خلال الأيام الأربعة الماضية، وفقاً لتقارير من منظمات حقوقية.

ومن أبرز الهجمات، الهجوم الجوي على سوق مزدحم في بلدة "كبكابية" شمال دارفور، والذي أوقع عدداً كبيراً من القتلى في صفوف المدنيين.

ووصفت منظمة العفو الدولية هذا الهجوم بـ "جريمة حرب"، مؤكدة أن قصف السوق المزدحم بالمدنيين لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، حتى في حال وجود جنود من الطرفين المتنازعين في المنطقة. وصرح تيغيري تشاغوتا، المدير الإقليمي للمنظمة، قائلاً: "استخدام المدنيين كدروع بشرية أو استهدافهم بشكل متعمد يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني".

الوضع الإنساني المأساوي

تفاقم الوضع الإنساني في السودان، حيث قدرت بيانات كلية لندن للصحة العامة أن أكثر من 60 ألف شخص قد لقوا مصرعهم منذ بداية الحرب في أبريل 2023، كما أُجبر نحو 14 مليون شخص على النزوح من ديارهم.

وتعاني البلاد من أزمة غذائية حادة، حيث يواجه أكثر من نصف السكان، الذين يقدر عددهم بحوالي 48 مليون نسمة، تهديدات جسيمة تتعلق بالجوع.

مواقف دولية ودعوات للتفاوض

في هذا السياق الميداني والإنساني المأساوي، كررت الولايات المتحدة وبريطانيا دعوتهما إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. لكن موقف قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ظل ثابتاً في رفض أي تسوية سياسية أو وقف لإطلاق النار.

وخلال تفقده لقوات "درع البطانة" في ولاية الجزيرة، التي يقودها أبوعاقلة كيكل المنشق عن الدعم السريع، أكد البرهان أن الجيش ماضٍ في القتال حتى النهاية، رافضاً أي دعوات للتفاوض أو الهدنة.

  وأضاف: "لا تفاوض ولا هدنة، والمجتمع الدولي لا يهتم بما يجري في السودان".

ومع استمرار التصعيد العسكري وغياب أي حل سياسي يلوح في الأفق، تزداد المخاوف من أن يؤدي هذا الصراع المستمر إلى المزيد من التدهور في الوضع الأمني والإنساني في السودان.

في وقت يواجه فيه الشعب السوداني معاناة شديدة من القصف والدمار والتهجير، ويبدو أن فرص الوصول إلى اتفاق سلام أو هدنة تتضاءل بشكل كبير.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات قوات الدعم السريع الجيش إقليم دارفور الدعم السريع شمال دارفور درع البطانة السودان السودان قوات الدعم السريع دقلو والبرهان حميدتي والبرهان قوات الدعم السريع الجيش إقليم دارفور الدعم السريع شمال دارفور درع البطانة السودان أخبار السودان الجیش السودانی الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

السودان: الجيش يسيطر على محاور استراتيجية ويحاصر المليشيات في القصر الرئاسي

أعلن الجيش السوداني اليوم الاربعاء فرض سيطرته على محاور استراتيجية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وقطع خطوط الإمداد عن قوات الدعم السريع داخل القصر الرئاسي في الخرطوم، في تطور ميداني بارز يعزز تقدمه في المواجهات الدائرة.

ووفقًا لبيان صادر عن الفرقة السادسة مشاة، تمكنت القوات السودانية من إحكام قبضتها على مواقع مهمة في الفاشر، مؤكدة استمرارها في التقدم العسكري بالولاية.

وفي كلمة أمام قوات الجيش في مدينة الدَبة بالولاية الشمالية، شدد ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش، على أن العمليات العسكرية لن تتوقف حتى تحرير كامل أراضي السودان.

من جانبه، أكد مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، أن القوات المسلحة السودانية ستمضي في عملياتها حتى الوصول إلى مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، داعيًا الأطراف التي تدعم مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها إلى التوقف فورًا عن ذلك.

وفي العاصمة، أفادت مصادر بأن الجيش السوداني نجح في قطع الإمدادات عن قوات الدعم السريع المحاصرة داخل القصر الرئاسي، عقب استعادة السيطرة على محيط القصر. 

كما شن الجيش هجومًا من مواقعه في أم درمان على تجمعات الدعم السريع بالخرطوم، بعد إعلانه إكمال السيطرة على حي كافوري، أحد أهم معاقل قوات الدعم السريع في الخرطوم بحري.

ويأتي هذا التصعيد وسط معارك متواصلة بين الطرفين، حيث يسعى الجيش السوداني إلى إضعاف قوات الدعم السريع واستعادة السيطرة على المدن والمواقع الاستراتيجية في أنحاء البلاد.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يضيق الخناق على مقار الدعم السريع ويحكم سيطرته على كافوري في الخرطوم بحري
  • الأمم المتحدة تعلق على خطوة تشكيل الدعم السريع حكومة موازية وتحذر
  • الجيش السوداني يسيطر على الدشول ويشن غارات على الفاشر
  • السودان: الجيش يسيطر على محاور استراتيجية ويحاصر المليشيات في القصر الرئاسي
  • تقدم للجيش السوداني بالخرطوم.. تطويق القصر الرئاسي ويقطع إمداد الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن تقدمه في محاور قتال بالفاشر على حساب قوات “الدعم السريع”
  • الجيش السوداني يسيطر على محاور بمدينة الفاشر ويطوق القصر الرئاسي
  • عاجل | الجيش السوداني: قواتنا تفرض سيطرتها على المحاور بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وتواصل تقدمها
  • الجيش السوداني يرد على خطوة تشكيل حكومة موازية لقوات الدعم السريع في كينيا.. أسود بأنياب ومخالب
  • هجوم لقوات الدعم السريع يحول مخيما للنازحين في السودان "ساحات موت"