الثورة نت:
2025-05-02@04:43:38 GMT

وتبقى المقاومة!

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

وتبقى المقاومة!

 

 

-في غمضة عين، قد تتهاوى أقوى الأنظمة وتنهار أعتى الجيوش، وتتفكك أعظم الدول والإمبراطوريات، وقد شهد التاريخ القديم والحديث الكثير من الشواهد على هذه الحقيقة المتجددة، لكن لم يسمع أحد يوما أن مقاومة ضد محتل قد انتهت واندثرت، أو خبا بريقها، مهما كانت قليلة الإمكانيات، وضعيفة التسليح والدعم والمؤازرة.


-في زماننا، رأينا كيف تلاشى الاتحاد السوفيتي، الذي كان أحد قطبي العالم، ولم تشفع له قوته وسلاحه النووي، وجبروته من تفادي السقوط، ليبدأ عصر القطب الواحد، وما هو من السقوط ببعيد، بالنظر إلى كل هذا الظلم والاستبداد والطغيان والاستكبار والغطرسة، التي باتت تعشش في عقول ونفوس حكام البيت الأبيض، ودعمهم اللامحدود لجرائم ومجازر الكيان الإسرائيلي بحق المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني.
-جاءت ثورات ما سُمي بالربيع العربي، فشهدنا سقوط أنظمة عتيدة في المنطقة، قامت على الجبروت والقبضة الحديدية ورعب الأجهزة الأمنية، وكان آخرها – كما شاهد الجميع – النظام السوري الذي سقط إثر تطورات وأحداث دراماتيكية متسارعة، لم تخطر على قلب بشر.
-جميع المخلوقات – أفرادا وكيانات – محكومين بالزوال، وهذا من الحتميات المؤكدة، وربما يتفاوت أمد البقاء وفقا لتمسك هذا وذاك، بالقيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، وتحقيق العدالة وإقامة الحق في الأرض، وسبحان الحي الدائم الذي لا يموت، لكن المقاومة ضد الباطل والظلم والاحتلال والطغيان، تبقى الأكبر عمرا والأكثر صمودا وبقاء.
-اليوم تسجل مقاومة الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة – وخصوصا في قطاع غزة – واحدة من أكبر المعجزات في هذا الزمن، وهي تسطر كل هذا الصمود، أمام كل قوى الشر في العالم، وقد تخلى عنها القريب قبل البعيد، إلا ما رحم ربي.
-حتى اللحظة – ورغم كل الدمار، ووحشية العدو الصهيوني، واعتماده سياسة الأرض المحروقة، في مساحة جغرافية لا تتجاوز 300 كيلو متر مربع هي كل قطاع غزة – ما زالت المقاومة في شمال القطاع تنفذ العمليات العسكرية المؤلمة في عمق الكيان، وتُلحق الخسائر الفادحة بجحافل جيش العدو المدعوم بأقوى جيوش العالم، وأحدث أنواع السلاح، وأعظم التقنيات في مجال تكنولوجيا الاتصال والرصد والمتابعة.
-سر الصمود الأسطوري لمجاهدي المقاومة الفلسطينية يكمن في قوة الحق في نفوسهم، واعتمادهم على الله في أعمالهم التي يبتغون بها وجهه سبحانه وتعالى، وليس البحث عن الشهرة والمجد والصيت وغير ذلك من الاعتبارات والأهداف الدنيوية الضيقة.
-الاحتلال فعل كل ما في وسعه، وتمادى في إبادة السكان المدنيين لأكثر من 14 شهرا، وضرب كل مقومات الحياة، وكثف من جرائم القتل والهدم والتجويع وتخريب المنازل السكنية والمرافق الخدمية، بهدف خلق فجوة بين المقاومة وحاضنتها الشعبية، واعتمد آلة إعلامية ضخمة لتشويه المقاومة، وبث السموم حولها، بالتعاون مع أبواق عالمية وبعض الوسائل العربية، للأسف الشديد، لكنه فشل وما زال يفشل ويفشل، أمام صمود واستبسال المقاومة، التي تتمتع بشرعية قانونية داخلية ودولية، ودعم ومناصرة وتعاطف كل صاحب ضمير ومشاعر إنسانية في العالم كله، لذلك بقيت وستبقى ما بقي الاحتلال والظلم والجبروت.
-لقد جعلت المقاومة الفلسطينية، وعملياتها المتواصلة من المجتمع الصهيوني – وفي مقدمته الخبراء والباحثون والمختصون – يتحدثون في ارتباك وفزع عن مخاوف حقيقية، على مصير كيانهم الطارئ، ودولتهم المُغتصِبة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد

عبدالله علي صبري

لأن المشروع الصهيوني يمتد إلى عقود طويلة، فقد كانت المقاومة العربية والفلسطينية هي الأخرى ذات امتداد تاريخي، ارتبط بمجابهة الاحتلال البريطاني، الفرنسي، والإيطالي، واستمرت بذات العنفوان في مواجهة الصهيونية وكيانها المؤقت في فلسطين المحتلة.
ومنذ عشرينيات القرن الماضي شهدت فلسطين ثورات متلاحقة في مواجهة الصهيونية والاحتلال البريطاني، مثل ثورة البراق 1929، والثورة الكبرى 1936 – 1939، وما بين الثورتين ظهرت “العُصبة القسامية”، نسبة لمؤسسها عزالدين القسام، الذي عمل خلال هذه الفترة على التوعية بخطر المشروع الصهيوني، وتثوير الناس في مواجهة الاحتلال البريطاني، ودعوتهم إلى اقتناء السلاح، والجهاد في سبيل الله. وقاد بنفسه مجموعات قتالية اشتبكت مع قوات الاحتلال البريطاني والعصابات اليهودية في ريف جنين، قبل أن تتمكن قوات الاحتلال البريطاني من اغتياله عام 1935، وكان لاستشهاده الأثر الكبير في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى 1936.
ولد القسام في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية السورية عام 1882، وقد درس العلوم الدينية والشرعية منذ الصغر، وأرسله والده وهو في الرابعة عشر من عمره إلى مصر للدراسة في الأزهر، حيث مكث في القاهرة 8 سنوات، شهد خلالها الثورة العرابية ضد الانجليز، وتأثر أيضا بالحركة الإصلاحية والشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
ولما عاد إلى جبلة عام 1904، افتتح مدرسة لتعليم الحديث والتفسير، واشتهر كخطيب في جامع المنصوري، وحين سمع أهالي الشام بالحصار الذي فرضته إيطاليا على طرابلس والشيخ عمر المختار في ليبيا، دعا القسام إلى مناصرة الثورة الليبية بالمال والسلاح.
بعد الحرب العالمية الأولى تعرضت سوريا للاحتلال الفرنسي، ما دفع القسام إلى التحرك للجهاد والمقاومة، ولم يقبل أو يخضع للإغراءات، واستمر على نهج المقاومة، حتى أصدرت سلطات الاحتلال بحقه حكما غيابيا بالإعدام، فحاول أن ينجو بنفسه بالهروب إلى حيفا في فلسطين المحتلة 1921، ومن هناك اضطلع القسام بدور تاريخي في الجهاد والمقاومة.
لم يتأثر القسام بأساليب الخداع البريطانية، وتطميناتها الزائفة للعرب بشأن الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإقامة “الوطن القومي” كما جاء في وعد بلفور، فكان على الدوام في تحذير للناس من السياسات البريطانية، وفي تحريض على حكومة الاحتلال، وكما اشتهر بخطاباته في سوريا، أصبح الخطيب المفوه في حيفا، وخاصة على منبر جامع الاستقلال.
لم يتوقف القسام عند التحريض بالكلمة، بل أقدم عام 1930 على تشكيل خلايا عسكرية تولت مهمات فدائية لمواجهة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، من خلال كمائن موجعة للمستوطنين الصهاينة. وبرغم الفارق الكبير بين إمكانات العدو الصهيوني/ البريطاني، وما يتوافر للمقاومة الفلسطينية، إلا أن القسام حسم أمره وأعلن الجهاد تحت شعار “نصر أو استشهاد”. وفي 1935 وبعد أن شددت السلطات الرقابة عليه، اضطر للانتقال إلى جنين، وقاد بنفسه الثورة المسلحة، لكن سرعان ما كشفت قوات الاحتلال عن مكانه، فهاجمته وأنصاره حتى استشهد في 19 نوفمبر 1935.
بعد أكثر من نصف قرن على استشهاد القسام، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن جهازها العسكري الذي يحمل مسمى كتائب عزالدين القسام. ومن غزة بدأت كتائب القسام عملها المسلح بتصنيع مسدس من طراز “غولدستار”، أعلنت عنه عام 1992، ثم تدرجت في إنتاج واستخدام الأسلحة من الأحزمة الناسفة والعبوات، إلى القنابل والصواريخ، وانتهاء بالطائرات المسيرة. والتحمت كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة في مواجهات عسكرية بطولية مع العدو الصهيوني، خلال أكثر من حرب على غزة في 2008، و2012، و2014، وإلى “سيف القدس”2021، ومعركة طوفان الأقصى التي زلزلت كيان العدو الصهيوني في 7 أكتوبر 2023.
30

مقالات مشابهة

  • حماس تدين الموقف الأمريكي تجاه الأونروا
  • سويسرا تحظر حركة المقاومة الفلسطينية حمـ.ـاس
  • عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد
  • قيادي في الجبهة الديمقراطية: نتنياهو يُطيل العدوان لأهداف شخصية والمقاومة لن تُركع
  • يمكنها أن تدمر الإنسانية | تعرف إلى توزيع الرؤوس النووية حول العالم (شاهد)
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • حماس تطالب بالضغط على العدو الصهيوني لإنهاء جريمة التجويع الممنهج في غزة
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • الترجمة مدخل لفهم العالم العربي ونصرة فلسطين.. ميشيل هارتمان: الأدب المكان الذي يمكننا أن نجد فيه المزيد من التقارب
  • مصادر مصرية: سلاح المقاومة نقطة شائكة في المفاوضات