للرحيل وقت..
للبقاء وقت..
للسعادة وقت..
للشقاء وقت..
للحزن وقت..
وللفرح وقت..
لكل شيء وقت!
وقتٍ للحُبّ، ووقتٌ للِمَوت..!!
***
لم أكن أدرك ذلك جيداً
لم أكن أدرك بـ أن بـ كل شيء وقت..
لم أكن أدرك بـ أن لكل إنسان محطته الخاصة، التي ينزل فيها ولا يعود، بلا عودة.
لم أكن أدرك بـ أن الزهور تذبل..
ولم أكن أدرك بـ أن الموت يُصيبُ الجميلات، خاصة، أنتِ.
لم أكن أدرك بأن للفُراقِ كياناً فتاك
يغزو ويدمر العلاقات الجميلة المتينة.
أما الآن فلا أدرك كيف أنسى؟
أيا أميمتي الراحلة..
قبل أن تبدأ كل الجروح والروح بـ الإسهاب!
أودّ أن أشاركُكِ أبياتُ شعرٍ/ قصيدةً،
كنت وما زلت أردد هذه القصيدة التي تخرج كلماتها من أعماق دموعي
ألا وهي قصيدة (كيف أنسى) للشاعر الكبير عبدالله البردوني، وبـ اختصار لا يختصر..
هيهات أن أنسى هواكِ وكُلما
حاولت أن أنسى ذكرتك مغرماً..
يا للشجون وكيف أنسى والأسى
يقتات أوصالي وينتزف الدما..
يا أٌخت روحي وابتسام طفولتي
وبكاء شبابي، أه ما ألقت وما..
خلفتني وحدي ألوك حشاشي
أسفاً وأفنت خرقة وتضر ما..
***
ربّاه
وكأن البردوني ينطق بـ اشعاره نيابة عن كل من له قصته الخاصة في مغامرة المياه، شعباً وأفراداً.
أتذكرين عندما كنت أقوم بـ تجميع اشعاره من (الجرائد)
ومجلات وأقوم بـ مشاركتها معك..
والمضحك عندما أقف على بيت شعر لا استطيع شرحه فـ أقوم بـ التأليف..
أتذكرين؟
عندما أخبرتيني في رسالة من الرسائل بـ أن الرسائل شيء رائع من دون شك لأنها تجعل الحياه أقل سأماً وضجراً، أما مَعَك فهي تقتلع الضجر والسأم.
اشتقت إليك في المقام الأول..
ثم أني مشتاق بـ رسائلك التي كانت تعتبر
بالنسبة لى (متنفسي) الوحيد حتى وإن كنا في تجاه كفيف..
أصِل إلى البيت بعد أن يسيطر الإرهاق على جسدي، اتناول وجبه الغداء، وعندما أفتح الحقيبة أجد رسالة يفوح منها عطر يديك الناعمتين..
وفي هذه اللحظة أطير فرحاً (لا أقصد هنا بـ أنني أقفز في أرجاء المنزل)
بل يبدأ السيد القعل بترتيب (حفلة صاخبة) عن طريق مراسليه الأعصاب في مركز الحبل الشوكي، فيقوم القلب بـ صّب الدم تكريماً لجميع الأعضاء..
فتفرح المعدة وتقوم بـ تجهيز الكبد والبنكرياس والأمعاء بـ أحسن الملابس، ناهيك عن حضور الفنان المخضرم الحنجرة مع فرقته الغنائية اللسان والبلعوم والرئتين .. (وهنا.. تبدأ الحفلة).
أظنّ بـ أنك تعلمين تلك الفرحة الصارخة التي تنفجر داخلنا ولا تُظهرها لا أدري ماهي القوة التي توجد داخل أجسادنا وتحبها من الخروج، ولكني كنت دائماً أتفاجأ من ذكاء أسلوبك في إخفاء الرسالة داخل حقيبتي بـ على طريقة جيمس بوند..
وبطريقة ما، أجد لنفسي طريقة للهروب من العيون التي تترصدني للمضي، وقراءة الرسالة..
رباه، لكم كنت أقرأها عشر مرات دون ملل أو تلل وأريد أن أقرأها أكثر، ولكن الوقت بدل الضائع ينتهي بـ صراخ أمي الحبيبة بـ الإسراع من الخروج من الخِلاء..
وبعد لحظات،
قد يظن من يراني منكبتاً على كتابة وإجابة ومراجعة دروسي بـ أنني ذلك المثالي في العلم والاجتهاد..
نعم
كنت مجتهداً في كتابة الرسائل للرد عليك فـ تخيلي أنني أحاول بـ أن أحفظ رسائلك لكي لا اضطر للدخول إلى الخلاء مرة أخرى.
لم أكن أبالي بأن اكتب عشرة أو عشرين ورقة كنت استمتع، وكنت اشعر بـ الشغف اللامتناه.. هههههه، كنت أشتكي وأتذمر من كتابة ملء صفحتين واجب، يا لها من لحظاتٍ رائعة.. أذكرها وابتسم بـ ألم.. ومثلها يقول الكاتب الكبير (دوستويفسكي) في رواية “الفقراء” إن الذكريات، سواءً أكانت ممتعة أم مؤلمة، لتتسبب للمرء دائماً في المعاناة بفضل الله، ثم أنني..
حدث أعرف على الأقل كيف أكتب!
لست بـ الكاتب المحترف.. ولكنني أمتلك البدايات..
تخيلي..
إن الأستاذ الكبير/ محمد القعود، طلب مني بأن أريه كتاباتي.. إنه لشرف عظيم أن تُقرأ كتاباتي المبتذلة من قبل شخصية مخضرمة مثل الأستاذ/ محمد..
كما أتمنى بأن تكوني بجانبي لتعيدي لي والثقة بـ النفس، وكذلك لتصرفي الأستاذ الأب/ محمد القعود..
وصدقيني.. إنه مضى عقد من الزمن، لم أكتب حتى قصاصة رقية لأي جنى، بعدما رجلت عني، كنت قد قطعت على نفسي عهداً غليظاً، ولكنني ها أنا الآن أنكثه بـ الكتابة..
رباه، ما أضعف النفس البشرية، طاقتها محدودة، كنت لأرغب بـ أن أكتب إليك ، ولكنني لم أمتلك القوة والجرأة، رغم سيطرة الرغبة..
منذ رحيلك.. عرفت معنى الضعف الذي يصيب الإنسان عند فقدان خليل
أميمتي الراجلة
عقدٌ من الزمن وليست بـ الفترة الهينة..
فـ خلال هذه الفترة..
حدثت الكثير من الأشياء والقصص والمغامرات وإلخ..
تخيلي كم أريد من الورق وأشاركك؟
إني والله لأرغب في الكتابة والإسهاب، ولكني أشعر بـ غُصُةٍ في القلب من ألم فقدانك، ولقد بلغني الإجهاد النفسي لكتابة هذه الرسالة..
ولكنني أعدك بـ الاستئناف في أقرب وقت إن شاء الله..
استدراك:
ما زلت أحتفظ بـ الرواية “الجريمة والعقاب” التي اهديتيني إياها في رف مكتبتي ولا أعلم لماذا أشارككِ هذا..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
السلق السويسري..هذه أبرز الفيتامينات والمعادن التي يوفرها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يعتقد بعض الأشخاص أنه مجرد نوع من الخضار الورقية الشهيرة، التي تمنح الطعام مذاقًا لذيذًا، لكنك ستُفاجأ أن السلق السويسري يتمتع في الواقع بالعديد من الفوائد الصحيّة.
يمكن الاستمتاع بهذا النبات الأخضر المورق تمامًا كما تستمتع بالسبانخ، والكرنب الأخضر، والكرنب الأجعد.
ورغم أنه معروف بأوراقه، إلّا أنه يمكن أيضًا تناول سيقان النبات الغنيّة بالبوتاسيوم، وفقًا للموقع الإلكتروني الرسمي لـ"مكتبة الطب الوطنية" في أمريكا.