يمانيون – متابعات
تصر الحكومة السعودية على إنكار مخاوف الخبراء الأمميين بشأن انتهاكات نيوم المشروع العملاق ضمن رؤية 2030 في ظل الإصرار على ادعاءات واهية متعلقة بالإرهاب.

وقالت منظمة القسط لحقوق الإنسان إن الحكومة السعودية ترفض في ردها على نداء عاجل موجه من سبعة خبراء أمميين في مجال حقوق الإنسان، “مخاوفهم العميقة” بشأن أحكام الإعدام وأحكام السجن المطولة الصادرة بحق أبناء قبيلة الحويطات الذين عارضوا سلميا عملية الإجلاء من أجل إقامة مشروع مدينة نيوم العملاقة الذي تدعمه الدولة.

وأضافت المنظمة أن المملكة تواصل إصرارها، دون دليل، على أن الرجال أُدينوا بأعمال إرهابية بعد مراعاة الأصول القانونية الواجبة، وتنكر بشدةٍ كل الادعاءات المتعلقة بارتكاب انتهاكات في مشروع نيوم التي وجهها لها المكلفون بولايات في إطار الإجراءات الخاصة التابعين للأمم المتحدة.

وجاء النداء العاجل بعدما قدّمت القسط ومنَا لحقوق الإنسان تقريرًا قائما على شهادات مباشرة لضحايا وشهود، على النحو المفصل في تقرير الجانب المظلم من مشروع نيوم.

وسلط التقرير المشترك الضوء على قضايا أبناء القبيلة الذين لوحقوا قضائيا على خلفية معارضتهم السلمية لعمليات الإخلاء الجماعي، بما في ذلك الحكم بالإعدام على ثلاثة منهم (شادلي أحمد محمود وإبراهيم صالح أحمد وعطالله موسى محمد الحويطي) والحكم على ثلاثةٍ آخرين بالسجن لمدد تتراوح ما بين 27 و50 عامًا (عبد الناصر أحمد محمود وعبد الله دخيل الله ومحمود الحويطي).

وأعرب الخبراء الأمميون عن “قلقهم البالغ” إزاء خطر الإعدام الوشيك الذي يحدق بالثلاثة المذكورين وأحكام السجن المطولة بحق الآخرين، ولفتوا الانتباه إلى التقارير التي تحدثت عن تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة أثناء الاحتجاز.

وتصر السلطات السعودية على نحو متكرر، في ردها على الخبراء الأمميين الذي تكوّن من 27 صفحة، على أن أولئك الأفراد أدينوا في جرائم “إرهابية”، مكتفيةً بالإشارة إلى “أدلة” غير محددة ضدهم.

ووُجهت مجموعة من التهم الزائفة ضد أبناء الحويطات مثل “الإفصاح عن التعاطف مع إرهابي”، وهو ما يشير بوضوحٍ إلى عبدالرحيم الحويطي الذي عارض بشكلٍ صريحٍ عمليات الإخلاء وقُتل رميا بالرصاص في منزله في أبريل 2020 على يد القوات الخاصة السعودية، و”إنشاء حساب على تويتر لتمزيق اللحمة الوطنية”.

ولا يمتثل نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله والعديد من تشريعات السعودية الأخرى لالتزامات المملكة المتعلقة بحقوق الإنسان بموجب العديد من الاتفاقات الدولية، بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية مناهضة التعذيب.

ومع ذلك، يشير رد السلطات السعودية على الخبراء الأمميين إشارةً متكررةً، وباستفاضةٍ، إلى الأحكام المضمنة في التشريع المحلي التي يبدو، نظريا، أنها تحظر كافة الانتهاكات التي يزعم مبلّغو الخبراء وقوعها، وتدعي بأنها “متوافقة مع المعايير الدولية ذات الصلة”.

لكن القسط وغيرها من المنظمات الحقوقية وثّقت مرة تلو الأخرى عدم امتثال السلطات السعودية في الواقع العملي لتلك المعايير وارتكابها بشكل اعتيادي انتهاكات جسيمة.

وتؤكد السلطات عدة مرات في ردها على الخبراء الأمميين أن الهيئة الحقوقية الرسمية التابعة للسعودية، أي هيئة حقوق الإنسان، “ترصد عمليات مصادرة الأراضي من أجل المصلحة العامة” و”تطورات مشروع نيوم” و”لم تلاحظ أي مؤشرٍ على ارتكاب انتهاك حقوقي في مجال اختصاصها”.

ومع ذلك، لا تملك هيئة حقوق الإنسان أية مصداقية لدى المجتمع الدولي لحقوق الإنسان لأنها غير مستقلة عن الدولة.

وتَمثّل الادعاء الآخر الذي قدمته السلطات كحجة على تطبيق الإجراءات والضمانات المناسبة في أن “المحامين في المملكة يتمتعون بالاستقلالية وحماية القانون”، مع الإشارة إلى لوائح الهيئة السعودية للمحامين.

ولكن خلُص بحثٌ أجرته القسط (لم يُنشر بعد) إلى أن الهيئة السعودية للمحامين هيئةٌ أخرى يسيطر عليها وزراء الحكومة وأن المحامين يتعرضون لضغوط لكيلا يطعنوا في المخالفات التي ترتكبها السلطات.

وتفيد السلطات السعودية بأن “عدد السكان الذين تأثروا حتى الآن بالانتقال إلى أماكن أخرى” من أجل بناء نيوم “يصل إلى 1143 أسرة تتألف مما مجموعه 6360 فردًا”.

وتتكون قبيلة الحويطات في الواقع من قرابة 20 ألف شخص، بحيث يُعتقد أن أغلبهم هُجّروا. ووصف مشروعُ نيوم في وقتٍ سابقٍ المنطقةَ المخصصة للمشروع في شمال غربي السعودية التي تبلغ مساحتها 26500 كيلومتر مربع بكونها أرضا “بكرا”، في محاولةٍ لإعطاء انطباع بأنها غير مأهولة بالسكان.

ومن المثير للاهتمام أن السلطات تشير أيضا في ردها إلى تسلُّم 1352 “تظلمًا” بشأن “مجموعة واسعة من المسائل من أصحاب الممتلكات والمقيمين المتضررين من الانتقال”، بمعدل يبدو أنه يزيد عن شكوى واحدة لكل عائلة.

وتقول السلطات إن العديد من تلك المسائل قد جرى حلها ولاتزال أخرى قيد نظر ديوان المظالم.

وردًّا على طلب الخبراء معلومات عن كيفية “إجراء تشاور حقيقي” مع الأشخاص المهددين بالإخلاء القسري والتهجير بسبب مشروع نيوم، تصف السلطات السعودية كيف شرحت المشروع وفوائده التي ستعود على سكان المنطقة وأجابت على أسئلة الناس “الذين أعربوا بعد ذلك عن دعمهم للمشروع”.

لكن وثائق القسط تُظهر بوضوحٍ أن الأهالي هُجّروا أمام معارضة قوية من أبناء الحويطات.

وفي يناير 2020، التقت القبيلة بمسؤول اللجنة المعنية لنزع الملكية، وتُظهر مقاطع فيديو مفتوحة المصدر عددًا كبيرًا من أبناء القبيلة يعارضون بقوة المشروع، مؤكدين أن ملكية الأراضي تعود إليهم منذ أجيال، ويَعرضون في بعض الحالات عقود ملكية الأراضي. وبعد ذلك اللقاء، وقّع 174 فردًا من أفراد القبيلة عريضةً وجرى تداول وسوم في السعودية منها #الحويطات_ضد_الترحيل.

وراسل الخبراء الأمميون شركة نيوم ومالكها على السواء، صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يسيطر عليه ولي العهد محمد بن سلمان، مشيرين إلى “زعم تورطهما في المشروع وما ترتب عنه من انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة المفصلة في هذه الرسالة” وطلبوا الحصول على ردّهما على الادعاءات. ولم يُسجَّل أي ردٍّ منهما.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السلطات السعودیة لحقوق الإنسان حقوق الإنسان مشروع نیوم

إقرأ أيضاً:

ارتفاع إيرادات “السعودية للكهرباء” 18% لتبلغ 88.7 مليار خلال عام 2024م

المناطق_الرياض

أعلنت الشركة السعودية للكهرباء اليوم، نتائجها المالية لعام 2024، حيث سجلت إيرادات تشغيلية بلغت 88.7 مليار ريال، مقارنة بـ 75.3 مليار ريال في العام السابق، محققةً نموًا بنسبة 18%.

ويعكس هذا الأداء استمرار الطلب القوي على الكهرباء، وزيادة إنتاج الشركة من الطاقة، إلى جانب التوسع في قاعدة الأصول المنظمة وارتفاع العائد التنظيمي الموزون لتكلفة رأس المال، كما أسهمت الإيرادات المتحققة من تطوير وإدارة المشاريع، بما في ذلك مشاريع إنشاء محطات وخطوط النقل لصالح العملاء، في تعزيز النمو العام.

أخبار قد تهمك “السعودية للكهرباء” تحصد جائزة المبتكر العالمي عن ابتكارها جهاز “كاشف” 27 فبراير 2025 - 12:36 مساءً “السعودية للكهرباء” و”أكوا باور” توقعان اتفاقية شراء الطاقة لمشروع توسعة محطة القريّة للإنتاج المستقل 20 فبراير 2025 - 10:03 صباحًا

وسجلت الشركة صافي ربح قدره 6.9 مليارات ريال خلال عام 2024، مقارنة بـ 10.2 مليارات ريال في العام السابق، حيث أوضحت الشركة أن هذا التراجع يعزى بشكل رئيس إلى تسجيل مصروف غير متكرر بقيمة 5.7 مليارات ريال، ناتج التسوية النهائية للمبالغ المختلف عليها تاريخيًا والمتعلقة بفروقات فنية في كميات وأسعار الوقود وتكلفة مناولته والطاقة الكهربائية.

ومع استبعاد هذه المصروفات غير المتكررة، بلغ صافي الربح المعدل 12.1 مليار ريال مقارنة بـ 11.1 مليار ريال في 2023، مما يمثل نموًا بنسبة 8.9%، ويرجع هذا التحسن إلى عدة عوامل رئيسة، تشمل ارتفاع الإيرادات المطلوبة المعترف بها خلال 2024، نتيجةً لنمو قاعدة الأصول المنظمة بنسبة 10% لتصل إلى 231 مليار ريال، وارتفاع إيرادات إنتاج الطاقة الكهربائية، وزيادة عدد المشتركين، بالإضافة إلى تحسن كفاءة التشغيل وخفض المصاريف التشغيلية والصيانة، إلى جانب ارتفاع صافي الإيرادات الأخرى، وتحسن التحصيل، وانخفاض مخصص الزكاة، وزيادة أرباح الاستثمارات المسجلة بطريقة حقوق الملكية في محطات الإنتاج المستقل.

وفي تعليقه على الأداء المالي والتشغيلي، قال الرئيس التنفيذي المكلف للشركة السعودية للكهرباء المهندس خالد بن سالم الغامدي: “يمثل عام 2024 محطة جديدة من النمو المتسارع والتميز التشغيلي والاستثمار في المستقبل، حيث حققنا مستويات تاريخية من الإيرادات، ونفذنا استثمارات رأسمالية هي الأعلى في تاريخ الشركة، كما نمضي قدمًا في تنفيذ إستراتيجياتنا لدعم التحول المتسارع وغير المسبوق في قطاع الطاقة الكهربائية، وفقًا لرؤية المملكة 2030 وتوجهات صناعة الكهرباء، مما يوجد فرصًا استثنائية للنمو خلال السنوات المقبلة، مستفيدين من الأطر التنظيمية الداعمة والمركز المالي والإستراتيجي القوي للشركة.”

وأضاف: “نحن ملتزمون بتعزيز أمن الطاقة، ودعم تحول المملكة إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة، وتقديم خدمات كهربائية موثوقة وعالية الجودة، من خلال تسريع الابتكار والتحول الرقمي، وتحسين كفاءة عملياتنا التشغيلية، مع ضمان تجربة متميزة لمشتركينا.”

وشهد عام 2024 ارتفاعًا غير مسبوق في الاستثمارات الرأسمالية التي بلغت 60 مليار ريال، بزيادة 44% عن العام السابق، تركزت في مشاريع البنية التحتية الكهربائية، وتعزيز الشبكات الذكية، ورفع كفاءة التوليد، ودعم موثوقية الخدمة، كما استمرت الشركة في توسيع قدراتها في الطاقة المتجددة، حيث بلغت القدرات المربوطة بالشبكة 6.8 جيجاواط بنهاية العام، فيما يجري تنفيذ مشاريع إضافية بقدرة 27.3 جيجاواط، مع طرح مشاريع جديدة بقدرة 33.2 جيجاواط.

وفي إطار تحسين استقرار الشبكة وكفاءتها، تم تشغيل أول مشروع لتخزين الطاقة بالبطاريات في بيشة بقدرة 500 ميجاواط، بالإضافة إلى تطوير خمسة مشاريع أخرى بطاقة إجمالية 2,500 ميجاواط، كما واصلت الشركة تنفيذ مشاريع الربط الكهربائي الإقليمي، بما في ذلك الربط السعودي المصري بقدرة 3 جيجاواط، ودراسات لمشاريع ربط جديدة مع إيطاليا، اليونان، والهند.

وعلى مستوى تجربة المشتركين، ارتفعت نسبة رضا العملاء إلى 82.3%، وتحسن متوسط مدة الانقطاع الكهربائي (SAIDI) بنسبة 17%، ومتوسط تكرار الانقطاع (SAIFI) بنسبة 19%، مع تقليص زمن توصيل الخدمة للمشتركين الجدد بنسبة 9%، كما عززت الشركة بنيتها الرقمية عبر أتمتة جميع محطات التوزيع في المشاعر المقدسة وربط مركز تحكم التوزيع في مكة بشبكة الألياف البصرية؛ لضمان استقرار الخدمة خاصة خلال موسم الحج.

وحافظت الشركة على مركزها المالي القوي، حيث بلغت قيمة التمويلات التي حصلت عليها خلال العام 57.2 مليار ريال عبر أدوات تمويلية متنوعة، شملت إصدارات الصكوك، والتمويلات المحلية والدولية، واتفاقيات ائتمان الصادرات، لدعم استثماراتها في مشاريع النمو المستقبلي.

وبفضل أدائها القوي، رفعت وكالة موديز التصنيف الائتماني للشركة من A1 إلى Aa3 مع نظرة مستقبلية مستقرة، كما رفعت فيتش تصنيفها من A إلى A+، ليعادل التصنيف الائتماني للشركة التصنيف السيادي للمملكة، مما يعزز مكانتها بين أكبر شركات الكهرباء عالميًا.

مقالات مشابهة

  • تقرير أممي يدعو للمساءلة عن انتهاكات جسيمة ضد المسلمين في أفريقيا الوسطى
  • التهديدات التي تقلق “الكيان الصهيوني”
  • الجولة الـ24 بدوري الدرجة الأولى: “نيوم” يواصل تصدره.. وتعثر وصيفه بالتعادل
  • ارتفاع إيرادات “السعودية للكهرباء” 18% لتبلغ 88.7 مليار خلال عام 2024م
  • استثمار سعودي في “اليوم للمخابز” الأردنية لدعم التوسع
  • “تقنية الوطني الاتحادي” تواصل مناقشة مشروع قانون اتحادي بشأن المنصة الوطنية للزكاة
  • ضحايا "البوليساريو" يفضحون أمام مجلس حقوق الإنسان انتهاكات فظيعة في مخيمات تندوف
  • شركة الجميح للطاقة والمياه توقع اتفاقية مشروع خطوط أنابيب نقل المياه المستقل الجبيل - بريدة مع الشركة السعودية لشراكات المياه بتكلفة إجمالية تبلغ 8 مليارات و500 مليون ريال سعودي
  • ترامب يوقف التمويل الاتحادي عن الكليات والمدارس التي تسمح باحتجاجات “غير قانونية”
  • “النقل” تُعلن فرض عقوبات وغرامات مالية للشاحنات الأجنبية المخالفة التي تُمارس نقل البضائع داخل المملكة