الثورة / متابعة/محمد هاشم

سجل تنظيم داعش الإرهابي حضورا لافتا في الساحة السورية عقب سقوط النظام مستغلا الفراغ الأمني بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد عقب سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على الحكم.
وشن “داعش” عدة هجمات على البادية السورية مخلفا عشرات القتلى من عناصر الجيش السوري السابق ومدنيين.
وتأتي هذه المستجدات الميدانية في وقت أكد فيه المبعوث الأممي الى سوريا الذي وصل أمس إلى دمشق على ضرورة ان تكون العملية السياسية شاملة وخالية من أي انتقامات وعلى أهمية استئناف مؤسسات الدولة لعملها.


وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بأن تنظيم “داعش” الإرهابي قتل 70 شخصا معظمهم من عناصر قوات الجيش السوري السابق في ست هجمات شنها في البادية السورية.
وقال المرصد السوري في بيان صحفي: “يستغل تنظيم داعش الفراغ الأمني والتوترات التي خلفتها العمليات العسكرية الأخيرة في المنطقة وتغير خارطة السيطرة، وترك قوات النظام السابق مواقعها في البادية السورية”.
وأشار المرصد إلى أن “هجمات التنظيم في البادية السورية منذ سقوط النظام في الثامن من الشهر الجاري بلغت ست هجمات أسفرت عن إعدام 52 عسكريا سوريا و18 مدنيا”.
وأضاف أن التنظيم الإرهابي “أعدم تسعة من رعاة الأغنام خلال اليومين الماضيين في ريف حمص بالبادية السورية”.
وفي وقت سابق أمس، قال ممثل ما تسمى“قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عبد السلام أحمد، إن الإدارة الذاتية الكردية تدعو المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للجماعات المسلحة الكردية “في ظل تزايد نشاط تنظيم داعش الإرهابي في شمال شرق سوريا بعد تغيير السلطة في دمشق”.
وأشار إلى أن “داعش استفاد من حالة الفوضى وسقوط نظام الأسد لتتوسع المساحة والجغرافية التي يسيطر عليها”.
وكانت المعارضة السورية المسلحة تمكنت من الدخول إلى العاصمة دمشق، يوم 8 ديسمبر الجاري، والسيطرة على مفاصل الدولة والإعلان عن إسقاط نظام بشار الأسد بعد اشتباكات ومعارك بدأت بالسيطرة على مدينة حلب
الى ذلك أكّد المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، أمس من دمشق، أنّ العملية السياسية في سوريا “يجب أن تكون شاملة”، مشيراً إلى أنّه “على اتصال مع أطياف الشعب السوري”.
وأضاف بيدرسون، في تصريحات صحافية: “لا نريد أي عمليات انتقامية في سوريا”، مشدداً على وجوب أن “تبدأ مؤسسات الدولة بالعمل بشكل كامل مع ضمان الأمن لها”.
وعبر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا عن امله في رؤية نهاية سريعة للعقوبات على البلاد.
وكان بيدرسون قد وصل إلى دمشق، في وقتٍ سابق الأحد، وذلك في أول زيارة له منذ سقوط النظام السابق.
وأمس الاول حضّ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا القوى الخارجية على بذل الجهود لتجنب انهيار المؤسسات الحيوية السورية عقب سقوط النظام السوري.
وأعرب بيدرسون خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على هامش اجتماعات حول سوريا في العقبة، جنوبي الأردن، بمشاركة وزراء عرب ومن الاتحاد الأوروبي وتركيا، عن تأييده لعملية سياسية “موثوقة وشاملة” لتشكيل الحكومة المقبلة.
وقال إنّه “يجب ضمان عدم انهيار مؤسسات الدولة، والحصول على المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن”، مضيفاً أنه “إذا تمكنّا من تحقيق ذلك، فربما تكون هناك فرصة جديدة للشعب السوري”.
ووصل المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن الأحد إلى دمشق في أول زيارة لمسؤول كبير في الأمم المتحدة، بعد أسبوع على سقوط حكم بشار الأسد.
ولدى وصوله، أعلن بدرسن تأييده رفع العقوبات المفروضة على هيئة تحرير الشام. وأكد أنّ العدالة “الموثوقة” ضرورية لتجنّب الأعمال “الانتقامية”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن سوريا بحاجة إلى مساعدة “إنسانية فورية”.
وليس من الواضح ما إذا كان سيلتقي أبو محمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام التي قادت فصائل المعارضة المسلحة التي أسقطت حكم بشار الأسد.
وطيلة الأيام التالية، طغت مشاهد الاحتفالات على مختلف المدن السورية وبين السوريين الموجودين في الخارج بينما كثف جيش الاحتلال الاسرائيلي من غاراته الجوية وتوغلاته في الاراضي السورية.
وتعيش سوريا اقتصادا منهارا كما تخضع لعقوبات دولية، بعدما عانت من ندوب نزاع مدمّر استمرّ أكثر من 13 عاما واندلع في أعقاب احتجاجات سلمية في العام 2011.
وأسفر النزاع عن مقتل نحو 500 ألف شخص، ومغادرة ستة ملايين سوري من البلاد.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

بوتين يوجه رسالة للشرع: ندعم القيادة السورية ومستعدون لتعزيز التعاون معها

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "دعم بلاده للقيادة السورية في جهودها لتحقيق الاستقرار في البلاد"، مشددًا على استعداد موسكو لتطوير التعاون مع دمشق في مختلف المجالات. وجاء ذلك في رسالة بعث بها بوتين إلى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وفقًا لما أعلنه الكرملين يوم الخميس.

اعلان

ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن بوتين أكد "استعداد روسيا المستمر لتعزيز التعاون العملي مع القيادة السورية في جميع القضايا الثنائية، بما يسهم في ترسيخ العلاقات الودية التقليدية بين البلدين". 

وشدد الكرملين على أن روسيا ترغب في رؤية سوريا "موحدة وصديقة"، في إشارة إلى أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية تحت قيادة الشرع. 

ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر وفراره إلى روسيا، تسعى موسكو إلى إعادة ترتيب وجودها العسكري في البلاد، حيث تحتفظ بقاعدتين استراتيجيتين في حميميم وطرطوس. وكانت روسيا قد دعمت الأسد طوال سنوات الحرب، إلا أن التغيرات الأخيرة دفعتها إلى تبني مقاربة أكثر براغماتية لضمان استمرار نفوذها في سوريا. 

مروحية روسية تحلق فوق قاعدة حميميم الجوية، جنوب شرق مدينة اللاذقية، سوريا، يوم الإثنين 16 كانون الأول/ديسمبر 2024.Leo Correa/AP

ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن روسيا بدأت بالفعل سحب بعض قواتها من الخطوط الأمامية في شمال سوريا والمواقع الجبلية التي تسيطر عليها الطائفة العلوية، لكنها لم تتخلَّ عن قواعدها الرئيسة على الساحل السوري، ما يعكس رغبتها في الحفاظ على حضورها العسكري في المنطقة. 

وقد تطورت المحادثات الروسية-السورية بشكل لافت منذ زيارة كل من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، إلى دمشق في كانون الثاني/يناير الماضي. ففي البداية، ركزت المناقشات على مستقبل القاعدتين العسكريتين في حميميم وطرطوس، لكن سرعان ما توسعت لتشمل قضايا اقتصادية وسياسية أوسع.

صفقة مرتقبة وضمانات مقابل الدعم

كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد أفادت سابقاً بأن دمشق على وشك توقيع اتفاق يضمن بقاء القاعدتين الروسيتين في سوريا، مشيرة إلى أن الكرملين أبدى مرونة واستعدادًا للتعاون مع السلطات الجديدة، في وقت تتريث بعض الدول الإقليمية بسبب الموقف الأمريكي الضبابي تجاه سوريا. 

وقامت موسكو خلال الشهر الماضي بتحويل ما يعادل 23 مليون دولار بالعملة السورية إلى البنك المركزي في دمشق، وسط امتناع قطر والسعودية عن تقديم مساعدات مالية بانتظار وضوح الموقف الأمريكي من العقوبات المفروضة على الفصائل المسلحة التي تتولى السلطة.

Relatedحوارٌ بلغة الحديد والنار.. قتلى وقصف على الحدود بين سوريا ولبنان أي مصير ينتظر المنطقة؟بروكسل تستضيف وزير الخارجية السوري.. وألمانيا تدعم سوريا بـ300 مليون يورواشتباكات دامية بين لبنان وسوريا... تصعيد مؤقت أم شرارة لانفجار أوسع؟

ولا تقدم روسيا دعمها للنظام السوري الجديد دون مقابل، إذ تسعى لضمان مصالحها الاستراتيجية، بما في ذلك استمرار وجودها العسكري، والحصول على استثمارات في قطاعات الغاز والموانئ. غير أن المفاوضات تشمل أيضاَ مطالب سورية باعتذار روسي عن القصف الذي استهدف المدنيين، بالإضافة إلى احتمال مطالبة السلطات السورية الجديدة بتسليم الأسد. 

غير أن مصادر مطلعة أكدت لـ"وول ستريت جورنال" أن بوتين رفض تسليم الأسد، ما يعكس استمرار التعقيدات في المشهد السياسي السوري، ويؤكد أن النفوذ الروسي في سوريا لا يزال محوريًا رغم تغير قيادتها.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الإفراج عن المئات من أسرى الحرب في إطار عملية تبادل بين روسيا وأوكرانيا بوتين: روسيا ستضمن حياة الجنود الأوكرانيين في كورسك ولكن بشرط الاستسلام إيران في مواجهة العقوبات: دعم الصين وروسيا يفتح الباب للحوار النووي سوريابشار الأسدروسياأبو محمد الجولاني هيئة تحرير الشام قاعدة عسكريةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext غزة تنزف من جديد: 85 قتيلا على الأقل في غارات إسرائيلية مكثفة على القطاع والقسام تستهدف تل أبيب يعرض الآنNext ألمانيا تعيد فتح سفارتها في دمشق وسط تحسن حذر في العلاقات مع الزعماء الإسلاميين يعرض الآنNext إيران تلغي "شرطة الآداب": استجابة شعبية أم مناورة سياسية أمام الضغوط الخارجية؟ يعرض الآنNext ما هي أهداف نتنياهو من استئناف الحرب على غزة وإلى أين تتجه المنطقة؟ يعرض الآنNext من ميامي إلى هايتي... ترحيل عشرات المهاجرين قسرًا إلى بلد أنهكته الفوضى والفقر اعلانالاكثر قراءة وزارة دفاع كوريا الجنوبية: طائرة حربية روسية دخلت منطقة دفاعنا الجوي دون إشعار مسبق إدارة ترامب تنشر دفعة جديدة من أرشيف اغتيال الرئيس جون إف كينيدي صاروخ باليستي حوثي في سماء تل أبيب وحالات هلع وتدافع في صفوف السكان وأخيرا... عودة رائدي الفضاء بوتش ويلمور وسوني ويليامز إلى كوكب الأرض بعد 9 أشهر مظاهرات عارمة احتجاجا على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول الخصمِ اللدود لأردوغان اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبحركة حماسغزةإسرائيلروسياالاتحاد الأوروبيوقف إطلاق الناربنيامين نتنياهوفولوديمير زيلينسكيإتفاقية سلامفلاديمير بوتينضحاياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • الداخلية السورية تعلن ضبط نحو 3 ملايين حبة كبتاغون في حلب
  • أكراد سوريا يحتفلون بأول عيد نيروز بعد سقوط الأسد
  • الحاجة لوساطة عربية في سوريا
  • سوريا.. احتفالات غير مسبوقة بـنوروز بعد سقوط الأسد
  • إلغاء الجنسية السورية الممنوحة لمن قاتل مع نظام الأسد المخلوع
  • بوتين يبعث رسالة دعم إلى الرئيس السوري أحمد الشرع
  • بوتين يوجه رسالة للشرع: ندعم القيادة السورية ومستعدون لتعزيز التعاون معها
  • «بوتين» يوجّه رسالة للرئيس السوري.. وألمانيا تفتح سفارتها في دمشق
  • تدخل إسرائيل المفرط في سوريا يأتي بنتائج عكسية
  • استمرار أعمال الترميم لعدد من مدارس ريف دمشق التي دمرها النظام البائد