سوريا تطوي صفحة الأسد والخدمات تعود لطبيعتها
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
دمشق– "مثل الذي كان في عداد الموتى، وعاد إلى الحياة مجددا، بنفس جديد وأمل يتجدد".. بهذه الكلمات عبّر الطالب العشريني مهند الحكيم عن استقباله أول أيام الدوام الرسمي في كلية الحقوق في جامعة دمشق بعد سقوط النظام السوري.
وأصبحت سوريا على نهار مُشرق، كنسَ فيه سكانها واحدة من "أكثر الحقب المظلمة في تاريخ البلاد بعد ما يزيد على 5 عقود من حكم آل الأسد" بحسب مهند.
وعادت مؤسسات الدولة إلى العمل، والموظفون إلى الدوام، والطلبة إلى مدارسهم وجامعاتهم مستبشرين خيرا بعصر جديد تسوده العدالة والمساواة، وتفنى فيه التفرقة والفساد.
وكانت رئاسة مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية أصدرت قرارا باستئناف العملية التعليمية في المدارس والجامعات العامة والخاصة، اعتبارا من يوم الأحد 15 ديسمبر/كانون الأول، مع التأكيد على جاهزية جميع المؤسسات لضمان سير العملية التعليمية بشكل منظم.
طلاب يتجهزون للصلاة في الحرم الجامعي (الجزيرة نت) عودة المشافيوشهدت الكوادر الطبية في مستشفيات العاصمة دمشق، مع سقوط النظام في الثامن من الشهر الجاري، ليلة صعبة مع خروج بعض المستشفيات عن الخدمة، وغياب موظفي النظافة والطاقم التمريضي وغيرهم.
وفي استرجاع لأحداث تلك الليلة، يقول طبيب الجراحة العامة في مستشفى المجتهد محمد النجم، إن الإدارة انسحبت من المستشفى، مما دفع أطباء وموظفين وممرضين إلى الانسحاب تاركين المرضى إلى مصيرهم، ليشكل لاحقا "الأطباء الأحرار" وحدة تنسيق فيما بينهم للوقوف على احتياجات المرضى واستقبال الحالات في تلك الليلة.
مدخل قسم الإسعاف بمستشفى المجتهد (الجزيرة)ويضيف في حديث للجزيرة نت "كان هناك شح بالمواد الطبية ليلتها، واكتشفنا وجود مستودعات مليئة بالأدوية والمواد الطبية التي لم نكن نعلم بوجودها، فبدأنا باستخراجها وتزويد المرضى بها، واستقبلنا حالات حرجة جراء الاشتباكات وأجرينا أكثر من 10 عمليات جراحية، ولعب الأطباء الأحرار ليلتها دور الممرضين وعمال النقل وحراس البوابات وغيرها من الأدوار حفاظا على حياة المرضى وسير عمل المستشفى".
إعلانوبحسب أطباء في مستشفى المجتهد -ممن تواصلت معهم الجزيرة نت- تعود المستشفى اليوم إلى جاهزيتها المعهودة مع عودة معظم الأطباء إليها، ومع توافر أدوية ومستلزمات طبية لم تكن متوافرة في السابق.
طلاب يدوسون على صور الأسد الأب والابن في حرم الجامعة دمشق (الجزيرة) احتفالات بالجامعاتوأقام طلبة جامعة دمشق -اليوم الأحد- صلاة جماعية في حرم الجامعة احتفالا بسقوط النظام، واستئناف العملية التعليمية في أجواء من الحرية والتواصل الإيجابي بين الطلبة.
وعقب الصلاة، خرج الطلاب بمسيرة انطلقوا فيها من الجامعة، وانتقلوا إلى شوارع العاصمة رافعين أعلام الثورة السورية، ومرددين هتافاتِها وشعاراتها في أجواء من الحماسة والتفاؤل.
وقال الطالب علي المصري (19 عاما) للجزيرة نت "انظروا إلى الفرحة المرتسمة على وجه الشباب والشابات، إنها فرحة لا تقدر بثمن، ونحن لا نطالب بأكثر من ذلك، فالمستوى التعليمي جيد، ونأمل من القيادات الجديدة في سوريا أن تؤمن لنا مستقبلنا هنا في البلاد، لأنه لطالما كان حلمنا أن نعيش ونعمل في بلدنا".
من أمام مدخل العيادات في مستشفى المجتهد والمرضى يراجعونه بشكل طبيعي (الجزيرة)بدورها، أشارت طالبة للجزيرة نت إلى أنها شعرت بشيء جديد لم تعتد عليه، وأنهم -كطلبة- كانوا مقهورين ومقموعين لمدة تزيد عن 50 عاما، راجية الله "أن يتمم هذا النصر".
من جهته، أكد وزير التعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عبد المنعم عبد الحافظ أن الوزارة ستعمل على رفع أجور الأساتذة والموظفين في القطاع التعليمي بشكل تدريجي خلال الأشهر القادمة، وأنه سيتم مراجعة ملفات الطلبة الذين تم فصلهم من قبل النظام السابق.
وأضاف عبد الحافظ في حديث لوسائل إعلام محلية أن الوزارة ستعمل على إعادة هيكلة اتحاد الطلبة دون ضغوط من السلطة.
بوابة كلية الشريعة في جامعة دمشق (الجزيرة) عودة المدارسجاء ذلك في وقت استؤنفت فيه العملية التعليمية في جميع مدارس العاصمة وريفها، والتحقت الكوادر التدريسية والطلبة بمدارسهم لمتابعة العملية التعليمية من حيث توقفت قبل نحو أسبوع.
إعلانوقالت مديرة مدرسة الشهيد مروان شحادة مرشه الإعدادية في العاصمة دمشق سمر قريط "إن عودة الطلاب للعملية التعليمية اليوم كانت خجولة، فالعدد لم يتجاوز 100 طالب من أصل 400، ولكن نترقب عودتهم جميعهم خلال هذا الأسبوع، إذ إن الأهالي ما زالوا متهيّبين من إرسال أولادهم إلى المدرسة".
الحرم الجامعي لكلية الحقوق (الجزيرة)وأضافت في حديثها للجزيرة نت "واقع الكهرباء ما يزال سيئا، ونحتاج إليها للتدفئة في هذا الفصل البارد، وهناك نقص بالمحروقات، والأعلام الجديدة التي يجب أن تُرفع في المدرسة".
وأكدت على التحاق جميع الكادر التدريسي وجاهزيته الكاملة لاستئناف العملية التعليمية وفق توجيهات المسؤولين في مديرية التربية في دمشق.
وقال مدراء في مدارس دمشق وريفها -ممن تواصلت معهم الجزيرة نت- إنهم يأملون تغييرا في بعض المقررات التعليمية لتتناسب مع المرحلة الجديدة، بما في ذلك مادة "التربية الوطنية" التي تحتوي على الكثير من التمجيد لرموز النظام السابق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العملیة التعلیمیة للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
«أهمية دور أخصائي الإعلام التربوي في تدعيم العملية التعليمية عبر المواقع الإلكترونية».. رسالة ماجستير بـ نوعية طنطا
شهدت كلية التربية النوعية جامعة طنطا، مناقشة رسالة ماجستير مقدمة من الباحث مينا ماهر عزمي إسكندر أخصائي خبير الصحافة والإعلام بمدرسة السيدة عائشة الإعدادية بنات، للحصول على درجة الماجستير في التربية النوعية قسم الإعلام التربوي تخصص صحافة، تحت عنوان "دور أخصائي الإعلام التربوي في تدعيم العملية التعليمية للمرحلة الإعدادية عبر المواقع الإلكترونية" «دراسة ميدانية».
تناولت الرسالة دور أخصائي الإعلام التربوي في تدعيم العملية التعليمية للمرحلة الإعدادية عبر المواقع الإلكترونية، لا سيما في ظل عصر انتشار الأزمات من حروب وأمراض وأوبئة مر بها العالم، حيث لم تعد الطرق المدرسية التقليدية الوسيلة المتاحة لملايين الطلاب حول العالم ممن أغلقت مدارسهم، لأسباب قهرية أجبرت الطلاب على التزام بيوتهم مثل جائحة كورونا، ودفعت القائمين على أمر التعليم بضرورة الخروج بأفكار غير تقليدية لتخفيف الآثار السلبية الناجمة عن تعطل الحياة المدرسية.
و تأتي الفرصة المولودة من رحم الأزمات من حروب وأمراض وأوبئة وهي نماذج التعليم المنزلي، وعن بعد المدارس المتناهية الصغر والتعلم الهجين أو المختلط وغيرها موضوعة حالياً تحت الاختبار الحقيقي، و ينتج عنها فوائد بعد انقشاع خطر الأزمات سالفة الذكر واقتناع البعض بقيمة هذه النوعية من التعليم غير المدرسي غير التقليدي و هو التعليم الإلكتروني، وإن إتاحة التعلم الإلكتروني بالطبع تحتاج إلى منصات و محتوى تعليمي إضافة إلى تنظيم عملية الاتصال بين المعلم والطلاب، موضحاً توجد دول لديها منصات تعلم الكتروني على المستوى الوطني، فمصر مثلا لديها حالياً بنك المعرفة ومنصات خاصة بالصف الأول الثانوي.
أضاف الباحث هذه المواقع الإلكترونية أتاحت لأخصائيي الإعلام التربوى حرية الحصول على المعلومات والمساعدة في تبسيط المحتويات الدراسية لمساعدة المعلمين داخل المدرسة، حيث تعد هذه الفئة أخصائي الإعلام التربوي من أهم الفئات في المجتمع المدرسي، بعد تغير مفهوم العملية التعليمية في هذا العصر المرتبط باستخدام شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والذي جعل من التحصيل الدراسي لدى المتعلم يتحقق في ظروف مختلفة عن سابقتها، فيتخطى المتعلم بذلك كل الحواجز الفيزيائية من الأبعاد الزمانية والمكانية للمؤسسات التعليمية وتشجيع التحصيل الدراسي عن طريق هذه المواقع، حيث أصبحت هذه المواقع هي البديل المفترض للتعليم التقليدي.
من هذا المنطلق تسلط هذه الدراسة الضوء حول دور أخصائي الإعلام التربوي في تدعيم العملية التعليمية بالمرحلة الإعدادية عبر المواقع الإلكترونية، من خلال معرفة عادات وأنماط استخدام الطلبة للمواقع الإلكترونية بالإضافة إلى معرفة مواقع استخدام المواقع والإشباعات المحققة من استخدام المواقع الإلكترونية في التحصيل الدراسي.
تضمنت الرسالة عدة توصيات أبرزها ضرورة إنشاء قناة على اليوتيوب لعرض برامج تعليمية للمناهج الدراسية، تكون مرجعاً للطلاب في أي وقت يحتاجون الرجوع إليها فيه، وإنشاء مراكز إعلام مدرسية تطعم بإخصائي الإعلام التربوي مع تفعيل الإعلام التربوي داخل المدرسة، وتطوير الإذاعة المدرسية والصحافة المدرسية، ومسرحة المناهج الدراسية، ويدرب الطلاب على فنون الإعلام المختلفة، وتفعيل المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي من الفيسبوك والتيلجرام والانستجرام والتيك توك وقنوات اليوتيوب لاستخدامها في خدمة العملية التعليمية في المدارس.
وكذلك عقد دورات تدريبية للأخصائيين الإعلاميين لتنمية المهارات الخاصة بمتطلبات التربية الأعلامية في ظل تصاعد الاهتمام بها على مستوى العالم والوطن العربي.
تكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور جمال عبد الحي النجار أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر وعميد كلية الإعلام بجامعة النهضة سابقاً، والأستاذ الدكتور محمود أبو النور أستاذ التربية المقارنة بكلية التربية النوعية جامعة القاهرة ووكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا للبحوث سابقاً، والأستاذ الدكتور إبراهيم أبو المجد أستاذ الصحافة بكلية التربية النوعية جامعة المنصورة، والأستاذ الدكتور أميرة صابر محمود أستاذ الإذاعة والتليفزيون المساعد بقسم الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية جامعة طنطا "مشرفة"، وبعد المناقشة العلنية أوصت اللجنة بمنح الباحث درجة الماجستير في التربية النوعية قسم الإعلام التربوي تخصص صحافه بتقدير ممتاز مع التوصية بالطبع والتبادل بين الكليات المناظرة.