لبناني يروي شهادة مرعبة لـ18 عاما في سجون الأسد / فيديو
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
#سواليف
روى اللبناني #معاذ_مرعب، قصصا صادمة ومرعبة لما عاشه خلال 18 عاما في #السجون_السورية قبل تحريره منها عقب سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد وإطلاق سراح آلاف #المعتقلين من أقبية نظامه.
واعتُقل مرعب (50 عاما) الذي وصل إلى بلده الأربعاء، عام 2006 حين كان متزوجا ولديه طفل (5 سنوات) وطفلة (6 سنوات)، وها هو اليوم يعود إلى مدينته طرابلس شمالي لبنان، بعدما أصبح جدا لحفيد.
وأعلن وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، عن وصول 9 مواطنين كانوا معتقلين في السجون السورية إلى البلاد، بعد إطلاق سراحهم إثر سيطرة #فصائل_المعارضة على العاصمة #دمشق.
الدولاب والكبل الرباعي
“الضرب منهج يومي والصلاة بالعينين فقط”.. المعتقل اللبناني معاذ مرعب يروي أهوال 18 عاما قضاها في سجون نظام #بشار_الأسد#الجزيرة_مباشر #سوريا pic.twitter.com/cYlcsVq4qz
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 14, 2024وقال مرعب في مقابلة مع الأناضول إنه اعتُقل عام 2006 في مدينة دوما بمحافظة ريف دمشق، أثناء عودته من العراق حيث كان يعمل في مجال الصحافة خلال الغزو الأميركي.
ووصف تجربته المؤلمة قائلا: “تعرضنا لأشكال متعددة من #التعذيب على أيدي المحققين والسجانين، بدءا من الضرب والتعرية إلى استخدام أساليب الترهيب والإذلال، إضافة إلى الإهانات والشتائم”.
وأشار إلى أن من بين أدوات التعذيب المستخدمة كان ما يسمى بالكبل الرباعي، وهو كبل كهربائي يتم لفه لتصبح قوته مضاعفة عند ضرب السجناء به، حيث إن كل ضربة منه “كانت تنتزع معها اللحم والدم من أجسادنا”.
وأضاف أن طريقة التعذيب المسماة بالدولاب كانت تُستخدم أيضا، حيث يوضع جسد المعتقل داخل دولاب سيارة كبيرة، وتُرفع قدميه ليبدأ الضرب المبرح عليهما.
وقال إن كل ما يسمعه الناس عن التعذيب في سجون النظام المخلوع حقيقي، حتى إن المعتقل يصل إلى مرحلة يقبل فيها أي تهمة تُوجه إليه بسبب شدة العذاب.
وتحدث مرعب عن مراحل اعتقاله القاسية، مشيرا إلى أنه في بداية اعتقاله نُقل إلى سجن أمن الدولة في منطقة كفر سوسة بدمشق، ثم إلى فرع فلسطين بدمشق أيضا، وهو أحد المراكز الأمنية التابعة للاستخبارات العسكرية السورية، ويشتهر بسمعته السيئة نتيجة التعذيب الوحشي وظروف الاحتجاز غير الإنسانية.
وأضاف أنه تم لاحقا ترحيله إلى سجن صيدنايا بريف دمشق المعروف باسم “المسلخ البشري”، لكونه شهد عمليات تعذيب وإعدام ممنهجة لأعداد كبيرة من المعتقلين، حيث قضى بهذا السجن 5 سنوات.
وأوضح أنه مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تم نقله إلى سجن عدرا المركزي بريف دمشق.
#صيدنايا المسلخ البشري
ووصف مرعب التعذيب في سجن صيدنايا بأنه “وحشي وغير إنساني”، مشبها السجن بمسلخ بشري. وأضاف: في هذا السجن يموت أشخاص يوميا تحت التعذيب، ويتم سلخ جلود بعض المعتقلين من شدة التعذيب.
وكشف مرعب عن إجبار المعتقلين على التوقيع أو البصم على أوراق “اعترافات وتهم” من دون أن يُسمح لهم بقراءتها. وأوضح أن “من يرفض البصم قد يتعرض لقطع إصبعه”.
كما تحدث عن الظروف المأساوية في المهجع، حيث كان يحتجز حوالي 60 شخصا في غرفة لا تتجاوز مساحتها 7 أمتار. وكان الطعام محدودا للغاية، ويقتصر على كميات قليلة من الخبز أو البرغل.
وروى مرعب قصة صادمة من داخل السجن، حيث تكررت حوادث كان يقوم فيها “شاويش” السجن، وهو أحد المعتقلين المدانين بجرائم جنائية، بقتل زملاء له من المعتقلين للاستيلاء على حصصهم من الطعام. وقال إن الضحايا غالبا ما يكونون من الضعفاء أو المرضى.
بعد 18 عاماً قضاها في السجون السورية.. اللبناني #معاذ_مرعب بين اهله في #طرابلس و #الجديد تلتقيه في منزله @rana_abbud pic.twitter.com/w5Ztz64Ikt
— AL Jadeed Tv (@AlJadeed_TV) December 14, 2024وخلال فترة الوجود السوري في لبنان التي استمرت 29 عاما (1976-2005)، اعتُقل مئات اللبنانيين ونُقلوا إلى السجون السورية لأسباب عدة، بينها الانتماء إلى أحزاب معارضة لهذا الوجود، أو الاشتباه في التعاون مع جهات “معادية” للنظام السوري.
إضافة إلى ذلك، تعرّض بعض اللبنانيين للاختفاء القسري من دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء اعتقالهم، لا سيما في فترة الحرب اللبنانية الأهلية (1975-1990).
وخلال فترات سابقة، أفرج النظام السوري عن لبنانيين معتقلين لديه على دفعتين، الأولى عام 1998 شملت 121 لبنانيا، والثانية عام 2000 شملت 54 لبنانيا، لكن جمعيات لبنانية قالت إنه ما زال مئات اللبنانيين موجودين في السجون السورية، في حين نفت دمشق ذلك.
ووفق جمعية “المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية” (غير حكومية)، فإن عدد اللبنانيين المختفين قسرا في السجون السورية يبلغ 622.
وفجر الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل المعارضة السورية على العاصمة دمشق وأعلنت سقوط نظام بشار الأسد الذي فر إلى روسيا لتنتهي فترة حكم آل الأسد للبلاد التي استمرت نحو 55 عاما.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف السجون السورية المعتقلين فصائل المعارضة دمشق بشار الأسد الجزيرة مباشر سوريا التعذيب طرابلس الجديد فی السجون السوریة فی سجون
إقرأ أيضاً:
سجون صدام أكثر دموية وبشاعة من سجون الأسد.. فلماذا لم يتعاطف العرب مع العراقيين كما تعاطفوا مع السوريين ؟!
بقلم : فالح حسون الدراجي ..
لا يختلف اثنان على دموية وفظاعة السجون السورية التي تم اكتشافها بعد سقوط نظام بشار الأسد، وما تركته مناظر تلك المعتقلات والسجون في نفوس كل من شاهدها ورأى فظائعها عبر شاشات التلفاز، ناهيك من المعتقلات السرية الرهيبة التي لم يتم حتى الآن اكتشافها..
نعم، نستطيع القول وبضرس قاطع إن سجون بشار الأسد الجديدة، وما ورثه من سجون ( الأب القائد)، لا يمكن أن نجد شبيها لها في كل سجون العالم، لأن نظام بشار الأسد يمثل نسخة (بعثية) خاصة لم يأت، ولن يأتي الزمان بمثلها إلا في نسخة بعث العراق الصدامي، باعتبار أن حزب البعث حزب واحد، سواء أكان في اليسار أو اليمين، وأن خلطة تكوين البعث الإجرامية، التي نجح في (إبداعها) وتوفير عناصرها الغريبة ميشيل عفلق، مع تراكم خبرات تلامذته الذين أضافوا لهذه الخلطة الغريبة لاحقاً، الكثير من مواد ومستجدات وفنون القتل والتدمير والتقطيع والاغتصاب، والدهاء والكذب والمكر والتعذيب والسلخ والإذابة بأحواض التيزاب، والإخفاء التام، حتى باتت خلطة البعث قدوة للقوى الفاشية والنازية، ومثالاً تحتذي به العصايات المافوية والصهيونية الدموية، وأصبح بعض تلامذة عفلق مثل صدام حسين، وعلي صالح السعدي وناظم گزار، وحافظ الأسد وولده بشار والآلاف من البعثيين العراقيين والسوريين واللبنانيين والفلسطينيين الذين نهلوا النتانة من مستنقع عفلق الآسن، وشربوا كل ما فيه من قيم الخيانة والغدر بأقرب الأقارب، أصبحوا أساتذة في فنون الجريمة وانتهاك حقوق الإنسان، مثلما باتوا نقطة سوداء ووصمة عار في صفحات الإنسانية..
واليوم حين يكتشف العالم سجون بشار الأسد الرهيبة، ويصحو على مشاهد الرعب البعثي في مسالخ سجن صيدنايا، سواء في طوابق السجن العليا التي وصل الناس اليها أو الطوابق السفلى التي لم يتمكنوا من فك طلاسمها ومعرفة خرائطها السرية بعد .. أو حين يصطدم العالم بصور وفيديوهات (مكبس الأجساد) في سجن صيدنايا الرهيب مثلاً .. أو حين يتابع عملية البحث مع الباحثين عن أي أثر لمئات السجناء المفقودين في “سجن البالونة” الذي لا يسمع به أحد إلا وتغمر قلبه جراح نازفة .. أقول حين رأى وسمع العالم كل هذه القصص العجيبة الغريبة عن السجون والمعتقلات السرية والعلنية لنظام بشار الأسد، وشاهد أحوال الضحايا الفظيعة بعد فتح السجون، وصدم لهول ما كشف أمامه من جرائم بشعة، سأستطيع القول هنا بأن العراقيين وحدهم لم يتفاجؤوا ولم يستغربوا، ولم يصدموا مثل غيرهم، والسبب أن سجون صدام ومعتقلاته السرية ارتكبت جرائم لا إنسانية بحق العراقيين أكثر بشاعة ووحشية من جرائم الأسد، كما أنشئت معتقلات سرية لم يكن يعلم بها حتى صدام نفسه، وابتكرت أساليب تعذيبية أذهلت سادة وأباطرة فنون التعذيب في العالم خصوصاً في المانيا ورومانيا وسوريا ذاتها !!
وثمة سبب آخر يزيل دهشة العراقيين، يتمثل في أن حزب البعث يحكم في بلدين فقط ( سوريا والعراق)، وهذا يعني أن العراقيين والسوريين الذين اكتووا بجور سلطة البعث، يعرفون جذور البعث وتاريخه الدموي المخزي اكثر من غيرهم، ويعرفون جيداً (أخلاق) وسلوك ووحشية هذا الحزب، وهو طبعاً سلوك واحد لا يتغير في كلا البلدين، لأن منهل البعث كما قلنا واحد، ولن تفرق هنا الفردة اليسرى عن الفردة اليمنى قطعاً ..
لذلك لا تجد لدى المواطن العراقي ذات الدهشة التي تجدها لدى غيره من الناس في بلدان العالم حين رؤوا سجون الأسد، ولا نفس النظرة المستغربة التي تجدها لدى المشاهد الآخر .. فأنا الذي تابعت وأتابع بحزن وألم مثل غيري، مشاهد الرعب في السجون البعثية السورية، لا أشعر بالدهشة ذاتها التي يشعر بها العالم.. فمن عاش ورأى مع شعبه قسوة السجون، وبشاعة المعتقلات الصدامية، لا يمكن أن تدهشه رؤية السجون الأخرى مهما كانت هذه السجون صادمة وقاسية .. لكن وبصراحة، ثمة شيئاً واحداً أدهشني وأثار استغرابي، وهذا ( الشيء) يتمثل بسؤال أقول فيه بحسرة وألم : لماذا أثارت سجون بشار الأسد وجرائمه بحق الشعب السوري الشقيق كل هذا التعاطف العربي، بينما لم يبدِ العرب أيّ تعاطف مع آلام العراقيين ومعاناتهم من قسوة سجون صدام ومعتقلاته السرية ومقابره الجماعية الفظيعة حين تم اكتشافها وظهورها أمام العالم بعد سقوط نظام صدام مباشرة، رغم أن سجون صدام كانت أكثر قسوة ووحشية، إضافة إلى التميز العجيب في أساليب التعذيب الصدامية وفرادتها، ومثال على ذلك، انك لن تجد احواض التيزاب الفظيعة التي استخدمها مجرمو الأجهزة الامنية في إبادة المعارضين لنظام صدام، مثيلاً لها في معتقلات الاسد، أو في جميع معتقلات وسجون العالم بما في ذلك سجون النازية والفاشية، بل وحتى في معتقلات القذافي وجمال عبد الناصر، التي يعتبرها البعض أشد دموية من معتقلات النازية ..!!
لكن الشيء الوحيد الذي يخفف من أوجاعنا نحن العراقيين ومعنا أخوتنا السوريين، هو سقوط دولة البعث الإرهابية في العراق وسوريا إلى الأبد، وخلاصنا من شرور هذا الحزب الفاشي، وطوي صفحته السوداء تماماً.. فكم هي الحياة ناصعة بلا لوثة البعث.. وكم هي جميلة بدون وجود هذه الوحوش الكاسرة.. نعم إن حياتنا ستغدو جميلة وناصعة، ونحن نمضي فيها بلا بعث، ولا قتل ولا دماء، بحيث لن نسمع بعد اليوم نشيد البعثييين الكريه : ( بعث تشيده الجماجم والدم.. تتهدم الدنيا ولا يتهدم ) !
لقد تهدم البعث وانتهى، بل وسيتهدم كل نظام لايحترم الإنسان بوصفه أثمن رأسمال، وسيسقط كل حزب يشيد دولته على جماجم الناس ودمائهم !
فالح حسون الدراجي