أمير هشام: كهربا في حالة نفسية سيئة ونفذ ركلة الترجيح بتعليمات من كولر
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
أكد الإعلامي أمير هشام، أن جمهور الأهلي سيظل يتذكر الاخفاق المؤلم أمام باتشوكا المكسيكي، ومن حقه أن يغضب دائمًا ويناقش السلبيات، مشيرًا إلى أن الخسارة أصبحت من الماضي بالنسبة لهم ولإدارة النادي.
وقال عبر برنامجه بلس 90 الذي يبث على قناة النهار الفضائية: "ليس دفاعا عن كهربا فهو بعيد فنيا وبدنيا، ولكن المعلومة المؤكدة أن اللاعب ظُلم بالفعل لأن الحقيقة أنه بالفعل اللاعب لم يطلب تسديد ركلة الترجيح أمام باتشوكا المكسيكي، ولم يسعى وراء (اللقطة) كما يتردد".
وأضاف: "قرار تسديد ركلة الترجيح كان بقرار من مارسيل كولر، وهو من يستحق اللوم، وكهربا لم يطلب التسديد، والتزم بالدور الذي وضعه المدرب، ووفقًا للترتيب، لأن إمام عاشور فضل عدم التواجد بين المسددين في البداية، وهو أمر يحسب للاعب لأنه يرى نفسه غير جاهز للتسديد".
وواصل: "اللوم بالنسبة لي، على كولر الذي وضع اسم كهربا بين مسددي ركلات الترجيح، وهو خطأ فادح، والأمانة تقتضى أن نذكر الحقيقة، ولن نسير مع الموجة".
وأكمل: "كهربا يعيش في حالة نفسية سيئة بعد لقاء الأهلي وباتشوكا المكسيكي، يجب أن ندافع عن كهربا إزاء الاتهامات التي تعرض لها بأنه كان يرغب في الحصول على (اللقطة)، لكن المستوى الفني بالنسبة له بعيد، وهو يحتاج لشغل بدني كبير، وطالما ليس جاهزًا كان من الأفضل عدم وجوده في المباراة، والإبقاء على وسام أبوعلي".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأهلي كهربا مارسيل كولر باتشوكا المكسيكي
إقرأ أيضاً:
بيبي فاطمة.. زوجة الملوك سيئة الحظ
" هذه الرواية تحكي قصة امرأة طموحة، تتشبث بحكم ملوك هرمز الزائل في ظل الاحتلال البرتغالي لمملكة هرمز"
بهذه الجملة القصيرة في مقدمة الكتاب يضعنا الشيخ سلطان القاسمي -مؤلف الرواية- دفعة واحدة في منتصف هذا العمل الروائي القصير الذي لم يتعد 122 صفحة من القطع المتوسط . والتي جاءت مقسمة على أربعة فصول وفصل أخير للمراجع التي وصلت 35 مرجعا.
يحكي هذا العمل -الذي يمزج فيه القاسمي بين حسه السردي وشخصيته السابرة للتاريخ- قصة بيبي فاطمة والتي وصفها المؤلف في أول سطر بالطموحة وحياتها التي توزعت بين هرمز وجوا وأصفهان. وزواجها من أبناء الملك فروغ شاه وهم: (فيروز وتوران ومحمد) .
بدأت الرواية بمحاولة لوضع القارئ أمام صورة بانورامية لمملكة هرمز في القرن الخامس الميلادي والتي حاول القاسمي تقصي الأحوال الاقتصادية والسياسية لمملكة هرمز الواقعة تحت الاحتلال البرتغالي ويصف بشكل تفصيلي ما كانت تتوفر عليه من موارد طبيعية وموقع جغرافي متميز جعل منها مركزا تجاريا وميناء مهما للتواصل وللتبادل التجاري بين شرق القارة وغربها وهو الأمر الذي جعلها محط أنظار الحملات البرتغالية وأحد أطماعهم والذي تحقق في نهاية المطاف ليجعل منها مستعمرة برتغالية يعيش فيها مزيج من الديانات والأعراق بحكم طبيعتها كمدينة مفتوحة من جهة وبحكم النشاط التبشيري الذي كانت تقوم به الكنيسة مترافقا مع الاستعمار البرتغالي.
بعد ذلك يبدأ الكاتب في الدخول إلى جذر القصة حين ينتقل للحديث عن الملك فروغ شاه، ولا يتخذ السرد في هذا الفصل من حياة الملك كمادة رئيسة بل يتناول الحياة الاجتماعية العامة للمدينة وللقصر وما يحيط بينهما بحكم ذلك التماس والإندماج بين الحياتين والذي يجعلك تشعر بأنه ليس هناك إلا خط فاصل صغير يفصل القصر عن باقي المدينة. ويأخذنا القاسمي برشاقة وهدوء من خلال مشاهد سينمائية للولوج داخل أزقة المدينة وأسواقها، والدوران حول قلعتها الحصينة قبل الانتقال إلى الصخب الذي يثيره البحارة والعاملون في ميناء المملكة الصغيرة.
وتبدأ حياة حبيبة فاطمة أو بيبي فاطمة كما سماها الإنجليز في القصر حين تزوج الملك فروغ شاه بوالدتها التي كانت أرملة لقاضي القضاة في البحرين، حيث وجدت نفسها في خضم صراع مرير داخل الأسرة الحاكمة وطرفا رئيسا فيه، وتحديد عندما أزاح فيروز شاه والده عن الحكم ليحل مكانه ويبقيه نائبا للحاكم حتى مماته. بينما سافر أخوه الأمير توران شاه إلى غوا ليقدم احتجاجه إلى نائب ملك الهند البرتغالي ويطالب بأحقيته في الملك، لكنه بدلا من أن يعود إلى هرمز بقي في غوا ليلقى حتفه بعد سنوات بطريقة مريعة. أما الأخ الأصغر الأمير محمد شاه، فقد ترك ساحة الصراع وهاجر إلى ماغستان ليستقر بجوار قاضيها خاله ريس بدر الدين.
بعد أن استقر الأمر لفيروز شاه في حكم هرمز عمد إلى الزواج بالإكراه من بيبي فاطمة. وتمت مراسم الزواج بشكل سريع لتجد بيبي فاطمة نفسها في مخدع فيروز شاه وهو مصير لم تكن ترغب فيه ولا ترضاه كونها سليلة حسب ونسب بينما فيروز شاه كان ابن جارية الملك فروغ شاه.
وباستخدام أسلوب سردي شيق ورشيق ومتخفف من أسلوب السرد التاريخي المباشر يواصل القاسمي تتبع سيرة حياة هذه الفتاة التي تمنعت على الحاكم حين حاول الدخول بها عروسا بحجة المرض والإعياء طالبة مهلة حتى تتعافى لتصبح عروسا تليق بحاكم هرمز. في هذه الأثناء تبدأ في التواصل مع الحاكم العسكري البرتغالي في المملكة عن طريق معلمها البرتغالي طالبة منه إخراجها من القصر إلى الميناء تمهيدا إلى تهريبها إلى غوا. ولتحفيزه أكثر على مساعدتها للهروب تعلن اعتناقها للدين النصراني وتتخلى عن إسلامها، وهو الأمر الذي سيصدمنا في بدايته لنأتي ونكتشف بعد ذلك إن فعلها لم يكن نابعا من قناعتها ولكنها حيلة احتالتها من أجل تسهيل خروجها من القصر للتخلص من الزواج الذي لم تكن ترغب فيه. لم يتأخر الحاكم العسكري في قبول طلبها وهو المهووس بالتبشير الديني المتفشي في أوروبا في تلك الفترة، وقد كان سبق له أن أغوى أخويها مراد وحليمة وساهم في تنصيرهما ليلقيا حتفهما بعد ذلك بطريقة مريبة.
استطاعت بيبي فاطمة الهروب من القصر والوصول إلى الميناء ومنه هربت إلى الهند على متن سفينة برتغالية وصلت بها إلى غوا، حيث التقت بتوران شاه الموجود في الهند من أجل المطالبة بأحقيته في الحكم وقد كان يعيش وضعا اقتصاديا صعبا. وبجمل قصيرة وبسيطة صور الكاتب هنا حالة الغضب التي صاحبت انتشار خبر تنصر زوجة الملك في الجزيرة وكيف اعترض السكان المسلمون على الحاكم العسكري الذي أغواها من أجل ترك دين أجدادها وهي سليلة أسرة ينتهي نسبها إلى الرسول الكريم.
حين علم فيروز شاه بتنصر زوجته وهروبها غضب غضبا شديدا وطلقها قبل أن يجرد أخاها ديلمتشي من منصب الوزير والجمارك يبدأ في التخطيط للاستيلاء على أموال ومجوهرات أمها سيدة النساء بحجة ملكيتها لمملكة هرمز.
ويظهر أن المؤلف كان ميالا إلى تأكيد الباعث الديني الذي كان يقود تسارع الأحداث في حياة هذه الشابة التي لحقت بها أمها في غوا بنفس الطريقة، وهناك قامت بتزويجها على الطريقة الإسلامية بتوران شاه وأغدقت عليهما من أموالها ومجوهراتها التي استطاعت أن تهرب بها من هرمز.
وفي هذه المرحلة يبدأ الصراع الدرامي ذروته حين واصل الكاتب محاولاته إخراجنا من أجواء الرواية التاريخية منتهجا أساليب أدبية تتكئ على الخيال السردي الصرف دون الإفراط في استخدام التوثيق التاريخي، حيث كانت حياة بطلة القصة التي تواصل انحدارها ليست سوى تمثيل لحال المملكة الذي بدأ في التآكل تمهيدا لزوالها. فلم يكد يستقر الحال ببيبي فاطمة وتهنأ بزواجها حتى دبر نائب الهند تهمة أخلاقية لزوجها وأجبر القضاة على الحكم بقتله حرقا وهذا ما حدث، حيث وجدت نفسها مشردة في شوارع غوا وخلفها أبناؤها.
ولأنها خلقت لأن تكون ملكة، فالحياة لا تزال تخبئ لها الكثير. فعندما خلف محمد شاه أخاه فيروز شاه ليكون ملكا على عرش هرمز قرر أن يعيدها وهي حبيبة طفولته ويتزوجها ويعيد لها قداستها ومكانتها كملكة وتعيش حياة الملكات لأول مرة.
وبذات السرد المكثف يواصل القاسمي تتبع نكبات هذه الفتاة الشابة حين وقعت هرمز تحت الاحتلال البريطاني ليتم نفيها -اختياريا- مع زوجها وأبنائها ليعيشوا جميعا بقية حياتهم منفيين في أصفهان.
وهكذا يكون "القاسمي" قد صنع لنا عملا أدبيا شائقا يستند على جذر تاريخي لمنطقة ظلت لفترات طويلة في الظل بعيدة عن التتبع التاريخي الذي حظيت به بقية المناطق في حيزها الجغرافي القريب.