داليا عبد الرحيم: الإخوان اعتمدوا على دعم تركيا وقطر لتعزيز نفوذهم السياسي
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت الإعلامية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة نيوز، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إن الإخوان في الثورة السورية أظهروا نهجًا برجماتيًا يعتمد على التكيف مع الظروف الميدانية والسياسية لضمان تحقيق مكاسب بعيدة المدى، رغم ضعف وجودهم العسكري والسياسي داخل سوريا قبل 2011، وافتقرت الجماعة إلى قاعدة محلية قوية، مما دفعها إلى إقامة تحالفات مع جماعات مسلحة في الداخل مثل "هيئة دروع الثورة"، التي يُقدر عدد مقاتليها بعشرة آلاف، إضافة إلى دعمها لفصائل أخرى مثل "التوحيد" و"الفاروق" وعلاقة هذه الفصائل بهيئة تحرير الشام، هذه العلاقات التي غالبًا ما كانت سرية مكنت الجماعة من تحقيق حضور ميداني غير مباشر، بينما ساهمت في تعميق الانقسامات داخل المعارضة، ما أضعف الموقف الثوري العام.
وأضافت “عبدالرحيم”، خلال برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أنه على الصعيد الدولي اعتمد الإخوان على دعم تركيا وقطر لتعزيز نفوذهم السياسي وتمويل الفصائل المسلحة المرتبطة بهم، وذلك ضمن إطار تحالفات إقليمية ودولية برعاية واشنطن، وحرصت الجماعة على الترويج لنفسها كطرف "معتدل" يُمكن إدماجه في العملية السياسية المستقبلية بسوريا، خصوصًا بعد اجتياح تركيا لعفرين ومحاولة فرض واقع جديد على الأرض، وهذا النهج أثار تساؤلات حول أهداف الجماعة الحقيقية، حيث أظهرت استعدادًا للتضحية بوحدة الصف الثوري من أجل تعزيز نفوذها، معتمدة على رؤية برجماتية تركز على الاستفادة من الثورة كفرصة استراتيجية للوصول إلى الحكم تحت مظلة القوى الداعمة لها.
وأوضحت أن العديد من الجماعات المسلحة مثل "داعش" و"جبهة النصرة" التي أصبحت لاحقًا هيئة تحرير الشام ترى أن الدولة الوطنية مفهوم مستورد من الغرب ولا يتماشى مع الشريعة الإسلامية، بدلًا من ذلك تسعى هذه الجماعات لإعادة إحياء نموذج "الخلافة الإسلامية" الذي يوحد الأمة الإسلامية تحت حكم ديني يتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، وتؤمن هذه الجماعات بأن الحدود الحالية هي نتيجة لاتفاقية سايكس بيكو، التي قسمت العالم الإسلامي إلى دول صغيرة، ومن ثم فإن مشروعها يتضمن إزالة هذه الحدود واستبدالها بدولة مركزية عابرة للدول، وتستمد الجماعات المسلحة مشروعها السياسي من الفقه السلفي المتطرف، الذي يعتبر الحكم بالشريعة الهدف الأعلى، ويرى في الديمقراطية والدولة المدنية أدوات كفرية، كما تستخدم هذه الجماعات نصوصًا دينية لتبرير رؤيتها، مثل الأحاديث المتعلقة بإقامة الخلافة و"حاكمية الله".
وأشارت إلى أن كثيرًا من هذه الجماعات تضم مقاتلين من جنسيات مختلفة، مما يُعزز رفضها لفكرة الدولة الوطنية ويُرسخ فكرة الوحدة الإسلامية العابرة للحدود، وتلقت بعض الجماعات المسلحة دعمًا من جهات إقليمية ودولية ذات أجندات تتعارض مع بناء دولة وطنية قوية في سوريا، كما أن رفض الجماعات المسلحة لفكرة الدولة الوطنية يجعل الوصول إلى تسوية سياسية أكثر تعقيدًا، إذ أن بناء الدولة يتطلب وجود إجماع على الإطار السياسي المستقبلي، ويُسهم هذا التوجه في تعزيز النزعات الانفصالية أو التقسيمية، خاصة في ظل استمرار سيطرة الجماعات المسلحة على مناطق معينة.
ولفتت إلى أن إيمان الجماعات المسلحة في سوريا بمشروع "دولة الخلافة" على حساب الدولة الوطنية يُمثل تحديًا كبيرًا للجهود الرامية إلى إنهاء الصراع وإعادة بناء الدولة السورية، ويتطلب التصدي لهذا التوجه باستراتيجية شاملة تعالج الجوانب الفكرية والاجتماعية التي تُغذي هذه الأيديولوجيا، إلى جانب تعزيز البدائل الوطنية التي تقدم نموذجًا أكثر شمولية وعدالة لجميع السوريين.
وأكدت أن المستقبل يتطلب من السوريين جميعًا، سواء داخل البلاد أو خارجها، العمل معًا لإيجاد رؤية وطنية مشتركة تُعيد بناء الدولة على أسس من التعايش والعدالة والمواطنة، والحل ليس فقط عسكريًا أو سياسيًا، بل فكريًا أيضًا، ويتطلب تصحيح المفاهيم وتعزيز الانتماء الوطني.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإعلامية داليا عبد الرحيم سوريا الضفة الأخرى الجماعات المسلحة داعش الجماعات المسلحة الدولة الوطنیة هذه الجماعات الجماعات ا
إقرأ أيضاً:
حزب العدل: نجاح مصر في استكمال الهدنة يؤكد ثقلها السياسي والدبلوماسي
ثمن أحمد بدرة، مساعد رئيس حزب "العدل" لشؤون تنمية الصعيد، الجهود المصرية المبذولة لاستكمال الهدنة في قطاع غزة وإتمام عملية تبادل الأسرى، مؤكدًا أن الدبلوماسية المصرية أثبتت للعالم أجمع أنها نموذج يُحتذى به في الحكمة السياسية التي تتصف بها القيادة السياسية المصرية.
وقال "بدرة"، في بيان اليوم الاثنين، إن الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي بفضل جهودها المبذولة وتحركاتها الدبلوماسية أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أنها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتلعب دورًا محوريًا ومؤثرًا في إدارة الأزمات بكل حكمة واتزان، موضحًا أن الموقف المصري الرافض لقضية تهجير الفلسطينيين يدعو للفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية، ومصر كانت ولا تزال رافضة لأي محاولات لتهجير السكان من أراضيهم، وهو موقف يتسق مع مبادئ القانون الدولي والإنساني.
وأوضح مساعد رئيس حزب "العدل" لشؤون تنمية الصعيد، أن موقف القيادة السياسية من التهجير أكد على التزامها بحماية حقوق الشعوب ورفض أي سياسات تستهدف بدورها تغيير التركيبة الديمغرافية لأي منطقة، ما يكشف عن رؤية ثاقبة وإدراك عميق لتداعيات مثل هذه القرارات على الاستقرار الإقليمي والدولي، مؤكدًا أنه منذ اندلاع الأزمة في قطاع غزة تحركت القيادة السياسية المصرية على كافة المستويات وبذلت جهودًا مضنية وحثيثة شهد لها العالم أجمع من أجل وقف إطلاق النار ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق، الأمر الذي تبلور في نجاحها في تحقيق التهدئة الأولية والسعي الحثيث لاستكمال الاتفاقات المتعلقة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن المختطفين.
وأكد أن موقف الدولة المصرية الرافض بشكل قاطع ونهائي لعمليات التهجير القسري للفلسطينيين يأتي في إطار التزامها الأخلاقي والإنساني الذي يتماشى مع المواثيق الدولية، موضحًا أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية يكمن في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن الموقف المصري الراسخ والثابت حظى بإشادة دولية واسعة، فضلًا عن الرفض الدولي لأي محاولات من شأنها إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، مؤكدين أن ذلك الأمر انتهاك صارخ للقانون الدولي وتهديد للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، موضحًا أن مصر لعبت وما زالت دورًا رئيسيا في حشد التأييد الدولي لهذا الرفض من خلال اتصالاتها المستمرة مع القوى الفاعلة في المجتمع الدولي، ما عزز موقف الفلسطينيين وإجهاض المخططات التي تستهدف حقوقهم التاريخية، منوهًا بأن التحركات الدبلوماسية المصرية ستظل شكلت بدورها ركيزة أساسية لإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة.
ونوه بأن نجاح مصر في استكمال الهدنة وتنفيذ عملية تبادل الأسرى يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك ثقلها السياسي والدبلوماسي، وحرصها المستمر على حماية الشعب الفلسطيني من أي محاولات لتغيير معادلة الصراع لصالح الاحتلال الإسرائيلي.