إحدى أدوات حروب الجيل الرابع.. «السوشيال ميديا» خطر كبير يهدد المجتمع
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وبفضل الانتشار الواسع لمنصات مثل «فيسبوك وإكس وإنستجرام»، تجاوزت دورها التقليدي في الترفيه والتواصل لتصبح لاعباً أساسياً في الساحة السياسية.
وهناك جدل حالياً حول تأثير "السوشيال ميديا" على الرأي العام للمواطنين خاصة وقت الأزمات والحروب، فهي تساعد على سرعة نشر المعلومات المضللة والأخبار الزائفة التي يمكن أن تؤدي إلى خداع الجمهور واندفاعه نحو اتخاذ قرارات ومواقف خاطئة.
«الأسبوع» تواصلت مع مجموعة من خبراء علم النفس والاجتماع، وخبير استراتيجي، للوقوف على تأثير السوشيال ميديا على الرأي العام.
في البداية أوضح اللواء سيد الجابري الخبير الاستراتيجي ورئيس الحزب المصري، أنه بعد انتشار الهاتف المحمول في نهاية القرن الـ 20 بدأت التطبيقات المختلفة في الظهور والتي أطلقوا عليها «السوشيال ميديا»، وبدأ الـ «فيسبوك» و «واتساب»، وكان الهدف منها حماية الرأسمالية، ثم تطورت مع الزمن حتى أصبحت من المصادر الأساسية التي يعتمد عليها الكثير من الأشخاص في الحصول على المعلومات، مشيراً إلى أن "السوشيال ميديا" تستغل بعض الظروف لتضليل الرأي العام، وهناك الكثير من الأشخاص غير المتخصصين يقومون بنشر أفكار وآراء مغلوطة وغير صحيحة ويتأثر بها الأشخاص الذين لا يمتلكون خبرة كافية.
وتابع: النظام العالمي الجديد سيعتمد سلاح "السوشيال ميديا" كأحد الأسلحة التي يحتاجها لفرض رأيه على العالم، مشيرًا إلى أن هناك ما يسمى بـ"حروب الجيل الرابع" والتي تعتبر السوشيال ميديا إحدى أدواتها الرئيسية لافتاً إلى أن درجة تأثر الفئات العمرية بالسوشيال ميديا تختلف من فئة لأخرى، حيث تتأثر فئة «الصلة» وهي الفئة من سن الـ 10 سنوات حتى 14 سنة بنسبة 100%، أما من 15 إلى 20 سنة فبنسبة 70%، مؤكداً أنه كلما زادت السن تقل نسبة التأثر بالسوشيال ميديا.
وبشأن قضية غزة، أوضح أن الإعلام العالمي منحاز لأمريكا وإسرائيل، بالرغم من أن المقاومة في غزة نشطة، وأصابت جيش الكيان الصهيوني إصابات بالغة، ولكن السوشيال ميديا داخل قطاع غزة محدودة مما جعل الإعلام العالمي هو المسيطر.
وعن التطورات الأخيرة في سوريا، أوضح الجابري أن "السوشيال الميديا" ساهمت في نقل أخبار مضللة وغير موثقة عن الأحداث هناك، منها وجود سجون مكونة من 3 طوابق سرية تحت الأرض، تحتوي على ملايين المعتقلين، الأمر الذي نفاه العقيد ماهر رئيس سجن صيدنايا في سوريا في مكالمة هاتفية له، مؤكدا أن جميع الطوابق فوق الأرض، وبالتالي أصبح هناك شك حول حقيقة الأمر، وهذا هو الهدف الذي يسعى إليه الاستعمار والإعلام العالمي، وهو التمكن من السوشيال ميديا بأنواعها المرئية والمكتوبة والمسموعة وتقديم معلومات متضاربة، لكي يتحكموا في عقول الأفراد وهدم المجتمعات.
وشدد الجابري على ضرورة التأكد من المعلومات ومصادرها خاصًة وقت الحروب حتى لا نقع في فخ الاستعمار والرأسمالية العالمية.
وتابع: الصين استطاعت أن تحصن نفسها من خطورة السوشيال ميديا عن طريق الاستغناء عن «جوجل» وإنشاء تطبيق واتساب خاص بها موضحاً أن الهدف الرئيسي في النظام العالمي الجديد هو السيطرة على العقول والفكر، من خلال شغل المشاهد على مدار الـ 24 ساعة ببرامج وتطبيقات، فهو يريد تسطيح العالم والشباب بالأفكار التي وضعها في عقله، وتلك عملية كانت أمريكا قد بدأت فيها بهدف غسيل المخ عن طريق بعض المواد الكيماوية بالحقن للسيطرة على بعض القادة عن بعد، وهذه التجربة حرّمتها الأمم المتحدة، مما جعلها تتجه إلى السوشيال ميديا للسيطرة على أدمغة وعقول الشباب لهدم قيمهم الاجتماعية مشدداً على ضرورة وجود مجموعات مراقبة على السوشيال ميديا لحماية أفراد المجتمع من تأثيرها المدمر، بالإضافة إلى وضع حلول لمواجهة الخطط الاستراتيجية طويلة المدى التي يضعها الاستعمار والرأسمالية العالمية.
من جانبه، قال أحمد مجدي خبير علم الاجتماع السياسي: إن السوشيال ميديا تعتبر مصدرا للمعلومات التي ربما تكون خاطئة أو مغلوطة مما يساهم في انتشار الشائعات وتغييب الحقيقة مؤكداً أن السوشيال ميديا أيضًا تؤثر على قيم وسلوكيات الأفراد والمجتمع بشكل أساسي، مشيراً إلى أنها تعتبر ظاهرة سلبية يمكن أن تغير من عادات وتقاليد كانت تعتبر أرثا ثقافيا لدى الأشخاص.
وأشار مجدي إلى أن المراهقين هم أكثر الفئات تأثرًا بالسوشيال ميديا، لافتاً إلى أن فئة الشباب بشكل عام تتخذ السوشيال ميديا كمصدر أساسي للمعلومات، مما ينعكس على ثقافتهم وقيمهم الاجتماعية بالسلب مؤكداً على خطورة السوشيال ميديا وقت الصراعات والأزمات، نتيجة عدم الصدق في عرض المعلومات والأخبار، بالإضافة إلى المبالغة في الشائعات، مما يؤثر على المجتمع حينئذً ويساهم في تصاعد الأحداث وهدم المجتمعات.
وأوضح أن السوشيال ميديا أثرت في بناء الرأي العام نحو الوضع في سوريا، مشيرا إلى أنها ساهمت في نقل معلومات غير صحيحة نقلا عن مصادر متحيزة، ما أثر بشكل سلبي على المجتمع السوري.
وفي سياق متصل قال جمال فرويز أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة إن السوشيال ميديا أصبحت مصدرا من مصادر الشائعات التي تؤثر على الرأي العام بالسلب، لافتا إلى أن هناك "تريندات" قد تضر بالأمن العام والاقتصاد المصري والعلاقات الأسرية بالإضافة إلى التعليم.
وأضاف فرويز أن جميع الفئات العمرية تتأثر بالسوشيال ميديا، مشيرًا إلى أن أكثر الفئات تأثرا هي الفئة التي تتراوح بين 18 و30 عاماً بسبب تنوع شخصياتهم ما بين الشخصية الوسواسية والاكتئابية بالإضافة إلى الشخصية الهستيرية فجميعهم يتأثرون سلباً بشكل كبير.
وتابع: السوشيال ميديا أثرت سلبا بشكل كبير على عقول وسلوكيات مستخدميها، مما انعكس على علاقتهم الاجتماعية سواء العلاقات مع الأسرة أو المجتمع، بالإضافة إلى التأثر عضوياً مؤكداً على أن هناك الكثير من الأشخاص أصبحوا يعتمدون على السوشيال ميديا بدون الرجوع إلى المصدر الحقيقي مما يؤدي إلى زيادة انتشار الشائعات والأفكار المغلوطة.
وأضاف: السوشيال ميديا أوقات الحروب تزيد من الأزمات سواء الاقتصادية أو العلاقات السياسية وتضاعفها عن طريق استثارة الرأي العام، على سبيل المثال أزمة سد النهضة وما جرى في سوريا تفاقم بسبب السوشيال ميديا لافتاً إلى أن ما حدث في سوريا خطر كبير على الأمن القومي العربي بسبب تدمير الجيش السوري بحريًا وجويًا مما جعل سوريا فريسة سهلة للاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري: حروب الجيل الرابع تستهدف كل الدول والشعوب العربية
دعوات لـ تدريس الثقافة الجنسية.. خبراء يحذرون من مخاطر حروب الجيل الرابع
بمشاركة وزير الشباب.. عقد مؤتمر تحصين الشباب ضد حروب الجيل الرابع بأسوان
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حروب الجيل الرابع رئيس الحزب المصري حروب الجیل الرابع بالسوشیال میدیا السوشیال میدیا بالإضافة إلى الرأی العام فی سوریا ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
وفق الخبراء: نمط نوم يزيد بشكل كبير خطر الاكتئاب
أشارت دراسة إلى أن مُحبي السهر أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنةً مع الذين يستيقظون مبكراً، حيث وجد باحثون بريطانيون أن من يسهرون لوقت متأخر يميلون عموماً للقلق المفرط حتى ساعات الصباح الباكر، ويتناولون كميات أكبر من الكحول، وهو عامل خطر معروف للإصابة بالأمراض النفسية.
وأشار الباحثون إلى أن نتائجهم تُظهر أن التدخلات لتغيير نمط النوم هذا قد تُخفف أعراض الاكتئاب، التي يُعاني منها حوالي 1 من كل 6 بالغين، وفق "دايلي ميل".
وفي الدراسة، سأل خبراء جامعة سري 546 طالباً جامعياً عن أنماط نومهم، وصُنِّف المشاركون إلى فئات صباحية (مُحبي الاستيقاظ المبكر)، أو مسائية (مُحبي السهر)، أو متوسطة.
ووجدت الدراسة أن مُحبي السهر حصلوا على نقطتين أعلى في استبيان طبي للاكتئاب، مقارنةً بمن يستيقظون مبكرا، في المتوسط.
وقت أطول للتفكير
كما سُئل المشاركون عن مدى وعيهم بأفكارهم ومشاعرهم، وميلهم إلى التفكير المُعمّق، وتعاطيهم للكحول، وكشف تحليل النتائج أن الأشخاص الذين يسهرون ليلاً يميلون إلى شرب المزيد من الكحول، وتضعف جودة نومهم، ناهيك عن كثرة اجترار أفكارهم.
وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة PLOS One، قال الباحثون إن هذه العوامل قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب لدى هذه الفئة، وقد سلطوا الضوء على أن من يسهرون لوقت متأخر لديهم وقت أطول للتفكير والقلق بشأن حياتهم، مقارنةً بمن ينامون مبكاً، وقد تزيد هذه العادة من خطر الإصابة بالاكتئاب.
كما وجد الباحثون أن من ينامون مبكراً أكثر عرضة للإبلاغ عن وعي أكبر بمشاعرهم وأفكارهم.
خطر السرطان
وأشار الباحثون إلى أن هذا قد يكون بمثابة شكل من أشكال الحماية من انخفاض الحالة المزاجية.
وسجل محبي السهر متوسط درجة جودة نوم بلغت ثمانية، وتشير الدرجات الأعلى إلى نوم أسوأ، مقارنةً بمتوسط درجة خمسة لدى من ينامون مبكراً، وخلص الباحثون إلى أنه: "نظراً لأن العديد من الشباب يعانون من ضعف الصحة النفسية، فإن نتائج هذه الدراسة مهمة بشكل خاص، حيث يميل العديد من الشباب إلى السهر، وتشير النتائج إلى كيفية تطبيق التدخلات للحد من خطر الإصابة بالاكتئاب".
ولم تُسجل مستويات استهلاك الكحول بشكل مباشر في الدراسة، غير أن النوم أقل من 6 أو 7 ساعات يومياً بشكل منتظم يُضعف جهاز المناعة ويزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان.
وتم تصنيف المشاركين في 6 فئات بناءً على وحدات الكحول التي أفادوا بشربها في المتوسط أسبوعياً، حيث تُمثل وحدة واحدة أقلها، وست وحدات هي الأكثر.
وحصل مُحبو السهر على درجتين في المتوسط على هذا المقياس، بينما حصل مُحبو الاستيقاظ المُبكر على درجة واحدة فقط.
وتعتمد الدراسة على الملاحظة، أي أنه على الرغم من أن الباحثين وجدوا صلة بين عوامل مثل قلة النوم، واستهلاك الكحول، وخطر الإصابة بالاكتئاب لدى مُحبي السهر، إلا أنهم لا يستطيعون إثبات أن هذه العوامل هي السبب بشكل مباشر، وليس جانبًا آخر من حياتهم.
وتُقر هيئة الخدمات الصحية البريطانية، بوجود صلة بين الكحول والاكتئاب، مُحذرةً من أن استهلاكه يُمكن أن يُؤدي إلى تغيرات في الدماغ تزيد من خطر الإصابة بمشكلة الصحة العقلية.
ومع ذلك، ليس الأمر بهذه البساطة، إذ يُمكن القول إن الشرب يُسبب الاكتئاب، قد يلجأ مرضى الاكتئاب الحاليون إلى زيادة تناول الكحول لإغراق أنفسهم بالأحزان، مما قد يؤدي إلى تفاقم حالتهم. ومن القيود الأخرى للدراسة الجديدة أن 38 مشاركاً فقط كانوا من الذين يستيقظون مبكراً، مما قد يحد من تفسير النتائج، وكانت الدراسات السابقة قد توصلت إلى نتائج متباينة فيما يتعلق بفائدة السهر أو ضرره على الصحة.