بوابة الفجر:
2024-12-15@22:41:26 GMT

"السجين 3006".. تاجر سوري يروي قصة نجاته من سجن المزة

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

روى التاجر السوري غازي محمد المحمد قصة نجاته من سجن المزة في محيط العاصمة السورية دمشق بعد قرابة ستة أشهر من الاعتقال والتهديد بإعدام وشيك.

ولم يعد التاجر غازي محمد المحمد الجالس بجسده الهزيل في ردهة منزل في سرمدا في جنوب غرب سوريا، كما عهدته عائلته قبل أن يغرق في جحيم سجن المزة.

وخلال رحلة وجيزة إلى دمشق لأغراض العمل، وجد الشاب البالغ من العمر 39 عاما الذي يعمل في مجال التجارة مع أشقائه وعاش قرابة 14 سنة في المنفى بين تركيا ولبنان نفسه في سجن المزة في محيط العاصمة السورية.

ويروي غازي قصته قائلا: "في مرحلة ما، تفقد الأمل.. ولم أكن أتمنى سوى الموت. كنت أنتظر اليوم الذي سأعدم فيه وكنت حتى سعيدا لأنني سأتخلص من معاناتي".

وقبل "خمسة أشهر ونصف الشهر"، حسب ما يقول من دون أن يتمكن من تحديد التاريخ بالضبط، أتت المخابرات لاقتياده مع طبيب صديق من مكتبه مكبلة يديه وراء ظهره من دون أن تقول له كلمة.

وحتى اليوم ما زال غازي محمد المحمد يجهل أسباب زجه في السجن، مقدرا أن يكون السبب وراء ذلك أنه من محافظة إدلب معقل الفصائل المسلحة في جنوب غرب سوريا التي شن منها الهجوم الذي أدى إلى الإطاحة ببشار الأسد في دمشق في الثامن من ديسمبر.

وفور وصوله إلى سجن المزة مكبل اليدين ومعصوب العينين، أبرحوه ضربا، وفي الأيام الأولى، علقت يداه بعمود في زنزانة من دون أن تلامس قدماه الأرض، وبقي معزولا عن الخارج يتعرض للضرب وبالكاد يحصل على طعام ولا يرى سوى سجّانيه.

ولم يكن يرى شيئا أو أحدا لكنه كان يسمع صراخ النساء والأطفال المعذبين أمام أقربائهم للضغط عليهم.

وكان سجّانوه يريدون انتزاع اعترافات منه "متل ما بدن" (حسب رغبتهم) وراحوا ينبشون هاتفه حيث وجدوا "كلاما عن كيف ينهب الأسد البلد ويأخذ الكفاءات من البلد"، مجرد "كلام لكنهم اعتبروه جرما لا يوصف".

لكن "الجرم الأساسي" في نظر غازي محمد المحمد يبقى أن إخوته هم في محافظة إدلب "حيث له أخ تاجر وآخر في مجلس الصلح".

وبعد شهر، نقل إلى فرع المخابرات الجوية حيث أخذت منه أوراقه وجواز سفره وقيل له "إنس أن لك إاسما.. أنت اسمك 3006".

ورمي في زنزانة تمتد على مترين و1.20 متر وارتفاع خمسة أمتار فيها فتحة صغيرة بالكاد تكفي لإدخال النور، بلا كهرباء أو مرحاض.

وأعطاه السجانون زجاجة لقضاء حاجاته وعند اصطحابه إلى المرحاض، كان لا بد له من أن يكون عاريا منحني الظهر ينظر إلى الأرض.

وبدأوا يلوّحون باحتمال إعدامه، سائلين على سبيل الاستهزاء إن كان "يفضل الخنق أو الشنق أو أن يغرس بوتد".

ويروي أنه في إحدى الليالي "أخرجونا من الزنزانات وصفونا في الممر معلقين ببعضنا البعض في صفين من 14 سجينا. وللمرة الأولى، تسنى لنا رؤية بعضنا البعض وكان ذلك مؤشرا إلى أننا سنموت قريبا".

وظل السجناء ساعة على هذه الحال قبل أن يعادوا إلى الزنزانات في فوضى كبيرة خلافا للعادة.

ويروي غازي محمد المحمد الذي كان بطبيعة الحال يجهل تطورات الأحداث في سوريا "طلبت الذهاب إلى المرحاض بحجة المرض، لكن لم يأت أحد، وفجأة سمعنا هدير مروحيتين تحطان ثم تحلقان.. لإجلاء ضباط من دون شك".

ومضت ساعات قبل أن يحطم باب زنزانته ويظهر محرروه في مشهد ظنه "حلما".

وتقترب الأم من ابنها وهو يروي تفاصيل تحريره وتجلس بجنبه. وهي لم تبلغ يوما باعتقاله رسميا، فقد فقد أثر ابنها، كما هي حال 100 ألف سجين على الأقل في سوريا.

وقد تسنّى لغازي محمد المحمد العودة إلى ذويه "لكنه تغير كثيرا.. ابني كان تاجرا، رجل أعمال. كان من الأذكياء، نشيطا. وأنا أنظر إليه اليوم أشعر أنه ليس ابني بتاتا. تغير جسديا وعقليا"، على ما تقول أمه فاطمة عبد الغاني (75 عاما).

ويأمل غازي محمد المحمد أن يمثل سجانوه أمام القضاء، مؤكدا أن في مقدوره التعرف على ثلاثة منهم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: العاصمة السورية دمشق غرب سوريا سجن المزة سوريا من دون

إقرأ أيضاً:

ضبط تاجر مخدرات وملاحقة آخر في حادثة هروب في درنة

ضبط جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية فرع درنة، تاجر مخدرات، فيما فر آخر هربًا.

جاء ذلك بعد ورود معلومات إلى جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية فرع درنة تفيد بقيام المدعو “ف.م.أ.أ” بالاتجار في المخدرات من نوع حشيش وأقراص مخدرة في منطقة أم الرزم أمام مدرسة عمر المختار على الطريق العام.

وجرى فتح محضر جمع الاستدلالات للتحقق من صحة المعلومات، وتأكدت التحريات من أن المدعو يستغل مركبته من نوع هونداي حمراء في ترويج المخدرات.

و10 ديسمبر 2024، أكد أعضاء التحريات أن المدعو كان في نفس المكان وبحوزته كمية من المخدرات استعداداً للبيع.

وعند محاولة ضبطه، قام الهارب بالفرار بسيارته، ما دفع عناصر الجهاز لملاحقته. اصطدم المدعو بكومة تراب وهرب سيراً على الأقدام، بينما تم ضبط الشخص الذي كان معه ويدعى “و.ح.ح”.

وخلال الملاحقة، تعرض الفريق للمقاومة من قبل أقارب المدعو، لكن تم السيطرة على الوضع وسحب المركبة من المنطقة دون وقوع إصابات، كما ضبطت كمية من المخدرات داخل السيارة.

الوسومدرنة مخدرات

مقالات مشابهة

  • رحم الله الدكتور محمد خير الزبير الذي إرتحل اليوم إلى الدار الباقية
  • ضبط تاجر مخدرات وملاحقة آخر في حادثة هروب في درنة
  • السجين 3006.. قصة سوري فقد اسمه في سجن المَزة
  • المعتقل السوري 3006 يروي مأساته في معتقلات الأسد
  • تركي يروي رعب السجون السورية: كانوا يرمون الجثث في مكب نفايات
  • محمد الشافعي: الصحفي مثل الجندي الذي يقف على حدود البلاد
  • محمد سعد.. نجم الشباك وصانع الضحك الذي أطلق "اللمبي" إلى القمة
  • السجين الأمريكي تيمرمان يروي تفاصيل احتجازه على يد المخابرات السورية
  • المستقبل الذي يراد للمنطقة انطلاقا من سوريا