شهادة للتاريخ .. عن سوريا في عهد الرئيس حافظ الأسد
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
علي الصنعاني
عندما كنت طالباً أدرس في جامعة دمشق من عام 1990 إلى 1995، كانت سوريا في عهد حافظ الأسد دولة بعثية قومية بامتياز، بعيدة كل البعد عن الطائفية أو الشعارات الدينية من أي نوع. كان للبعثيين امتيازات عديدة بغض النظر عن مناطقهم أو طوائفهم. أما القيادات المهمة في الجيش والأمن، فكانت غالباً من منطقة الرئيس، كما هو الحال لدى معظم الرؤساء العرب.
عشت خمس سنوات في دمشق، تنقلت فيها بين أحياء مختلفة مثل باب مصلى، البرامكة، الميدان، والمزة. لم أشاهد جوامع علوية قط، لكنني رأيت المئات من الجوامع السنية الفخمة جداً، بالإضافة إلى العديد من الكنائس. لم أرَ أو أشعر بوجود أي نفس طائفي في الحكم. لم أميز بين المسيحي والمسلم، أو بين السني والدرزي أو العلوي، إلا بعد مرور سنوات.
كان لدي أصدقاء من كل الطوائف، ومن أقربهم إلى قلبي صديق سني، وآخر علوي، وثالث كردي. السني كانت لديه نزعة طائفية، والكردي نزعة عرقية، بينما كان العلوي يميل إلى تقديس الرئيس والحزب.
كانت سوريا في عهد الأسد دولة علمانية. الجوامع كانت مفتوحة لمن أراد الصلاة، وكان الناس يصلّون فيها بحرية، خصوصاً في صلاة الجمعة والتراويح، حيث كانت تمتلئ عن بكرة أبيها. كذلك، كانت أجراس الكنائس تُقرَع صباح كل أحد بجوار المنزل الذي كنت أسكنه. الجميع كانوا يمارسون طقوسهم الدينية دون أي قيود. الشيء الوحيد الذي كان ممنوعاً آنذاك هو انتقاد النظام أو التحدث عنه بسوء.
صحيح أن سوريا كانت دولة أمنية بامتياز، لكنها أيضاً كانت دولة صناعية متقدمة. كان لديها مصانع للأدوية، والمنسوجات، والملابس، والإلكترونيات، وغيرها. كما كانت دولة زراعية مكتفية ذاتياً، تأكل مما تزرع ولا تستورد سوى السكر والأرز.
أما توجه النظام، فقد كان قومياً معادياً لإسرائيل بشكل واضح. كانت الثقافة القومية تُركّز على العداء للصهاينة، وكان حتى طلاب الجامعات يُخصَّص لهم يوم أسبوعي يُسمى “يوم التدريب العسكري”، يتدربون فيه على استخدام مختلف أنواع الأسلحة.
لم تكن سوريا ديمقراطية؛ فالانتخابات كانت صورية. لكنها في الوقت ذاته كانت قبلة لكل العرب، لم تطلب منهم تأشيرة دخول يوماً. كل من عاش في سوريا لا يستطيع إلا أن يحبها، ويتمنى الخير لها، ويحن للعودة إليها.
وأخيراً، أقول إن الطائفية جلبتها “ثورة 2011″، ولم يجلبها النظام. كان الهدف من اللغة الطائفية دغدغة مشاعر غالبية الشعب للوصول إلى السلطة. من حق الثوار أن يثوروا على الظلم والدكتاتورية، لكن استخدامهم للغة المذهبية كان قبحاً لا يُضاهيه قبح.
أما فيما يخص قضية فلسطين، فيكفي أن سوريا احتضنت جميع الفصائل الفلسطينية على أراضيها. ويكفي أنها استضافت خالد مشعل عندما منعته السلطات الأردنية من النزول في مطار عمان.
هذه شهادتي لله وللتاريخ.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
مفتي نظام الأسد أحمد حسون يظهر في حلب.. سُجنت 3 مرات (شاهد)
ظهر مفتي النظام السوري السابق أحمد بدر الدين حسون في محافظة حلب، وسط هتافات مناوئة له من قبل بعض المارّة.
وقال سوريون مخاطبين حسّون وهو يهم بركوب سيارة قرب منزله في حلب "مفتي البراميل".
وفي مقطع آخر، ظهر حسّون وهو يلقي بعض الكلمات أمام حضور في مجلس، إلا أن أحدهم قاطعه وقال له "مفتي البراميل" وهو ما دفع حسّون للانفعال.
وقال حسون إن نظام الأسد سجنه ثلاث مرات، دون مزيد من التوضيحات.
وفور سقوط النظام في 8 كانون أول/ ديسمبر الماضي، بارك حسون انتصار الثورة، وقال في منشور عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": "نسأل الله أن يكون فجر الحق قد سطع ولا يعلو صوت على صوت الحق، وبإذن الله ستكون سوريا واحدة موحدة بخير وبركة أبنائها جميعاً
أبناء سوريا درة بلاد الشام".
وأضاف: "وفقكم الله، أيدكم الله، نصركم الله بالحق والإيمان، وآن لهذا الشعب السوري العظيم أن يعيش آمناً مطمئناً".
وكان الرئيس المخلوع بشار الأسد أقال حسون من منصبه عام 2021، وألغى منصب "مفتي الجمهورية".
وبالعلامة مستشهد مرتين خلال الثورة #أحمد_حسون مفتي براميل الاسد pic.twitter.com/b6HcR18qjL
— Zakaria ABDELKAFI (@ZakriaAbdelkafi) February 17, 2025فيديو متداول يُظهر تواجد مُفتي نظام الأسد المخلوع أحمد بدر الدين حسون بمدينة #حلب لأول مرة بعد سقوط النظام#الشرقية24#سوريا pic.twitter.com/CQvhW2t7yh
— شبكة الشرقية 24 (@alsharqia24news) February 17, 2025