واصل العلماء المشاركون في فعاليات الجلسة العلمية الأولى بالندوة الدولية لدار الإفتاء المصرية نقاشاتهم حول موضوع الفتوى والأمن الفكري، حيث استعرضت الدكتورة وفية حمودة، الأستاذة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في بحثها بعنوان: "المرأة مفتية .. الأهمية والمعايير"، أن المرأة في صدر الإسلام كان لها حضور بارز في مجالات التعليم والفتوى، حيث تناول العديد من العلماء تراجمهن في مؤلفاتهم، على سبيل المثال، في كتاب "الإصابة في تمييز الصحابة"، ترجم الحافظ ابن حجر لـ 1543 امرأة، منهن فقيهات ومحدثات وأديبات، كما ذكر الإمام السخاوي في كتابه "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" نحو 85 شيخة.


ويشير الإمام النووي في كتابه "آداب الفتوى" إلى شروط المفتي، التي تشمل الكفاءة والنزاهة والعلم، وهذه الشروط ساعدت في تمكين النساء في مجالات الفتوى والتعليم، حيث كانت المرأة تتولى منصب الإفتاء وفقًا لمَلَكتها العلمية وأخلاقياتها، بغض النظر عن جنسها.


وأضافت: خلال القرن التاسع الهجري، كان لعدد كبير من النساء دور بارز في التعليم والفتوى في مكة المكرمة، ووفقًا للأرقام، بلغ عدد الفقيهات التي كانت لهنَّ علاقة بمكة حوالي 270 فقيهة، مما يعكس دور المرأة المهم في العلوم الشرعية في ذلك العصر، موضحه أن كتب الفقه لم تهتم بتوثيق أقوال النساء الفقيهات إلا ما كان مرتبطًا بأمهات المؤمنين وبعض نساء صدر الإسلام، ومن الأسباب التي أدَّت إلى هذا الإهمال زهدُ العديد من النساء في الكتابة والعلم، بالإضافة إلى هيمنة العلماء الرجال على الساحة الفقهية في تلك الفترة.


وتابعت: إن من أبرز النساء اللاتي لعبن دورًا في الفتوى والتعليم، أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر، التي تخرج على يدها العديد من الفقيهات. ومنهن عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية، وصفية بنت شيبة، وأم الدرداء الصغرى، اللاتي اشتهرنَ بعلمهن وزهدهن.


وفي القرون الهجرية الأولى، كان هناك العديد من النساء المتميزات في الفقه، مثل أسماء بنت أسد بن الفرات في القيروان، التي تعلمت على يد والدها وكان لها حضور في مجالس المناظرة، وكذلك خديجة بنت الإمام سحنون في تونس التي كانت من أبرز الفقيهات في عصرها، كما كان هناك فقيهات في مصر مثل أخت إسماعيل بن يحيى المزني، التي كانت تنافسه في الفقه وتناقشه، على الرغم من أن معظم العلماء لم يذكروا إسهاماتها بشكل بارز.


وفي ختام كلمتها أوضحت أن الذهبي في "ميزان الاعتدال" أشار إلى أن النساء كان لهن دور بارز في نقل العلم، حيث لم تُعهد عليهنَّ كذبة أو علَّة في رواية الحديث. وقد ذكر ابن القيم أن عدد من حفظ عنهم الفتوى من الصحابة والتابعين بلغ 130 شخصًا، من بينهم نحو 22 مفتية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الافتاء المصرية الفتوى الأمن الفكري الفتوى والأمن الفكري آداب الفتوى العدید من بارز فی

إقرأ أيضاً:

الدول الأكثر بعدد النساء العاملات خلال 2025 (إنفوغراف)

ترتفع نسبة النساء العاملات لمن هن في السن ما بين (15-64) عاماً في الدول الفقيرة والدول الغنية، وفي أكثر الأحيان تعمل النساء في الدول منخفضة الدخل بالزراعة، حيث يكون العمل ضروريا للبقاء على قيد الحياة، مثل كوريا الشمالية إذ بلغ عدد النساء العاملات هناك 87%، وفي مدغشقر 84%.

وعلى الجانب الآخر ترتفع نسبة مشاركة المرأة في الدول ذات الدخل المرتفع، بسبب التعليم وخدمات رعاية الأطفال والاقتصاد القائم على الخدمات التي تعمل على توسيع فرص عمل المرأة، حيث بلغت نسبة مشاركة المرأة في ايسلندا 84% وفي هولندا والسويد 82%.

وفيما يلي إنفوغراف بتصنيف الدول الأكثر بعدد النساء العاملات في العام 2025.


مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى: صلاة التراويح للمرأة في البيت أعظم أجرًا من المسجد
  • جامعة بنها تستقبل سفيرة النرويج لمتابعة استراتيجية مناهضة العنف ضد المرأة
  • رئيس جامعة بنها يستقبل سفيرة النرويج بالقاهرة
  • رئيس جامعة بنها: حريصون على دعم مبادرات تمكين المرأة بمختلف المجالات
  • وزير التعليم: ارتفاع نسب حضور الطلاب بالمدارس لـ 85%
  • وزير التعليم لـ رئيس الوزراء: ارتفاع نسب حضور الطلاب في المدارس إلى 85%
  • المرأة .. توازن مثالي بين الصيام والأعمال المنزلية
  • أكثر من 30 قتيلا و 100مصاب في الغارات الأمريكية على الحوثيين
  • مسئول بارز: إسرائيل أُبلغت مسبقًا بالضربات الأمريكية على اليمن
  • الدول الأكثر بعدد النساء العاملات خلال 2025 (إنفوغراف)