أكد مدير الجلسة الدكتور محمد عبد السلام أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة عين شمس، أنه ليس هناك شك من أن التصدي للفتاوى العشوائية درب من دروب إعلاء قيم العقل والفكر وترسيخ مفهوم العلاقة العضوية بين الفتوى وبناء الإنسان، وهي المعالم التي يؤكد عليها دائما المفتي الدكتور نظير محمد عياد منذ تعيينه مفتيًا للجمهورية في أغسطس الماضي، فمن المعلوم أن الإفتاء صناعة تحتاج بعد التحصيل الشرعي إلى تدريب وتأهيل، لتخريج كوادر إفتائية قادرة على الإلمام  والالتزام بمراحل صناعة الفتوى.

المفتي العام بالبوسنة والهرسك: الأمن الفكري ضرورة ملحة في مواجهة التطرف الديني وزير الأوقاف: المفتي الراصد الأول لمخاطر المجتمع التي تهدد الأمن الفكري

وأضاف الدكتور محمد أن "مؤشر الفتوى" يعمل منذ تدشينه على رصد الفتاوى المجتمعية التي تعمل على بناء الإنسان والمجتمع، وكذلك تحليل الفتاوى المتطرفة التي تقوض من بناء الإنسان والمجتمع، فنحن أمام أداة بحثية وتحليلية مهمة للوقوف على الواقع الإفتائي، وهذا المؤشر يتعاظم دوره، حيث يقوم على أدوات ومرجعيات تحليلية دقيقة، وهنا تأتي أهمية تفعيل التغذية الراجعة بصورة دورية لإمداد المؤشر بأحدث الآراء والبيانات والمعلومات لأخذها في الاعتبار في الدراسات والتحليلات المستقبلية.

 

الأستاذ حمدي رزق: ما يدور في الفضاء الإلكتروني ليس عشوائيًّا بل مخطط وممنهج

أكد الإعلامي الأستاذ حمدي رزق أن ما يدور في الفضاء الإلكتروني ليس عشوائيًّا بل هو مخطط وممنهج، فكل فتوى موجودة عبر ذلك الفضاء الرقمي مقصودة، وفيما يخص وضع تشريع للمتصدرين للفتوى، فهو يخص المؤسسة الدينية وليس خارجها، فليس كل خطيب منبر أو واعظ يجوز له الفتوى، وإصدار ما يقرب من مليون و600 ألف فتوى العام الماضي يعكس وجود أزمة تديين الحياة المجتمعية، فيجب أن تتمتع الفتوى بالجلال الديني والهيبة.

وأضاف: سيكون للفتاوى المعتمدة على فكرة الوطن تأثيرات كبيرة خلال الفترة القادمة، ويمكن استغلالها من قِبل بعض الجماعات، فيجب أن يكون الجميع على أهبة الاستعداد لمواجهة ذلك الأمر.

 

الدكتور سامي عبد العزيز يقترح تنظيم حملة تسويقية بعنوان: "للفتوى الصحيحة أهلُها"

أشار الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، إلى أن البداية مبشّرة بأن يكون هناك ندوة تبدأ بتحليل علمي؛ فهذا يمثل نقلة نوعية في إدارة الحوارات المبنية على أسس علمية رصينة.

ولفت إلى أن بعض المفتين والوعّاظ يفقدون مهارات التواصل مع الجمهور مما يجعل البعض يتجهون نحو الشق الآخر ربما لبساطته وإبداعه في عرض الفتوى، واستخدامه لغة تناسب الشريحة المستقبلة له، فعلينا أن نعيد النظر في وسائل جذب الجمهور للمنصات الرسمية.
وتساءل مقترحًا: لماذا لا يكون هناك حملة تسويقية عنوانها: "للفتوى الصحيحة أهلها" أو "للفتوى الصحيحة مكانها"، ونضع خلالها مصادر الفتاوى الرسمية الصحيحة بشرط أن يتمتع من يجيب على التساؤلات بمهارات وسائل التأثير والجذب.

 

الدكتور وليد رشاد: كثير ممن يفتون عبر السوشيال ميديا هدفهم تسليع الفتوى والكسب المادي
 

لفت الدكتور وليد رشاد أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إلى مواصلة العمل بشكل تتبعي من قِبل المؤشر وفريق العمل وإصدار الأبحاث والدراسات في كل المستجدات المتعلقة بالواقع الإفتائي.

وأضاف أن هناك إشكالية ترتبط بالفتوى وعلاقتها بالأجيال، فدعاة السوشيال ميديا تمكنوا من حصد ملايين المتابعين لقدرتهم على الوصول لعقلية واهتمامات الشباب والأجيال الجديدة.

وفيما يتعلق بالشائعات في الفتاوى، قال إن كثيرًا من الناس ممن يفتون عبر السوشيال ميديا يكون هدفهم تسليع الفتوى والكسب المادي دون النظر إلى طبيعة الفتوى أو الآثار المترتبة عليها؛ فالخطر الذي يهدد العالم الآن يدور حول التصارع التكنولوجي والمعلومات المضللة والخاطئة.

واقترح في نهاية كلمته تجميع المؤثرين عبر السوشيال ميديا داخل دار الإفتاء وإعادة تأهيلهم من جديد وتوجيه أفكارهم بطريقة صحيحة.

 

الدكتورة إلهام شاهين تقترح تدشين منصة إلكترونية للكشف عن زيف الفتاوى المغلوطة

وقالت الدكتور إلهام شاهين الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات وأستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إننا نتفق مع الجميع أن الأمر ليس وليد اليوم أو اللحظة وليس عشوائيًّا بل مخطط وممنهج، فيجب أن نكون على قدر هذه المسئولية وهذا التحدي، ففكرة تكميم الأفواه وإصدار تشريعات وقوانين تعد من سبيل الأحلام، فإذا طبقناه داخل مصر لم نتمكن من تطبيقه على من هم خارج مصر، ولكن المهم هو دورنا كمؤسسات إفتائية رسمية.

واقترحت شاهين تدشين دار الإفتاء والأزهر الشريف لمنصة إلكترونية باسم "صحة فتوى" تبين زيف وكذب بعض الفتاوى المغلوطة وتحذير المواطنين منها، وعمل ورش عمل للإعلاميين المعنيين بالملف الديني وتدريبهم وتأهيلهم على أهمية التأكد من مصادر الفتوى الصحيحة قبل نشرها للجمهور.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور محمد عبد السلام الفتاوى العشوائية المؤشر العالمي للفتوى الفتاوى المفتي نظير محمد عياد السوشیال میدیا

إقرأ أيضاً:

وهل رواتبنا التقاعدية مجهولة المالك ؟

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

في العراق فقط. . وفقط في العراق. يرى فريق من الفقهاء والمشايخ ان ثرواتنا النفطية والغازية والمعدنية مجهولة المالك، ويرون ان رواتبنا المودعة في البنوك، وأرصدتنا المصرفية، و تأميناتنا الضريبية، ومستحقاتنا التقاعدية كلها مجهولة المالك. .
حتى التعويضات التي قد تدفعها الدولة للمواطنين مقابل انهيار منازلهم، أو مقابل خسائرهم الناجمة عن الكوارث التي قد يواجهونها (زلازل – زوابع – فيضانات – حرائق) باتت هي الأخرى من ضمن الاموال مجهولة المالك. .
ولكي تتاكدوا من صحة هذه المعلومات الصادمة ابحثوا عنها بانفسكم في شبكة (اليوتيوب) وستظهر لكم عشرات المقاطع الموثقة بالصوت والصورة. .
مقاطع يتحدث فيها بعض رجال الدين عن تصنيفات جديدة لثرواتنا وأموالنا ومدخراتنا وأرصدتنا، حيث يضعونها كلها في سلة (مجهول المالك). شاهدوها بانفسكم لكي تتاكدوا من صحة هذه الفتاوى التي لا تجدونها في اي بلد من بلدان العالم إلا في العراق، بمعنى ان نوافذ السرقة اصبحت كلها مفتوحة امام الراغبين بالاستحواذ على المال العام، ومفتوحة لنهب الودائع المصرفية والضريبية وكل ما تطاله أيدي السراق، ويعني ايضاً ان ثرواتنا النفطية لم تعد من حصة العراق واهله، وانما مدرجة ايضاً تحت عنوان (مجهول المالك). وهكذا اصبحت الأبواب مفتوحة لكل من يمتلك القوة والوسيلة للاستيلاء على الاموال والثروات. .
فالمقاطع المصورة، والموثقة في شبكة (اليو تيوب) ما هي إلا دعوات مباشرة وصريحة تمنح اللصوص والحرامية والاشقياء فرص النهب والسلب والسطو على أموال الناس. .
لسنا هنا بصدد استعراض اسماء أولئك المشايخ، لكننا نجد انفسنا بإزاء كارثة وطنية تهدد العراق كله، وتحرمه من النهوض والإصلاح والتقدم. . كارثة مرعبة قد تسفر عن ضياع أموال الناس ومصادرة حقوقهم ما لم تتدخل الدولة لمنع هذه المهزلة التي لا تخطر على بال اشرس الاعداء والمجرمين. آخذين بعين الاعتبار ان تلك الفتاوى أخذت طريقها إلى التطبيق والتنفيذ باعتبارها صادرة من مراجع موثوق بهم في حارة كل من ايدو الو. .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • هل التوسل بالنبي والتبرك بمكانته أمر مشروع؟.. أمين الفتوى يجيب
  • «لعنة السوشيال ميديا»| فيديو اختطاف على الفيسبوك يثير الجدل.. والتحريات: خطة أب لإنقاذ نجله من الإدمان
  • ماكرون يؤكد ضرورة تواجد الأوروبيين على طاولة المفاوضات حول السلام في أوكرانيا
  • وهل رواتبنا التقاعدية مجهولة المالك ؟
  • شريف رمزي: السوشيال ميديا فككت الأسرة وبنتحسد لما بننشر صورنا
  • «فيديو» متى يكون الابتلاء نعمة أو نقمة؟.. الدكتور محمد مهنا يجيب
  • أمين الفتوى يجيب: يجوز للخاطب قول أنا بحبك لخطيبته
  • «محمد» يحقق حلم والدته ويوثق لحظة فرحتها: «كنت الدكتور وهي ممرضة الشيفت»
  • سمية الخشاب تثير جدل السوشيال ميديا بـ أم 44
  • متحدث الوزراء: قررنا التصدي للأعباء التي تواجه المستثمرين