إرهابى مرشح محتمل لرئاسة سوريا
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
فى تطور لافت ومثير للجدل، أعلن أحمد الشرع، المعروف باسم «الجولاني»، قائد جماعة «هيئة تحرير الشام» الإرهابية، عن استعداده للترشح لرئاسة سوريا إذا طلب الشعب السورى أو المقربون منه ذلك. يأتى هذا الإعلان فى ظل سجل الجولانى الحافل بالإرهاب، حيث تصدر قائمة المطلوبين دوليًا، بما فى ذلك العراق، التى أعلنت صراحة موقفها الرافض لوجوده وأدرجته على قوائم الإرهاب.
المتحدث الرسمى باسم الجيش العراقي، اللواء يحيى رسول، أكد فى حوار سابق تم عرضه منذ عدة أيام أن الجولانى على رأس قائمة المطلوبين للعراق، مشيرًا إلى أن نشاطاته الإرهابية شكلت تهديدًا مباشرًا للمنطقة. موقف العراق هذا يعكس تدهور العلاقات المستقبلية المحتملة بين سوريا ودول الجوار، خاصة مع دول عربية أخرى عانت ويلات الإرهاب لسنوات طويلة.
الإعلان عن نية الجولانى الترشح للرئاسة يثير عدة تساؤلات حول مستقبل سوريا، فى ظل احتمالية قيام جماعته بحشد التأييد الشعبى من خلال أساليب معروفة استخدمتها جماعات مسلحة فى دول أخرى. تجارب المنطقة مع تلك الجماعات تشير إلى قدرة هذه التنظيمات على استغلال مشاعر الجماهير وتوجيهها لتحقيق أهداف سياسية، مما قد يؤدى إلى تصعيد الأزمة السورية وتعقيد المشهد الداخلى والخارجى.
السؤال الأهم هنا: هل يمكن أن يسمح المجتمع الدولي، ومعه الدول العربية، بمثل هذا السيناريو؟ خاصة وأن الجولانى مدرج على قوائم الإرهاب، مما يعنى أن توليه أى منصب رسمى سيضع سوريا فى عزلة دولية غير مسبوقة. هذا التطور يعكس حجم التحديات التى تواجه سوريا وشعبها، الذين يقفون أمام مفترق طرق مصيرى قد يحدد مستقبلهم لعقود قادمة.
من الواضح أن إعلان الجولانى ليس مجرد حديث عابر، بل هو خطوة محسوبة تهدف لاختبار ردود الفعل محليًا ودوليًا، ويجب التعامل معه بجدية وحذر شديدين.
وهنا يأتى سؤال مهم وملح:
هل رفع اسم الجولانى من قوائم الإرهاب من الولايات المتحدة الامريكية، تمهيدًا لترشحه لرئاسة سوريا؟
فى خطوة تحمل الكثير من التساؤلات والإشارات السياسية، يبدو أن الولايات المتحدة تعمل على إعادة ترتيب أوراقها فى الملف السورى. من أبرز التطورات الأخيرة هو الحديث عن إمكانية رفع اسم أبي محمد الجولاني، زعيم «هيئة تحرير الشام»، من قوائم الإرهاب. هذه الخطوة تطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل سوريا، ودور القوى الدولية فى تشكيله.
السؤال المحوري:
هل هذا التحرك يمثل ضوءًا أخضر للجولانى للعب دور سياسى أكبر، وربما الترشح لرئاسة سوريا؟
على المستوى العربي:
ترشح الجولاني، الذى ارتبط اسمه بجماعات مصنفة إرهابية لفترة طويلة، سيشكل صدمة كبيرة للعالم العربى. سوريا، صاحبة الحضارة والتاريخ الممتد، قد تواجه عزلة عربية غير مسبوقة إذا أصبح الجولانى فى سدة الحكم. الدول العربية، التى تحاول إعادة سوريا إلى الحاضنة العربية بعد سنوات من الصراع، قد تجد نفسها مضطرة لمراجعة مواقفها بشكل جذرى.
على المستوى الشعبي:
الشعب السوري، الذى عانى لسنوات من الحرب والدمار، هل يمكنه تقبل شخصية ارتبطت بمراحل مظلمة من الصراع لتكون ممثلة لطموحاته المستقبلية؟ قبول الجولانى كرئيس قد يبدو مستحيلًا فى ظل إرثه السابق، خاصة لدى الشعب الذى يدرك قيمة حضارته وتاريخه.
رفع اسم الجولانى من قوائم الإرهاب قد يعكس نية الولايات المتحدة لإعادة هيكلة المشهد السياسى السورى بما يتماشى مع مصالحها. لكن السؤال الأهم: هل هذه الخطوة ستؤدى إلى استقرار سوريا أم إلى مزيد من الفوضى؟
إن أى تحرك بهذا الاتجاه يجب أن يراعى إرادة الشعب السورى قبل كل شيء. فرض شخصيات بعينها من الخارج على سدة الحكم قد يؤدى إلى تعميق الجراح بدلًا من حلها. سوريا بحاجة إلى قادة يحققون تطلعات الشعب، وليس شخصيات تحمل إرثًا مليئًا بالجدل والانقسامات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمجد مصطفى الزاد أحمد الشرع المعروف باسم الجولاني هيئة تحرير الشام قوائم الإرهاب لرئاسة سوریا
إقرأ أيضاً:
سوريا إلى أين؟
بنظرة يشوبها الحذر والقلق أنظر الى مستقبل سوريا لست من المتفائلين ولا المتشائمين، أقدر فرحة الأشقاء السوريين بسقوط نظام الأسد، والذى حكم لمدة 50 عاماً، ذكر الشعب السورى أنه كان يشوبها الفشل والظلم ضد شعبه.. لن أتحدث فى الماضى، ولكن بداخل كل عربى تساؤلات تبحث عن إجابة .. سوريا الى أين؟
لا أحد يملك الإجابة ولكن المؤشرات تؤكد عدداً من النتائج.... عزيزى القارئ دخل محمد الشرع ورفاقه، وهو الشهير بمحمد الجولانى، بفصائله المسلحة، الى دمشق وأزاح نظام بشار الأسد، وأعلن عن رؤية للم الشمل وحكومة انتقالية ونظام ودستور وبرلمان.. هل تصدق هذه الوعود أم أن مصير بغداد وغزة وليبيا فى الانتظار؟ سؤال ستجيب عنه الأيام .
يتخوف المراقبون والمحللون إلى أين يتجه المشهد السورى نحو الاقتتال الداخلى وتصفية الحسابات، وسط قلق متصاعد على مستقبل البلاد التى مزقتها سنوات من الحرب، أم إلى هدنة وبناء مؤسسات الدولة السورية.
على ناحية أخرى دمرت إسرائيل ما يسمى بجيش سوريا الوطنى، من خلال غارات جوية استهدفت المطارات العسكرية والطائرات ومراكز التدريب ومخازن الأسلحة والمراكز البحثية وغيرها مما تبقى من العتاد السورى، والذى يحتاج الى مليارات الدولارات الى إعادة بنائه مرة أخرى.
لم تكتف إسرائيل بتدمير الترسانة السورية والجيش الوطنى وإنما توغلت لمسافة 26 كيلو داخل العمق السورى، بدواعٍ عبثية وهى حماية حدودها، بعد سقوط بشار، وتولى زمام الأمور لجماعات لا تعلم أهدافها هل ستخرج مرة أخرى؟... سؤال يحتاج الى إجابة.
أثمن الدور المصرى والذى أعلن على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وعدم السماح بهدمها بأى داعٍ، وعدم الدخول فى تناحر واقتتال، مع تعهد القاهرة، باستمرار التعاون مع الشركاء فى العالم لتقديم مزيد من المساعدات إلى الشعب السورى الشقيق.
كلمة أخيرة أقولها للإخوة السوريين، عليكم بالتوحد، فمصائر عدد كبير من دول المنطقة نصب أعينكم، من حافظ على وطنه ووحدة جيشه، كتب الله له النجاة، ومن انشغل بهدم الأوطان وغامر بمستقبل شعبه بات مطارداً يبحث له عن وطن ولن يجده.
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية.
المحامى بالنقض
رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ