يمانيون:
2025-02-19@19:35:02 GMT

اليمنيون للأمة إخلاصٌ وفِداء

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

اليمنيون للأمة إخلاصٌ وفِداء

هاشم أحمد شرف الدين

– لا نبالغُ أبداً، إنِ افتخرنَا، بأن اليمنيينَ هم حاملو لواءِ الكرامةِ العربية.
ففي الركنِ الأعزِ لشبهِ الجزيرةِ العربية، حيث تلتقي الجبالُ الشاهقةُ بالسماء، يعيشُ اليمنيون كشعبٍ ذي عزيمةٍ لا تلين.

– لقد حفروا بعزائمِهم التي لا تُقهر أسماءَهم في سجلاتِ التاريخ باعتبارهم أبطالَ التضامنِ العربي.

فعلى مدى عامٍ وثلاثةِ أشهر، وأسبوعٍ بعد أسبوع، يخرجُ الملايينُ منهم، إلى ميدانِ السبعين بصنعاء، عاصمتِهم، ومثلُهم في المدنِ والقرى اليمنيةِ، يخرجون إلى ساحاتِ التظاهر.

– لا يمكنُ توقعُ المدَى الذي ستبلغُه صرختُهم في سماءِ العروبة، فقد جاوزتِ المدى، لا يُشْبِهُها صَوتٌ، ولا يُضاهِيها عَزم. إنهم مُصِرّون على التضامنِ مع أشقائِهم، الفلسطينيين ثم اللبنانيين فالسوريين، مُذْ بدأ العدو الإسرائيلي الأمريكي فصلاً جديداً من العدوان.

– إن تصميمَهم هو منارةُ أملٍ، تنير الأزقةَ المظلمةَ في ضمائرِ الأنظمةِ والشعوبِ العربيةِ والإسلامية، وتُرشد الطريقَ إلى مستقبلٍ أكثرَ إشراقاً. وتضامنَهم الذي لا يلين هو شهادةٌ على اقتناعِهم الراسخِ بأنَ الجهادَ في سبيلِ الله – سبحانه وتعالى – ومن أجل الحريةِ والكرامةِ لا يقتصرُ على حدودِهم الخاصة، بل هو مسؤوليةٌ جماعيةٌ تربطُ بينَ الجميع.

– إن الشعبَ اليمني يقف اليومَ شامخاً، وقلوبَ أبنائهِ تنبضُ بالمسؤوليةِ تجاه إخوانِه المظلومين في الوطنِ العربي.
إنهم يدركون أنَ الجهادَ من أجلِ فلسطين هو جهادٌ من أجلِ جوهرِ الدينِ والهُوية العربية، وأن مصيرَ الفردِ مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بمصيرِ الجميع.

– وفي مواجهةِ الشدائدِ والأهوال، هل تراجعوا؟
بل تعززت عزيمتُهم بالمِحن التي واجهوها.
لأنَ ثورتَهم – ٢١ سبتمبر – ثورةُ أحرارٍ، يأبَون الضيمَ والخنوعَ والاستسلامَ للغزاةِ وقوى الاحتلالِ والقمع.

– وكأنَّ اليمنَ – بالملايينِ مِن قلوبِ أحرارِها النابضة – يَصدُرُ عنها نشيدٌ عظيمٌ من التضامنِ والتحدي، فلا يثنيهم عنهُ قسوةُ الحصارِ، ولا يَحُولُ بينَهم وبينَ أشقائِهم شِدَّةُ المعاناة، فقد تجاوزت تضحياتُهم حُدُودَ المادياتِ، لِتَصِلَ إلى مَقامِ الإخلاصِ والفداءِ والبيعِ من الله سبحانه وتعالى.

– وليس ميدانُ السبعين وحسب، فقد حوّل اليمنيون بلدَهم إلى لوحةِ مقاومة، وأصواتَهم إلى سيمفونيةٍ من التحدي، وقلوبَهم إلى حصنٍ من التضامن.
إن التزامَهم الثابتَ بقضيةِ فلسطين والأمةِ العربيةِ شهادةٌ ساطعةٌ على إيمانِهم الراسخِ بقيمِ العدلِ والحرية والاستقلال.

– كم مَن دمعةٍ سكبُوها، وكم مِن نَفَسٍ أَهدَوْهُ، لِتَحيا قِيَمُ الدينِ والعروبة، وتَظلَّ رايةُ الكرامةِ خفَاقةً. فهُم مَثَلٌ يُحتذى به، في التضامنِ والإخاءِ وفي الصمودِ في وجهِ الباطلِ.

– وبينما يراقبُهم أبناءُ الأمةِ، مفتونين بروحِهم التي لا تلين، يذكّرُهم اليمنيون بأنَ النضالَ من أجل الوحدةِ العربيةِ الإسلاميةِ ليس حُلماً بعيدا، بل هو حقيقةٌ حيةٌ تنبضُ بالحياةِ من خلالِ وجودِهم.

– هكذا إذن، في عصرِ التفتتِ والانقسامِ هذا، يقف اليمنيون كمنارةٍ للأمل، يوبِّخون – بتضامنِهم القوي مع الأمةِ العربية – الحكامَ العربَ والمسلمين المتواطئين مع العدو والمتخاذلين القاعدين.

– فليُسجّلِ التاريخ، بِحروفٍ مِن نُور، تضحياتِ هذا الشَعبِ العظيمِ، وشجاعةَ قائدِهِ الحكيم،
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله سبحانه وتعالى – الذي أَثْبَتَ أنَّ العروبَةَ ليستْ مَجَرَّدَ كَلِمَاتٍ، بَلْ هيَ قِيَمٌ سامِيَةٌ، يُدَافَعُ عنها بِالأرواح.

12 جماد ثاني 1446ھ
13 ديسمبر 2024م

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

تصريح البرير الذي لا يساوي طرف جلابيته

د. أحمد التيجاني سيد أحمد

كتبت لي شخصية مرموقة:
“يا تيجاني، حسب إفادة الدكتور الهادي إدريس قبل دقائق، أخونا اللواء فضل الله برمة مع الفصيل بتاعكم، رغم أن الأمين العام لحزبه أصدر بيانًا اليوم يرفض تشكيل الحكومة في المناطق التي تقع خارج سيطرة سلطة بورتسودان. هل هذا صحيح؟”

كتبت له:
كنت أتعجب وأنا في حضرة القائد اللواء فضل الله برمة من تصريح البرير الذي لا يساوي طرف جلابيته!

اللواء فضل الله برمة، الذي نناديه المشير، هو الرئيس المحترم الراسخ الذي ترأس أغلب اجتماعات تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) منذ أن أنشأناه في ديسمبر الماضي!

عمّنا وكبيرنا فضل الله برمة، الرئيس صاحب القاعدة الجماهيرية الحقيقية، هو الذي دعا عددًا لا يُستهان به من قادة حزبه من القاهرة وأديس أبابا للتشاور. فتوافدوا وتقاطروا شيبًا وشبابًا للوقوف بجانبه وهو يسطر الحروف الأولى لميلاد سودان جديد.

د. أحمد التيجاني سيد أحمد
١٧ فبراير ٢٠٢٥ – نيروبي، كينيا

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • جنبلاط تلقى دعوة لحضور تشييع نصرالله وصفي الدين
  • كاتب صحفي: القمة العربية الطارئة خطوة لاستعادة التضامن حول القضية الفلسطينية
  • سب الدين وهو صائم هل يكمل الصيام أم يفطر.. الإفتاء توضح
  • دعاء قضاء الحاجة الذي لا يُرد .. يقضي الأمور المستحيلة
  • عماد الدين حسين: القمة العربية رسالة حاسمة للعالم بشأن القضية الفلسطينية
  • عماد الدين حسين: القمة العربية رسالة حاسمة للعالم عن قضية فلسطين
  • إستعدادات لتشييع نصرالله وصفي الدين الاحد: جيش إعلامي لمواكبة الحدث
  • من إيران.. وفد رفيع المستوى سيشارك في تشييع نصرالله وصفي الدين
  • تصريح البرير الذي لا يساوي طرف جلابيته
  • كيف استطاع الشهيدُ القائد حسين بدر الدين الحوثي كسرَ حاجز الخوف من أمريكا؟