أستاذ شريعة باليونان: الفتوى أداة للتفاهم بين المجتمعات ودعم حقوق الأقليات المسلمة
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
أكد الدكتور يوشار شريف، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة أرسطو باليونان، في كلمته بجلسه الوفود بالندوة الدولية الأولى التي نظَّمتها دار الإفتاء المصرية بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء، على أهمية الفتوى كأداة لتعزيز التفاهم بين المجتمعات، وتقديم الدعم للأقليات المسلمة حول العالم.
وأشار د. يوشار شريف إلى ضرورة أن يُعنى المسلمون بنفع الآخرين، دون تمييز بين الأفراد، سواء أكانوا ينتمون إلى دينهم أم لا، خاصة في سياق وجود الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية.
كما أكد على أن المفتي أو الفقيه، الذي يمثل مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يجب أن يكون مؤهلًا علميًا، متمكنًا من العلوم الشرعية ولديه فهم عميق للواقع الاجتماعي والإنساني. وركز على ضرورة أن يمتلك المفتي معرفة شاملة بقواعد الفقه، مستشهدًا بالقول المعروف: “من لم يعرف اختلاف الفقهاء لم يشم رائحة الفقه.”
وعن الجوانب الأخلاقية المتعلقة بالإفتاء، قدم د. يوشار شريف ملاحظات مهمة، مشددًا على أن العلم يجب أن يُصاحبه العمل الصالح والتقوى. وأوضح أن العلم الذي لا يؤدي إلى خشية الله ليس له قيمة، مستندًا إلى قوله تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ (فاطر 28). كما أشار إلى أهمية إحالة السائل إلى من هو أعلم منه، مبرزًا موقف عائشة رضي الله عنها عندما طلبت من السائل أن يسأل عليًا رضي الله عنه لمعرفته الأعمق بالموضوع.
وأشار د. يوشار شريف أيضًا إلى التحديات التي تواجه الأقليات المسلمة في أوروبا، مثل التمييز العنصري والضغوط الاجتماعية، فضلًا عن مشاكل داخلية مثل التفرق بين الأجيال.
وفي ختام كلمته، أوضح أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة أرسطو باليونان أن الفتوى هي مسؤولية عظيمة ومهمة شرعية جسيمة، مشددًا على ضرورة أن يتحرر المفتي من العصبية المذهبية، ويغلب روح التيسير على التشديد. كما أكد على أهمية مخاطبة الناس بلغة يفهمونها، متجنبًا المصطلحات الصعبة والألفاظ الغريبة، لتكون الفتوى عملية مفيدة ومتسقة مع احتياجات المجتمع المعاصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية يوشار شريف المزيد الأقلیات المسلمة یوشار شریف
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: حاجة المجتمعات إلى الأمن الفكري لا تقل عن حاجتها للطعام والشراب
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أهمية دور الفتوى الرصينة في حماية المجتمع وتحقيق الأمن الفكري، مشددًا على أن الفتاوى المتسرعة أو المعلَّبة لا تفي بحاجات المجتمعات المتغيرة، بل قد تكون سببًا في زعزعة الاستقرار وزيادة الأزمات.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية الأولى التي نظمتها دار الإفتاء المصرية، حيث نقل تحيات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتمنياته للمشاركين بالخروج بتوصيات جادة تسهم في حماية المجتمع من الاستهداف الفكري والثقافي.
الأمن الفكري.. ضرورة ملحّة في مواجهة الكوارث
استهل الدكتور الضويني كلمته بالتأكيد على أن العالم اليوم يمر بأزمات إنسانية غير مسبوقة، ومنطقتنا العربية ليست بمنأى عن هذه الأزمات، بل كانت ضحية لكوارث متلاحقة ناجمة عن أفكار منحرفة وانحرافات عن جادة الصواب.
وأوضح أن هذه التحديات استغلها المغرضون وأعداء الأمة لتحقيق أهدافهم، مما أدى إلى تراجع الأمن والأمان في مجتمعاتنا.
وقال إن الشريعة الإسلامية وضعت الأمن الفكري على رأس أولوياتها، إذ لا يقل أهمية عن حاجات الإنسان الأساسية مثل الطعام والشراب.
وأضاف وكيل الأزهر أن جمود بعض القائمين على الفتوى، وانتشار الفتاوى الشاذة من غير المؤهلين، قد زاد من خطورة هذه الأزمات، خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت ساحة خصبة لتداول الفتاوى دون ضوابط.
وتابع: "كلما كانت الفتوى أكثر شذوذًا، تداولتها الوسائل المشبوهة بشكل أوسع، مما يضاعف من مسؤولية أهل العلم المعتبرين للتصدي لهذه الظاهرة".
الفتوى بين الأصالة والتجديد
ولفت الدكتور الضويني إلى أن العلماء السابقين أولوا الفتوى اهتمامًا كبيرًا، حيث لم يكن يتصدر لها إلا من تأهل علميًا وفكريًا وفق ضوابط دقيقة. ومع ذلك، فإن الواقع الحالي يشهد حالة من الفوضى، حيث تزاحم الدخلاء والمتطفلون على هذا المجال الحيوي.
وذكر أن الحراك العالمي يبحث عن فتاوى تخدم مصالحه وأهدافه، ما يفرض على العلماء الربانيين عبئًا مضاعفًا للحفاظ على قدسية الفتوى وتحقيق المصلحة العامة.
وأوضح وكيل الأزهر أن الفتوى الرصينة يجب أن تستند إلى أسس علمية وفكرية، تأخذ في اعتبارها المتغيرات المجتمعية وتبتعد عن الجمود أو التشدد.
كما دعا إلى أهمية الاستفادة من أهل العلم المعروفين بالوسطية ورحابة الفكر، مشددًا على ضرورة وضع ضوابط ومعايير واضحة لتصحيح مسار الإفتاء، بما يعيد الثقة للمؤسسات الدينية الرسمية ويمنع استخدام الفتوى كسلاح ترهيبي من قِبل الجماعات المتطرفة.
رسالة للأمة والعلماء
أكد الضويني أن الوصول إلى مجتمع آمن فكريًا لا يمكن تحقيقه بالتقاعس أو الاكتفاء بالأماني، بل يتطلب عملاً جادًا وجهودًا متواصلة لحفظ الفتوى من الاختطاف ومنع استخدامها في غير موضعها الصحيح.
وقال إن الفتاوى المعلبة الجاهزة لا تفي بحاجات المجتمعات المتغيرة والمتطورة، مشددًا على أن الشريعة الإسلامية، بصلاحيتها لكل زمان ومكان، قادرة على تلبية هذه الحاجات إذا أُحسن تطبيقها.
وفي ختام كلمته، دعا وكيل الأزهر الشريف إلى ضرورة تكاتف العلماء والمؤسسات الدينية للعمل على نشر الفتاوى الصحيحة التي تعزز من استقرار المجتمعات وسعادتها في الدارين، مشيرًا إلى أن حماية الفتوى من التلاعب والانحراف هو واجب ديني وأخلاقي على الجميع.