يمن مونيتور:
2025-01-15@15:44:11 GMT

خصوم الغرب أضعف مما نتصور

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

خصوم الغرب أضعف مما نتصور

من الضروري ان يكون سقوط نظام الأسد تذكيرًا بحقيقة منتشرة، غالبًا ما تضيع وسط سيل الأخبار المتضاربة والمتناقضة التي تشغلنا يوميًا ومفادها أن خصوم الغرب غالبًا ما يكونون أضعف مما نتصور.

تذكروا كيف بالغت الولايات المتحدة لعقود في تقدير قوة الاقتصاد السوفييتي والقوات المسلحة السوفييتية، وامتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل، والمخاوف المتكررة بشأن الجماعات الإسلامية المتشددة مثل القاعدة ومؤخرًا حزب الله.

ما يتضح مع مرور الوقت هو أن هذه الحكومات والجماعات غالبًا ما تكون قمعية، فاسدة، وغير فعالة، وهي صفات لا تساعدها على النجاح في العالم الحديث.

سقوط بشار الأسد يشير إلى درس مباشر: ضعف روسيا المتزايد.. فقد كانت موسكو الراعي الرئيسي لسوريا لأكثر من نصف قرن، وكانت سوريا آخر دولة عميلة رئيسية لروسيا في الشرق الأوسط.

أنفقت موسكو كميات هائلة من الدماء والأموال لدعم الأسد خلال العقد الماضي وخسارة هذا الموقع تعني أن تصبح روسيا، كما وصفها باراك أوباما بازدراء، “قوة إقليمية”.

حتى في المنطقة المحيطة بروسيا، تدهورت علاقات موسكو مع أرمينيا، الحليف القديم الذي فشلت روسيا في الدفاع عنه أمام العدوان الأذربيجاني بسبب انشغالها في أوكرانيا، كما أن القوات الروسية في إفريقيا تواجه ضغوطًا متزايدة من مجموعات مسلحة مختلفة.

تشبه روسيا في عهد فلاديمير بوتن الاتحاد السوفييتي في سبعينيات القرن العشرين، فهي لا تزال حازمة وتتدخل في شؤون دول أخرى في الخارج، إلا ان اقتصادها في الداخل أصبح ضعيفا ومشوها بشكل متزايد بسبب تحوله إلى اقتصاد حرب، ولكن كما لم تتمكن التوسعية الخارجية والتعبئة الداخلية من إخفاء التدهور السوفييتي إلى الأبد، فإن تبجح بوتن اليوم لا ينبغي أن يخيفنا.

فكروا في الأمر على النحو التالي: إذا كانت روسيا منتصرة في أوكرانيا، فلماذا يهدد بوتن باستخدام الأسلحة النووية؟

يشير الباحثان مارك ديفور وألكسندر ميرتنز في مجلة فورين بوليسي إلى أن “روسيا تخسر نحو 320 دبابة ومدفع شهريا ولا تنتج سوى 20 دبابة فقط”، ويشير الباحثان، مستشهدين بمصادر مفتوحة، إلى أن روسيا خسرت نحو خمسة آلاف مركبة قتالية للمشاة منذ غزوها الكامل لأوكرانيا في عام 2022، ولا تستطيع شركات الدفاع الروسية أن تصنع سوى نحو 200 مركبة سنويا، ونقص العمالة حاد في كل قطاع تقريبا، وهو ما اعترف به بوتن.

في المجال العسكري، العلامة الأكثر وضوحًا على الأزمة هي أن الجيش الروسي اضطر إلى دعوة كوريا الشمالية لإرسال قوات لمساعدته وكتب نويل فوستر من كلية الحرب البحرية أن اليأس الذي تعيشه موسكو يمكن رؤيته في ارتفاع الرواتب والمكافآت التي تقدمها للمجندين: “اعتبارًا من يوليو 2024، حصل المجندون من موسكو على مكافأة تسجيل قدرها 21 ألف دولار ورواتب إجمالية تصل إلى أقل بقليل من 60 ألف دولار في عامهم الأول من الخدمة، مما يجعلهم يكسبون شهريًا أكثر من الجنود في الجيش الأمريكي في نفس الوقت”، (مع الأخذ في الاعتبار أن متوسط الدخل الروسي أقل من خمس نظيره الأمريكي).

كل هذه نقاط الضعف يتم إخفاؤها حاليًا بسبب التحول الهائل الذي يشهده الاقتصاد الروسي في زمن الحرب.

من المتوقع أن يشكل الإنفاق الدفاعي حوالي 40 بالمئة من الميزانية الفيدرالية الروسية في العام المقبل ومن المتوقع أن يتم تخصيص 30 بالمئة أخرى لقضايا الأمن الوطني وشؤون “سرية”.

التضخم في روسيا يبلغ الان حوالي 9 بالمئة، وربما الأمر الذي يحمل الكثير من  الدلالات هو أن مصادر الإيرادات الرئيسية لروسيا تواجه ضغوطًا شديدة، فقد أعلنت شركة غازبروم، عملاق الغاز الطبيعي المملوك للدولة، والتي قدمت حوالي 40 مليار دولار للخزانة الروسية في عام 2022، عن خسارة بلغت 6.9 مليار دولار في عام 2023، وهي الأولى لها منذ أكثر من 20 عامًا.

الوقت ليس مناسبًا لتخفيف الضغط على روسيا، فقد أشار ثيودور بونزل وإلينا ريباكوفا في مقال نشر في مجلة الشؤونالخارجية، إلى وجود العديد من الطرق لتشديد الخناق الاقتصادي مستقبلاً.

قال دونالد ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي عقب سقوط الأسد، إن روسيا في “حالة ضعف” بسبب أوكرانيا والاقتصاد المتدهور، مشيرًا إلى أن “600 ألف جندي روسي بين قتيل وجريح في حرب ما كان ينبغي أن تبدأ أبدًا”، وهذا صحيح تمامًا.

كما كتب أنه حان الوقت لبوتين ليتحرك، مما يعني أن المشكلة في تحقيق وقف لإطلاق النار أو اتفاق سلام تكمن في روسيا، وليس أوكرانيا، وهذا تحول منعش مقارنة بما بدا في الماضي أنه يميل لإلقاء اللوم على أوكرانيا بسبب غزوها.

قال ترامب أيضًا في ذلك المنشور، إنه يعرف “فلاديمير” جيدًا، وإذا كان الأمر كذلك، فهو بلا شك يدرك أن التحدي الرئيسي الذي سيواجهه بمجرد عودته إلى البيت الأبيض هو إقناع “فلاديمير” بالتخلي عن حلمه بإعادة بناء إمبراطورية روسيا القيصرية.

لقد تبنى بوتين هذا التصور منذ أيامه الأولى في السلطة، حيث شن حربًا وحشية في الشيشان بعد فترة وجيزة من توليه الحكم، وغزا جورجيا في عام 2008، وضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، وحاول غزو أوكرانيا بالكامل في عام 2022.

إذا تمكن ترامب من إقناع بوتين بالتخلي عن هذا الحلم، فسيكون قادرًا على تحقيق ما قال دائمًا إنه هدفه: إنهاء الحرب في أوكرانيا.

 

مقال رأي لفريد زكريا في صحفية واشنطن بوست

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: خصوم الغرب روسیا فی فی عام

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي: روسيا استهدفت بقصف جوي البنية التحتية للغاز في أوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ان روسيا استهدفت بقصف جوي البنية التحتية للغاز في أوكرانيا، وفقا لما نقلته فضائية “القاهرة الإخبارية”، اليوم الأربعاء.


وأضاف زيلينسكي، أن أوكرانيا أسقطت نحو 30 صاروخا من 40 أطلقتها روسيا اليوم باتجاه البلاد.
كما تابع زيلينسكي، أن روسيا استهدفت عددا من منشآت الطاقة الأوكرانية في قصف جوي كبير.
 

مقالات مشابهة

  • #الحضارة_الزائفة
  • زيلينسكي: روسيا استهدفت بقصف جوي البنية التحتية للغاز في أوكرانيا
  • روسيا تشن هجوماً جوياً هائلاً على أوكرانيا
  • روسيا تشن هجوم واسع بالصواريخ الباليستية على أوكرانيا وكييف تصدر إنذارا جويا
  • رئيس وزراء روسيا: موسكو تمكنت من التكيف مع العقوبات الأجنبية
  • بمواد كيمائية..موسكو تعلن إحباط "هجوم إرهابي" أمرت به أوكرانيا
  • البيت الأبيض يحذر روسيا من نقل حرب أوكرانيا إلى أمريكا
  • موسكو تحبط هجوما أوكرانيا بطائرات مسيرة على محطة ضغط الغاز روسكايا
  • روسيا تتهم أوكرانيا بمهاجمة خط "توركستريم"
  • أستاذ علوم سياسية من موسكو: روسيا تسعى لإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن