انطلاق مبادرة "آفاق الرستاق" لتلسيط الضوء على الأفكار الإبداعية
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
الرستاق- خالد بن سالم السيابي
انطلقت فعاليات مبادرة "آفاق الرستاق" تحت شعار "لأفكار مبتكرة ومشاريع تنافسية"، برعاية سعادة الشيخ الدكتور يحيى بن سليمان الندابي والي الرستاق، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على الأفكار الإبداعية وتعزيز روح المنافسة بين الشباب العماني في مجالات الاستثمار المتنوعة مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني.
وافتتحت الفعالية بكلمة ترحيبية وتعريفية ألقاها الدكتور عبيد الشقصي، تحدث من خلالها على أهمية المبادرة في دعم مسيرة التنمية وبناء القدرات الشبابية، بعدها تم تقديم عرض تجربة إلهامية قدمها إسحاق بن هلال الشرياني الرئيس التنفيذي لمركز إغناء والذي استعرض تجربته الملهمة في ريادة الأعمال خاصة في مشروع حارة العقر بولاية نزوى ،مؤكدًا على دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دعم الاقتصاد الوطني، وأهمية الابتكار في تقديم تجارب سياحية متميزة تعكس التراث العماني الغني وتجذب السياح من الداخل والخارج.
واستعرض سيف بن ناصر الرواحي محور الاستثمار في قطاع الخدمات والأعمال المتخصصة تناول في عرضه أهمية الصناعات التحويلية، ومشاريع الخدمات، والمشغولات الفضية والمعدنية مشيرًا إلى الفرص الواعدة التي تقدمها هذه القطاعات لتعزيز القيمة المضافة في الاقتصاد المحلي، كما أكد الرواحي على أهمية الحفاظ على الهوية التراثية وتعزيز جودة المنتجات العمانية.
وألقى محمد الشبلي الضوء على الاستثمار في الفنون والتدريب، وتعزيز الرياضات الترفيهية مستندًا إلى خبرة عملية تمتد لعشر سنوات في تقديم الدورات التدريبية والإشراف على تطوير الكفاءات. ويشغل الشبلي منصب مدير التدريب في مؤسسة تحدي وقاد سابقًا مشروع على الدرب الأخضر بالتعاون مع السفارة البريطانية في مسقط ومن خلال عرضه أكد على أهمية الاستثمار في تعزيز المهارات الإبداعية لدى الشباب، ودور الفنون والرياضة في تنمية المواهب المحلية وتطوير المجتمع.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وصية الفقيه خميس بن سعيد الشقصي الرستاقي
من الوثائق التي بقيت نصوصها منقولة من أصولها في القرن الحادي عشر الهجري، وصية الفقيه العالم خميس بن سعيد بن علي بن مسعود الشقصي الرستاقي، مؤلف كتاب (منهج الطالبين وبلاغ الراغبين)، وركن دولة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي (1034-1059هـ)، والوصية منقولة بخط ناصر بن حسن بن عبدالله الكندي النزوي سنة 1238هـ في طرف نسخة من مخطوطات كتاب (منهج الطالبين) نقلًا من خط صاحبها، وقد نقلها برمّتها المؤرخ سيف بن حمود البطاشي في كتابه (إتحاف الأعيان).
ونقرأ في الوصية أنه أوصى لأقربيه لكل ولد من نسل أولاده من ذكر وأنثى بعشر لاريّات فضة، ولإخوته وأخواته لكل واحد ست لاريّات فضة، ولكل واحد من أولادهم بلاريّتي فضة، ولنسل عماته وأخواله لكل منهم لاريّة فضة. واللاريّة عملة فضيّة فارسية جرى تداولها في عُمان حينذاك، سُمِّيت حسب دراسة د.إبراهيم بن أحمد الفضلي نسبة إلى مملكة لار. ومما أوصى به: لفقراء المسلمين، ولعدد من المساجد ومدارس القرآن وعدد من الأفلاج بمدينة الرستاق وقراها، ومن تلك المساجد: مسجد الحيل من سوني من الرستاق، ومسجد المسقسق من شرقي المحاضر من الرستاق، ومسجد قصرى من الرستاق، ومسجد الجامع من القلعة من الرستاق، ومسجد المحجوسية، ومسجد بني خميس، ومسجد العرقوب من الحيل من الرستاق، ومسجد النارنج من ناحية الصوالح من الرستاق، ومسجد الحجرة القديمة من مناقي، ومسجد الطاغي من الرستاق. وأما مدارس القرآن، فقد أوصى لمدرسة مسجد ثاني من ناحية طوي ثاني من الرستاق، ومدرسة مسجد البياضة من القلعة من الرستاق. وأوصى أيضًا لمال لصلاح فلج أبي ثعلب، وفلج الميسر، وفلج أبي حمار، وكلها بالرستاق.
ومن بين أهم ما أوصى به الفقيه الشقصي كُتُبه وما أوصى به لها من عناية تكفل بقاءها واستدامتها، ونص ذلك في الوصية: «وقد أوصيت بجميع كتبي التي أخلفها بعد موتي أن يتعلم منها المتعلمون من ذريتي وغيرهم من المسلمين، فإذا ذهب المتعلمون من ذريتي وانقرضوا فهي على رأي أهل العلم والصلاح من الأفاضل أفاضل أهل زمانهم، وقد أوصيت بنصف أثر ماء من مائي من الميسر من سوني من الرستاق، يصلح بغلّته ما خرب من هذه الكتب، ويجدد منها ما رثَّ، وصار مؤبداً إلى يوم القيامة، ونصف هذا الأثر يخرج على نظر الوصي وصيتي والبالغ الحاضر من ورثتي، وما فضل من غلة هذا نصف أثر الماء يشترى به قرطاس ويستأجر به على النسخ وتجليد ما ينسخ من كتب الأثر الذي في الشريعة، ويكون زيادة على هذه الكتب المذكورة». وفي زيارة لنا إلى حارة قصرى القديمة بالرستاق أوقفنا بعض أهلها على بيت أعلى باب الحارة الكبير (الصباح) وقيل لنا إن ذلك البيت هو وقف الفقيه خميس بن سعيد الشقصي للكتب، وأنه إلى عهد قريب كان يسمى بيت الكتب.
وتحمل وصية الشقصي طرفًا من "الوصايا المعنوية" على غير المألوف في وثائق الوصايا المعروفة المتداولة، وفيها نصح وتوجيه لأهل بيته وأرحامه وعامة المسلمين، ومما فيها: «وأوصيت بذلك جميع أهل بيتي وأرحامي وقرابتي وجيراني وجميع المسلمين أن يتبعوا دين المؤمنين، ويعملوا بما في كتاب رب العالمين، وسنة محمد بن عبد الله خاتم النبيين، وما جاء في آثار أصحابنا المؤمنين المتقدمين، الذين لم يغيروا ولم يبدلوا ولم تمل بهم الأهواء، ولم يركنوا لشوق الدنيا، واقتدوا بالسلف الأبرار، واهتدوا بهدي المصطفين الأخيار، وأن يدعوا لي بالرحمة والمغفرة، وأن يكونوا بعدي إخوانا متناصحين، ويطيعوا كبيرهم على صغيرهم، ويكون صغيرهم مطيعاً لكبيرهم، إذا أمروهم بصلاحهم لدنياهم ودينهم، وأن يقتدوا بسيرتي فيهم فإني لم أوثر أحداً على غيره بقصد مني إلى حيف لأحد منهم على يد كافيه بقدر نفعه لي، فمن حفظ وصايتي، وقبل نصيحي، فَحَظَّه أَخَذ، ورَبَّه أطاع، ومن صَدَفَ عن وصيتي ولم يقبل نصحي وأعرض عن استماع قولي فحسبه عمله، ولا لوم عليَّ فيه».
وقد أرّخ للوصية في خاتمتها: «وكان تمام كتاب هذه الوصية ضحى الجمعة الشريفة لثماني ليالٍ إن بقين من شهر جمادى الآخر من سنة سبعين وألف سنة من الهجرة النبوية. كتبتُه وأثبتُّه على نفسي، الفقير لله خميس بن سعيد بن علي الشقصي الرستاقي بيده». ومعلوم أن صاحب الوصية قد عاش بعد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي (ت:1059هـ) سنين طويلة، وتاريخ هذه الوصية سنة 1070هـ بعد نحو عقد من وفاة الإمام.