دمشق «وكالات»: عاد الطلاب إلى فصولهم الدراسية في سوريا اليوم بعد أن أمرت الإدارة الجديدة للبلاد بفتح أبواب المدارس في إشارة قوية على بدء عودة الحياة إلى طبيعتها. ويواجه القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع تحديا هائلا لإعادة بناء سوريا التي عاشت حربا أهلية راح ضحيتها مئات الآلاف.

وأسفرت الحرب عن تسوية مدن بالأرض وتضرر الاقتصاد بسبب العقوبات الدولية ولا يزال ملايين اللاجئين يعيشون في مخيمات خارج سوريا.

ووقف طلبة مبتهجون في باحة مدرسة ثانوية للبنين في دمشق صباح اليوم وقال الطالب صلاح الدين دياب: «متفائل ومسرور كل السرور، وبينما تشرع سوريا في محاولة إعادة البناء لا يزال جيرانها وقوى أجنبية أخرى يشكلون مواقفهم الجديدة إزاء هذا البلد بعد أسبوع من انهيار نظام الأسد».

وانتشرت شرطة المرور التابعة للسلطات الجديدة في شوارع العاصمة، فيما انكب عمال البلدية على تنظيف الطرق، وأعيد فتح معظم المتاجر، بما في ذلك سوق الحميدية الشهير في دمشق القديمة.

وشدّد التاجر أمجد صندوق على ضرورة إنعاش النشاط في السوق، قائلا: «إن النظام سقط لكن الدولة لم تسقط».

ودعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن اليوم إلى «مزيد من المساعدات الإنسانية الفورية للشعب السوري» وإلى تجنّب «أي انتقام»، وذلك بعيد وصوله إلى دمشق في أول زيارة لمسؤول كبير في الأمم المتحدة، بعد أسبوع على سقوط حكم بشار الأسد. وقال بيدرسن إنه يأمل في رفع العقوبات سريعا للمساعدة في تيسير التعافي الاقتصادي وحتى «نشهد التفافا حقيقيا حول بناء سوريا».

ومن جهتها، ستوفد فرنسا بعثة دبلوماسية إلى دمشق يوم الثلاثاء، للمرة الأولى منذ 12 عاما، حسبما أعلن وزير الخارجية جان نويل بارو في تصريحات لإذاعة «فرانس إنتر» اليوم.

وقال بيدرسن: «نحن بحاجة للتأكد من أن سوريا تتلقى المزيد من المساعدات الإنسانية الفورية للشعب السوري، ولجميع اللاجئين الذين يرغبون في العودة».

إلى ذلك دعا المبعوث الأممي الخاص إلى «تحقيق العدالة والمساءلة عن الجرائم»، مضيفا: «علينا أن نتأكد من أن ذلك يتم عبر نظام قضائي ذي مصداقية، ولا نرى أي انتقام». وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السبت أن بلاده أقامت «اتصالا مباشرا» مع هيئة تحرير الشام التي تقود تحالفا من فصائل مسلحة أسقط الرئيس بشار الأسد وتولى السلطة في دمشق.

من جهتها أعادت تركيا، وهي فاعل رئيسي في النزاع في سوريا، فتح سفارتها في دمشق بعد أكثر من 12 عاما على إغلاقها.

من جهة أخرى، وافقت الحكومة الإسرائيلية اليوم على خطة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة قائلة إنها تصرفت «في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا» ورغبة في مضاعفة عدد السكان الإسرائيليين في الجولان، وذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيان أن «تقوية الجولان هو تقوية لإسرائيل، وهي مهمة على نحو خاص في هذا التوقيت. وأضاف: «سنواصل التمسك بها وسنجعلها تزدهر ونستقر فيها». وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم أن إسرائيل تواجه تهديدات من سوريا ولا تزال قائمة وذلك وسط إجراءات عسكرية إسرائيلية لمواجهة مثل هذه التهديدات.

وأمس السبت، قال القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكن التوقيت ليس مناسبا للانخراط في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

وتوغلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفذت إسرائيل، مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا زاعمة أنها لا تنوي البقاء هناك وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود،

وساقت ذرائع كاذبة بأنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية السورية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش.

وقال الشرع في مقابلة نشرت على موقع تلفزيون سوريا، وهي قناة مؤيدة للمعارضة: إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف إن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيدا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی سوریا فی دمشق

إقرأ أيضاً:

قائد قسد يهنئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا ويدعوه لزيارة شمال شرق سوريا

هنأ قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مظلوم عبدي، الرئيس السوري أحمد الشرع، بتوليه مهام رئاسة سوريا خلال المرحلة الانتقالية، داعيا إياه إلى زيارة مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة التنظيم.

وقال عبدي في تصريحات نقلها موقع "نورث برس"، الاثنين، إنه يأمل في أن يتمكن الشرع "من قيادة سوريا خلال هذه الفترة الحساسة"، مشددا على دعم قواته "لأي جهود تصب في تحقيق الاستقرار والوحدة الوطنية".

وأضاف في حديثه عن مصير المفاوضات مع دمشق، أن "الجهود لتحضير أرضية مناسبة للتفاوض مع الحكومة السورية في دمشق لا تزال مستمرة"، معتبرا أن الحوار الجاد والهادف هو السبيل الأمثل للوصول إلى حلول تحقق المصلحة الوطنية العليا.


وكان مسؤولون في الإدارة السورية الجديدة تحدثوا عن مفاوضات جارية مع قوات سوريا الديمقراطية من أجل ضمها إلى الجيش السوري تحت مظلة وزارة الدفاع وبسط سيطرة دمشق على مناطق شمال شرق سوريا، إلا أن المفاوضات لم تسفر عن نتيجة نهائية.

وكان الشرع أشار إلى أن دمشق طلبت من تركيا التريث في شن عملية عسكرية شمال شرق سوريا ضد وحدات الشعب الكردية العمود الفقري لـ"قسد" من أجل إعطاء فرصة للمفاوضات بين الجانبين.

وترى تركيا في قوات سوريا الديمقراطية خطرا على أمنها القومي بسبب ارتباطها بتنظيم حزب العمال الكردستاني المدرج على قوائم الإرهاب لدى أنقرة، والذي يتخذ من جبال قنديل شمال العراق مقرا له.

ودأب المسؤولون الأتراك على التلويح باستعداد أنقرة لشن عملية عسكرية ضد القوات الكردية شمال شرق سوريا منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي.


وفي السياق، علق مظلوم عبدي على زيارة الرئيس السوري إلى عفرين شمال سوريا ضمن أولى جولاته الداخلية على المحافظات، قائلا: "كانت مبادرة هامة لتشجيع العودة الآمنة للسكان الأصليين وتعزيز الحوار".

ووجه عبدي دعوة إلى الشرع لزيارة مدن شمال شرق سوريا، موضحا أن هناك نقاط اتفاق مع دمشق، فيما لا تزال قضايا أخرى قيد النقاش، لكنه شدد على التزام قواته بوحدة سوريا على أساس العدالة والمساواة بين جميع السوريين، بعيدًا عن التمييز أو المحاصصة.

وشدد قائد "قسد" على أنهم منفتحون على الحل الوطني الذي يجمع عليه جميع السوريين، كما أنهم يعملون على زيارة دمشق مرة أخرى لمناقشة خطة عمل واضحة لتطبيق ما يتم مناقشته، وفقا لموقع "نورث برس".

مقالات مشابهة

  • الأمن السوري يعتقل مجموعات متورطة في بيع السلاح لحزب الله
  • حالة عدم استقرار تؤثر على سوريا غداً في مقدمة لمنخفض جوي
  • قائد قسد يهنئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا ويدعوه لزيارة شمال شرق سوريا
  • سوريا تعلن القبض على ثلاثة من منفذي مجزرة التضامن بعد 12 عامًا
  • سوريا.. القبض على متورطين في "مجزرة حي التضامن"
  • «المهندسين»: لجنة لتنظيم عمل إعادة إعمار غزة واستخدام الركام في البناء
  • نجل الرئيس السوري المخلوع يظهر مجدداً ويتحدث عن ''روايات وأسرار''
  • الأمن السوري يعلن القبض على ثلاثة من مرتكبي مجزرة حفرة التضامن جنوب دمشق
  • الأمن السوري يعلن القبض على 3 من مرتكبي مجزرة حفرة التضامن جنوب دمشق
  • مدير أمن دمشق المقدم عبد الرحمن الدباغ لـ سانا: نؤكد لأهلنا في سوريا أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب وسنعمل على تقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل