السوريون: «الـدولـة لـم تسـقـط وسنعمل على إعادة البناء»
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
دمشق «وكالات»: عاد الطلاب إلى فصولهم الدراسية في سوريا اليوم بعد أن أمرت الإدارة الجديدة للبلاد بفتح أبواب المدارس في إشارة قوية على بدء عودة الحياة إلى طبيعتها. ويواجه القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع تحديا هائلا لإعادة بناء سوريا التي عاشت حربا أهلية راح ضحيتها مئات الآلاف.
ووقف طلبة مبتهجون في باحة مدرسة ثانوية للبنين في دمشق صباح اليوم وقال الطالب صلاح الدين دياب: «متفائل ومسرور كل السرور، وبينما تشرع سوريا في محاولة إعادة البناء لا يزال جيرانها وقوى أجنبية أخرى يشكلون مواقفهم الجديدة إزاء هذا البلد بعد أسبوع من انهيار نظام الأسد».
وانتشرت شرطة المرور التابعة للسلطات الجديدة في شوارع العاصمة، فيما انكب عمال البلدية على تنظيف الطرق، وأعيد فتح معظم المتاجر، بما في ذلك سوق الحميدية الشهير في دمشق القديمة.
وشدّد التاجر أمجد صندوق على ضرورة إنعاش النشاط في السوق، قائلا: «إن النظام سقط لكن الدولة لم تسقط».
ودعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن اليوم إلى «مزيد من المساعدات الإنسانية الفورية للشعب السوري» وإلى تجنّب «أي انتقام»، وذلك بعيد وصوله إلى دمشق في أول زيارة لمسؤول كبير في الأمم المتحدة، بعد أسبوع على سقوط حكم بشار الأسد. وقال بيدرسن إنه يأمل في رفع العقوبات سريعا للمساعدة في تيسير التعافي الاقتصادي وحتى «نشهد التفافا حقيقيا حول بناء سوريا».
ومن جهتها، ستوفد فرنسا بعثة دبلوماسية إلى دمشق يوم الثلاثاء، للمرة الأولى منذ 12 عاما، حسبما أعلن وزير الخارجية جان نويل بارو في تصريحات لإذاعة «فرانس إنتر» اليوم.
وقال بيدرسن: «نحن بحاجة للتأكد من أن سوريا تتلقى المزيد من المساعدات الإنسانية الفورية للشعب السوري، ولجميع اللاجئين الذين يرغبون في العودة».
إلى ذلك دعا المبعوث الأممي الخاص إلى «تحقيق العدالة والمساءلة عن الجرائم»، مضيفا: «علينا أن نتأكد من أن ذلك يتم عبر نظام قضائي ذي مصداقية، ولا نرى أي انتقام». وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السبت أن بلاده أقامت «اتصالا مباشرا» مع هيئة تحرير الشام التي تقود تحالفا من فصائل مسلحة أسقط الرئيس بشار الأسد وتولى السلطة في دمشق.
من جهتها أعادت تركيا، وهي فاعل رئيسي في النزاع في سوريا، فتح سفارتها في دمشق بعد أكثر من 12 عاما على إغلاقها.
من جهة أخرى، وافقت الحكومة الإسرائيلية اليوم على خطة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة قائلة إنها تصرفت «في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا» ورغبة في مضاعفة عدد السكان الإسرائيليين في الجولان، وذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيان أن «تقوية الجولان هو تقوية لإسرائيل، وهي مهمة على نحو خاص في هذا التوقيت. وأضاف: «سنواصل التمسك بها وسنجعلها تزدهر ونستقر فيها». وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم أن إسرائيل تواجه تهديدات من سوريا ولا تزال قائمة وذلك وسط إجراءات عسكرية إسرائيلية لمواجهة مثل هذه التهديدات.
وأمس السبت، قال القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكن التوقيت ليس مناسبا للانخراط في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.
وتوغلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.
كما نفذت إسرائيل، مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا زاعمة أنها لا تنوي البقاء هناك وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود،
وساقت ذرائع كاذبة بأنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية السورية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش.
وقال الشرع في مقابلة نشرت على موقع تلفزيون سوريا، وهي قناة مؤيدة للمعارضة: إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف إن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.
وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيدا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی سوریا فی دمشق
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تدافع عن عمليات إسرائيل في سوريا
دافع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن العمليات التي تنفذها إسرائيل في سوريا منذ سقوط الرئيس بشار الأسد، وقال إنها "تملك الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة المخاطر التي تهدد أمنها".
وتنقل إسرائيل منذ الانهيار المفاجئ لحكومة الأسد في مطلع الأسبوع، قوات إلى المنطقة العازلة على الجانب السوري من الخط الفاصل مع هضبة الجولان المحتلة، كما تنفذ مئات الغارات الجوية لتدمير أسلحة الجيش السوري وعتاده.
وقال سوليفان في مؤتمر صحفي في تل أبيب عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "ما تفعله إسرائيل هو محاولة تحديد التهديدات المحتملة، سواء كانت تقليدية أو أسلحة دمار شامل، التي قد تهدد إسرائيل، وتهدد آخرين أيضا بصراحة".
وفي أعقاب هروب الأسد من سوريا، ضربت طائرات مقاتلة وسفن حربية إسرائيلية أهدافا عسكرية، بما في ذلك مقاتلات وطائرات هليكوبتر وسفن عسكرية ومخازن صواريخ ومواقع تصنيع أسلحة.
وقالت إسرائيل إنها فعلت ذلك لتجنب وقوعها في أيدي فصائل المعارضة التي أطاحت الأسد.
وقال سوليفان إن الوضع في سوريا يمثل مجموعة من المخاطر، بما في ذلك "احتمال حدوث انقسام في تلك الدولة".
وأضاف أن الفراغ في السلطة قد يفسح المجال أمام نمو جماعات إرهابية، وذكر أن السلطة الجديدة في دمشق قد تكون معادية لجيرانها، بما في ذلك إسرائيل.
لكنه تابع "كل هذه احتمالات".
ونددت دول عدة بالخطوة التي اتخذتها إسرائيل لدخول المنطقة العازلة، لكن سوليفان قال إن الولايات المتحدة تتوقع بدرجة كبيرة أن تكون هذه الخطوة مؤقتة.
وقالت إسرائيل إن توغلها في المنطقة العازلة واستيلاءها على مناطق استراتيجية في جبل الشيخ المطل على دمشق إجراء مؤقت ومحدود لضمان أمنها.
وقال نتنياهو إن انهيار حكومة الأسد يعني عدم وجود سلطة لتطبيق اتفاقية فض الاشتباك التي أدت إلى إنشاء المنطقة العازلة بعد حرب عام 1973، وإن إسرائيل ستبقى هناك فقط حتى يتم التوصل إلى ترتيب مناسب.
لكن مدة استمرار ذلك الوضع تظل غير واضحة.