الأسبوع:
2025-01-15@06:53:13 GMT

الجولان يا جولاني

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

الجولان يا جولاني

بعد مرور ثلاثة عشر عامًا على انطلاق الثورة السورية، ومع بقاء الرئيس بشار الأسد رئيسًا للدولة السورية، ونجاة سوريا ومؤسساتها من الإرهاب، ورحيل الجماعات الإرهابية والمعارضة السورية إلى إدلب بشمال سوريا، تمكنتِ الجماعات الإرهابية -وعلى رأسها جبهة «هيئة تحرير الشام» المنشقة عن تنظيم القاعدة- من السيطرة خلال الأيام الماضية على سوريا، وذلك بعد انسحاب الجيش السوري، وهروب الرئيس بشار الأسد وعائلته إلى روسيا، لتسقط سوريا في قبضة أبومحمد الجولاني، هذا القيادي الإرهابي الذي تمكن من إسقاط الرئيس الأسد والسيطرة على الدولة السورية ومؤسساتها.

وأبومحمد الجولاني هذا هو مواطن عراقي واسمه الحقيقي أحمد الشرع، عمل مقاتلًا في صفوف تنظيم القاعدة ضد أمريكا خلال غزوها للعراق عام 2003، حتى تمكن من الهرب من أحد السجون العراقية، ليصل إلى سوريا ويشكل ما يسمى بجبهة النصرة التي انفصلت عن تنظيم القاعدة عام 2017 تحت مسمى «هيئة تحرير الشام»، ويحصر بعد ذلك نفوذه مع قيادات المعارضة والنازحين السوريين في إدلب بشمال غرب سوريا. وبرغم تصنيفه كإرهابي منذ عام 2003، فإنه تمكن مؤخرًا من إبراز نفسه كقائد عسكري، تمكن -بجماعته الإرهابية وبرموز المعارضة، وبمساعدة من قوى إقليمية ودولية تتربص بسوريا والمنطقة- من إسقاط سوريا في قبضة الإرهاب.

وبهذا تكون سوريا -برغم ما يروِّجه أبناء الشعب السوري من الترحيب بتلك الخطوة- قد دخلت في نفق مظلم، وأصبحت معرَّضةً أكثر من أي وقت مضى إلى نجاح مخططات التقسيم، وتكالب القوى الأجنبية عليها. فمن سيطرة تركيا على الكثير من الأراضي الغنية بشمال سوريا، إلى بسط نفوذ قوات سوريا الديمقراطية على مساحات شاسعة من أراضي سوريا وحلمها بالانفصال لتكوين دولة كردية، إلى وجود القواعد الأمريكية والروسية ونفوذ الميليشيات الإيرانية بها، ووصولًا الآن إلى بسط نفوذ الجماعات الإرهابية وقيادات المعارضة الداخلية والخارجية، وتشكيل حكومة مؤقتة برئاسة محمد البشير العضو في هيئة تحرير الشام، تكون سوريا مع خطوة أبومحمد الجولاني قد أصبحت هشة وضعيفة، لتصبح مطمعًا لنفوذ القوى الأجنبية، وزيادة نفوذ الإرهاب الذي سوف يهدد لاحقًا أبناء سوريا ومؤسساتها وجيشها. والدليل على ذلك هو أن إسرائيل -التي تُعَد بعد الجماعات الإرهابية من ألد أعداء الأمة، إذ تسعى إلى تحقيق حلمها المسمى بإسرائيل الكبرى- قد تمكنت قواتها من إعادة الانتشار والسيطرة على هضبة الجولان السورية المحتلة، بل ودخول قواتها أربعة عشر كيلومترًا داخل العمق السوري، والسيطرة الكاملة على جبل الشيخ الاستراتيچي، متحديةً وضاربةً باتفاقية خطوط الاشتباك التي تم الاتفاق عليها مع سوريا بقرار من الأمم المتحدة عام 1974، ولربما كان ذلك بعد سقوط سوريا في قبضة الإرهاب بمثابة سيطرة إسرائيلية كبرى على هضبة الجولان.

وبهذا يقف الإرهاب الأعمى برئاسة الجولاني وشركائه بالمرصاد للكثير من بلداننا العربية ساعيًا لإضعافها وكسرها وإسقاطها الواحدة بعد الأخرى، وفاتحًا شهية القوى الاستعمارية الطامعة في بلداننا وعلى رأسها إسرائيل الحالمة بالسيطرة على المنطقة، وتكوين دولتها الكبرى من النيل إلى الفرات.. وللأسف فإن الكثير من أبناء الشعب السوري الآن فرحون برحيل الأسد، وهم يفعلون ذلك دون أن يدركوا أن ما فعله الجولاني قد جلب الخراب إلى سوريا، وذلك بعد ضياع الجولان، هذا الجولان الذي اعتبره نتنياهو مؤخرًا أرضًا إسرائيلية إلى الأبد، دون أن يحرك الجولاني وجماعته الإرهابية ساكنًا تجاه ما فعلته القوات الإسرائيلية المحتلة في الجولان وغزة ولبنان، أو يرد على اعتداء إسرائيل الغاشم على الأماكن العسكرية الخاصة بالجيش السوري، بل كل ما فعله هو فتح السجون، وإحراق قبر حافظ الأسد، وتكسير التماثيل بالمدن السورية، وتوعده بتعقب رجال الدولة السورية ورموز وقيادات حزب البعث السوري.

لقد فقد العالم الآن الثقة بعودة سوريا ومؤسساتها إلى الحاضنة الدولية وبخاصة بعد سقوطها في قبضة الإرهاب، أي بعدم إقدام الدول على إقامة علاقات دبلوماسية وشراكات اقتصادية ودولية والتعامل مع الإرهابيين الذين يتربصون بالأمة ويسلمونها بالجهل والظلامية والخيانة إلى أعدائها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجماعات الإرهابیة فی قبضة

إقرأ أيضاً:

بولتون يحذر من تغيرات واسعة بعد سقوط الأسد ويدعو لصد نفوذ إيران وطموحات تركيا

حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، جون بولتون، أن "تغيرات واسعة النطاق" قد في المنطقة بعد سقوط رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، وأن "الأزمات ستتفاقم إذا لم يتم التصدي للنفوذ الإيراني والطموحات التركية".

وقال بولتون إن "انهيار نظام الأسد سيمثل ضربة كبرى لإيران"، مشيرا إلى أن هذا الحدث قد يفتح الباب أمام "تغيرات واسعة النطاق، بينما استمرار النزاع مع الفصائل المسلحة، وبقاء البلاد (سوريا) في حالة من عدم الاستقرار حتى يتم تحقيق الاستقرار الحكومي ودحر الإرهاب".

واعتبر أن "تراجع النفوذ الإيراني بعد تفكيك بعض الجماعات الإرهابية، مثل حماس وحزب الله، واستهداف الحوثيين في اليمن، يمثل خطوة إيجابية"، قائلا: إن "القضاء الكامل على التهديدات مرهون بزوال النظام الإيراني"، بحسب تصريحات لقناة "الحرة" الأمريكية.


وحول مستقبل سوريا، يرى بولتون أن سقوط الأسد "قد يعقد الوضع شمال البلاد"، خصوصا مع "تصاعد المصالح التركية" في المنطقة، منتقدا سياسات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، باعتبار أنه يسعى لـ "إحياء الطموحات العثمانية، وبسط النفوذ في شمال سوريا".

ومن ناحية أخرى، قال بولتون إن إن "تغيير المظهر من العسكري إلى المدني لهيئة تحرير الشام لا يكفي لإثبات "التحول بعيدا عن الإرهاب"، وذلك في سياق حديثه عن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، الذي عرف سابقا بلقب "أبو محمد الجولاني".

وأشار إلى أن إثبات شرعية هيئة تحرير الشام يتطلب منها فتح منشآت الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية أمام المراقبين الدوليين، وأنها "مطالبة بإطلاق سراح جميع الرهائن، بمن فيهم الأميركيون، حتى تثبت صدق نواياها وتوجهاتها الجديدة البعيدة عن الإرهاب".

وأضاف أن الهيئة بحاجة لإظهار استعدادها لتولي السلطة كـ "قوة شرعية، وليس كمجموعة إرهابية"، مع مراقبة موقف تركيا من هذه التحولات.



وحذر بولتون من خطورة مغادرة القوات الأميركية لشمال سوريا، قائلا: إن هذه الخطوة، لو حدثت، ستكون "ضربة للأكراد"، خاصة مع تزايد المخاوف من إفلات مقاتلي "داعش" من السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية "قسد".


واحتفى بولتون بالضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، واصفا إياها بأنها "ضربة قوية للنظام الإيراني وحلفائه مثل حماس والحوثيين، وهذه العمليات استهدفت أنظمة دفاع جوي روسية الصنع ومنشآت تصنيع أسلحة، مما يشكل فرصة لتقويض البرنامج النووي الإيراني".

وزعم أن وجود "دولة إرهابية" على حدود "إسرائيل" والدول المجاورة سيزيد من المخاطر الأمنية، داعيا إلى "مراقبة التحركات الإقليمية وضمان عدم تفاقم الأوضاع.. ولا مؤشرات على حدوث تغييرات جيوسياسية هامة في الأردن ومصر".

مقالات مشابهة

  • الأمن السوري يحرر مختطفيه وقائد فلول الأسد يفجر نفسه
  • في مسقط رأس الأسد.. خطف وكمائن وقتلى مع الأمن السوري الجديد (فيديو)
  • كيف غزت المنتجات الأجنبية الأسواق السورية بعد سقوط الأسد؟
  • مصر تدافع عن الشعب السوري.. دعم كامل لإعادة بناء الدولة الوطنية ومكافحة الإرهاب
  • «إيكواس».. قوة إقليمية لمواجهة الجماعات الإرهابية
  • إسرائيل تتوغل في سوريا وتبعد 20 كم عن دمشق!
  • تاج محل السوري: أعجوبة الأسد العالمية الثامنة
  • رئيس حزب الاتحاد: الشعب المصري يدرك مخططات الجماعة الإرهابية ولن ينساها
  • داليا عبدالرحيم: دعوات الجماعة الإرهابية بنقل تجربة سوريا لمصر "واهية".. خبير: الاستراتيجيات الأمريكية جميعها فشلت في محاربة الإرهاب.. وترامب سيستخدم سياسة العصا والجزرة في التعامل مع الإرهاب
  • بولتون يحذر من تغيرات واسعة بعد سقوط الأسد ويدعو لصد نفوذ إيران وطموحات تركيا