اليوم بتنا على مشارف سوريا الجديدة بعد إعلان المعارضة سقوط الأسد فى الثامن من ديسمبر الجاري، وتوجه الائتلاف الوطنى السورى إلى العمل من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة بمشاركة جميع القوى الوطنية، دون إقصاء، للوصول إلى سوريا حرة ديمقراطية تعددية. كما أكد الائتلاف تطلعه لبناء الشراكات الاستراتيجية مع دول المنطقة والعالم بهدف بناء سوريا من جديد لكل أبنائها بمختلف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم.
وفي معرض تعليقه على سقوط نظام الأسد قال وزير خارجية تركيا "هاكان فيدان": "بدأ الشعب السورى اعتبارا من الثامن من ديسمبر يوما جديدا سيحدد فيه مستقبل بلده"، وأضاف: "إن تركيا مستعدة لتحمل المسؤولية عن كل ما هو ضرورى لتضميد جراح سوريا وضمان وحدتها وسلامتها وأمنها. وأكد أن سقوط نظام الأسد سيمكن ملايين السوريين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم من العودة إلى أراضيهم". الجدير بالذكر أن تركيا تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين سوري على أراضيها. كما أصدرت الخارجية الإيرانية بيانا قالت فيه: "إن الجمهورية الإسلامية لن تدخر أى جهود لدعم الاستقرار والهدوء فى سوريا، ومن هذا المنطلق ستواصل مشاوراتها مع جميع الأطراف المؤثرة، وخاصة الأطراف الإقليمية".
ولقد أكد بيان للخارجية الإيرانية ضرورة احترام وحدة وسلامة الأراضى، والسيادة الوطنية السورية. مضيفا أن الشعب السورى هو من سيقرر مستقبل بلاده بعيدا عن التدخلات المخربة، والإملاءات الأجنبية. وفي الوقت نفسه فإن تركيا لم تخف تأييدها لبعض فصائل وقوى المعارضة على عكس إيران التى ساندت الرئيس السورى المعزول على مر السنوات، وكانت بجانب روسيا وحزب الله اللبنانى أحد العوامل الفاعلة التى حالت دون الإطاحة بحكم بشار الأسد عام 2011.
وكذلك دعا المتحدث باسم الحكومة العراقية "باسم العوادى" إلى ضرورة احترام إرادة الشعب، وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية لسوريا". أما بالنسبة للغرب فجاءت ردود الفعل فى الأعم الأغلب لتعلن الترحيب بما أسفرت عنه الأحداث من تطورات. ورحبت بريطانيا وفرنسا فضلا عن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى بسقوط نظام الأسد.أما الرئيس الأمريكى المنتخب " دونالد ترامب" فلقد أعرب عن دهشته من السرعة والكيفية التي سقط بها نظام الأسد قائلا: "إن سقوطه مدهش". ولكن رغم هذا الترحيب فإن الكثير من المراقبين يحذرون من أن الفترة المقبلة ستحمل العديد من التحديات، التى تجب إدارتها بحكمة من أجل الوصول بسوريا إلى بر الأمان. وعلى الجانب الإسرائيلى أعلن رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو": "انهيار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 حول الجولان"، وأضاف: " أنه أصدر أوامره بـ"الاستيلاء على المنطقة العازلة التي تفصل مرتفعات الجولان عن بقية سوريا عقب تخلى جنود الجيش السوري عن مواقعهم".
وهكذا توالت الأحداث بعد سقوط بشار، الذى نُصّب رئيسًا عام 2000 بعد وفاة والده، وحكم سوريا لنحو 24 عامًا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: نظام الأسد
إقرأ أيضاً:
الوزيرة هند قبوات للجزيرة نت: هكذا ستصلح الحكومة السورية ما أفسده نظام الأسد
دمشق- أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة السورية الجديدة هند قبوات أن التحديات التي تواجه عمل الوزارة في المرحلة الحالية "متوقعة وطبيعية في بلد أرهقته سنوات الحرب وسُرقت مقدراته"، وشددت على أن "العزيمة والقدرة على تجاوز التحديات بخطى ثابتة" لا تزال حاضرة.
وقالت قبوات -في حوار خاص مع الجزيرة نت- إن عودة النازحين السوريين إلى مدنهم وبلداتهم وتعزيز السلم الأهلي والتعايش يشكلان أولويتين أساسيتين في إستراتيجية الوزارة. وأضافت "نعمل على تطوير برامج متخصصة للفئات الأكثر هشاشة في المجتمع".
وأشارت إلى أن الشراكات مع الدول الأوروبية تلعب دورا محوريا في جهود التعافي، لا سيما في دعم إعادة الإعمار، وتمكين الفئات الأضعف، إضافة للمساهمة في تأمين عودة آمنة وكريمة للنازحين.
وفي ما يأتي نص الحوار:
كيف تقيمين التحديات التي تواجه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في المرحلة الحالية؟التحديات التي نواجهها متوقعة في بلد أرهقته سنوات الحرب، وسُرقت مقدراته على يد النظام السابق. ومع ذلك، نحن على قدر المسؤولية، ولدينا العزيمة والقدرة على تجاوز هذه التحديات بخطى ثابتة.
ما أولويات الوزارة في الفترة المقبلة فيما يتعلق بالتعافي المجتمعي والتمكين الاقتصادي؟ إعلانأولويتنا، العمل على عودة أهلنا في المخيمات إلى مدنهم وبلداتهم بأسرع وقت ممكن، وتعزيز السلم الأهلي والتعايش السلمي، باعتبارهما أساسا لا غنى عنه لتعافي المجتمع.
هل لديكم برامج مخصصة لدعم الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع؟ وكيف تُنفذ على الأرض؟نحن حاليا في طور دراسة الواقع الاجتماعي لتصميم برامج تستجيب لحاجات الفئات الأكثر هشاشة. وتتمثل أولى الخطوات في إجراء مسح شامل لهذه الفئات، لتوجيه الدعم بشكل عادل وفعّال، وضمان وصوله إلى من هم في أمس الحاجة إليه.
ناقشنا خلال هذه اللقاءات سبل دعم المجتمع السوري، وركزنا على تطوير قطاع العمل وخلق فرص جديدة تساهم في تحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي. وأكدنا على دعم الفئات الأشد ضعفا، في إطار تعزيز الاستقرار المجتمعي والتمكين الاقتصادي.
ما الدور الذي تلعبه الشراكات مع الدول الأوروبية في دعم جهود التعافي في سوريا؟تلعب هذه الشراكات دورا مهما في تسريع عملية التعافي وإعادة الإعمار، ودعم الفئات الأضعف في المجتمع، وتساهم في تسهيل عودة أهلنا في المخيمات لبلداتهم بشكل آمن وكريم.
ما السياسات أو المشاريع التي تعملون عليها لتعزيز دور المرأة في سوق العمل؟نعمل على تمكين المرأة بمختلف المجالات، ونسعى لتعزيز دورها لتكون شريكا أساسيا في بناء المجتمع، انطلاقا من إيماننا بأن نهضة الوطن لا تكتمل دون مشاركة المرأة الفاعلة.
كيف يمكن للشباب السوري المساهمة في بناء الاقتصاد الوطني من خلال مبادراتكم الحالية؟نركّز على تمكين الشباب وتطوير قدراتهم من خلال برامج تدريبية وتأهيلية تُعدّهم للعب دور ريادي في المجتمع، فهم العماد الحقيقي لتعافي الوطن وازدهاره.
إعلان كيف تتعاملين مع التحديات اليومية التي تواجهك كوزيرة في حكومة انتقالية؟لا أرى هذه التحديات ضغوطا، بل مسؤولية، الحكومة الانتقالية تسلمت وطنا منهكا ونعمل جميعا لإعادة بنائه يدا بيد، بالتعاون مع كل مكونات المجتمع، ونؤمن بقدرتنا على تذليل العقبات والانطلاق نحو مستقبل أفضل.
ما انعكاس قراركم بإلغاء وقف عمل الموظفين الحكوميين السابقين في الدوائر الحكومية؟ وما تأثير ذلك على ميزانية الدولة؟في الحقيقة القرار ليس إلغاء لوقف عمل عدد من الموظفين العاملين بالوزارة، لأنهم في الأساس كانوا ضمن إجازة مدفوعة الأجر، وتم إصدار قرار بإنهاء هذه الإجازات ومباشرة عملهم من جديد بناء على مقتضيات المصلحة العامة.
ختاما، ما الرسالة التي توجهينها للسوريين في الداخل والشتات بشأن مستقبل سوريا؟سوريا بحاجة إلى كل أبنائها، في الداخل والشتات، حان الوقت لفتح صفحة جديدة من صفحات الوطن المشرقة، صفحة البناء والازدهار، فالشعب الذي قدّم التضحيات لتحرير وطنه، قادر على إعادته إلى مكانته الطبيعية، سوريا للجميع، ولن تنهض إلا بتكاتف أبنائها ووحدتهم.