الأسبوع:
2025-02-19@21:00:58 GMT

الوساطة التركية

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

الوساطة التركية

في إطار الدور المتصاعد لتركيا بالقارة الإفريقية بشكل عام والصومال بشكل خاص، فاجأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المراقبين بإعلان اتفاق مصالحة بين إثيوبيا والصومال الخميس الماضي، ليوقف بذلك تدهورًا كبيرًا في العلاقات بين البلدين إثر تعدي إثيوبيا على سيادة الصومال، وتوقيع اتفاق مع مقاطعة صومال لاند الانفصالية لضمان إيجاد منفذ لها على البحر الأحمر.

وقال أردوغان في حضور الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إن هذا اتفاق تاريخي يتضمن الحفاظ على سيادة الصومال ووحدة أراضيه، وهو ما يعني ضمنًا تخلي آبي أحمد عن اعترافه باستقلال صومال لاند، والتراجع عن الاتفاق معها. كما أنه يضمن فرضَ الصومال لسيادتها، ومنح إثيوبيا تسهيلات عبر الحكومة المركزية، ومن خلال العاصمة مقديشو بدلًا من المحاولات البائسة التي قامت بها أديس أبابا لشرعنة تقسيم الصومال، وهو ما لقي رفضًا إقليميًّا وعربيًّا ودوليًّا.

وعلى الرغم من عدم وضوح بنود الاتفاق فإن نجاح أنقرة في جمع الرجلين، والتأكيد على سيادة ووحدة الصومال يكشف عن الدور الكبير والمتصاعد لتركيا في منطقة القرن الإفريقي والقارة السمراء، ويكشف أيضًا عن تراجع إثيوبيا المتعنتة بخضوعها إلى سيادة الصومال وحكومته المركزية، خاصة بعد التحرك المصري الفعال في مساندة الصومال، وعقد اتفاقات دفاعية معها، في مواجهة التحركات الإثيوبية. ويمكن الإشارة إلى الدور التركي في الصومال بالآتي:

التعاون الدفاعي والأمني: حيث وقّعت تركيا اتفاقية دفاعية مع الصومال في فبراير 2024 تتضمن: تدريب الجيش الصومالي، تبادل المعلومات الاستخباراتية، وحماية المياه الإقليمية الصومالية. كما افتتحت عام 2017 قاعدة «تركسوم» العسكرية التي تُعتبر الأكبر خارج تركيا، وتساهم في تدريب آلاف الجنود الصوماليين، إلى جانب دعم جهود مكافحة القرصنة والإرهاب، بما في ذلك التصدي لحركة الشباب الصومالية. وتعزز تركيا الحضورَ البحري والاستراتيچي عبر إرسال سفن حربية وسفن بحث تركية إلى السواحل الصومالية للتنقيب عن النفط والغاز، وتبرر تركيا حضورَها البحري بحفظ أمن البحر الأحمر ومكافحة القرصنة والصيد الجائر.

التعاون الاقتصادي: ساهمت تركيا في بناء منشآت حيوية بالصومال مثل: المستشفيات، المطارات، والموانئ. وتدير شركة تركية مطار مقديشو الدولي. مع توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون في قطاع النفط والغاز. كما تقدم منحًا دراسية للطلاب الصوماليين، وتحرص على تعزيز التبادل الثقافي والعلمي.

استثمارات فضائية: تخطط تركيا لإنشاء قاعدة فضائية في الصومال بتكلفة ضخمة تصل إلى 6 مليارات دولار، ما يعزز مكانتها التكنولوچية والاستراتيچية. وفي هذا الإطار تسعى إلى جلب عدد من الدول ذات الوفرة المالية لتمويل مثل هذه المشروعات الكبرى في الصومال ومنطقة القرن الإفريقي. وهو ما يعني أن تركيا تقوم أيضًا بدور القاطرة الاقتصادية التي يمكنها أن تساهم في رفع المعاناة عن الصوماليين من ناحية والمساهمة في صنع السلام المجتمعي والإقليمي من ناحية ثانية.

المساعدات الإنسانية: تتنوع المساعدات الإنسانية التركية للصومال في المجالات الغذائية والصحية والخدمية والإغاثية، وهو ما ساهم في خلق روابط اجتماعية وإنسانية بين الشعبين التركي والصومالي.

ويبقى أن تركيا لا تتحرك في الصومال متصادمةً مع السياسات المصرية، ولكن التقارب الاستراتيچي بين البلدين يؤكد أن جميع التحركات التركية تأتي تنسيقًا مع الموقف المصري ودعمًا له في تلك المنطقة الملتهبة، التي تحتاج لتحرك الحلفاء حتى يمكن إطفاء الحرائق التي يحاول أن يشعلها البعض من داخل وخارج المنطقة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فی الصومال وهو ما

إقرأ أيضاً:

أمريكا وانتهاك سيادة البلدان

يمانيون/ تقارير

في محاضراته وضمن مشروعه الثقافي كان الشهيد القائد من أوائل من اكتشفوا المؤامرة الأمريكية وما يسمى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأنها صناعة أمريكية وهدفها احتلال الشعوب والهيمنة على العالم خاصة العالم الإسلامي، وقد تناول السياسة الأمريكية بشكل دقيق كاشفا لنواياها، معريا لأهدافها، منبها الشعوب الإسلامية لخطورتها، وداعيا إلى مواجهتها. ومنها ما أكده الشهيد القائد أن أمريكا تكتفي بشبهة ولا تحتاج لأدلة يقول (رضوان الله عليه):

((أمريكا تتصرف تصرف العدو مع هذه الشعوب، وعدوك هو من يكتفي بشبهة معك ليعمل كل ما يعمله ضدك ولا ينتظر أدلة، ولا ينتظر محاكمة ولا ينتظر شيئا، فعندما يرى نفسه متمكنا يضربك بدون أن ينتظر للأدلة)).

ثم يؤكد الشهيد القائد أن محاولة كسب رضا أمريكا سياسة خاسرة ولن تنفع اليمن، إنما تقدم لهم مبرراً يحاجون به النظام ورئيسه وبما يمكنهم من أن يتدخلوا أكثر: ((إذاً فأنت عندما تريد أن تكسب رضاهم فتقول: أنا فعلاً لدي إرهابيون، ونحن عانينا من الإرهاب، ونحن سننطلق معكم لنكافح هذا الإرهاب. فبدلاً من أن يشكروك على ذلك إنهم من يعتبرون قولك ذلك وسيلة لأن يدخلوا إلى بلدك. وحينئذٍ سيحاجونك بماذا؟. سيحاجونك بالاتفاق الذي قد حصل من جانبك؛ بالموافقة التي قد حصلت من جانبك على أن تكون أمريكا هي التي تتولى التحالف الدولي ضد الإرهاب)).

 

الأمريكيون أعداء ويجب أن نتعامل معهم أنهم أعداء

ويقول الشهيد القائد -رضوان الله عليه- إن الطريقة الصحيحة لمواجهة مشاريع الهيمنة الأمريكية أن نتعامل معهم أنهم أعداء: ((إن الله عندما يقول لنا إنهم أعداء إنه يريد منا أن نتعامل معهم كأعداء, وعدوك عدو من هذا النوع يجب أن تقف في وجهه، حتى لا يفكر بأن يعمل ضدك أي عمل، فيراك أنت متأهبا تماماً لمواجهته ولقطع يده. هذا ما يجب أن يكون عليه اليمن، وإلا فسيرى علي عبد الله نفسه يقع في المأزق الذي فيه عرفات فعلاً)).

 

الأمريكيون هم من يصدرون الإرهاب وهم جذور الإرهاب ومنبعه

ويؤكد الشهيد القائد بأن أمريكا منبع الإرهاب وجذوره: ((الأمريكيون لا يهمهم مكافحة إرهاب، هم من يصدرون الإرهاب، وهم جذور الإرهاب، وهم منبع الإرهاب؛ الأمريكيون أنفسهم. أمريكا هي الشيطان الأكبر – كما قال الإمام الخميني – هي من تثير الفتن وتثير القلاقل، ومن تصدر الإرهاب في العالم كله. مَن وراء إسرائيل؟ أليست أمريكا وراء إسرائيل؟ ألم يظهر الرئيس الأمريكي بالشكل الصريح متعاطفا مع إسرائيل، ويصنف الفلسطينيين المساكين المظلومين بأنهم إرهابيون. هل هذه الدولة، أمريكا، يصح أن تعطى هذا المقام وهذا المنصب؟ أن تكون هي من يقود التحالف ضد الإرهاب، وهي من تدعم الإرهاب الكبير, تدعم إسرائيل؟ هل يثق بها العرب أنها ستكافح الإرهاب؟

إن موقفها في فلسطين، موقفها من “إسرائيل” هو واضح بالشكل الذي يفضح أمريكا ويفضح من يقف معها أنها لا يمكن أن يوثق بها أن تكون دولة تقود مكافحة الإرهاب، تقود الأمم لمكافحة الإرهاب.

ثم لنعُد إلى أنفسنا نحن كمواطنين، كمواطنين مسلمين مؤمنين نؤمن بقول الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}(البقرة: من الآية120) لنقل لأنفسنا إذا ما كنا نميل إلى السكوت، ونقول لأولئك الذين يطلبون منا أن نسكت: إن هؤلاء لا يرضيهم سكوتنا بل يشجعهم سكوتنا، لن يتوقفوا عند حد إذا كنا ساكتين، هاهو الرئيس سكت.. ألم يسكت من البداية، ألم ينطلق هو ليظهر استعداده في الوقوف معهم لمكافحة الإرهاب حتى بمجرد بلاغ كما حصل في المقابلة أمس، بمجرد بلاغ من الأمريكيين يتحرك لمطاردة من قالوا إنهم إرهابيون.

فإذا كان هو لم يُجْدِ معه، لم ينفعه سكوته بل لم ينفعه استعداده فإن هذا يدل على أن سكوتنا لن ينفع، وأننا حتى لو استعدينا أن نقف في مكافحة من قالوا هم إنه إرهابي فإن ذلك لن ينفع؛ لأنهم يريدون شيئاً آخر، هم يريدون أن يهيمنوا على اليمن، أن يثبتوا أقدامهم في اليمن أن يسيطروا عليه مباشرة)).

 

اليهود والنصارى هم جذور الإرهاب ومنابعه

وفي محاضرة أخرى يؤكد الشهيد القائد أن اليهود والنصارى هم جذور الإرهاب: ((إذا ما سمعنا عن كلمة [جذور إرهاب ومنابع إرهاب] فإن علينا أن نتحدث دائماً عن اليهود والنصارى كما تحدث الله عنهم في القرآن الكريم من أنهم منابع الشر، ومنابع الفساد من لديهم، وأنهم هم من يسعون في الأرض فساداً.

وحينئذٍ سننتصر، وإنه لنصر كبير إذا ما خُضْنَا معركة المصطلحات، نحن الآن في معركة مصطلحات، إذا سمحنا لهم أن ينتصروا فيها فإننا سنكون من نُضرب؛ ليس في معركة المصطلحات بل في معركة النار، إذا ما سمحنا لهم أن تنتصر مفاهيمهم، وتنتصر معانيهم لتترسخ في أوساط الناس)).

 

الإرهاب في نظر أمريكا هو “الجهاد”

ويقول السيد حسين أيضا: ((والإرهاب ما هو من وجهة نظر أمريكا ما هو الإرهاب؟ في رأس قائمة الإرهاب هو ذلك الجهاد الذي تكررت آياته على صفحات القرآن الكريم، هذا هو الإرهاب رقم واحد من وجهة نظرهم, وهذا هو ما وقّع عليه زعماء العرب، ما وقع زعماء المسلمين على طمسه!)).

 

أبناء الشعب كلهم في نظر أمريكا إرهابيون

ويؤكد السيد حسين أن الجميع في نظر أمريكا إرهابيون: ((أنتم جميعاً، أبناءْ الشعب هذا كله ممكن أن يكونوا إرهابيين في نظر أمريكا، وستكون أنت إرهابي داخل بيتك؛ لأنه لا يزال في بيتك كتاب إرهابي هو القرآن الكريم، لا زال في بيتك – أنت أيها الزيدي – كتب هي – من وجهة نظر أمريكا – في بداية وفي أول قائمة الكتب الإرهابية، كتب أهل البيت. ليس فقط الوهابيون هم الضحية، ليسوا هم المستهدفين فعلاً، زعماؤهم لن يتعرضوا لسوء)).

 

يجب أن لا نسمح لعملاء أمريكا بتدجين الأمة

ويرى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي أن من الخطورة السماح لأمريكا وادواتها بتدجين الأمة: ((يجب – أيها الإخوة – أن لا نسمح لهذا التَّدجِين الذي يُراد له أن يكون في اليمن وفي بقية شعوب البلاد العربية أن لا تتكلم ضد اليهود، ولا تتكلم ضد النصارى سيقولون إرهابيون، يضربون هذا فتفرح، وتصبح أنت بوق إعلام يعجبك أنهم ضربوا، والحمد لله ضُربوا، ستخلق روحية يحمد الله الآخرون عندما تُضرب أنت، ستعزز في نفوس الناس كلمة: [إرهاب]، كلمة: [إرهابي]، سيقولون إرهابي، وأن يسكتوا عن أمريكا وإسرائيل، أن نسكت عن اليهود والنصارى {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} (المائدة: من الآية78) من ذلك الزمان، ثم نسكت عن لعنهم في هذا الزمان؟!. ونحن من نصيح تحت أقدامهم من شدة الألم، من الخزي، من العار، من الذل؟!.

سنلعن اليهود والنصارى، سنلعن أمريكا وإسرائيل، سنلعن أولياءهم حتى تترسخ في أوساطنا في أوساط الشعوب في أوساطنا نحن اليمنيين ما لنا وللآخرين صرخوا أو لم يصرخوا. في أوساطنا لا نسمح لوسائل الإعلام أن تعزز الهزيمة في أنفسنا من خلال ما تعرضه، لا نسمح – ولا للدولة نفسها – أن تطلب منا أن نسكت فنسكت، لا يجوز أن نسكت، لا يجوز أن نسكت أمام الله، وليس هناك أي مبرر إطلاقاً، ليس هناك أي مبرر ديني، وأتحدى.. أتحدى من يمكن أن يخلق أي مبررٍ ديني في وضعية كهذه للسكوت أمام ما يحصل)).

 

لا يجوز أن نسكت أمام المؤامرات الأمريكية

ويحث الشهيد القائد الجميع على عدم الرضوخ أو السكوت أمام المؤامرة الأمريكية: ((سنصرخ أينما كنا، نحن لا نزال يمنيين، ولا نزال فوق ذلك مسلمين، نحن لا نزال شيعة، نحن لا نزال نحمل روحية أهل البيت التي ما سكتت عن الظالمين، التي لم تسكت يوم انطلق أولئك من علماء السوء من المغفلين الذين لم يفهموا الإسلام فانطلقوا ليدجنوا الأمة للظالمين، فأصبح الظالمون يدجنوننا نحن المسلمين لليهود.

 لا يجوز أن نسكت

بل يجب أن نكون سباقين، وأن نطلب من الآخرين أن يصرخوا في كل اجتماع في كل جمعة؛ الخطباء، حتى تتبخر كل محاولة لتكميم الأفواه، كل محاولة لأن يسود الصمت ويعيدوا اللحاف من جديد على أعيننا.

لقد تجلى في هذا الزمن أن كُشفت الأقنعة عن الكثير، فهل نأتي نحن لنضع الأقنعة على وجوهنا، ونغمض أعيننا بعد أن تجلت الحقائق، وكُشفت الأقنعة عن وجوه الآخرين؟!. لا يجوز هذا، لا يجوز)).

 

لن يحمينا من أعدائنا إلا العودة إلى القرآن

لن يحمينا من أعدائنا إلا العودة إلى القرآن الكريم، لن يبقي العلاقة قائمة بيننا وبين ديننا إلا القرآن الكريم، لا يمكن أن يدافع عنا أيضاً إلا القرآن الكريم إذا ما عدنا إليه.

يجب أن نعود إلى القرآن الكريم، أن نعود إلى القرآن الكريم، وأن نتفهم عظمة هذا الدين، وأن نتفهم حاجتنا إلى هذا الدين، نحن محتاجون إليه أكثر من حاجته إلى أن ندافع عنه.

العودة إلى ثقافة قرآنية تصنع أمة واحدة، وموقفا واحدا، ومنهجا واحدا، واتجاها واحدا. هذا هو ما نحتاج إليه في مواجهة أعدائنا

لا يمكن أن ينجينا من الإهانة، من الذل، من القهر، من الضعة التي قد نتعرض لها أكثر مما قد حصل إلا العودة إلى القرآن الكريم، والاعتصام بحبل الله جميعاً، ولا تفرقوا، كما قال الله سبحانه وتعالى.

 

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • حكم الوساطة في البيع والشراء على الإنترنت .. أمين الإفتاء يوضح
  • هجوم قراصنة جديد قبالة الصومال استهدف قارب صيد يمنياً
  • قراصنة صوماليون مشتبه بهم يستولون على قارب صيد يمني جديد في ثاني هجوم لهم مؤخرا
  • حمادة الشربيني رئيسا لبعثة منتخب مصر في مباراة إثيوبيا
  • أنقرة تحتضن الجولة الأولى للمفاوضات الفنية بين إثيوبيا والصومال
  • وزير المكتب السُّلطاني يستقبل سفير الصومال
  • أمريكا وانتهاك سيادة البلدان
  • القاهرة دائما في قلب الوساطة| جولة جديدة من المفاوضات.. هل تكتمل هدنة غزة؟
  • المستعمر الأمريكي الذي خلع قناع الوساطة
  • الصومال وأمريكا تنفذان عملية عسكرية ضد «داعش» الإرهابي بولاية بونتلاند