يعد دراسة وتعلم الطيران من أنماط الدراسة الفريدة التي تستهوي شريحة كبيرة لدى الباحثين عن التميز الوظيفي سواء من ناحية الدخل المادي باعتبار أن أجر الطيارين من أعلى الأجور الوظيفية.. أو من ناحية المكانة الاجتماعية باعتبارها مهنة تحظى بالتقدير والإعجاب.
ومن المعلوم أن تعلم الطيران من الأمور المكلفة والتي أيضا تتطلب مؤهلات شخصية خاصة لكي يحصل صاحبها على رخصة معتمدة تؤهله للاتحاق بإحدى الشركات الكبيرة وقيادة مختلف الطرازات من الطائرات، والتي يتطلب بالطبع كل منها اعتمادا خاصا يختلف عن غيره من الطرازات.
وكغيره من مجالات سوق العمل فإن الحصول على فرصة للعمل كطيار يعتمد ذلك على الفرص المتاحة وحجم الطلب المحلي والعالمي.. والسؤال هنا هل سوق العمل العالمي بالنسبة للطلب على الطيارين خلال السنوات القادمة واعد أم العكس؟
والإجابة على السؤال تتطلب إلقاء نظرة على مؤشرات سوق السفر والسياحة العالمي خلال السنوات القادمة والذي يوحي حسب مؤشرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي أياتا بأن هناك نموا متوقعا في المستقبل. حيث من المتوقع أن يسافر مايقرب من 5 مليار و 200 مليون شخص حول العالم جوا في عام 2025، بنسبة نمو حوالي 6.7% عن عام 2024. ومن المتوقع أن تحقق صناعة النقل الجوي إيرادات تبلغ مايزيد عن تريلون دولار بصافي ربح تشغيلي يصل إلى 67 مليار دولار. يصل نصيب ارباح شركات الطيران منها إلى 36.6 مليار.
كما أشار تقرير منظمة الأياتا أن نمو صناعة الطيران المدني في 2025 لن يتوقف على نمو حركة المسافرين فقط بل سيمتد لنمو حركة الشحن الجوي ونقل البضائع جوا.
وبالنظر للسوق العالمي للطيران من خلال هذه المؤشرات نريد أن نلقي الضوء على كيف يمكننا الاستفادة من هذه الفرص المتاحة محليا في مصر ليس فقط على مستوى جذب عدد أكبر من السائحين والوصول لمستهدف 30 مليون سائح ومن ثم جذب حركة جوية أعلى لمطاراتنا وشركتنا الوطنية مصر للطيران - وهو محور تتحرك فيه الدولة المصرية ككل بشكل جاد ممثلة في وزارة الطيران المدني والسياحة بشكل أساسي- ولكن أيضا في التحرك لاقتناص حصة عالمية من سوق تعليم ودراسة الطيران والذي بالطبع سيزبد بزيادة نمو سوق السفر العالمي وتوسع شركات الطيران في خطوطها الجوية وزيادة أسطول طائراتها، خاصة وأن المؤشرات العالمية والإقليمية تبرهن على ذلك بقيام دول بالمنطقة العربية بتأسيس شركات طيران جديدة والتعاقد على تصنيع عشرات الطائرات. كما أنه محليا هناك تحرك في ذات المسار بتعاقد مصر للطيران على طائرات جديدة لزيادة الأسطول لمواكبة السوق العالمي ومستهدف عدد السائحين. وأيضا تحرك موازي في زيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية والتي وصلت الآن لما يزيد عن 66 مليون راكب بزيادة السعة للمطارات الحيوية خلال العشر سنوات الماضية مثل مطارات الغردقة وشرم الشيخ أو عبر تدشين مطارات جديدة كليا ومنها أربعة مطارات هى سفنكس والعاصمة وبرنيس والبردويل.
ولكن مع كل هذا الزخم العالمي والمحلي يظل عائد نشاط تعليم الطيران في مصر متواضعا مقارنة بالمقومات الهائلة التي تتمتع بها مصر والتي تؤهلها للمنافسة في سوق تعليم الطيران ومن أبرز وأهم تلك المقومات هى الموقع الجغرافي المتميز والمناخ المعتدل معظم أيام السنة والملائم للتدريب. كما أن مصر تمتلك عدد لابأس به من المطارات وهو 23 مطارا دوليا ومحليا يمكن استغلال بعضها كمطارات للتدريب جنبا إلى جنب مع الحركة الملاحية. وتتمتع أيضا مصر بسمعة طياريها عالميا من حيث الكفاءة مما يجعلها ميزة ترويجية لاستقطاب طلاب تعليم الطيران عالميا للتدريب على أيدي الطيارين المصريين. ولعل من أهم المقومات هو الاستقرار الأمني للأجواء المصرية بالمنطقة حيث يعد المجال الجوي المصري من الأجواء الجاذبة للحركة الجوية رغم الظروف الجيوسياسية المحيطة.
ولا أرى أن هناك مقومات خارقة في الدول التي تحتل سوق تعليم الطيران مثل كندا أو أمريكا أو الفلبين وماليزيا واليونان وجنوب إفريقيا وغيرها، ولكن فقط علينا تحسين الظروف المواتية لاستقطاب الأكاديميات العالمية لتتخذ من مصر مركزا لها مع تطوير كفاءة الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران للمنافسة بقوة في هذا المجال.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الطيران محمود عبد الباسط
إقرأ أيضاً:
مسبار باركر يلامس الغلاف الجوي للشمس ويسجل رقماً قياسياً
قام مسبار باركر الشمسي، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا "، مرة أخرى بالغوص عميقا في الغلاف الجوي للشمس، مسجلا رقما قياسيا جديدا في السرعة والقرب من سطح الشمس.
وذكر "موقع روسيا اليوم" ، أنه في 22 مارس الجاري، أكمل المسبار اقترابه الـ 23 من الشمس، حيث وصل إلى مسافة 6.1 مليون كم من سطح الشمس، مساويا بذلك الرقم القياسي السابق الذي سجله في اقترابات سابقة.
وخلال هذا الاقتراب، بلغت سرعة المسبار ذروتها عند 692 ألف كم في الساعة، وهو إنجاز حققه لأول مرة خلال اقترابه في 24 ديسمبر الماضي.
وكانت جميع الأدوات العلمية الأربعة للمسبار نشطة خلال هذا الاقتراب، حيث جمعت بيانات قيّمة من داخل الغلاف الجوي الخارجي للشمس، المعروف باسم الهالة الشمسية.
وقد عمل المسبار بشكل مستقل خلال أقرب نقطة له من الشمس، كما كان مخططا، وتم التأكد من أنه يعمل بشكل طبيعي خلال آخر اتصال له مع فريق التحكم في المهمة في مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية (APL) في ماريلاند، حيث تم تصميمه وبناؤه.
ومن المتوقع أن يرسل المسبار بياناته الصحية والعلمية إلى الأرض اليوم الثلاثاء.
ويعد هذا الاقتراب الثاني من نوعه بهذه المسافة والسرعة، ما يتيح للمسبار إجراء قياسات علمية غير مسبوقة للرياح الشمسية والأنشطة المرتبطة بها.
في الوقت نفسه، يواصل العلماء تحليل البيانات التي ما تزال تصل من اقتراب ديسمبر الماضي.
جدير بالذكر أن مسبار باركر الشمسي هو مركبة فضائية تابعة لناسا مصممة لدراسة الشمس عن قرب، وتم إطلاقه عام 2018، وهو أول مهمة تدخل الغلاف الجوي الخارجي للشمس، أو الهالة الشمسية.
ويهدف المسبار إلى مساعدة العلماء على فهم أفضل للرياح الشمسية، والطقس الفضائي، وسلوك الشمس العام ، وهي عوامل يمكن أن تؤثر على الأقمار الصناعية، ورواد الفضاء، وشبكات الطاقة على الأرض.
وخلال مهمته التي تستمر لسبع سنوات، سيكمل باركر عدة اقترابات من الشمس، يجمع خلالها بيانات قد تكشف أسرارا طويلة الأمد حول نجمنا.
المصدر: وكالات