هل أضاعت إيران 50 مليار دولار مع سقوط الأسد؟
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
بعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد بعد 24 عاماً في سدة الحكم، بدأت تتكشف أحوال الدولة الإنسانية والمالية. وفي تقرير جديد يتبين أن إيران التي دعمت النظام خسرت 50 مليار دولار مع فرار الأسد وزوال حكمه.
تحت عنوان "إيران خسرت الأسد وضاع معه دين بـ 50 مليار دولار" نشرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية، تقريراً أعده ماثيو كامبل، قال فيه إن الملفات التي تم الكشف عنها "تظهر أن الديكتاتور السوري كان مديناً بأموال كبيرة لرعاته في طهران".
وأضاف كامبل أن سقوط الأسد كان آخر حلقة في سلسلة النكسات التي تعرضت لها إيران بالمنطقة. فقد أنفقت مليارات الدولارات لدعم الأسد، لكنها رأت استثمارها يختفي بين عشية وضحاها وسط وابل من الرصاص الاحتفالي.
وورد في مذكرة صادرة عن مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية في عام 2021: قد يطاح بالأسد ويختفي من الصورة، وستتعرض مليارات الدولارات لتهديد خطير.
وجاء فيها أن ديون سوريا لإيران على مدى سنوات والمكونة من قيمة مساعدات نفطية وإمدادات عسكرية بلغت حوالي 50 مليار دولار.
ووفق الصحيفة البريطانية، أشار تقرير آخر لوزارة الخارجية الإيرانية، أعد بعد عام، إلى أن تحصيل هذا الدين من سوريا سيكون "أمراً صعباً جداً ومستحيلاً من الناحية العملية" نظراً لضعف اقتصادها.
استعادة الاستثمارات
بعد ذلك، اقترح نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر في تقرير إلى المرشد الأعلى أن تحاول إيران استعادة بعض استثماراتها من خلال الحصول على أسهم في شركات حكومية ومناجم فوسفات وميناء اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط.
من ناحية أخرى، حذرت وثيقة لوزارة الخارجية من المخاطر في عام 2021، مشيرة إلى أن الوضع في دمشق "حساس"، مشيرةً إلى خطر اغتيال الأسد أو الإطاحة به وإمكانية أن يؤدي هذا إلى طرد إيران من سوريا.
وتلقت سوريا ومنذ عام 2012 مساعدات نفطية إيرانية بقيمة 11 مليار دولار ، مع الأخذ بالاعتبار المساعدات العسكرية، فإن المبلغ الإجمالي يقدر بنحو 50 مليار دولار أو أكثر، مع أن التدقيق المالي لم يكتمل بعد، على حد ما جاء في التقرير.
وتساءلت الصحيفة إن كانت إيران ستستعيد أموالها أم لا؟ مجيبة أن الأسئلة تتعلق بمستقبل علاقات سوريا بطهران، فقد تجنبت المعارضة المنتصرة اقتحام السفارة الروسية لكنها نهبت السفارة الإيرانية، ومزق أفرادها صور قادة إيران وأنزلوا علمها.
اتفاقية طويلة الأمد
تجدر الإشارة إلى أنه في شهر تموز الماضي، أعلنت الحكومة الإيرانية المنتهية ولايتها عن اتفاقية جديدة مع نظام الأسد، الهدف منها استرداد ديونها وثمن تدخلها لصالح الأخير في سوريا، وذلك بالتزامن مع تسارع التقارب بين أنقرة ودمشق.
فقبل انتهاء ولايته المؤقتة التي استمرت لقرابة 50 يوماً بعد الوفاة الغامضة للرئيس الإيراني السابق ابراهيم رئيسي، أرسل الرئيس الإيراني بالوكالة محمد مخبر، مشروع اتفاقية جديدة ومحدثة للتعاون الاقتصادي الاستراتيجي طويل الأمد بين إيران وحكومة نظام الأسد إلى مجلس الشورى بداية تموز لاستكمال الإجراءات القانونية.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
سقوط نظام الأسد .. تحذيراً لقادة افريقيا التي تعتمد على القوة الروسية للبقاء في السلطة
سرايا - يوسف الطورة - في ذروة طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كقوة عظمى، سعت موسكو إلى تعزيز نفوذها بعيداً عن حدودها، أنشأت قواعد في الشرق الأوسط والقطب الشمالي، ووسعت قوة مرتزقتها الغامضة إلى إفريقيا، وتنافست مع الولايات المتحدة والصين على النفوذ العالمي.
لكن مع تركيز موسكو مواردها المالية والعسكرية على الصراع في أوكرانيا، أصبحت مشاريعها العالمية في حالة تدهور بطيء.
في سوريا، لعبت القواعد الجوية والبحرية الروسية دوراً حيوياً كواجهة لموسكو مع حلفائها السوريين، إيران وحزب الله، وكجسر إقليمي لنقل القوات والمرتزقة والأسلحة عبر البحر المتوسط إلى إفريقيا.
وعزز التدخل الروسي في 2015، الذي أنقذ بشار الأسد، دور موسكو كلاعب رئيسي في المنطقة، مما أجبر واشنطن وإسرائيل ودول الخليج على التعامل مع الكرملين كقوة عالملية جديدة.
لكن روسيا لم تستخدم نفس المستوى من القوة الجوية في مواجهة الهجوم الذي أطاح بنظام الأسد، هذا الشهر ،ومع هروب الأسد إلى موسكو، أصبح مستقبل قواعدها في سوريا محل شك، وتخضع الآن لمفاوضات مع القيادة السورية الجديدة.
ترجح التقديرات بحث روسيا عن مواقع بديلة، مثل الجزائر أو السودان أو ليبيا، في حال فقدت نفوذها الاستراتيجي والرئيسي في المنطقة، رغم ان هذه الخيارات لا تقدم مزايا مماثلة لميناء طرطوس السوري، أحد أهم وابرز الموانئ القليلة التي تمتلكها روسيا.
سقوط نظام عائلة الأسد، وسيطرة فصائل المعارضة على الحكم وإدارة شؤون البلاد، يثير ساؤلات لموسكو، أبرزها استمرارية لعبة القوى العظمى "المكلفة"، أو التراجع للتركيز على مناطق نفوذها التقليدية، أبرزها أوكرانيا.
"القضية الأقل أهمية اليوم هي مسألة المكانة والهيبة، العودة إلى المستوى الدولي لم تعد تستحق العناء"، جاءت ضمن مقال ل"فيودور لوكيانوف"رئيس مجلس استشاري للكرملين حول الدفاع والسياسة الخارجية، في أحد المجلات السياسية المؤثرة، شكل صدمة متابعين للشأن الروسي في المنطقة.
المؤكد أن سقوط الأسد، سيدفع موسكو لإعادة تنظيم علاقاتها مع لاعبين إقليميين، بمن فيهم رئيس وزراء الاحٮلال بنيامين نتنياهو، الذي لم يتحدث معه بوتين علناً منذ عام.
المرجح في الملف الخليجي، تسعى السعودية لانتزاع حصة من سوق النفط الروسي، ما يهدد إيرادات موسكو النفطية في وقت بلغ فيه الإنفاق العسكري مستويات قياسية منذ الحقبة السوفيتية.
على الرغم من تخلي روسيا عن العراق، قبل سقوط بغداد 2003، بصفتها الحليف الابرز لنظام صدام حسين، النجاح الروسي في سوريا شكل نموذجا للتدخل في أماكن أخرى، مثل جمهورية افريقيا الوسطى والسودان وليبيا ومالي، حيث ساعد مرتزقة فاغنر الأنظمة الحاكمة.
غير أن سقوط أحد أقرب حلفاء روسيا، وجه مجدداً ضربة وصفعة لمصداقية الكرملين في افريقيا، التي يعتمد القادة على موسكو كضامن ضد التهديدات الداخلية والخارجية، المؤكد أن على قادتها التي تعتمد على الروسي للبقاء في السلطة، فإن سقوط الأسد بمثابة تحذيراً هاماً.
وتراجعت مكانة روسيا العسكرية، رغم تصنيفها كثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم، بعد أن واجهت صعوبات، أبرزها، إجبار مصر على الإنسحاب من صفقة أسلحة بقيمة 3.5 مليار دولار مع موسكو بضغوطات أميركية، قبل ان تقلص الهند حصة الأسلحة الروسية بسبب ضغوط غربية، وعجز موسكو عن الوفاء بالتزاماتها فرضتها حربها في أوكرانيا.
روسيا التي كانت تعيد فتح قواعد الحقبة السوفيتية على ساحلها الشمالي، بهدف تعزيز بنيتها التحتية على طول طريق البحر الشمالي كبديل لقناة السويس، غير أن الحرب في أوكرانيا استنزفت الموارد، مما أدى إلى تأخر مشروعات مثل قاعدة "ناغورسكايا"، وبناء كاسحات جليد نووية جديدة.
المؤكد، رغم التحديات، لا تزال روسيا تحتفظ بقدرتها على إسقاط قوتها عبر مقاتلاتها وغواصاتها في القطب الشمالي، لكن الصين تستغل موقف روسيا، وتكتسب هي الأخرى نفوذاً أكبر على طريق البحر الشمالي، مما يحد من قدرة موسكو على التحكم في هذا الممر الاستراتيجي.
بعد كل هذه الاخفاقات والصفعات، يرى محللون، "إذا كان سقوط سوريا وخسارتها له دلالة، فإنه يزيد من أهمية أوكرانيا بالنسبة لبوتين، فهناك يجب أن يحقق أهدافه".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #النفط#روسيا#العالم#الخليج#مصر#الصين#إيران#المنطقة#مجلس#السعودية#العراق#سوريا#اليوم#الجزائر#الوفاء#أمن#الله#الدفاع#غزة#حسين#التوقيت#أوكرانيا#بوتين#رئيس#الرئيس#القوات#موسكو#جنين
طباعة المشاهدات: 1435
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 14-12-2024 02:02 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...