جمال أسوان بعيون مها وزوجها.. متاحف مفتوحة وجداريات تزين الشوارع

لا يمكن أن تمر بشوارع أو ميادين أسوان دون أن ترى عن يمينك أو يسارك أو في أمام عينيك مباشرة جدارية ولوحة فنية تخطفك بمجرد النظر إليها.

هذه اللوحات الفنية بمثابة متحف مفتوح مجانا يسر الناظرين من أهالي أسوان أو الوافدين إلى هذه المحافظة الغنية بالمواهب على حد السواء مع غناها بالطبيعة الخلابة.

وكان آخر هذه الأعمال الفنية جدارية افتتحها محافظ أسوان قبل أيام، يمكنك أن تطلق عليها اسم "ناس من أهلها" فهي لوحة فنية لوجوه مواطنين من أهل أسوان.

توضح مها جميل، صاحبة الجدارية، أن لهذه الجدارية أبعادا أخرى تقف خلفها تحكيها وجوه عناصرها الضاحكة وابتساماتهم العريضة الكاشفة عن أسنان ناصعة البياض: عايزين الجدارية تكون بمثابة اعتراف بأهمية كل فرد في المجتمع، لأن الأشخاص البسطاء هم طاقة البلد.

ركزت فكرة الجدارية، حسب حديث مها لـ "الفجر" على الأمل والانتماء والحب، فكل الوجوه التي تضمنتها الجدارية لأناس من أسوان يشبهوننا ونشبههم.

وتحكي صاحبة توقيع هذه اللوحات الفنية عن بدايات الفكرة ومن عاونها في تنفيذها ودفعها إلى الاستمرار رغم صعوبة البدايات، فتقول مها جميل إنها بدأت في تزيين الميادين والشوارع منذ 2012 مع الفنان علي.

كانت جذور وبدايات الفكرة خلال الدراسة في الجامعة، حيث درست مها جميل وزوجها الفن وتخرجا في كلية الفنون الجميلة، ليكملا تجميل وتزيين الميادين في أسوان الساحرة.

تزيين شوارع أسوان 

كان “علي” زوج مها، في المركز الأول بقائمة المشجعين لها وتلاه عائلتها، فتضيف: بدأنا الفكرة وإحنا طلاب وعلي اللي شجعني على الفكرة دي وبعده أهلي مباشرة.

كما هو الحال في صعوبة تقبل الجديد، واجهت مها في بدايات فكرتها بعض الصعوبات التي تمثل أبرزها في عدم تقبل الفكرة أو التخريب لأعمالها من خلال “الشخبطة” عليها، ولكن سرعان ما تحول ذلك إلى النقيض وانتقل الناس من الرفض إلى التأييد والتشجيع بمجرد التحدث معهم وشرح الفكرة لهم.

ولأن مها كانت تؤدي أعمالها في الشارع والأماكن العامة فكان لا بد لها أن تعمل بشكل قانوني، وتوصلت إلى حل هذا الأمر من خلال الحصول على موافقة رسمية من المحافظة: عرضت الموضوع على الجهات الحكومية المختصة ووافقت على المطالب اللي كتبتها من خامات ووسائل مواصلات وسكن.

وعن الأدوات التي تستخدمها مها في لوحاتها فهي عبارة عن ألوان بلاستيك قوية مصاحبة للطبيعة وسريعة الجفاف ومضادة للعوامل الطبيعية مثل الشمس والرطوبة لتظل اللوحات كما هي بمرور الوقت لا تتأثر بعوامل الزمن لفترة.

المصدر: بوابة الفجر