السجين 3006.. قصة سوري فقد اسمه في سجن المَزة
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
بعد قرابة 6 أشهر من الاعتقال والتهديد المتكرر بالإعدام الوشيك، لم يعد التاجر السوري غازي محمد المحمد، الجالس بجسده الهزيل في ردهة منزل في سرمدا بجنوب غرب سوريا، كما عهدته عائلته قبل أن يغرق في جحيم سجن المزة.
فخلال رحلة وجيزة إلى العاصمة دمشق لغرض العمل، وجد الشاب -البالغ من العمر 39 عاما والذي يعمل في مجال التجارة مع أشقائه وعاش قرابة 14 سنة في المنفى بين تركيا ولبنان- نفسه في سجن المزة بضواحي العاصمة السورية.
ويروي غازي قصته قائلا "في مرحلة ما، تفقد الأمل.. ولم أكن أتمنّى سوى الموت… كنت أنتظر اليوم الذي سأُعدم فيه، وكنت حتّى سعيدا بانتظاره لأنني سأتخلّص من معاناتي".
السجين 3006يقول غازي إنه قبل حوالي "5 أشهر ونصف الشهر"، ودون أن يتمكّن من تحديد التاريخ بالضبط، أتى أفراد المخابرات السورية لاقتياده مع طبيب صديق له من مكتبه، وكبلوا يديه وراء ظهره من دون أن ينبسوا ببنت شفة.
وحتّى اليوم ما زال غازي محمد المحمد يجهل أسباب زجّه في السجن، لكنه يرجح أن يكون السبب وراء ذلك كونه من محافظة إدلب معقل الفصائل المسلحة في شمال غرب سوريا، ومنها شنت هجومها الأخير الذي أدى لسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في بضعة أيام.
وفور وصوله سجن المزة مكبّل اليدين ومعصوب العينين، تعرّض السجين 3006 لضرب مبرح على يد الأعوان، ثم عُلّقت يداه بعمود في زنزانة ضيّقة من دون أن تدوس قدماه الأرض، قبل أن يُسمَح له بعد أيام بأن تلامس قدماه الأرض وهو ما كان منتهى حلمه.
إعلانوظل غازي فترة طويلة معزولا تماما عن الخارج يتعرّض للضرب، وبالكاد يحصل على طعام ولا يرى سوى سجّانيه، ولم يكن يرى شيئا أو أحدا، ولا يسمع سوى صراخ النساء والأطفال الذين يعذبون أمام أقربائهم للضغط عليهم.
وكان سجّانوه يريدون انتزاع اعترافات منه "متل ما بدن" (كما يريدون)، وراحوا يفحصون هاتفه حيث وجدوا "كلاما عن كيف ينهب الأسد البلد ويأخذ الكفاءات من البلد"، مجرّد "كلام لكنهم اعتبروه جرما لا يوصف".
لكن "الجرم الأعظم" يظل في نظر غازي هو أن إخوته هم في محافظة إدلب "حيث له أخ تاجر وآخر في مجلس الصلح".
وبعد شهر، نُقل إلى فرع المخابرات الجوية حيث أُخذت منه أوراقه وجواز سفره وقيل له "انس أن لك اسما.. أنت منذ الآن اسمك 3006″، ورُمي في زنزانة مساحتها متران × 1.2 متر، وارتفاع 5 أمتار، فيها فتحة صغيرة بالكاد تكفي لإدخال النور، بلا كهرباء أو مرحاض.
وأعطاه السجّانون زجاجة لقضاء حاجته وعند اصطحابه إلى المرحاض، كان لا بدّ له من أن يكون عاريا ومنحني الظهر ينظر إلى الأرض، وبدؤوا يلوّحون بإعدامه، ويسألونه لمزيد إرهابه إن كان يفضّل الخنق أو الشنق أو أن يغرس بوتد.
ويروي السجين أنه في إحدى الليالي "أخرجونا من الزنزانات وصفّونا في الممرّ معلّقين ببعضنا البعض في صفّين من 14 سجينا، وللمرّة الأولى، تسنّى لنا رؤية بعضنا البعض، وكان ذلك مؤشّرا إلى أننا سنموت قريبا"، وظلّ السجناء ساعة على هذه الحال قبل أن يُعادوا إلى الزنزانات في فوضى كبيرة خلافا للعادة.
ويضيف غازي محمد المحمد، الذي كان يجهل تطوّرات الأحداث في سوريا، "طلبت الذهاب إلى المرحاض بحجة المرض، لكن لم يأتِ أحد. وفجأة سمعنا هدير مروحيتين تحطّان ثم تحلّقان، خمنا أن ذلك لإجلاء ضبّاط من دون شكّ"، ثم مضت ساعات قبل أن يتم تحطيم باب الزنزانة ويظهر المحرّرون في مشهد ظنّه السجناء "حلما".
إعلانوتقترب الأم من ابنها وهو يروي تفاصيل تحريره وتجلس بجنبه وهي لم تبلغ يوما باعتقاله رسميا، إذ توقفت الأمور عند فقدان أثره كما هو الحال بالنسبة لـ100 ألف سوري على الأقل.
وقد تسنى أخيرا للسجين 3006 أن يعود إلى اسمه وذويه "لكنه تغيّر كثيرا" كما تقوم والدته فاطمة عبد الغني (75 عاما)، التي تضيف "ابني كان تاجرا، رجل أعمال.. كان من الأذكياء، نشيطا.. وأنا أنظر إليه اليوم أشعر أنه ليس ابني بتاتا.. فقد تغيّر جسديا وعقليا".
ويأمل غازي محمد المحمد أن يمثل سجّانوه أمام القضاء، مؤكّدا أن في مقدوره التعرّف على 3 منهم على الأقل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حريات قبل أن
إقرأ أيضاً:
نص الشعب اسمه محمد.. مواجهة بين غادة إبراهيم ورانيا يوسف تقلب الموازين
تعرض الحلقة السابعة من "نص الشعب اسمه محمد" المواجهة الأبرز بين سلوى وفاطمة الليلة على MBC، وتشعل الحلقة الأجواء الدرامية حيث تدخل سلوى (غادة إبراهيم) وفاطمة (رانيا يوسف) في مواجهة موترك تقلب موازين الأحداث تمامًا.
وفي الحلقة السابقة تطورت الأحداث بين مي (هاجر السراج)، وزوجها محمد (عصام عمر) بعد أن أرسلت له صديقتها ندى صورة برفقة رجل غريب وبدون حجاب، وذلك في أحداث الحلقة السابعة من مسلسل نص الشعب اسمه محمد.
وانفعل محمد فور رؤيته للصورة، ويتوجه إلى منزل والدة مي (شيرين) لمواجهتها، لتتحول المواجهة إلى مشهد عنيف حين يقوم بصفعها ويوبخها بسبب تماديها، مما يزيد من تعقيد العلاقة بينهما، خاصة بعد اعتراف مي بأنها كذبت بشأن خبر حملها.
هذا الموقف يكشف إلى أي مدى وصلت حالة التوتر بين مي ومحمد إلى مرحلة خطيرة، لا سيما بعد تغييرات مي الأخيرة وقرارها بالتمرد عليه. في المقابل، يُظهر رد فعل محمد العنيف عجزه عن التعامل مع تصرفات مي بعقلانية، مما يضع علاقتهما الزوجية على شفا الانهيار.
يضم المسلسل، الذي يتكون من 15 حلقة، نخبة من النجوم، بينهم غادة إبراهيم، رانيا يوسف، عصام عمر، مايان السيد، هاجر السراج، محمد محمود، شيرين، محمد عبد العظيم، دنيا سامي، ألفت إمام، كريم سامي، وغيرهم، وهو من تأليف محمد رجاء، إخراج عبدالعزيز النجار، وإنتاج أمير شوقي.
تدور أحداث "نص الشعب اسمه محمد" في إطار لايت كوميدي اجتماعي، حيث يجسد عصام عمر شخصية مهندس تكييف يعمل في المطار، ويواجه العديد من المواقف والتحديات، بينما تقدم غادة إبراهيم دور سيدة أعمال وشقيقة رانيا يوسف، في شخصية تحمل العديد من المفاجآت التي تؤثر بشكل كبير في مجرى الأحداث، فيما تجسد رانيا يوسف دور موظفة في الشهر العقاري.
ويواصل المسلسل تحقيق نجاحات متتالية منذ انطلاقه، إذ استطاع جذب انتباه الجمهور بمزيجه الفريد من الكوميديا والدراما الاجتماعية، ليصبح واحدًا من أكثر الأعمال مشاهدةً هذا الموسم.