الجزيرة:
2025-02-19@19:41:54 GMT

السجين 3006.. قصة سوري فقد اسمه في سجن المَزة

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

السجين 3006.. قصة سوري فقد اسمه في سجن المَزة

بعد قرابة 6 أشهر من الاعتقال والتهديد المتكرر بالإعدام الوشيك، لم يعد التاجر السوري غازي محمد المحمد، الجالس بجسده الهزيل في ردهة منزل في سرمدا بجنوب غرب سوريا، كما عهدته عائلته قبل أن يغرق في جحيم سجن المزة.

فخلال رحلة وجيزة إلى العاصمة دمشق لغرض العمل، وجد الشاب -البالغ من العمر 39 عاما والذي يعمل في مجال التجارة مع أشقائه وعاش قرابة 14 سنة في المنفى بين تركيا ولبنان- نفسه في سجن المزة بضواحي العاصمة السورية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اعتقل عام 1982.. المقدسي وليد بركات حر بعد سقوط النظام السوريlist 2 of 2"الخوذ البيضاء" يطلب تدخلا أمميا لتحديد مواقع سجون الأسد السريةend of list

ويروي غازي قصته قائلا "في مرحلة ما، تفقد الأمل.. ولم أكن أتمنّى سوى الموت… كنت أنتظر اليوم الذي سأُعدم فيه، وكنت حتّى سعيدا بانتظاره لأنني سأتخلّص من معاناتي".

السجين 3006

يقول غازي إنه قبل حوالي "5 أشهر ونصف الشهر"، ودون أن يتمكّن من تحديد التاريخ بالضبط، أتى أفراد المخابرات السورية لاقتياده مع طبيب صديق له من مكتبه، وكبلوا يديه وراء ظهره من دون أن ينبسوا ببنت شفة.

وحتّى اليوم ما زال غازي محمد المحمد يجهل أسباب زجّه في السجن، لكنه يرجح أن يكون السبب وراء ذلك كونه من محافظة إدلب معقل الفصائل المسلحة في شمال غرب سوريا، ومنها شنت هجومها الأخير الذي أدى لسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في بضعة أيام.

رسائل المعتقلين على جدران الزنازين في سجن المزة (الأناضول)

وفور وصوله سجن المزة مكبّل اليدين ومعصوب العينين، تعرّض السجين 3006 لضرب مبرح على يد الأعوان، ثم عُلّقت يداه بعمود في زنزانة ضيّقة من دون أن تدوس قدماه الأرض، قبل أن يُسمَح له بعد أيام بأن تلامس قدماه الأرض وهو ما كان منتهى حلمه.

إعلان

وظل غازي فترة طويلة معزولا تماما عن الخارج يتعرّض للضرب، وبالكاد يحصل على طعام ولا يرى سوى سجّانيه، ولم يكن يرى شيئا أو أحدا، ولا يسمع سوى صراخ النساء والأطفال الذين يعذبون أمام أقربائهم للضغط عليهم.

وكان سجّانوه يريدون انتزاع اعترافات منه "متل ما بدن" (كما يريدون)، وراحوا يفحصون هاتفه حيث وجدوا "كلاما عن كيف ينهب الأسد البلد ويأخذ الكفاءات من البلد"، مجرّد "كلام لكنهم اعتبروه جرما لا يوصف".

لكن "الجرم الأعظم" يظل في نظر غازي هو أن إخوته هم في محافظة إدلب "حيث له أخ تاجر وآخر في مجلس الصلح".

وبعد شهر، نُقل إلى فرع المخابرات الجوية حيث أُخذت منه أوراقه وجواز سفره وقيل له "انس أن لك اسما.. أنت منذ الآن اسمك 3006″، ورُمي في زنزانة مساحتها متران × 1.2 متر، وارتفاع 5 أمتار، فيها فتحة صغيرة بالكاد تكفي لإدخال النور، بلا كهرباء أو مرحاض.

وأعطاه السجّانون زجاجة لقضاء حاجته وعند اصطحابه إلى المرحاض، كان لا بدّ له من أن يكون عاريا ومنحني الظهر ينظر إلى الأرض، وبدؤوا يلوّحون بإعدامه، ويسألونه لمزيد إرهابه إن كان يفضّل الخنق أو الشنق أو أن يغرس بوتد.

من داخل سجن المزة العسكري (الأناضول) حلم من السماء

ويروي السجين أنه في إحدى الليالي "أخرجونا من الزنزانات وصفّونا في الممرّ معلّقين ببعضنا البعض في صفّين من 14 سجينا، وللمرّة الأولى، تسنّى لنا رؤية بعضنا البعض، وكان ذلك مؤشّرا إلى أننا سنموت قريبا"، وظلّ السجناء ساعة على هذه الحال قبل أن يُعادوا إلى الزنزانات في فوضى كبيرة خلافا للعادة.

ويضيف غازي محمد المحمد، الذي كان يجهل تطوّرات الأحداث في سوريا، "طلبت الذهاب إلى المرحاض بحجة المرض، لكن لم يأتِ أحد. وفجأة سمعنا هدير مروحيتين تحطّان ثم تحلّقان، خمنا أن ذلك لإجلاء ضبّاط من دون شكّ"، ثم مضت ساعات قبل أن يتم تحطيم باب الزنزانة ويظهر المحرّرون في مشهد ظنّه السجناء "حلما".

إعلان

وتقترب الأم من ابنها وهو يروي تفاصيل تحريره وتجلس بجنبه وهي لم تبلغ يوما باعتقاله رسميا، إذ توقفت الأمور عند فقدان أثره كما هو الحال بالنسبة لـ100 ألف سوري على الأقل.

وقد تسنى أخيرا للسجين 3006 أن يعود إلى اسمه وذويه "لكنه تغيّر كثيرا" كما تقوم والدته فاطمة عبد الغني (75 عاما)، التي تضيف "ابني كان تاجرا، رجل أعمال.. كان من الأذكياء، نشيطا.. وأنا أنظر إليه اليوم أشعر أنه ليس ابني بتاتا.. فقد تغيّر جسديا وعقليا".

ويأمل غازي محمد المحمد أن يمثل سجّانوه أمام القضاء، مؤكّدا أن في مقدوره التعرّف على 3 منهم على الأقل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حريات قبل أن

إقرأ أيضاً:

منذ سقوط الأسد..عودة أكثر من مليون سوري إلى ديارهم

قالت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، إن أكثر من مليون سوري، بينهم 800 ألف نازح، و280 ألف لاجئ، عادوا إلى ديارهم منذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول).

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عبر إكس: "منذ سقوط النظام في سوريا، نقدر أن 280 ألف لاجئ سوري وأكثر من 800 ألف نازح عادوا إلى ديارهم". 

Since the fall of the regime in Syria we estimate that 280,000 Syrian refugees and more than 800,000 people displaced inside the country have returned to their homes.

Early recovery efforts must be bolder and faster, though, otherwise people will leave again: this is now urgent!

— Filippo Grandi (@FilippoGrandi) February 18, 2025

وأشار إلى أن الجهود الأولية لمساعدة سوريا على التعافي "يجب أن تكون أكثر جرأة وسرعة، وإلا فإن الناس سيغادرون من جديد، وهذا الأمر بات عاجلاً الآن!".
وفي نهاية يناير (كانون الثاني)، دعا غراندي المجتمع الدولي إلى دعم إعادة الإعمار في سوريا لتسهيل عودة ملايين اللاجئين والنازحين إلى ديارهم.
وقال خلال مؤتمر صحافي في أنقرة لدى عودته من سوريا ولبنان وقبل التوجه إلى الأردن: "ارفعوا العقوبات، وشجعوا إعادة الإعمار. يجب أن نفعل ذلك الآن، في بداية المرحلة الانتقالية، نحن نضيع الوقت".
وفي13 فبراير (شباط)، تعهدت حوالى 20 دولة عربية وغربية الخميس في ختام المؤتمر حول سوريا في باريس، بالمساعدة في إعادة بناء سوريا، وحماية المرحلة الانتقالية الهشة من التحديات الأمنية والتدخلات الخارجية، بعد سقوط الأسد.
ويذكر أن النزاع السوري الذي امتد 14 عاماً، خلف أكثر من 500 ألف قتيل، وملايين النازحين داخل البلاد وخارجها.

مقالات مشابهة

  • "نص الشعب اسمه محمد".. كوميديا خاصة ترسم البهجة في رمضان 2025
  • مسلسلات رمضان 2025.. MBC تكشف عن شخصيات «نص الشعب اسمه محمد» بهذه الطريقة
  • يشارك في مسلسل الغاوي رمضان 2025.. ما الاسم الحقيقي لمطرب الراب أبيوسف؟
  • منذ سقوط الأسد..عودة أكثر من مليون سوري إلى ديارهم
  • طياران يشاهدان جسما غريبا.. مطار غازي عنتاب التركي يتوقف عن العمل (فيديو)
  • «نص الشعب اسمه محمد».. عصام عمر يطالب الجمهور بالدعاء لـ نجاح مسلسله الرمضاني
  • عصام عمر عن نص الشعب اسمه محمد: دعواتكم بالتوفيق وإن شاء الله يعجبكم
  • ماجد الجمعان يحقق حلم طالب لاجئ سوري بمقابلة رونالدو.. فيديو
  • نشرة الفن: «رامز إيلون مصر» في رمضان 2025.. والقائمة الكاملة لجوائز البافتا
  • مختلف ومميز.. مايان السيد تكشف دورها في مسلسل نص الشعب اسمه محمد