مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «7»
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
متابعة لما سبق ذكره فـي الحلقة الماضية، يصير «الشَّيخ»، فـي طور آخر، مُؤنْثَنًا كما -على سبيل المثال لا الحصر- فـي فـيلم «تِن بان آلي» Tin Pan Alley (من إخراج وولتر لانغ Walter Lang، 1940) (1). و«الشَّيخ»، بطبيعة الحال واللقب، يمكن بسهولة أن يكون ديكتاتورًا بدائيّا متخلِّفًا، معاديًا للديمقراطيَّة والتَّحديث كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «مُغِيرو الصَّحراء» [Raiders of the Desert] (من إخراج جون راولنز John Rawlins، 1941).
هذه التعدديَّة المذهلة، والمطواعيَّة الكبيرة، والوفرة الثيماتيَّة غير العاديَّة تنطبق كذلك، وبالمقدار نفسه، على التَّمثيلات (representations) العابرة للأجناس (cross-generic) فـي الشَّبكة الهائلة من التَّصويرات التي تظهر فـيها شخصيَّة «الشَّيخ»، وتعاود، وتغيِّر، الظُّهور. ومع أن القائمة التي سأوردها فـي الحلقة القادمة ليست شاملة جامعة مانعة، إلا إني آمل أن الأمثلة التي تحويها ستكون دالَّة بما فـيه الكفاية على ما ذكرتُ (4).
-------------------------------
(1): استمد الفـيلم عنوانه، فـي وقت إنتاجه، من اسم مكان وشركة إنتاج موسيقيَّة فـي مدينة نيويورك.
(2): يحمل الفـيلم عنوان سباق سيارات كان يبدأ فـي ولاية نيويورك وينتهي فـي ولاية كالِفورنيا.
(3): عنوان الفـيلم يتَّخذ نفس عنوان معزوفة موريس رافـيل Maurice Ravel الشَّهيرة.
(4): ستتضمن القائمة الأفلام ذات الإخراج و/أو التَّمويل الإنتاجي الأمريكي، ولا تتطرق إلى السِّينما الأوروبيَّة (التِّجارية أو المستقِلَّة) أو غيرها فـي الشَّأن الثِّيماتي ذاته. وأعتقد انه ينبغي بحث صورة «الشَّيخ» فـي نتاجات السِّينما الأوروبيَّة، والآسيويَّة، والإفريقيَّة، والأمريكيَّة الجنوبيَّة، لمعرفة حجم التَّأثير والتَّأثر، ويقع ذلك خارج أغراض هذا البحث.
عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فـی فـیلم من إخراج أن یکون فـی أن
إقرأ أيضاً:
قاض أمريكي يخلي سبيل الطالب الفلسطيني محسن مهداوي.. أوقف بسبب دعمه غزة
وجّه الطالب الفلسطيني في جامعة كولومبيا محسن مهداوي الذي أوقفته سلطات الهجرة الأمريكية هذا الشهر لدى حضوره لإجراء مقابلة معه ضمن تدابير منح الجنسية، الأربعاء، انتقادات لإدارة الرئيس دونالد ترامب بعدما أمر قاض فدرالي بإخلاء سبيله بكفالة.
من أمام مقر المحكمة في ولاية فيرمونت في شمال شرق الولايات المتحدة، ندّد مهداوي الذي كان من المقرّر ترحيله، بإجراءات الإدارة الأمريكية.
وقال: "لست خائفا منك"، متوّجها إلى ترامب الذي تشن إدارته حملة لكبح الهجرة، تستهدف أيضا محتجين مؤيدين للفلسطينيين في الولايات المتحدة، لينضم بعد ذلك إلى حشد تجمّع في المكان وسط هتافات "لا خوف".
وأضاف مهداوي: "إن لم يكن هناك خوف فبماذا يستبدل؟ بالمحبة. المحبة هي سبيلنا".
اعتُقل مهداوي في 14 نيسان/ أبريل لدى حضوره لإجراء مقابلة معه ضمن إجراءات منح الجنسية الأمريكية، وفق شكوى قدّمها محاموه إلى المحكمة.
وجاء في نص الشكوى أن مهداوي، وهو فلسطيني من مواليد الضفة الغربية المحتلة، مقيم قانونا على نحو دائم في الولايات المتحدة منذ 2015، وحفل تخرّجه محدّد الشهر المقبل وكان يخطط للالتحاق ببرنامج ماجستير في جامعة كولومبيا هذا الخريف. وأسس مع محمود خليل مجموعة طالبية فلسطينية في جامعة كولومبيا. وتسعى الإدارة الأمريكية أيضا إلى طرد خليل الذي اعتقل في آذار/ مارس.
والأربعاء، قال مهداوي: "ماذا فعلوا لي؟ لقد أوقفوني. ما السبب؟ لأنني رفعت صوتي وقلت لا للحرب ونعم للسلام".
وكان قاض أصدر أمرا تقييديا مؤقتا يمنع السلطات من ترحيل مهداوي أو نقله من فيرمونت "بانتظار أمر آخر" من المحكمة، بعدما سارعت سلطات الهجرة إلى نقل طلاب آخرين أوقفوا في إطار حملة الإدارة الأمريكية، إلى هيئات قضائية أخرى.
وحاول عناصر فدراليون نقل مهداوي إلى لويزيانا في اليوم الذي أوقف فيه، لكنّهم تأخروا على الرحلة، وفق وثائق للمحكمة.
أما خليل فنُقل بعيد توقيفه في الثامن من آذار/ مارس إلى لويزيانا حيث أصدر قاض في الشهر الحالي قرارا يقضي بجواز ترحيله. وقد تقدّم خليل بطعن بالقرار، لم يبت بعد.
واتّهم مهداوي إدارة ترامب بانتهاك حقه الدستوري في حرية التعبير ومحاكمة عادلة، في دفوع اعتبرها القاضي جيفري كراوفورد في فريمونت مقنعة.
وجاء في نص القرار القضائي أن "مهداوي قدّم أدلة كافية على أن خطابه محمي بموجب التعديل الأول".
وأمر كراوفورد بإخلاء سبيل مهداوي بكفالة بانتظار البت بطعنه الأوسع نطاقا، وقد أمره بالبقاء في الولاية وعدم السفر إلا إلى نيويورك وحصرا "لغايات تعليمية أو للقاء محاميه أو في حال أمرت المحكمة بخلاف ذلك".
واتّهم ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو أشخاصا شاركوا في تظاهرات نظّمت في عدة جامعات العام الماضي، بدعم حركة حماس.
منذ ذلك الحين، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن استشهاد أكثر من 52 ألف شخص في غزة، غالبيتهم نساء وأطفال.
يقول روبيو إن قانونا فدراليا نادرا ما يتم تفعيله، يمنحه الحق في إلغاء تأشيرات وترحيل مهاجرين يشكّلون تهديدات لـ"السياسة الخارجية" للولايات المتحدة.
وشكّك القاضي كراوفورد في إمكان ألا يشكل تطبيق روبيو القانون على المتظاهرين في الحرم الجامعي انتهاكا لحماية حرية التعبير.
وقال: "لا يمكن أن يكون الدافع وراء احتجاز المهاجرين هو غرض عقابي. ولا يمكن أن يكون الدافع وراء ذلك هو الرغبة في كم أفواه آخرين".
وشبّه كراوفورد المناخ السياسي الناجم عن حملة ترامب بالغضب المناهض للشيوعية في أوائل القرن العشرين وبالمكارثية التي سادت في الخمسينيات.
وأطلق ترامب حملة ضد جامعات أمريكية بسبب احتجاجات عمّت البلاد العام الماضي ضد سلوكيات "إسرائيل" في الحرب التي تشنها في قطاع غزة.
وتقول الإدارة أيضا إن الجامعات أخفقت في التصدي لمعاداة السامية في أحرامها، وقد اتّخذت خطوات لتجميد او إلغاء تمويل فدرالي بمليارات الدولارات لجامعات بينها كولومبيا وهارفرد.
الطعون القضائية بإجراءات إدارة ترامب، بما في ذلك قضية مهداوي، قد تحال في نهاية المطاف على المحكمة العليا.