يمانيون – متابعات
تستمر “الهدنة المعلّقة” في اليمن وشارفت على بلوغ عامها الأول. لا جديد يعوّل عليه بإحداث تغيير جذريّ في الواقع الحالي أو التوصل لوقف إطلاق نار شامل قريباً، سوى أنَّ ما تخشى الولايات المتحدة والسعودية حدوثه، يحدث بالفعل. إذ ان الترسانة العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، لا تزال قيد التطوير، كما ان عملية الإنتاج مستمرة، حتى باتت مضطرة لاستحداث مخازن جديدة.

كشف نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، لموقع “الخنـادق”، عن ان القدرات لدى القوات المسلحة اليمنية فاقت التوقعات، مشيراً إلى النقلة النوعية التي حدثت خلال الفترة الماضية، والتي أنتجت زيادة مستمرة في إنتاج الصواريخ، على وجه التحديد. وقال في معرض حديثه عن تطور قدرات حركات ودول محور المقاومة، ان اليمن مثالاً على ذلك: “مَن كان يتصور ان يقوم اليمن باستعراض عسكري لهذا العدد الضخم من الجيش المنظم والآليات والإمكانات”.

وأضاف “أنا سمعت أحد المسؤولين العسكريين يقول: كنا في البداية قبل أن ينتهي تصنيع الصاروخ وقبل أن نطليه بالدهان، ونضع عليه العلامة، نضطر إلى أن نرسله إلى الجبهة لأن عندهم حاجة. الآن نبحث عن مخازن، لأن الكميات التي تُنتج أكثر بكثير من قدرة المخازن على الاستيعاب”.

تمشي صنعاء سبلاً كانت قد اختبرتها قوى المحور سابقاً. لا وقت ضائع حتى ذاك الذي نفتح فيه أبواباً للتفاوض. فتجربة حزب الله على سبيل المثال، باتت نموذجاً عسكرياً عن تحوّل مجموعة غير منظمة في بداياتها، إلى جيش يُتقن حرب الشوارع ويضاهي في هيكليته التنظيمية وتكتيكاته القتالية عدداً كبيراً من جيوش المنطقة، تماماً كما في نوعية أسلحته وترسانته العسكرية، على الرغم من تاريخه الحافل بالتهديدات والتحديات الأميركية الإسرائيلية، منذ ما قبل عام 2000 إلى حرب 2006 ثم عام 2011 إلى اليوم.

لم تخفِ حركة أنصار الله استعدادها لأي الاحتمالات الواردة في ظل تعنّت سعودي ورغبة أميركية في المماطلة، مؤكدة على لسان السيد عبد الملك الحوثي، انها تستثمر “الوقت الضائع” في تحشيد قدراتها. حيث أشار في خطاب له في ذكرى شهادة الامام زيد: “لسنا غافلين خلال هذه المدة، نحن نسعى إلى تطوير قدراتنا العسكرية بكل ما نستطيع… لا يمكن أن نسكت ولن نسكت، تجاه الاستمرار في حرمان شعبنا من ثروته الوطنية، تجاه الاستمرار في الاحتلال لبلدنا…”.

كما أكدت مصادر مطلعة على أن القوات المسلحة تجري مناورات متفرقة في المناطق العسكرية، لكنها لم تعلن عنها رسمياً، فقد كان من اللافت، الغياب التام لوسائل الاعلام. وهي تشمل مختلف التشكيلات والفرق، ولم تُستثن منها القوات البحرية، التي تُهيّئ بشكل مستمر للمعركة المتوقعة في المياه الإقليمية اليمنية، اذا لم تنتج الوساطات جديداً يُبنى عليه”.

وتأخذ المناورات طبيعة هجومية في مساحات شاسعة تتجاوز الـ 100 كيلومتر مربع في بعض المناطق العسكرية، كما في المنطقة العسكرية الرابعة، التي تغطي محافظات تعز ولحج والضالع وأبين، وصولاً إلى عدن في جنوب اليمن، بهدف رفع الجهوزية القتالية.

الذي يميز اليمن عن غيره بما يتعلق بإقامة العروض العسكرية سابقاً والمناورات حالياً، هو أنها “تأتي في ظل ظروف استثنائية. فلا دولة تقدم على مثل هذه الخطوة خلال هدنة هشة وفي ظل سيطرة جوية للتحالف ولهذا كان القرار جريئاً من حيث مضمونة وأهدافه وكذلك توقيته”، بحسب ما أشار نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع، العميد عبدالله بن عامر، لموقع “الخنـادق”.

وفيما أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشّاط خلال زيارته لمحافظة المحويت شمالي البلاد ان “القوات المسلحة اليمنيّة ستعمل على تطوير ترسانتها العسكرية …في المستقبل سنُجري تجارب على بعض الجزر اليمنية”، يتزايد الحضور الأميركي العسكري في البحر الأحمر وباب المندب، كما بعض الجزر اليمنية.

الواقع ان المشهد السياسي الضبابي بما يتعلق بمخرجات المفاوضات التي عادت واستُأنفت اليوم، مع وصول رئيس الوفد المفاوض، محمد عبد السلام، برفقة الوفد العماني إلى صنعاء، لن يشهد انفراجاً في الوقت القريب. وهذا ما تدركه الأخيرة التي لمست خلال الأشهر الماضية نيّة أميركية-سعودية مزدوجة باستغلال الوضع القائم دون الرغبة في تغييره، وهو الأمر الذي يجعل التطلّع نحو التصعيد خياراً مستحبّاً أمام الانتهاكات المحرّمة لدول العدوان.

* المصدر: موقع الخنادق

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

اعلام عبري: القوات اليمنية استهدفت مقر الشركة التي تدير الجسر البري من الإمارات إلى إسرائيل


وأشار إلى أن اليمن أجبر الاحتلال على اللجوء إلى طريق شحن قديم في الجزيرة العربية، كما كشف أن الأنظمة العربية العميلة والجيش الأمريكي يقومون بمضاعفة نشاط النقل على هذا الجسر من وإلى ميناء حيفا المحتل.
ونشر الموقع العبري تقريراً جاء فيه أنه "بعد ستة أشهر من تشغيل خط الشاحنات (تراك نت) من ميناء جبل علي في الإمارات، عبر المملكة العربية السعودية والأردن إلى إسرائيل، انضمت شاحنات محملة بمستحضرات التجميل إلى خط تدفق مواد البناء من الخليج".
وأشار إلى أنه "في القرن السادس عشر وبعد أكثر من 1500 سنة، توقفت قوافل الجمال على طريق العطور القديم من شبه الجزيرة العربية إلى ميناء غزة، حاملة المر واللبان، بعد أن بدأت سفن الشحن تعمل من أوروبا إلى الهند، عبر رأس الرجاء الصالح، والآن عادت، بسبب "اليمنيين"، حيث أصبحت العطور القادمة من ميناء جبل علي الإماراتي جزءاً من البضائع التي نقلت في الأسابيع الأخيرة على خط الشاحنات الذي تديره شركة (تراك نت) من الخليج إلى إسرائيل، وهو الجسر البري الذي وعد السياسيون بأن شركة خاصة ستعمل عليه".
وأضاف أن "شحنات العطور من مواقع الإنتاج في الصين وصلت في حاويات إلى ميناء جبل علي في الإمارات، وتم تفريغها من هناك إلى شاحنات لأن شركات الشحن لا تسمح باستخدام حاوياتها على خط الشاحنات إلى إسرائيل خوفاً من المنافسة، ثم تم نقلها إلى ميناء حيفا، وجرى إعادة تحميلها على السفن نحو قبرص، والعميل هو الشركات المعفاة من الرسوم الجمركية التي اشترت العطور في منطقة التجارة الحرة بجبل علي".
وأشار التقرير إلى أنه "بعد ستة أشهر من تشغيل الجسر البري، تمر عشرات الشاحنات عبره كل شهر، محملة ببضائع بقيمة عشرات الملايين من الدولارات، من شركات تفضل عدم إرسال البضائع على خطوط ملاحية تضطر للإبحار على طريق يتجاوز البحر الأحمر عبر أفريقيا، لأن ذلك يطيل زمن الإبحار بأكثر من 3 أسابيع ويزيد من التكاليف".
وكشف التقرير أنه بعد إغلاق البحر الأحمر أمام السفن المتجهة إلى كيان العدو الصهيوني، قامت القوات المسلحة اليمنية في مايو الماضي بإطلاق طائرة بدون طيار متفجرة على مكاتب الشركة التي تدير الجسر البري في أم الرشراش (إيلات).
ونقل التقرير عن الرئيس التنفيذي لشركة (تراك نت) التي تدير الجسر البري، حانان فريدمان، أنه تلقى رسالة حول هذا الهجوم.
وأضاف فريدمان أن الشركة بدأت بالتعاون مع الجيش الأمريكي في الخليج في يونيو الماضي، وضاعفت نشاطها، لافتاً إلى أن هناك حاجة إلى قطار على هذا الخط.
وذكر التقرير أن من بين البضائع التي تم عبر الجسر البري إلى كيان العدو الصهيوني "الأجهزة الكهربائية، مثل شاشات التلفزيون التي أرسلت إلى إسرائيل قبل الألعاب الأولمبية، بالإضافة إلى أكياس تغليف المواد الغذائية للشركات في إسرائيل، وشحنات المنسوجات من الهند إلى أوروبا".
وأضاف أن الشركة ستبدأ قريباً "في نقل خزانات الهيليوم الفارغة من أوروبا والولايات المتحدة إلى شركة في قطر، عبر ميناء حيفا، حيث يتم نقل الخزانات مع القليل من الغاز المتبقي، ويجب ألا تجف، لأنه إذا تم نقلها بواسطة السفن حول أنحاء إفريقيا، فإن معدل التبخر سوف يستنفدها، الأمر الذي سيتطلب تجديداً مكلفاً قبل الاستخدام التالي".
وأوضح التقرير أنه "يتم فصل البضائع المتجهة إلى الأردن في مصر ونقلها بالشاحنات عبر إسرائيل، وبالإضافة إلى ذلك، بدأ السوق الإسرائيلي في شراء منتجات البناء في الإمارات بدلاً من تركيا، وزيادة التجارة مع دول الخليج، وإيجاد بديل للبضائع التركية".
وتكشف هذه المعلومات بشكل واضح حجم المشاركة الفاضحة والمباشرة للأنظمة العربية العميلة في دعم الكيان الصهيوني اقتصاديا لمساعدته على مواصلة الإبادة الجماعية في غزة، في الوقت الذي تبذل القوات المسلحة اليمنية جهودا كبيرة لمحاصرته والضغط عليه لوقف قتل الفلسطينيين.
ومع ذلك، فإن الجسر البري الذي يسعى الإعلام الصهيوني للترويج له كإنجاز، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعوض الطريق البحري المغلق في البحر الأحمر، لأن النقل البري يتطلب الكثير من التكاليف ولا يستطيع استيعاب كميات وأنواع البضائع التي تنقلها السفن.

 

مقالات مشابهة

  • رعب وفرار وهجوم على البرهان وضباط في منطقة جبيت العسكرية
  • سياسي أنصار الله يدين العدوان على بيروت ويؤكد: القوات المسلحة اليمنية لن تتوقف عن إسناد فلسطين
  • عمليات القوات المسلحة اليمنية كشفت ضعف الدفاعات البحرية الأمريكية
  • مصرع 13 جنديا جزائريا على يد حركة تحرير الجنوب
  • اعلام عبري: القوات اليمنية استهدفت مقر الشركة التي تدير الجسر البري من الإمارات إلى إسرائيل
  • مناصرة اليمن لغزة.. الأبعاد والتداعيات
  • المرحلة الخامسة من التصعيد.. ما السيناريوهات المتوقعة؟
  • بعد تلويحه باستخدام القوة العسكرية ضدها.. إسرائيل تهدد أردوغان بمصير «صدام»
  • التغلب على التحالف الغربي وكسر الردع “الإسرائيلي .. اليمن يراكم انتصارات “الفتح الموعود”
  • يافا وما بعد (تل أبيب)