أكَّد الدكتور مرزوق أولاد عبد الله، أستاذ التعليم العالي بالجامعة الحرة بأمستردام سابقًا وعضو المجلس العلمي المغربي في أوروبا، خلال كلمته في جلسة الوفود ضمن فعاليات اليوم الأول للندوة الدولية الأولى التي تنظمها دار الإفتاء المصرية تحت عنوان "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري" بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الفتوى تمثل أداة أساسية لتحقيق الأمن الفكري وتعزيز الاستقرار في المجتمعات، خاصة في ظل التحديات الفكرية الراهنة.

وأشار الدكتور مرزوق إلى أن الإسلام يولي أهمية كبرى لمفهوم الأمن بمفهومه الشامل، مشددًا على أن الأمن الفكري يُعد جزءًا لا يتجزأ من مقاصد الشريعة التي تهدف إلى حماية الإنسان والمجتمع من الفوضى وسوء الفهم. واستشهد في كلمته بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبرز أهمية الأمن في حياة الأفراد والمجتمعات، قائلًا: "الأمن ليس مجرد غياب الخوف، بل هو طمأنينة وسكينة تشجِّع الأفراد على بناء حياة اجتماعية متكاملة".

وأوضح أن تحقيق الأمن الفكري يتطلب جهدًا مشتركًا من المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية، بالإضافة إلى دَور الأفراد في تعزيز الوعي ومواجهة الأفكار المتطرفة بالحوار البناء والعلم الصحيح. وأكد أن التطرف والغلو غالبًا ما ينشآن عن الجهل بأصول الدين وقواعده، مما يستدعي توجيه الجهود نحو التثقيف والتوعية.

كما دعا د. مرزوق إلى "تبني استراتيجيات شاملة لمواجهة التطرف"، تقوم على نشر قيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات. وأوضح أن "التعليم والتوجيه لهما دور حيوي في تعزيز الأمن الفكري"، مشددًا على أهمية التعاون بين المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية في نشر الوعي بقيم التسامح والاحترام المتبادل.

وفي سياق متصل، حذر د. مرزوق من "المخاطر التي تتهدد المجتمعات من جراء التطرف الفكري"، موضحًا أن "التطرف موجود بدرجات متفاوتة في مختلف الأديان والعقائد، وهو يشكل تهديدًا حقيقيًّا للسلم الاجتماعي". ودعا إلى "رفض جميع أشكال التطرف والكراهية، وتبنِّي ثقافة الحوار والتفاهم".

وفي ختام كلمته، دعا الدكتور مرزوق أولاد عبد الله الجميع إلى "العمل معًا من أجل نشر ثقافة الأمن الفكري، وتحقيق مجتمع يسوده السلام والتسامح، حيث يمكن للجميع أن يعيشوا بكرامة وأمان". وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه الندوة في إحداث تغييرات إيجابية تساهم في بناء مجتمعات أكثر استقرارًا وأمانًا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المؤسسات الدينية الرئيس عبد الفتاح السيسي استراتيجيات الاحترام المتبادل الإفتاء المصرية الأمن الفکری

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: القضية الفلسطينية أولوية في الأمن القومي المصري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة، أن القضية الفلسطينية تعد قضية أمن قومي لمصر، مشددًا على أن الموقف المصري منها ظل أصيلًا، وهو ما يفسر عدم حدوث تطبيع شعبي مع إسرائيل رغم مرور عقود على معاهدة السلام.
وأوضح "يوسف" -خلال ندوة نظمتها نقابة الصحفيين حول الصراع العربي الإسرائيلي- أن هذا الموقف يظهر جليًا في دعم مصر للمقاومة الفلسطينية، بدءًا من حرب 1948 وصولًا إلى التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • «النقل» تؤكد أهمية الممرات اللوجستية التي يجري تنفيذها لربط مناطق الإنتاج بالمواني
  • النيل للإعلام بالفيوم يناقش دور الخطاب الديني في تعزيز الأمن الفكري
  • «النيل للإعلام بالفيوم» ينظم ندوة حول دور الخطاب الديني في تعزيز الأمن الفكري
  • أكد أهمية دورها في تعزيز سلامة الأفراد والممتلكات.. أمير القصيم يرأس اجتماع اللجنة العليا للسلامة المرورية بالمنطقة
  • أستاذ بالأزهر: على العلماء والدعاة التصدي للشبهات وتفنيدها
  • ما هي الزراعة المستدامة التي حظيت باعتراف دولي في 2015؟
  • أثبتت كفاءة.. أستاذ أمراض قلب يكشف أهمية ابتكار مجدي يعقوب لصمامات القلب
  • باحث في شؤون الحركات الإرهابية: رؤية مصرية متكاملة لمواجهة التطرف والعنف
  • أستاذ علوم سياسية: القضية الفلسطينية أولوية في الأمن القومي المصري
  • أستاذ الاقتصاد: التحول إلى الدعم النقدي مفتاح الكفاءة والعدالة الاجتماعية