أستاذ جامعي بأمستردام: دور العلماء ضروري في توضيح المفاهيم المغلوطة
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
أكَّد الدكتور مرزوق أولاد عبد الله، أستاذ التعليم العالي بالجامعة الحرة بأمستردام سابقًا وعضو المجلس العلمي المغربي في أوروبا، خلال كلمته في جلسة الوفود ضمن فعاليات اليوم الأول للندوة الدولية الأولى التي تنظمها دار الإفتاء المصرية تحت عنوان "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري" بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الفتوى تمثل أداة أساسية لتحقيق الأمن الفكري وتعزيز الاستقرار في المجتمعات، خاصة في ظل التحديات الفكرية الراهنة.
وأشار الدكتور مرزوق إلى أن الإسلام يولي أهمية كبرى لمفهوم الأمن بمفهومه الشامل، مشددًا على أن الأمن الفكري يُعد جزءًا لا يتجزأ من مقاصد الشريعة التي تهدف إلى حماية الإنسان والمجتمع من الفوضى وسوء الفهم. واستشهد في كلمته بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبرز أهمية الأمن في حياة الأفراد والمجتمعات، قائلًا: "الأمن ليس مجرد غياب الخوف، بل هو طمأنينة وسكينة تشجِّع الأفراد على بناء حياة اجتماعية متكاملة".
وأوضح أن تحقيق الأمن الفكري يتطلب جهدًا مشتركًا من المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية، بالإضافة إلى دَور الأفراد في تعزيز الوعي ومواجهة الأفكار المتطرفة بالحوار البناء والعلم الصحيح. وأكد أن التطرف والغلو غالبًا ما ينشآن عن الجهل بأصول الدين وقواعده، مما يستدعي توجيه الجهود نحو التثقيف والتوعية.
كما دعا د. مرزوق إلى "تبني استراتيجيات شاملة لمواجهة التطرف"، تقوم على نشر قيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات. وأوضح أن "التعليم والتوجيه لهما دور حيوي في تعزيز الأمن الفكري"، مشددًا على أهمية التعاون بين المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية في نشر الوعي بقيم التسامح والاحترام المتبادل.
وفي سياق متصل، حذر د. مرزوق من "المخاطر التي تتهدد المجتمعات من جراء التطرف الفكري"، موضحًا أن "التطرف موجود بدرجات متفاوتة في مختلف الأديان والعقائد، وهو يشكل تهديدًا حقيقيًّا للسلم الاجتماعي". ودعا إلى "رفض جميع أشكال التطرف والكراهية، وتبنِّي ثقافة الحوار والتفاهم".
وفي ختام كلمته، دعا الدكتور مرزوق أولاد عبد الله الجميع إلى "العمل معًا من أجل نشر ثقافة الأمن الفكري، وتحقيق مجتمع يسوده السلام والتسامح، حيث يمكن للجميع أن يعيشوا بكرامة وأمان". وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه الندوة في إحداث تغييرات إيجابية تساهم في بناء مجتمعات أكثر استقرارًا وأمانًا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المؤسسات الدينية الرئيس عبد الفتاح السيسي استراتيجيات الاحترام المتبادل الإفتاء المصرية الأمن الفکری
إقرأ أيضاً:
مجمع الفقه يُشيد بدور مصر في مواجهة التطرف
أكد الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، أن الفتوى الصحيحة تعد صمام أمان المجتمعات، ودعامة أساسية لتعزيز الأمن الفكري في مواجهة الانحرافات والغلو.
جاء ذلك خلال مشاركته في الندوة الدولية التي نظمتها دار الإفتاء المصرية تحت عنوان "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري"، والتي انعقدت بالقاهرة يومي 15 و16 ديسمبر 2024، برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
إشادة بدور القيادة المصرية
افتتح الدكتور سانو كلمته بتوجيه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه لهذه الندوة الدولية، مثنيًا على الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر في تعزيز الفكر الوسطي والتصدي للتطرف والغلو الفكري.
كما هنأ فضيلة مفتي الجمهورية، الدكتور نظير عياد، على الثقة الكبيرة التي أولاها له الرئيس السيسي، مشيدًا بالدور الحيوي الذي تضطلع به دار الإفتاء المصرية في نشر قيم التسامح والاعتدال.
الأمن الفكري.. الركيزة الأساسية للاستقرار
تناول الأمين العام أهمية الأمن الفكري باعتباره حجر الزاوية في استقرار المجتمعات، موضحًا أن الفكر المنحرف والغلو يشكلان تهديدًا حقيقيًا لاستقرار العالم الإسلامي. واستشهد بما يعانيه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني، مشيرًا إلى أن هذه الانتهاكات الجسيمة تنبع من أفكار متطرفة تتعارض مع القوانين الدولية والقيم الإنسانية.
كما أكد الدكتور سانو أن الفكر السليم المستنير، المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية، هو الأساس لتحقيق التوازن في حياة الإنسان. وأشار إلى أهمية دور الفتوى في توجيه المجتمع نحو الوسطية، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"، مؤكدًا أن الفكر هو المحرك لهذه المضغة التي توجه الإنسان نحو البناء أو الانحراف.
تعاون المؤسسات الدينية لتعزيز التسامح
شدد الأمين العام على ضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات العلمية والدينية، مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء ومجمع الفقه الإسلامي، لتوحيد الجهود في نشر الوسطية والتصدي للفكر المتطرف.
ودعا إلى الالتزام بمنهجية الفتوى الصحيحة التي تراعي واقع المجتمعات ومتغيراتها، مشيرًا إلى أن العلماء والمفتين يحملون مسؤولية كبيرة بوصفهم "الموقعين عن رب العالمين".
اختتم الدكتور قطب مصطفى سانو كلمته بالتعبير عن تقديره لدور مصر في تعزيز الأمن الفكري ومحاربة التطرف، داعيًا الله أن يحفظ مصر قيادة وشعبًا، وأن تكون هذه الندوة خطوة مهمة نحو بناء مجتمعات آمنة ومستقرة تقوم على قيم الوسطية والاعتدال.